لمّا كان من الصعب في كثير من الحالات معرفة الوقت الذي حملت فيه الأم بالتحديد، وكان من الصعب بالتالي معرفة المدة التي قضاها الجنين في بطن والدته قبل أن يولد، لذلك أصطلح الأطباء في العالم على أن يعتمدوا في قرارهم هل المولود الجديد كامل النمو أم أنه ولد قبل الأوان؟
على وزن الطفل عند ميلاده، وليس على عدد الأشهر التي قضاها في بطن والدته، وهو أمر لا يمكن التأكد منه في كثير من الحالات. واتفقوا على أن يعتبروا الطفل الذي يزن عند ميلاده 2.5 كيلو غرام أو أقل، طفلاً خديجاً، لم يستوف أشهر الحمل الكاملة.
برغم أن هذا الاصطلاح يسهّل الأمور وله فوائد عملية، فإنه غير دقيق جداً، لأن وزن الطفل عند ميلاده لا يدّل دائماً وفي كل الحالات على عدد أشهر الحمل. وأقوام وشعوب مختلفة يزن أطفالها عند الميلاد أوزاناً مختلفة، فاليابانيون والهنود مثلاً يزن أطفالهم عند الميلاد أقل مما يزن أطفال أوروبا. برغم أن الأطفال في كلتا الحالتين قد استوفوا أشهر الحمل كاملة. وفي حالة الشعوب الآسيوية قد يزن الطفل 2.5 كيلو غرام أو أقل، ويكون برغم ذلك مستوف أشهر الحمل. والأمهات الصغيرات الحجم والوزن يملن لولادة أطفال قليلي الوزن. وقد يكون طول الطفل عند مولوده ذا قيمة أكبر في الدلالة على استيفائه أشهر الحمل أو عدم استيفائه لها. ولكن قياس طول المولود بصورة دقيقة ليس أمراً سهلاً يمكن أجراؤه بدقة وبلا خطأ. وإذا زاد طول المولود عن 18.5 بوصة أعتبر مستوف لأشهر الحمل.
والعادة أن الطفل لا يعتبر قادر على العيش إلا بعد أن يتم كجنين 28 أسبوعاً في بطن والدته. ولا يمكن وضع علاقة ثابتة وصحيحة في كل الظروف بين وزن الطفل الخديج عند ميلاده وقدرته على العيش. على أن الأطفال الذين يولدون ووزنهم أقل من كيلو غرام واحد نادراً ما يعيشون، ولو أن هناك حوادث قليلة عاش فيها أطفال كان وزنهم أقل من ذلك. ويمكن القول بصورة عامة أنه كلما زادت مدة حمل الطفل الخديج، كلما زادت قدرته على العيش.
الطفل الخديج The premature baby
عرفت الأكاديمية الأمريكية للأطفال الطفل الخديج بأنه هو الذي يكون عمرهُ الرحمي 37 أسبوع أو أقل بغض النظر عن وزنه ولكن في الغالب يكون وزنه أقل من 2.5 كغم. تتراوح نسبة ولادة الأطفال غير مكتملي أشهر الحمل ما بين 5-8% من عدد المواليد وحوالي 70% من الوفيات تحدث في الأيام الأولى من حياة الطفل. في الطفل الخديج تكون أعضاء الجسم غير ناضجة للقيام بوظائفها الطبيعية. وكثيراً ما يصيبه اليرقان البسيط فيكون ذا نتائج خطيرة عليه.
فالخديج: هو الجنين المولود قبل أن يتم أربعين أسبوعاً داخل رحم أمه، فقد يمضي ما بين 36-38 أسبوعاً في رحم أمه، أما إذا ولد الطفل قبل الأسبوع 24 من الحمل فنادراً ما يبقى على قيد الحياة. ولكن لحسن الحظ أن النوع الأول أكثر شيوعاً من النوع الثاني ومع التقدم والتطور الصحي تزداد فرص بقاء الخديج على قيد الحياة.
