التصنيفات
صحة المرأة

سكري الحمل Gestational diabetes

يحدث سكري الحمل – نوع من السكري يظهر فقط خلال الحمل – حين يصبح الجسم أكثر مقاومة للأنسولين (هرمون يجعل الجسم يحول السكر في الدم إلى طاقة) وأقل قدرة على تنظيم السكر الزائد في الدم في أثناء الحمل بفاعلية. ونظرًا لأن سكري الحمل عادة ما يبدأ في الفترة التي تتراوح ما بين الأسبوعين الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الحمل ، فستكون اختبارات فحص الجلوكوز روتينية في الأسبوع الثامن والعشرين تقريبًا .

ومع ذلك، إن أصبت بالسمنة في فترة الحمل، قد يظهر سكري الحمل في فترة أبكر (أو قد تعانين سكري النوع الثاني غير المشخص)، ولهذا السبب قد يوصي طبيبك الممارس بالفحص بشكل أبكر وأكثر. غالبًا ما يختفي سكري الحمل تقريبًا بعد الولادة، لكن إن أصبت به، فسيتم فحصك بعد الولادة للتأكد من اختفائه.

لن يضر السكري، النوع الذي يبدأ في أثناء الحمل والنوع الذي بدأ قبل حدوث الحمل، بالأم أو جنينها إن تمت السيطرة عليه تمامًا؛ لكن إن تم السماح بسريان السكر الزائد في دماء الأم ودخوله في دورة دم الجنين عبر المشيمة، فستكون المشكلات المحتملة للأم وجنينها خطيرة.

النساء اللاتي يعانين سكري حمل غير منضبط هن أكثر عرضة لإنجاب طفل ضخم للغاية، ما قد يعقد الولادة. وهن معرضات أيضًا لخطورة الإصابة بتسمم الحمل وولادة جنين ميت (الإملاص). قد يؤدي السكري غير إلى مشكلات محتملة للطفل بعد الولادة، كاليرقان، وصعوبة التنفس وانخفاض مستويات السكر في الدم. وقد يصبح الطفل عرضة لخطر متزايد للإصابة بالسمنة والنوع الثاني من السكري.

تشير الأبحاث أيضًا إلى أن سكري الحمل المبكر وغير المنضبط (الذي يحدث قبل الأسبوع 26) عند الأم مرتبط بزيادة فرصة إصابة الطفل بالتوحد؛ لكن من المهم أن تتذكري أن هذه الآثار السلبية المحتملة لا تنطبق على الأمهات اللاتي يحتجن إلى إبقاء السكري في دمائهن تحت السيطرة.

ما مدى شيوع سكري الحمل

سكري الحمل شائع نسبيًّا ويؤثر على نسبة تتراوح ما بين 7٪ إلى 9٪ من النساء الحوامل، ونظرًا لأنه أكثر شيوعًا بين النساء السمينات، فإن معدلات سكري الحمل المتزايدة تقترن بمعدلات السمنة المتزايدة أيضًا في الولايات المتحدة. والأمهات المستقبليات الأكبر سنًّا يكن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، وأيضًا اللاتي لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بالسكري أو بسكري الحمل. والأمريكيون الأصليون والأمريكيون ذوو الأصول الإسبانية والأمريكيون الأفارقة معرضون كثيرًا وبطريقة ما إلى الإصابة بسكري الحمل.

ما علامات وأعراض سكري الحمل؟

لا تعاني أغلب النساء المصابات بسكري الحمل أية أعراض، رغم أن القليل منهن قد يشعرن ب:

  • عطش غير عادي
  • تبول مستمر بكميات كبيرة
  • الإجهاد (الذي يصعب التفريق بينه وبين إجهاد الحمل)
  • وجود السكر في البول (يتم رصده في زيارات روتينية إلى الطبيب الممارس)

ما الذي يمكنك فعله أنت وطبيبك الممارس؟

في الأسبوع الثامن والعشرين (أو في وقت أبكر إن كنتِ زائدة الوزن أو تعانين السمنة أو لديك عوامل خطورة أخرى)، فستخضعين لاختبار فحص الجلوكوز وستتعرضين، إن لزم الأمر، إلى اختبار أكثر تفصيلًا مدته 3 ساعات وهو اختبار تحمل الجلوكوز. إن أظهرت هذه الاختبارات أنك تعانين سكري الحمل، فسيضع لكِ طبيبك الممارس على الأرجح حمية غذائية خاصة (شبيهة بالحمية الغذائية الخاصة بالحمل)، وسينصحك بممارسة الرياضة بانتظام وسيوصيك بإبقاء اكتسابك للوزن في الحدود المسموحة وإبقاء سكري الحمل لديك تحت السيطرة.

قد تحتاجين أيضًا إلى تفقد معدلات الجلوكوز في دمك في المنزل. وإن كانت الحمية الغذائية والتمارين الرياضية وحدها غير كافية للتحكم في مستوى السكر في دمك (هي كذلك دائمًا)، فقد تريدين إكمال العلاج بالأنسولين. يمكن إعطاء الأنسولين على هيئة جرعات، أو قد يستخدم دواء ميتفورمين (أو الأقل شيوعًا، الجليبورايد) كعلاج بديل لسكري الحمل.

