التصنيفات
العظام | المفاصل | العضلات

وخز وخدر وحرقان في الجسم: الأسباب

إن الإحساس بالوخز الخفيف الشامل في أنحاء الجسم – كما يحدث أثناء أخذ حمام دافئ، أو جلسات التدليك قد يكون له مردود ممتع، أما التعرض لوخز قوى حاد والمعروف طبياً باسم انحراف الإحساس فهذا قد يدل على شيء يتجاوز مجرد المتعة الحسية. وانحراف الإحساس هو مجموعة من الأحاسيس غير الطبيعية مثل: الخدر، والحرقان، والنخس، والوخز، أو الإحساس بأن القدم أو الذارع نائمة.

وقد يدل انحراف الإحساس على حالة العصب الموخوز، وهي – مثل انحراف الإحساس – حالة قد تصيب أي عضو بالجسم، وهي تنتج عن الحركات المتكررة، أو إصابات المفاصل والعمود الفقري أو الأمراض فيها. ومن الأنواع الشائعة جداً لحالة العصب الموخوز المزمنة حالة تعرف باسم متلازمة احتبال العصب. وتتضمن اختلالات الاحتبال مرفق لاعبى التنس، ومتلازمة النفق الرسغي – والتي تؤثر على اليدين، والرسغين، والساعد، كما تتضمن متلازمة النفق الكاحلي التي تؤثر على القدم.

وقد يدل انحراف الإحساس أيضاً على العديد من الحالات الأخرى المرتبطة بالعصب الموخوز، والتي تتضمن الحمل، وإصابات العمود الفقري، وحالات تمزق الفقرات الغضروفية أو فتقها، بالإضافة إلى الخراريج في المخ أو أورامه.

وأحياناً ما يمثل الخدر والوخز دلائل تحذيرية على الصداع النصفي، أو نوبات الصرع، كما قد يشيران أيضاً إلى النوبات الحسية المرضية، وهي نوع من الصرع يتضمن انحرافات في الحواس وليس تشنجات. وقد يدل الخدر والوخز أيضاً على العديد من الأمراض المناعية والنظامية الخطيرة مثل قصور الدرقية، ومرض السكر، واللحمانية، وهي خلل التهابي خطير لكنه نادر، ولا يظهر في بدايته إلا القليل من الدلائل إن أظهر أيها، لكنه إذا استفحل فقد يؤثر على الكثير من أعضاء الجسم بما في ذلك الجلد، والعينين، والأذنين، والأنف، والأعضاء الداخلية.

وخدر الوجه، أو الجذع، أو الأطراف أيضاً من أكثر الدلائل التحذيرية المبكرة شيوعاً على الخلل العصبي العضلي المعروف طبياً باسم التصلب المتعدد. وبالإضافة لذلك، فقد يكون انحراف الإحساس دلالة على نقص فيتامين (ب12)، بل وعلى الأنيميا الخبيثة – وهي نوع خطير من الأنيميا (يقلل عدد كرات الدم الحمراء) وتنتج عن عدم قدره الجسم على امتصاص فيتامين (ب12). والمثير أن زيادة نسبة فيتامين (ب6) قد تؤدى لانحراف الإحساس، كما هي الحال مع زيادة نسب الكالسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والرصاص وتؤدى الكحوليات والتبغ أيضاً إلى الخدر أو الوخز أو إليهما معاً.

دلالة تحذير

يدل الخدر أو الوخز المفاجئ، والمصحوب بأي من الدلائل التالية إما على نوبة قلبية بسيطة تعرف طبياً باسم نوبة احتباس الدم العابرة – أو نوبة قلبية كاملة:

● ضعف بالذراع، أو الساق، أو جانب الوجه في جانب واحد من جانبي الجسم.
● وجود مشكلة في الكلام، أو الرؤية، أو المشي.
● دوار أو إغماء.
● تشتت للذهن، أو صعوبة في فهم الناس.
● صداع مفاجئ خاصة إذا كان مصحوباً بتصلب الرقبة.