ونظراً لكون الجنين ولد قبل موعده فيكون بذلك قد خسر على الأقل 2-4 أسابيع لازمه لاكتمال وتطور نموه ولهذا يحتاج إلى مكان ليكمل فيه هذه الأسابيع وهذا المكان أشبه ما يكون برحم اصطناعي يُدعى الحاضنة.
أسباب ولادة الطفل الخديج
1- في حوالي 28% من الحالات يكون مجيء الطفل الخديج مصحوباً بمضاعفات الحمل مثل تسمم الحمل والنزيف الرحمي المبكر.
2- إن إصابة الأم بمرض مزمن، كالسكري والقلب مثلاً، مسؤولة في 11% من الحالات عن ولادة الطفل الخديج.
3- الأطفال التوائم يغلب أن يولدوا قبل تتمة أشهر الحمل، وهذه الحالات مسؤولة عن حوالي 17% من الأطفال الخديج.
4- تصاحب التشوهات الخلقية ولادة الطفل الخديج في حوالي 5% من الحالات.
5- من 1%-3% من الحالات يستعجل الأطباء الولادة لأسباب طبية كاملة كإصابة الأم بمرض السكري أو الخوف من موت الطفل عندما يكون دم الأم سلبي بالنسبة لعامل. (RH)
6- يلاحظ أن حدوث الولادة المبكرة هو أكثر في الأمهات قبل سن ال 20 سنة وبعد سن ال 35 سنة منه في سنين العمر الأخرى. مما يدعو للظن أن هناك علاقة بين سن الأم وولادتها لأطفال خدج.
7- يلاحظ أيضاً أنه كلما ارتفع مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كلما قلت نسبة حدوث الولادة المبكرة (أي الولادة قبل تتمة أشهر الحمل) ولعل السبب في هذا الأمر يتعلق بجودة أو سوء الغذاء والإرهاق في العمل في البيت أو الوظيفة، والقلق وغيرها من الأسباب التي تصاحب في أغلب الأحيان قلة الدخل. وقد لوحظ أيضاً أن هناك علاقة بين كثرة التدخين وبين ميلاد الأطفال الخدج. على أنه في حوالي 40% من حالات ولادة الأطفال الخدج لا يمكن اكتشاف أي سبب كان يمكن أن تعزي إليه الولادة المبكرة.
8- سوء تغذية الأم. وتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإرهاق في العمل والتدخين وتناول الأم لبعض العقاقير.
9- صغر عمر أو حجم الأم. أو وجود تشوهات أو اضطرابات في المشيمة والتشوهات الخلقية واضطرابات وضع الجنين في الرحم.
10- بدون أسباب واضحة.
11- الحالة النفسية للأم. وتعرض الأم لحادث يؤثر عليها جسدياً.
12- أطفال الأنابيب.
أمراض الخديج
– الشذوذات الخلقية.
– أمراض ذات الرّئة والقصبات.
– تسمم الدم.
– النزف الرئوي.
– انخفاض مستوى السكر في الدم.
– التخلف العقلي.
– الشلل الدماغي.
دلالات الولادة قبل الأوان (خصائص الطفل الخديج)
تختلف دلالات الولادة قبل الأوان وتتعدد إلاّ أن نقصان الوزن عن 2.5 كغم هو الأكثر شيوعاً إضافة إلى ما يلي:
1-أن يكون طوله أقل من 47 سم وبعض العلماء يقول أن يكون طوله أقل من 45 سم.
2- أن يكون طول قدمه أقل من 7 سم.
3- أن يكون جلد الطفل رقيقاً خالياً من الطلاء الدهني منكمش. ضارباً إلى الحمرة (أزرق اللون، أصفر اللون). وأن يكون جلد الطفل مغطى بشعر.
4- عظامه لينة ورقيقة لا سيما عظام الجمجمة.
5- وظائف أعضاءه غير نشطة.
6- تنفسه سطحياً وصراخه ضعيفاً وحركاته على العموم بطيئة.
7- لا يرضع بسهولة ولا يتبرز كل يوم.