ولحسن الحظ، يمكن إزالة جميع المخاطر المحتملة والمرتبطة بسكري الحمل تقريبًا من خلال التحكم الدقيق في مستويات السكر في الدم الذي يتم القيام به خلال الرعاية الذاتية والطبية الجيدة.

التعامل مع الحامل المريضة بالسكري

المفتاح الرئيسي للتعامل مع الحامل المريضة بالسكري بشكل ناجح – سواء كان السكري من النوع الأول (والذي لا يفرز فيه الجسم الأنسولين) أو النوع الثاني (والذي لا يستجيب الجسم فيه كما ينبغي للأنسولین) – هو تحقيق معدلات جلوكوز دم طبيعية قبل الحمل، والحفاظ عليها خلال التسعة أشهر التالية له، وستكونين قادرة على القيام بهذا من خلال اتباع نظام غذائي جيد (سيکون في الغالب مشابها للنظام الغذائي للحمل، حيث يحتوي على سكريات محدودة وحبوب كاملة، وكثير من الأطعمة الغنية بالألياف البروتينية والوجبات الصحية الخفيفة)، وتمارین منتظمة، ومراقبة دقيقة لسكر الدم، والعلاج المناسب (الأنسولين عند الضرورة). كذلك سيُحدد لك هدف لاكتساب وزن مناسب للحمل، والذي يكون الالتزام به مهماً على نحو خاص لأن اكتساب الكثير من الوزن الزائد يمكن أن يعرضك لخطر حدوث مضاعفات للحمل.

للتأكد من سير كل هذه الأمور على نحو جيد، ستُراقبين طبيا بشكل دقيق في أثناء الحمل. فبالتزامن مع إجراء اختبارات منتظمة لمستويات سكر الدم، ستخضعين أيضا لعمل فحوصات للبول (لقحص وظائف الكلى) وفحوصات العين (لفحص شبكية العين)، وسيتم فحص جنينك بواسطة عمل تخطيط لصدى القلب (للتأكد من أن قلبه ينمو بدون مشکلات)، كذلك سيتابعك طبيبك عن قرب للكشف عن ظهور علامات مبكرة لتسمم الحمل وسكري الحمل؛ لأن المصابين بمرض السكري یکونون عرضة لخطر أكبر بالقياس لهذين المرضين.

ولأن أجنة الأمهات المصابات بمرض السكري، ينمون أحيانا إلى حد الوصول لأحجام ضخمة، حتى لو كان وزن الأم مضبوطا كما هو محدد، ستتم مراقبة نمو الجنين بدقة أكبر باستخدام الموجات فوق الصوتية، فالأجنة الأثقل وزنا يجعلون من الولادة عملية أكثر صعوبة (حيث توجد احتمالية أكبر لحدوث مضاعفات للولادة و/ أو إجراء ولادة قيصرية حينما يكون الجنين ضخما)، وربما تكون الولادة المبكرة ضرورية إذا تفاقمت المشكلات في مرحلة متأخرة من الحمل، لكن فريقك الطبي سيضمن أن رئتي الطفل نامیتان بما يكفي قبل القيام بتحفيز المخاض أو إجراء عملية قيصرية.

أخيرا، إذا كنت تخططين للإرضاع الطبيعي، فحاولي أن تبدئي في أقرب وقت بعد الولادة (بشكل نموذجي خلال 30 دقيفة) وأطعمي طفلك كل 2 إلى 3 ساعات لتمنعي حدوث الهيبوجليسيميا  Diabetic hypoglycemia (نقص السكر في الدم). ولتقومي بذلك على نحو امن، لا يتم إخراج الأطفال المولودين لأمهات مصابات بمرض السكري من المستشفى حتى تصل معدلات جلوكوز الدم لديهم إلى مستواها الطبيعي وكذلك القدرة على التغذية بطريقة طبيعية.

هل يمكن الوقاية من سكري الحمل؟

قد تساعد العديد من الخطوات ذاتها التي يمكن اتخاذها للتحكم في سكري الحمل على الوقاية منه في المقام الأول . فالإنجاب في وزن مثالي يقلل من الخطورة، وأيضًا اكتساب الوزن الملائم خلال الحمل، ويمكن كذلك للعادات الغذائية الجيدة (تناول الكثير من الفاكهة والخضراوات والبروتينات خالية الدسم والبقوليات والحبوب الكاملة والحبوب المقشرة والبطاطا البيضاء، والتأكد من أنك قد حصلتِ على ما يكفي من حمض الفوليك) والتمارين المستمرة (تظهر الدراسات أن النساء السمينات اللاتي يتمرنَّ، يقل خطر إصابتهن بسكري الحمل إلى النصف) أن تقوم بالدور نفسه.

تعرضك الإصابة بسكري الحمل إلى خطورة أكبر للإصابة بالنوع الثاني من السكري بعد الحمل. لكن إبقاء حميتك الغذائية صحية والحفاظ على وزن طبيعي أو اكتسابه، والأكثر أهمية، أن الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية بعد ولادة الطفل مباشرة (ولاحقًا)، يقلل من هذه الخطورة بشكل كبير. ورضاعة الطفل تقوم بالدور ذاته أيضًا؛ إذ يقول الخبراء إن الرضاعة تحسن من أيض الجلوكوز وحساسية الأنسولين؛ ما يقلل من خطورة الإصابة بالسكري على مدار الطريق بمقدار النصف – وكلما أرضعتِ، قل تعرضك للخطورة.