حقيقة مهمة

اكتشفت دراسة بريطانية حديثة أن السيدات اللاتي يفوق إصبع البنصر لديهن إصبع السبابة طولاً – وهي سمة للذكور عادة – أفضل من غيرهن في ممارسة رياضات مثل العدو، والتنس، وكرة القدم. ولكن هؤلاء السيدات أنفسهن – وفقاً لإحدى الدراسات الأسترالية – أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الأكياس، وهي حالة تسبب العقم. ويعزى العلماء القدرة الرياضية ومتلازمة تعدد أكياس المبيض لدى هؤلاء النساء لزيادة تعرضهن كأجنة في بطون أمهاتهن إلى هرمونات الذكورة.

دلائل الزمن

يزداد ما يلاحظه الأطباء من الإصابات الناتجة عن تكرار التعرض للضغوط الناتجة عن استخدام المفكرات الشخصية الرقمية. وهذه الحالة يطلق عليها “إبهام العليق”، وتسبب الألم أو الخدر أو كليهما معاً في إصبع الإبهام، أو مفاصل الإصبع، وهو مرض يصيب جميع الأعمار، حيث يصاب الكثيرون من الأطفال بحالة “إبهام ممارسى ألعاب الفيديو”، وهي نوع من الإصابات الناتجة عن تكرار التعرض للضغوط تنتج عن ممارسة ألعاب الحاسوب والفيديو.

وخز الأطراف وخدرها

أحياناً ما يدل خدر أو وخز الأرجل – تحديداً – على مرض الشريان المحيطي، والذي يسمى أيضاً المرض الوعائي المحيطي، وهو مشكلة خطيرة في تدفق الدم تؤثر على شرايين القلب والمخ، وينتج هذا المرض عن وجود مجموعة طبقات دهنية في الساق، والتي تشبه الرواسب الدهنية في القلب في حالة مرض الشريان التاجي، أو الرواسب الموجودة بالمخ في حالة المرض المخي الوعائي. والمصابون بمرض الشريان المحيطي – مثل المصابين بمرض الشريان التاجي – أكثر عرضة من غيرهم للإصابات بالنوبات والسكتات القلبية.

وتشمل الدلائل الأخرى على مرض الشريان المحيطي: تقلصات الساق أثناء السير، أو برودة أطراف الجسم. والمصابون بالسكر أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض، وبما أن مرض السكر نفسه قد يؤدى للإصابة بأمراض القلب، والذبحات الصدرية، وتقليل دوران الدم في الساق والقدم؛ فإن الإصابة بالسكر ومرض الشريان المحيطي معاً تزيد من خطورة التعرض لهذه المضاعفات، وقد تؤدى أيضاً إلى بتر القدم والساق.

أما الخدر والوخز في الذراعين أو الساقين فقد يعتبر أيضاً دلالة تحذيرية مبكرة على حالة العصاب المحيطي، وهي تدمير في النظام العصبي المحيطي – أي الأعصاب التي تنقل الإشارات الحسية إلى المخ والنخاع الشوكي ومنهما، وبذلك يقل الإحساس في الذراعين، والأصابع، والساقين، وأصابع القدم مع زيادة احتمال التعرض للعدوى، والجروح التي لا تندمل؛ وبالتالي يتعرض المصاب لعملية بتر أحد أعضاء جسمه كنتيجة طبيعية. وعدم السيطرة على مرض السكر سبب أساسي في الإصابة بمرض العصاب المحيطي في الولايات المتحدة.

ومما يسبب تدمير العصب أيضاً الإصابة العضوية، والاضطرابات المناعية، والعدوى البكتيرية أو الفيروسية – مثل القوباء، ومرض لايم (وهو عدوى بكتيرية تنتقل من خلال قرادة الأيل)، ومرض نقص المناعة المكتسب والإيدز. وقد يدل مرض العصاب المحيطي المرتبط بالخدر والوخز على عدد من الاختلالات النظامية بدءاً من نقص الفيتامينات إلى أمراض الكلى، والاختلال الوظيفي الهرموني، والسكر، وإدمان الكحوليات، والأورام – الخبيثة وغير الخبيثة – كما قد يكون رد فعل لبعض عقاقير علاج السرطان.

