لا تستغرق أعراض المغص وقتا طويلا في كثير من الأحيان، ويكفي خلالها الاطمئنان البسيط على طفلك، وبعد مرور 15 دقيقة، قد تلاحظين أن طفلك يلعب بصورة طبيعية. أما بالنسبة لآلام المعدة التي تستغرق ساعة أو أكثر، فلا بد من استشارة الطبيب، وبالنسبة للمغص الحاد، فلا تنتظري كل هذا الوقت. وهناك عشرات الأسباب وراء آلام المعدة والتوعك، بعضها خطير، ولكن معظمها غير خطير. وقد يربط البعض سريعا آلام المعدة بالتهاب الزائدة الدودية أو بأي شيء أكله الطفل. والواقع أن هذين السببين غير شائعين؛ حيث يتناول الأطفال عادة أطعمة غريبة، أو كمية غير معتادة من الطعام دون حدوث عسر هضم.
وقبل أن تقومي بمهاتفة الطبيب، قيسي درجة حرارة الطفل ومن ثم يمكنك الإفادة منها. وحتى تتمكني من الوصول إلى الطبيب، قومي فقط بوضع الطفل في فراشه وامنعيه عن الطعام، أما إذا شعر طفلك بالعطش، فإن بضع قطرات من الماء تكفي.
الأسباب الشائعة لآلام المعدة
في كثير من الأحيان، يشعر الأطفال الصغار بمغص يتشابه مع آلام المعدة أو البطن. إذا شعر طفلك بآلام بالبطن وكانت مصاحبة لتهيج أو قيء، فاستدعي الطبيب على الفور.
وبعد عمر عام، قد يكون ألم المعدة بداية لنزلة برد بسيطة أو التهاب بالحلق أو إنفلونزا، ولا سيما عند وجود حمى، وقد تشير آلام المعدة إلى أن هذه العدوى تزعج الأمعاء وكذلك أجزاء أخرى بالجسم. وإذا كان الطفل صغيرا، فقد تتسبب أية عدوى في حدوث ألم بالمعدة أو بالبطن؛ فالطفل الصغير يكون أكثر عرضة للشكوى من ألم البطن حتى وإن كان يشعر بالغثيان، وفي كثير من الأحيان، فإن الطفل سرعان ما يتقيأ بعد هذه الشكوى.
ويعتبر الإمساك من أكثر أسباب آلام المعدة شيوعا. وقد يكون الألم ضعيفا ومزعجا وقد يكون مفاجئا وشديدا (ومع ذلك، قد يتلاشى سريعا). وقد يزداد الألم بعد تناول الطفل لوجبته. ويبدو أن سبب هذا الألم هو تقلص الأمعاء؛ حيث تتقلص وتصبح حركتها قوية ومؤلمة.
آلام المعدة والضغط
إن كافة أنواع المشاعر والانفعالات، بداية من الشعور بالخوف حتى الإثارة الممتعة، قد تؤثر على المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى ذلك، فإنها لا تسبب آلاما أو فقدانا للشهية فحسب، بل تتسبب أيضا في حدوث قيء وإسهال أو إمساك، ويكون الألم في مثل هذه الحالات بمركز البطن على ما يبدو. ولن يعاني الطفل من حمى بالطبع؛ لعدم وجود عدوى في هذه الحالة. أما الطفل الذي يتعين عليه تناول أنواع مختلفة من الأطعمة (كالخضراوات مثلا)، فإنه يشكو كثيرا من آلام المعدة بمجرد الجلوس لتناول وجبته أو بعد تناول بضع لقيمات، ويعتقد الآباء حينئذ أن الطفل قد اختلق هذا العذر كي لا يأكل، ولكن يبدو أن هذا الألم ينشأ بسبب التوتر الذي ينتاب الطفل وقت تناول الوجبات، وهذا الألم هو بالفعل ألم حقيقي؛ وبالتالي يجب على الآباء تقديم الوجبة للطفل بالصورة التي يستمتع خلالها بوجبته.
أما الطفل الذي يشعر بدواعي قلق أخرى، فقد يعاني أيضا من آلام المعدة وخصوصا وقت تناول الطعام. فمثلا، نجد أن الطفل الذي ينتابه شيء من العصبية بسبب بدء الدراسة في الخريف، قد يشعر بآلام المعدة بدلا من رغبته في تناول الإفطار وقد ينتاب الطفل المذنب هذا الشعور أيضا، علاوة على ذلك، فقد تتسبب الخلافات الزوجية، سواء كانت لفظية أو بدنية، عادة، في شعور الطفل بآلام المعدة.
والجدير بالذكر أن آلام المعدة بسبب الضغط هي مشكلة شائعة بين الأطفال والمراهقين وتتكرر لديهم مرتين أو أكثر أسبوعيا. ويتمركز الألم في منتصف البطن، إما حول السرة أو أعلاها. وفي كثير من الأحيان، يصعب على الطفل وصف الألم.
ويكمن العلاج في التعرف على مصادر الضغط بالبيت أو المدرسة أو بالرياضة أو بالحياة الاجتماعية للطفل، وفعل كل ما يمكن فعله للحد منها، وقام الأطباء بدراسة هذه الحالة حيث أطلقوا عليها اسم متلازمة ألم البطن المتكرر. ومن الضروري أن ندرك أن هذا الألم الذي يشعر به هؤلاء الأطفال هو ألم حقيقي، وليس مجرد ألم برأس الطفل أو ألم يدعيه للفت الانتباه فحسب.