التصنيفات
الغذاء والتغذية

العنب Grapes

يعتقد أن جنوب البحر الأسود وبحر قزوين في آسيا الصغرى هو الموطن الأصلي لنبات العنب (بالإنجليزية: Grapes، باللاتينية: Vitis Vinifera، العائلة العنبية: vitaceae المشتملة على عدة أجناس تصل إلى 11 جنساً وأهمها vitis المشتمل على الأصناف الأوروبية والأمريكية من العنب).
نبات العنب شجيرة متساقطة الأوراق ومتسلقة بواسطة المحاليق.

ساق العنب رفيعة وطويلة متسلقة حول أي جسم تصادفه وهي بعد أن تكبر تصبح ضخمة نسبياً.

الورقة في نبات العنب قد تكون تامة (كاملة) أو مفصصة (إلى عدة فصوص) كما أن حافتها قد تكون مسننة تسنيناً منتظماً أو أن تكون مموجة. وتتكون الورقة من ثلاث أجزاء الغصن والعنق وزوج من الأذينات (تنشأ الأذينات من القاعدة المنتفخة للعنق ولكنها سرعان ما تجف وتسقط مع نمو الورقة) يحتاج النصل حوالي (30-40) يوماً حتى يصل إلى مساحته الكاملة. وتبدأ الورقة في دخول مرحلة الشيخوخة بعد (4-5) أشهر من تمدد النصل وتعرضه للشمس. كما تزداد سمك الورقة كلما تقدمت في العمر.

المحاليق في نبات العنب هي عبارة عن أفرخ (أفرع) متحورة يستعملها النبات للتسلق وتوجيه الأوراق ناحية أشعة الشمس.

تحمل الأزهار في نورات أو عناقيد زهرية (تخرج من برعم مركب يسمى عيناً حيث يحتوي على ثلاث براعم عادة ما ينمو منها البرعم الوسطي ليعطي الأوراق والمحاليق والعناقيد الزهرية). توجد الأزهار في عناقيد يحمل كل منها عدة مئات من الأزهار وتتركب الزهرة من الكأس المكون من خمس سبلات صغيرة خضراء اللون.

أما التويج فيتكون من خمس بتلات خضراء اللون. تتحد عند القمة لتشكل القلنسوة التي تسقط عند تفتح الزهرة. وتحمل الزهرة خمس أسديه يتكون كل منها من خيط ومتك. أما المتاع فيتكون من ثلاث أجزاء هي الميسم وقلم قصير ومبيض صغير كروي.

ويوجد ثلاث أنواع من الأزهار: وهي الخنثى (تامة)، وتكون في معظم الأصناف العنب الأوروبي. والأزهار المؤنثة حيث تكون الأسدية معكوسة أو قصيرة وهي عادة تعطي حبوب لقاح عقيمة. وتوجد في كثير من أصناف العنب الأوروبي، والأزهار المذكرة ويكون فيها المتاع (عضو التانيث) مختزل ولا يوجد فيه ميسم وقلم بل يوجد فقط مبيض كروي صغير غير قابل للإخصاب.

الثمار عنبية تحمل على عناقيد مختلفة الأحجام والأشكال. وتتكون الثمرة (الحبة) من الجلد واللب والبذور، حيث يشكل الجلد حوالي (5-12)% من وزن العنقود الثمري المكتمل النمو. أما اللحم أو اللب فهو عبارة عن الجزء الطري من جدار المبيض والمحاط بالجلد، ويمثل حوالي (80-90%) من وزن الثمرة. وقد يكون اللحم شفافاً لا لون له وقد يكون أحمر فاتح إلى أخضر داكن.

أما البذور فيختلف عدد من (صفر-4) بذور وتحتوي البذرة على نسبة عالية من المواد التأنينية (5-8%) ونسبة زيت تتراوح بين (10-20%) من وزن البذرة. والبذرة كمثرية الشكل ذات قاعدة منقارية الشكل تحتوي على أخدودين على الجانب ألبطني.

حاجات الزراعة

تحتاج شجيرات العنب إلى صيف طويل جاف وحار وشتاء بارد.

وتتكاثر شجيرات العنب بالبذور، وبالعقلة الساقية (جزء من القصبة تحتوي على الأقل على (3-5) عيون وتجهز العقلة بطول (36-48)سم وقطر (8-13) ملم حيث تؤخذ من النبات وتغرس في خطوط المشتل في بداية شهر شباط على مسافة (30-40)سم وتغرس العقلة بحيث يترك برعمين فقط فوق سطح الأرض. وفي نهاية شهر شباط من العام الثاني تقلع الشتلات وتزرع في الأرض الدائمة).