وقد يشير الوخز أو الخدر في الذراع أو الساق إلى حالة فرط إفراز هرمون الألدوستيرون – الذي تفرزه الغدة الكظرية ويساعد على الحفاظ على توازن الملح والماء بالجسم. وكثرة هذا الهرمون تؤدى – بالإضافة إلى الخدر والوخز – إلى حبس أملاح الصوديوم وفقد البوتاسيوم مما ينتج عنه التبول المتكرر، وضعف العضلات أو التقلصات اللاإرادية، وارتفاع ضغط الدم. وزيادة هرمون الألدوستيرون ذاته قد يدل على ورم بالغدة الكظرية يعرف باسم متلازمة كون، ومن حسن الحظ أن هذا الورم أنه غير سرطاني في 95% من حالاته.

وأخيرًا، فإن الوخز – وخاصة في الساق – من الدلائل المبكرة على متلازمة جيليان – باريه وهي اضطراب قد يودي بحياة المرء، كما قد يتسبب هذا المرض المتنامي سريع الانتشار أحيانًا في هجوم النظام المناعي للجسم على النظام العصبي المحيطي مما يؤدى للشلل. وقد تحدث متلازمة جيليان – باريه بسبب عدوى فيروسية بعد إجراء عملية جراحية، أو الإصابة بجرح، أو كرد فعل منعكس للقاح تطعيمي.

حقيقة مهمة

لا يظهر على نحو 75% من المصابين بمرض الشريان المحيطي أية دلائل؛ لذلك لا يتم تشخيص إصابتهم، كما أن النساء نصيبهن من حيث ظهور الدلائل عليهن أقل من الرجال.

إحساس غريب بعظمتي المرفقين

إذا سبق لك أن اصطدم مرفقك بشىء، فإنك تعرف ذلك الإحساس في عظم المرفق. إنه يشبه الصدمة الكهربية بذراعك. أما إذا أحسست بهذا الإحساس دون أن يصطدم مرفقك بشىء، فربما أنك تعاني من الحالة الطبية المعروفة باسم متلازمة النفق الزندي، وهي خلل في ضغط العصب. وفى كلتا الحالتين يتأثر العصب العظمى الزندي، وقد ينتقل هذا الإحساس الغريب في عظم المرفق من المرفق لليد والأصابع – الخنصر والبنصر في العادة. وهذا الإحساس بعظم المرفق عادة ما يدل على أنك ثنيت مرفقك لمدة طويلة أثناء النوم مثلًا، أو على أنك كنت تعمل على الحاسوب لفترات طويلة، أو على الانهماك في ممارسة أنشطة تتضمن ثنيًا متكررًا بالمرفق (مثل تمارين العضلة ذات الرأسين)، أو على التعرض لإصابة في المرفق. وعلى الرغم من أن متلازمة النفق الزندي عادة ما تكون حميدة إلا أنه في حالات الإصابة الشديدة قد تُضعف عضلات الساعد.

وتتشابه متلازمة النفق الزندي مع مرفق لا عبى الجولف – والمعروفة طبيا باسم التهاب المكحالين الوسطى – إلا أن المصابين بمرفق لا عبى الجولف عادة ما يشتكون من الألم أكثر من الوخز.

وخز الأصابع وخدرها

أحيانًا ما ينتابنا ذلك الإحساس الغريب – والمألوف – في عظم المرفق في أصابع اليدين، أو حتى في القدمين وليس في المرفق. وقد يدل الخدر في الأصابع والوخز بها وحرقانها أحيانًا لمتلازمة النفق الرسغي، وهي حالة عصبية تحدث نتيجة الضغط على العصب الأوسط في الرسغ. وفى بداية هذه الحالة قد يعتقد المصاب أن يده في حالة خدر دائم، وغالبًا ما تصيب هذه المتلازمة الأفراد في منتصف الأربعينات كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بها. وهذه الحالة مزعجة أكثر منها مؤلمة، ومع ذلك فمع نمو هذه الحالة يعاني المصابون بها من صعوبة في الإمساك بالأشياء، أو تسقط منهم الأشياء بشكل متكرر.

