يعرف الأطباء التقليديون السبب البيوكيميائي لتقلصات الحيض. فثمة كيميائيات شبيهة بالهرمونات تدعى بروستاغلندين السلسلة – 2 تسبب تقلصات في الجدار العضلي للرحم. وهم يعرفون أيضا كيفية تخفيف المشكلة بمضادات الالتهاب غير الستيروييدية الموصوفة وغير الموصوفة، والتي تمنع تكون تلك الكيميائيات.
ولكن، استنادا إلى الأطباء البديلين، ثمة عوامل غذائية تحفز تكون هذه البروتستاغلندينات. وبإبعاد تلك العوامل، يمكنك تخفيف حدة التقلصات بنسبة 30 إلى 50 بالمئة – ومضاعفة فاعلية المسكنات (هذا إن بقيت بحاجة إليها) – ما تؤكد سوزان لارك، دكتورة في الطب، طبيبة في لوس ألتوس، كاليفورنيا.
وفي ما يلي بعض العلاجات غير المرتكزة على العقاقير والتي يوصي بها مزاولو الطب الطبيعي لتهدئة الآلام وجعل الحيض أقل إزعاجا على المدى البعيد.
الغذاء: انقطعي عن الدهون
استنادا إلى د. لارك، فإن “نوع الدهون الذي تستهلكينه يحدد إلى حد بعيد مدى قابليتك للإصابة بالتقلصات. فإن كنت تستعملين الأدوية لتخفيف حدة التقلصات، وتغذين في الوقت نفسه المسارات البيوكيميائية المسببة لها، فإنك تعملين بشكل متعارض”.
والواقع أن العامل الغذائي الموجود في الدهون والمسؤول عن الضرر هو حمض الأراكيدونيك الموجود في اللحم الأحمر ومستخرجات الألبان وزيت نواة النخيل (المستعمل في كثير من الأطعمة المصنعة). والامتناع عن تناول تلك الدهون والتركيز على الحبوب الكاملة والبقول والخضار والفاكهة والبذور والمكسرات وبعض الزيوت فضلا عن السمك هما الطريقتان الأساسيتان لتخفيف آلام الحيض، كما تقول.
الأعشاب: تركيبة تساعد على الاسترخاء والتوازن
تعتبر تركيبة الأعشاب التي تستعمل صباغات الزعرور الأسود والزنجبيل والناردين وذنب الأسد motherwort فعالة جدا في تخفيف آلام الحيض، استنادا إلى جايسون إلياس، مزاول للطب الصيني التقليدي في نيوبالتز، نيويورك.
“فالناردين يشكل مهدئا عاما، بينما يساعد الزعرور الأسود على استرخاء الرحم خصوصا، ويحرك الزنجبيل طاقة الحياة، أو ما يعرف في الطب الصيني القديم بالتشي (chi). ويساعد ذنب الأسد motherwort على تحسين الصحة عند أية مشكلة متعلقة بأمراض النساء”، كما يشير إلياس. وهو يوصي بمزج أجزاء متساوية من الصباغات الأربع وتناول ملعقة صغيرة من التركيبة مرتين في اليوم، في كل يوم تعانين فيه من التقلصات.
ذنب الأسد MOTHERWORT: فعال ضد التقلصات
من شأن صباغ هذه العشبة إن هو استعمل وحده أن يوقف أيضا تقلصات الحيض، كما تشير سوزان ويد، خبيرة أعشاب ومؤسسة Wise Woman Center في وودستوك، نيويورك.
وتقول: “أحب أن ابدأ بجرعة صغيرة، لنقل خمس نقاط. وإن لم تهدأ التقلصات في غضون 10 دقائق، أتناول 5 نقاط أخرى. ثم أستمر بأخذ الصباغ إلى أن تزول الآلام، وأواصل بعد ذلك أخذ مجموع عدد النقاط الذي نجح في إيقاف الألم”.
إن اتبعت هذا الروتين، تناولي الجرعة الكاملة لمرة أو مرتين أكثر في اليوم نفسه ومرة أو مرتين على الأقل في كلّ من الأيام التالية التي تعانين فيها من الآلام. وخلال الدورات الشهرية التالية، ابدأي بأخذ الجرعة الكاملة فور بدء التقلصات وتابعي أخذ العشبة عدة مرات في اليوم أثناء العادة الشهرية. “وبحلول الشهر الثالث، تتخلص معظم النساء من آلامهن”، كما تؤكد ويد.