وتتكاثر شجيرات العنب أيضا بالتطعيم، والتركيب اللساني (ويتم بعمل برية مائلة في ساق الأصل بطول (1،5-2) سم ثم يعمل شق في البرية وتكرر العملية في قاعدة الطعم الذي يكون طوله (15-20)سم ويركب على ساق الأصل بحيث يتداخل اللسانان). وكذلك يتكاثر العنب بالترقيد.

تغرس الشتلات عادة في البستان الدائم في شباط وحتى النصف الأول من آذار حيث تكن أبعاد الجورة (30×50×40) سم. وأبعاد الزراعة بين الشتلات تكون تبعاً لطريقة الزراعة المتبعة ففي التربية الرأسية تكون مسافة الزراعة (2×2)م. كما يجب أن يظهر فوق سطح التربة برعمين فقط، تدخل شجيرات العنب في الإثمار منذ السنة الثانية أو الثالثة للزراعة وتصل ذروة الإنتاج في السنة العاشرة.

تتميز أزهار الأصناف الأوروبية بأنها مخصبة ذاتياً. ويبدأ نمو الأفراخ في الربيع عندما تصل درجة الحرارة إلى (10) مئوية. و بعد حوالي (6-10) أسابيع من بدء نمو الأفراخ الخضرية تزهر العناقيد في شهر أيار ويتم التلقيح والإخصاب ثم ينمو المبيض ويتطور معطياً الثمرة (الحبة). يتم جني الثمار في شهر (تموز – تشرين أول) على اختلاف بين الأصناف ودرجات الحرارة السائدة.

المكونات الفعالة والاستعمالات

العنب من أفضل الفواكه وأكثرها منافع وهو يؤكل رطباً ويابساً وأخضراً ويانعاً وهو فاكهة من الفواكه، وقوت من الأقوات، وأدم من الآدام، ودواء من الأدوية، وشراب من الاشربة، وهو أحد الفواكه الثلاث التي هي ملوك الفواكه، هو و الرطب والتين.

أجوده اللحم الأبيض، ثم الأحمر، ثم الأسود. والمتروك بعد قطفه يومان أو ثلاثة أحمد من المقطوف في يومه.

يحتوي العنب على أحماض عضوية مثل حمض الطرطريك والستريك وهي تعمل كملين طبيعي للقناة الهضمية وتساعد على عمليات الهضم. كما يحوي العنب على القواعد التي تعادل الأحماض الضارة أو المتخلفة في الجسم لذلك لا ينتج عنه ارتباكات في الجسم كما يحتوي على أكاسيد كالسيوم وبوتاسيوم وحديد وفسفور وهذه تعادل الحموضة في الدم وهي ضرورية لبناء الجسم خاصة العظام والأعصاب.

ويعد العنب من أغنى الفواكه الصيفية في مركبات الحديد التي تدخل في تكوين الدم ولهذا فهو أنسب الأغذية التي تقدم للمصابين بفقر الدم (الأنيميا) ويحتوي العنب على فيتامين (أ،ب،ج،ب2). وعلى مواد سكرية بمقادير كبيرة سهلة الهضم والامتصاص.

ويفسر تأثير العنب في المعدة أنه بعد وصوله إليها يحدث تخمر ينشأ عنه غازات ومواد حافظة تحول دون تعفن الأغذية بالقناة الهضمية وذلك لقتلها للجراثيم الضارة ومنع تكوين المواد السامة وبالأخص بعد تناول غذاء يحتوي على كثير من المواد البروتينية.

يحتوي (100)غم من العنب على (81.4)غ ماء و (0.6غ) بروتين و (0.3غ) دهون و(17.3)غ كربوهيدارت (أغلبها سكر جلوكوز مما يجعله مصدر عالي للطاقة ولذلك يعد عصير العنب من خير المنشطات والمقويات).

فوائد العنب الطبية

1. يسمن ويخصب البدن ويسهل الطبع (فهو ملين للطبيعة خاصة إذا القي عجمه).

2. ينفع لعلاج الصدر والرئة، فيعمل من عصيره مشروب ذو تأثير كبير ضد السعال وآفات الرئة).

3. يزيد من ألباه.

4. يقوي البصر والأعضاء.

5. يقوي القلب.

6. مفيد للمعدة.

7. شاي أوراق العنب فيه خاصية إدرار البول والقبض ولذلك يوصف في حالات: الدوسنتاريا والإسهال، وانحباس البول، واليرقان.

8. يوصف العنب علاجاً شافياً بإذن الله تعالى للرمل وأمراض الكلى والإسهال.

9. إذا أخذت أوراق العنب وعصرت نفعت من قروح الأمعاء ووجع المعدة.

10. إذا أخذت قضبان العنب وعصر وشرب سكن القيء.