8- قد يتأخر انفصال الحبل السري أسبوع أو أكثر.
9- تكون درجة حرارة جسمه منخفضة وتتغير تبعاً لحرارة الجو المحيط به وذلك لعدم نضوج مركز تنظيم الحرارة. والصوت ضعيف يشبه الصأصأه.
10- يلحظ لديه في أكثر الأحيان شيء من الارتعاش في عضلات الوجه في أثناء النوم.
11- يكون الرأس كبيراً بالنسبة للجسم والأذن مرتخيتين بسبب طراوة غضروفهما ورقته.
12- ازرقاق الأطراف الأربعة بسبب ضعف الدورة الدموية.
13- الوجه صغير، وتكون الأذنان لينتان لقلة المادة الغضروفية، والعينان جاحظتان.
14- مقاومة الطفل للعدوى ضعيفة.
15- الأعضاء التناسلية للأنثى تكون غير ناضجة تماماً ويمكن رؤية الشفرات الصغيرات والنظر من خلال الشفرات الكبيرة في القناة التناسلية لعدم نضوجها.
ويصاب الطفل الخديج أحياناً بنزيف في الرئتين مما يزيد في اضطراب التنفس عنده ثم أن الكليتين والأمعاء والكبد تعمل جميعها لديه بصورة أقل كفاءة منها في الطفل المكتملة أشهر حمله. والطفل الخديج معرض أكثر من الأطفال العاديين للإصابة باليرقان، ويتأخر شفاؤه منه عن غيره من الأطفال. وسبب ذلك نقص أو عدم نضوج كثير من الأنزيمات عنده التي يجب توافرها للشفاء من اليرقان الفسيولوجي.
ويكون الجهاز العصبي في الطفل الخديج غير مكتمل النمو لذا فإن قدرته على البلع والسعال والأفعال الانعكاسية تكون غير مكتملة وقد تكون ضعيفة جداً عند مولده. ويقضي الطفل الخديج أكثر الوقت نائماً وهو قليل الحركة والصياح بالنسبة لغيره من الأطفال كما أن مقاومته للعدوى الميكروبية ضعيفة، وهو لهذا معرّض لكثير من الأمراض. ويبقى في الغالب بقية حياته أقل وزناً وحجماً من أقرانه من الأطفال.
المشاكل التي تواجه الطفل الخديج وأسبابها
إن عدم النضوج من الناحيتين الوظيفية والتشريحية يؤدي إلى حدوث المشاكل عند الطفل الخديج.
1- المشاكل النفسية، والتي تعود إلى:
– عدم نضوج وتطور الهيكل العظمي والجهاز العضلي وعضلات الصدر.
– ضعف انعكاس التثاؤب والسعال.
2- المشاكل في التغذية، والتي تعود إلى:
– ضعف انعكاس المص والبلع.
– ضعف حجم المعدة وسعتها تؤدي إلى (التشردق، قلة تناول الطعام، انتفاخ البطن والقيء).
3- عدم القدرة على المحافظة على درجة حرارة الجسم، وتعود إلى:
– الفقدان السريع لدرجة حرارة الجسم.
– عدم النشاط والحركة واضطراب في عملية البناء والهدم في الجسم.
– صعوبة التمثيل الغذائي وقلة كمية الدهون الموجودة تحت الجلد.
– ضعف الدورة الدموية.
4- قلة المناعة وزيادة تعرض الطفل الخديج للعدوى والالتهابات التي تعود إلى قلة المناعة التي حصل عليها الطفل من الأم أثناء أشهر الحمل الأخيرة عن طريق المشيمة، تسبب الولادة المبكرة وكذلك عدم قدرته على الرضاعة الطبيعية والتي تزوده ببعض المناعة.
5- مشاكل الجهاز العصبي المركزي، والناتجة عن:
– عدم نضوج الجهاز العصبي المركزي.
– الاختناق.
– النزيف الداخلي في الدماغ بسبب طول فترة التجلط التي يحتاجها الدم عند الطفل الخديج.