كان يُعتقد أن متلازمة النفق الرسغي دلالة على الإسراف في استخدام الأصابع في أنشطة مثل الكتابة على الآلة الكاتبة أو الحاسوب، أو العمل على خط تجميع، أو العزف على البيانو، ومع ذلك يرى بعض الباحثين أن هذا الاعتقاد مبالغ فيه، حيث اكتشفت الدراسات الحديثة أنه في حالات معينة قد تكون متلازمة النفق الرسغي دلالة على أمراض مثل التهاب العظام المفصلي، والسكر، وقصور الدرقية.

دلالة تحذير

إذا كنت تقضى ساعات طويلة أمام الحاسوب فربما أنك تجرى ما بين خمسين ألفًا إلى مائتي ألف ضغطة على أزرار لوحة المفاتيح، وهذا قد يعرضك لإصابة بالعضلات، أو الأعصاب، أو الإصابات الأخرى بالرقبة، والظهر، والكتفين، والذراعين، واليدين.

وخز القدم وخدرها

إذا كنت تشعر في أغلب الأحيان بأن قدمك مخدرة أو موخوزة، فقد يكون هذا دلالة على قرب إصابتك بمتلازمة النفق الزندي، وهي الحالة المناظرة لمتلازمة النفق الرسغي – وإن كانت أقل منها حدة. والإحساس بسخونة القدم، والحرقان فيها دلالة أخرى على هذه المشكلة التي يتم تصنيفها كإحدى حالات الاحتبال العصبي. وأية إصابة أو ورم من شأنه أن يضغط على أي عصب بالقدم قد يؤدى إلى تلك الحالة من الاحتبال العصبي، كما قد يدل الإحساس بالوخز والحرقان بالقدم أيضًا على العصاب المحيطي الناتج عن السكر أو غيره من الأمراض.

وقد يدل هذا الإحساس أيضًا على مشكلة عظمية مستفحلة ومدمرة تعرف باسم مفصل شاركوت، وهو مرض يؤثر على المفاصل التي تحمل الأوزان؛ وبخاصة مفاصل الركبة والقدم لكنه قد يشتمل أيضًا على مفصل الفخذ، ومن الدلائل الأخرى على مفصل شاركوت: المفاصل المفككة أو المتورمة، بالإضافة إلى تشوهات أخرى بالقدم والكاحل من بينها باطن القدم الهزاز، وهو تشوه للقدم ينهار فيه البناء العظمى للقدم تاركًا فيها نتوءًا يشبه الكرة.

ومفصل شاركوت حالة شائعة جدًا بين من يعانون من دمار العصب الناتج عن عدم السيطرة على مرض السكر (العصاب السكرى)، بل إن من يعاني من أي تلف بالأعصاب أيًا كان السبب قد يصاب بهذا الاختلال. وقد يكون الوخز، والحرقان، والخدر في الجزء الأمامي من القدم دلالة أيضًا على حالة حميدة معروفة باسم الورم العصبي، ويلاحظ المصابون دلائل هذه الحالة بصورة أوضح حينما يرتدون أحذية ضيقة، حيث يتعرض الورم العصبي أو النتوء العصبي كروي الشكل للضغط عليه. ويصف بعض المصابين بهذه الحالة إحساسهم بوجود حصاة داخل أحذيتهم، أو بأن جواربهم متكومة من الأمام. ومن حسن الحظ أن غالبية حالات الورم العصبي يمكن علاجها بنجاح دون جراحة إلا أنها قد تتطلب علاجًا لإسناد مفاصل القدم أو حقنًا.