11. وعساليج العنب- المعروفة بالشريين- تفجر وتحلل ضماداً، وتقبض وتحبس وتشد الأعضاء مطلقاً. وتسلق مع الثوم والزيت فتصلح النفس وتزيل الغثيان والصفراء وتفتح الشهية وتساعد على الهضم.

12. وقد عرفت للعنب خاصية التقوية منذ القدم وقد أثبتت التجارب أن تناول العنب يزيد من إدرار البول ويقلل حموضته. كما يخفف نسبة حمض البوليك (وهذا الحمض من أعدى المخلفات الغذائية على الصحة).

13. والعنب يفعل في الأمعاء فعلاً مليناً، ويقلل الاختمارات فيها. ويزيد من خاصية الجسم لاختزان المواد الدهنية، وتنبيه وظائف الكبد، فيزيد من إدرار الصفراء.

14. والعنب يساعد الجسم على اختزان المواد الآزوتية والدهنية. فتزيد بذلك مقاومة الجسم للضعف وتزيد كذلك مقاومته للأمراض.

15. وكثير من الأطباء اعتمدوا في علاج حالات مرضية كثيرة على العنب ونصحوا بتناول (200)جرام من العصير على الريق صباحاً، ومثلها بعد خمس ساعات كل يوم خلال موسم العنب، فان ذلك يحفظ الجسم من كثير من العلل والآفات.

16. والعنب يقلل بإذن الله تعالى من الإصابة بالسرطان، فقد لوحظ أن الإصابة بمرض السرطان تقل بدرجة ملحوظة في البلدان التي يكثر فيها زراعة العنب واستهلاكه، كذلك وجد أن المريض يتخلص من آلامه خلال بضعة أيام ولا يعود يحتاج إلى عقاقير مهدئة أو منومة. وفي الحالات القابلة للشفاء كان المريض يتقدم ببطء نحو الشفاء بفضل ما للعنب من أثر فعال في تنقية الدم وإزالة الاضطراب المفاجئ في نمو أنسجة الجسم.

17. يشرب (700-1400) جرام من عصير العنب يومياً لإدرار وتطهير المعدة وتخفيف حمض البوليك، والتخلص من الإمساك، وبعض حالات التسمم، وكذلك في حالات البواسير وإذابة الحصى.

18. للتخلص من السموم يشرب ثلاث أكواب من العصير يومياً بعد تناول الطعام بوقت طويل.

19. الزبيب المجرد من البذور فيه خواص العنب الطازج وهو منشط جداً ومقوٍ وفيه الخصائص اللازمة لتسكين الآلام. وشفاء أمراض الصدر وأمراض المسالك البولية والكبد والقصبة الهوائية بإذن الله تعالى.

20. يستعمل عصير العنب لغسل الوجه وترطيبه، وذلك بمسح الوجه باستخدام قطعة من القطن بعد غمسها في العصير. يترك الوجه مبللا بالعصير لمدة عشر دقائق حتى يجف ثم يغسل بماء فاتر مع قليل من بيكربونات الصوديوم.

21. يقول الطبيب العالمي (جان فالنيه) وهو من رواد الطب الطبيعي: العنب هاضم جداً منشط للعضلات والأعصاب، مجدد للخلايا وطارد للسموم، مرطب، مطهر، مفرغ للصفراء. وهو ينفع في: فقر الدم، وزيادة الوزن، والإرهاق، ودور النقاهة، ونقص الغذاء والهزال وضعف الأعصاب والعظام. واضطرابات الكبد والطحال، والحصى والتسمم، والعاهات الجلدية والتهاب الأمعاء وهو نافع أيضاً للعناية بالوجه

22. ومن فوائد الحصرم الطبية: يسكن العطش، ويعالج الدوخة، يطيب العرق، إذا طبخ بورق الزيتون حتى يبقى في الإناء 4 جرام ووضع على الأسنان قلعت من غير آلة، إذا عصر الحصرم وجفف في الشمس ثم أخذ نفع من ضيق التنفس.

23. وقد أطال أطباء العرب الأوائل في ذكر فوائد العنب الطبية، ومما قالوه: أنه أجود الفواكه غذاء، يسمن ويصلح هزال الكلى، ويصفي الدم، ويعدل الأمزجة، وينفع من السوداء والاحتراق. وقشرة يولد الاخلاط الغليظة، وكذا بذره، وقالوا: لا ينبغي أن يؤكل فوق الطعام، وهو مرطب منظف للقناة الهضمية، نافع للأمراض الالتهابية، ومفيد للكلى والطحال، والأمراض المعدية والعصبية، والتهاب الأمعاء، والإمساك.

أضراره

– النضيج منه أجو واحمد، وبطئ العهد بالقطف أفضل، فإن الطري منه منفخ مطلق للبطن.

– الإكثار منه مصدع للرأس ومعطش ويصلحه الرمان المز.