RNA tie club كيف بذر لنا عباقرة نوبل !

زائر

نادٍ من نوعٍ خاصٍ جداً، لم يكن يضم مجموعة رياضيين محترفين أو هواة وإنما مجموعة فريدة من نوعها، مجموعةٌ تجاوز أفرادها أشكال العلاقة التقليدية ليكونوا عالـَماً مميزاً يخرج بهم جذرياً عن المعتاد! بدأت قصة هذا النادي المثيرة في عام 1954م حينما أسسه عالم الفيزياء الروسي الهارب من بلده، جورج جامو وقام باختيار أفراده بعناية عالية!

إنهم مجموعة من العلماء المتخصصون في عدة علوم مختلفة يجمعهم هدف مشترك هو فك شِفرة الحياة عبر الكشف عن تركيب ال NA والميكانزم الذكي الذي يسلكه لإنتاج البروتين. هذه الشفرة الغامضة التي تتجاوز كل الرموز التي عرفها التاريخ والمثيولوجيا البشرية! كانت تشكل إغراءً باذخاً لعقول هؤلاء وتدفع بضراوة عبر جاذبيتها إلى الغوص الامتناهي في أعماق النواة النابضة بالحياة. إن هذا الالتقاء في قاسم مُشترك، وهو محبة المعرفة والاستكشاف، يدل على أن للمعرفة شهوةً عارمةً في قلوب بعض الناس تعادل الشهوات الغريزيَّة الأخرى لدى عامة البشر! وأن العلم يُمكن لهُ أن يشكل قيمةً ومبدأً عالياً يلتف أصحابهُ تحت لوائه وينسج بينهم علاقات وطيدة قد تتجاوزُ متانةَ علاقات الدم!.



يتألف النادي من عشرين عضواً ولهذا العدد سبب مثير وعميق في ذات الوقت! هذا العدد يقابل عدد الأحماض الأمينيَّة المعروفة وكان كل عضو يحمل لقباً اسماً علمياً يتألف من الحروف الثلاثة الأولى من كل حمض أميني! فمثلاً فرانسيس كريك كان يلقب ب (تايروسين). كما كانوا يرتدون ربطات عنق منقوشٌ عليها الشكل البنائي للـ NA!،ومن هنا جاءت التسمية، وبجانبها بطاقة هوية مكتوبٌ عليها الاسم واللقب! كما كانت الأوراق المكتبية ذات طابع خاص ومكتوبٌ عليها الشعار التالي: "D die, dn't ty"!.

. في الحقيقة كنت استغرب هذا التصرف من علماء كبار علماً وعُمراً.لكن ذلك سُرعان ما تلاشى حينما استنتجت من انجازاتهم بأن هؤلاء العلماء يريدون أن يحققوا الانهماك التام في الهدف، يريدون أن يروا شكل ال NA الجذاب على صدورهم وصدور رفاقهم ، يريدون أن يُنادَوا و يُنادُوا غيرهم بأسماء ذات أجراس منعشة تربطهم بالحلم، الفكرة الكبرى، إنه حالة من الاندماج السيكولوجي مع مشروعهم، مشروع الكفاح الإنساني!. كانوا يجتمعون بشكل أساسي مرتين في السنة بالإضافة إلى التواصل المستمر عبر الرسائل لتبادل النتائج والمعلومات والمقالات القابلة للنشر، غير أن الحال لم تكن جادةً طوال الوقت، بل كانوا يجتمعون أحياناً حول طاولة لعب الورق والحديث!.


وقد طرح كثير منهم نظريات وتقدم بنقدها آخرون داخل المجموعة دون أن يمس ذلك برباط الزمالة ، فجورج جامو مثلاً قد تعرضت نظريته (the diamnd de mde) للنقد والتشكيك من قبل فرانسيس كريك داخل مناخ علمي رحب،وهذا يعكس لنا مدى خطورة شخصنه النقد بحيث يعتبر النقد العلمي للأطروحة نقداً لذات الباحث كما يحصل في مجتمعاتنا للأسف!. المفارقة المثيرة للتعجب هي أن ثمانية من المجموعة ،ذات العشرين عضوا، قد حصلوا على جائزة نوبل!.

إنني أتساءل؟ هل كان بمقدور الأعضاء الذين نالوا جائزة نوبل أن يحققوها لو كانوا خارج هذه المجموعة؟. هل يُعدُّ حُب المعرفة والاستكشاف والطموح أمراضاً مُعدية؟. هل يمكن أن نرى في كليات الطب لدينا نادياً مماثلاً لنادي ربطات عنق الNA.؟ أتمنى ذلك.




د.متعب العتيبي
-كلية الطب,جامعة القصيم-
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Dr.isra

طبيب
السلام عليكم

لم أصدق ما قرأته...وكأني عشت معهم الحلم الذي أتمنى رؤيته

هي تلك الروح الطيبه في الانسجام الروحي مع الطموح

حقا تعجز كلماتي عن وصف ما قرأت

فهو يتحدث عن عباقرة في هذا الزمان

اكتشاف سر الجينات هو لغز العصر

والسباق لا زال سارياً بين العلماء

لعلنا - وكلي امل- ان ننخرط معهم وان ننفي عمرنا في العلم

موضوع مميز للغايه

كل الشكر الجزيل لك

تقبل تحياتي
 

زائر
شكراااا لك تحياتىىىى
 

زائر
سلام
هنالك وجهتي نظر الاولى هي ان من الرائع تواجد مثل هذا الاندماج بين العلماء وبالتأكيد سينتج طاقات وابداعات جباره بغض النظر عن الجوائز
والتي من الممكن تتطبيقها في العالم الاسلامي والكل يعرف ان المسلمين هم اكبر العلماء في هذا العالم بدون منازع ولكن كافراد وليس كمجموعه وهنا ينبغي وضع النقاط على الحروف
ثانيا الكثير منا يعرف ولا يخفا هذا على احد عاقل ان مثل هذه الجوائز مسييسه ولا تعتمد على الموضوعيه في اختياراتها واكبر دليل هو جوائز التي حصل عليها الاسرائيلون سواء في السلام او الفيزياء او الرياضيات في ال15 سنه الاخيره مع انه لا يوجد انجاز اضافوه سوى اعطاء نظريات بقيت على الورق الى يومنا هذا
اخيرا وهو الاهم بناء مثل هذه المجموعات من شأنه انتاج دول عظمى في العالم وعلى هذا الاساس نهضت الصين
بعلمها وهذا هو الوضع بالنسبه لايران الان فدعم الدوله للعلم بهذا الشكل ودعم جهود الشعب من شأنه انتاج دول كبرى اما في العالم العربي خصوصا فالامر واضح ولايحتاج للشرح للاسف واول حجر عثره في نظري يجب ازالته هو العلماء اللذين يتخفون ويختبؤون تحت اسم الدين
لا اقصد التجريح لكن ليس هكذا امرنا ديننا وليس هذا هو الدين الاسلامي
عذرا على الاطاله لكن ماده ممتازه
 

زائر
جزاكم الله خيرا
ياريت الكل يعرف قيمة العمل فى مجموعة
على رأى أمثال زمان
إيد لوحدها متصقفش(لا تصفق)
 

زائر



شرف وايه من شرف ذاك اللذي حظيت به .. كنت احد طلاب الدكتور متعب ..


دائما مايعملنا معامله الاطباء لا معامله الطلاب .. يشعرك بقيمتك ..


شكرا دكتور متعب على المقاله .. وشكرا أيمن على النقل ..



كل الود
ســـ(أحمد)ـــراب