الأحماض الدهنية أوميغا – 3: تسيطر على الكيميائيات المسببة للآلام
بينما ينشط حمض الأراكيدونيك الموجود في اللحم الأحمر ومستخرجات الألبان مادة بروستاغلندين السلسلة – 2 ويسبب التقلصات، يقوم مركب موجود في نوع آخر من الدهون – وهي الأحماض الدهنية أوميغا – 3 المتواجدة في بعض الأسماك الدهنية والزيوت – بإبقاء تلك البروستاغلندينات في الخلايا بحيث تعجز عن الدخول في أنسجة العضلات وتسبيب التقلصات.
ويعتبر زيت بزر الكتان من الزيوت الغنية بأحماض أوميغا – 3، وهو المصدر الأفضل لهذه الأحماض برأي د. لارك. وهي توصي بتناول ملعقتين منه في اليوم مع الوجبات.
الفيتامين ب6: يخفف الألم
يساعد هذا الفيتامين الجسم على تحول الأحماض إلى شكل يساعد على إنتاج كيميائيات تخفف الألم، كما تقول د. لارك. وهي توصي بتناول جرعة يومية مؤلفة من 50 إلى 100 ملغ كجزء من مكمل من فيتامينات المركب – ب، وهذا ما يساعد أيضا على تخفيف التشنج. ابدأي بتناول المكمل قبل 7 إلى 10 أيام من وقت الحيض وتابعي استعماله خلال الدورة، كما توصي.
النياسين: يهدئ التشنجات
يعتبر النياسين، وهو أحد الفيتامينات ب، فعالا للغاية في تهدئة التقلصات، برأي د. لارك. وهو يعمل عبر تمديد الأوعية الدموية على إتاحة جريان مزيد من الدم والأكسجين في جدران الرحم. وهي توصي النساء بتناول 25 إلى 200 ملغ في اليوم، ابتداء من 7 إلى 10 أيام قبل بدء الحيض.
الفيتامين ج: يخفف من التعب
يساعد الفيتامين ج في وصول المغذيات إلى عضلات الرحم ونقل النفايات بعيدا عنه، كما تشير د. لارك. ومن شأنه أيضا أن يخفف التعب والبلادة اللذين غالبا ما يصاحبان الآلام. وهي توصي بتناول 500 إلى 3.000 ملغ في اليوم، خاصة عندما تعانين من الأعراض.
الفيتامين هـ: حيوي للتوازن الهرموني
على النساء اللواتي يعانين من التقلصات أن يتناولن جرعة يومية مقدارها 400 إلى 800 وحدة دولية من هذا الفيتامين الذي يساعد على توازن النظام الهرموني، كما تؤكد د. لارك.
الكالسيوم: لتناغم العضلات
يساعد الكالسيوم على إبقاء العضلات مسترخية ومتناغمة، مما يحول دون جميع أنواع التقلصات، بما في ذلك تقلصات الرحم. وفيما تقترح د. لارك زيادة مأخوذك من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، كالخضار الورقية الخضراء وبعض الفاصولياء والبازلاء والبذور والمكسرات، فضلا عن دبس السكر الأسود وثمار البحر، وتوصي أيضا بأخذ 800 ملغ من مكمل الكالسيوم في اليوم.
المجنيسيوم: لمعاونة الكالسيوم
يساعد الماغنيزيوم الجسم على امتصاص الكالسيوم كما يملك مفعولا مهدئا على العضلات. توصي د. لارك بتكميل الغذاء بجرعة مقدارها 400 ملغ من الماغنيزيوم في اليوم.
العناية الطبية
إن كنت تعانين من تقلصات حيض مزمنة لم تتحسن بعد 3 إلى 4 أشهر من استعمال برنامج عناية ذاتية، اعرضي نفسك على أخصائي طبي أو خبير طب طبيعي للتشخيص. فمن شأن التقلصات أن تكون عائدة إلى أورام ليفية أو ورم في بطانة الرحم، كما تعتقد سوزان لارك، دكتورة في الطب، طبيبة في لوس ألتوس، كاليفورنيا.
وإن كنت لا تعانين من التقلصات خلال الدورة الشهرية لسنوات ثم بدأت تصيبك بشكل مفاجئ، اعرضي نفسك على أخصائي طبي على الفور. فربما كنت تعانين من مرض التهاب الحوض، والذي يستلزم تشخيصا وعلاجا سريعين لمنع تندب الأعضاء التناسلية، كما تحذر د. لارك.