يجري أخذ عينة من دم الجنين من خلال الوريد الموجود في الحبل السري PUBS, ويمكن لهذا الإجراء التشخيصي أن يكتشف الشذوذات الصبغية وبعض الأمراض الوراثية ووجود مرض معد؛ كما يدعى هذا الاختبار أيضا أخذ عينة من الوريد السري وأخذ عينة من دم الجنين وبزل الحبل السري.
قد يعرض مقدم الرعاية الصحية عليك هذه الطريقة إذا لم تكن الاختبارات التشخيصية الأخرى (كالبزل الأمنيوسي والإيكو وأخذ عينة من الزغابات المشيمائية) قادرة على الكشف عن معلومات كافية؛ وقد كانت هذه الطريقة سابقا تقدم أسرع وسيلة لجمع عينة من أجل التحليل الصبغي عليها, في حين تسمح الطرق المختبرية الجديدة – كطريقة FISH مثلا, بإكمال الفحص الصبغي في غضون يوم أو يومين, وإجراء تحليل سريع للعينات المأخوذة بالبزل الأمنيوسي أو من الزغابات المشيمائية. وما تزال عملية أخذ عينة من دم الجنين إلى الآن قادرة على تطوير وضع التشخيص, وذلك لمجرد كون الاختبارات الدموية أضحت أساسية جدا في طب البالغين، لأنها تساعد مقدمي الرعاية الصحية على وضع التشخيص للأمراض.
إضافة إلى كل ذلك, قد تجرى طريقة PUBS لتشخيص أمراض دموية معينة والكشف عن العدوى وتجهيز الجنين لعملية نقل الدم إليه.
وقت إجرائه
يجرى هذا الاختبار عادة في مرحلة متقدمة من الحمل بعد الأسبوع الثامن عشر, حيث يكون الوريد السري قبل ذلك لا يزال هشا.
كيفية إجرائه
كما هي الحال في البزل الأمنيوسي, تستلقي الأم على ظهرها ويكشف عن بطنها ثم توضع عليه المادة الهلامية GEL وتطبق الأمواج فوق الصوتية لتحديد مكان الحبل السري, وتنظف المنطقة التي جرى تحديدها بمحلول مطهر؛ ويقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة عبر البطن والرحم باتجاه وريد الحبل السري ويسحب عينة من الدم لترسل بعد ذلك إلى المخبر لتحليلها؛ وتستغرق هذه العملية بالكامل حوالى 45 دقيقة إلى ساعة, حيث يكون زمن وجود الإبرة في مكانها مجرد جزء من هذا الوقت؛ وربما تظهر نتائج هذا الاختبار في أقل من ساعتين.
النتائج التي يمكن أن ينم عنها هذا الاختبار
يمكن أن يزودنا هذا الاختبار بما يلي من معلومات:
● الشذوذات الصبغية أو الشذوذات الأخرى. يستطيع هذا الاختبار أن يكشف عن الشذوذات الصبغية والأمراض الوراثية ذاتها التي يستطيع أن يكشفها اختبار البزل واختبار أخذ عينة من الزغابات، كمتلازمة داون مثلا؛ كما يستطيع أن يستقصي داء الخلية المنجلية ومرض الناعور بشكل مباشر أكثر من بقية الاختبارات.
● أمراض الدم. يمكن أن تحلل عينة من دم الجنين للبحث عن علامات فقر الدم وداء العامل الريسوسي, ولتقييم شدة الحالة المرضية لدى الجنين؛ فإذا كانت حالة الجنين شديدة الخطورة، فإنه يمكن إجراء عملية نقل دم للجنين حالا في وقت الاختبار ذاته؛ وأصبح من الممكن مؤخرا أن تستخدم طريقة الإيكو الدوبلري – الذي يقيس سرعة جريان الدم – كبديل أقل خطورة في تشخيص فقر الدم المعتدل الشدة لدى الجنين، وكذلك فقر الدم الشديد.
● العدوى. في حال كان لديك عدوى (بداء المقوسات أو بالحصبة الألمانية على سبيل المثال)، يمكن لهذا الاختبار أن يحدد ما إذا كان الجنين قد اكتسب هذه العدوى من الأم أم لا؛ لكن الطرائق الوراثية الحديثة مكنت مقدمي الرعاية الصحية من اكتشاف الفيروسات أو الباكتيريا مباشرة في السائل الأمنيوسي الذي يعد أكثر أمانا للأم من بزل دم الحبل السري.
● نقص النمو لدى الجنين. في الحالات الشديدة من قصور النمو داخل الرحم, يستطيع هذا الاختبار أن يساعد على معرفة لماذا لا ينمو الجنين على النحو الذي ينبغي أن يكون عليه.
المخاوف المحتملة
يحمل هذا الاختبار نسبة 2% تقريبا من خطورة وفاة الجنين, وهذا أكثر بمرتين مما هو في اختبار البزل الأمنيوسي أو اختبار أخذ عينة من الزغابات؛ وهناك مخاطر أخرى تصاحب هذا الاختبار، بما فيها النزف من مكان دخول الإبرة – يختفي عادة وحده – الذي يبطئ من ضربات قلب الجنين بصورة مؤقتة, ومن هذه المخاطر أيضا حدوث العدوى والمغص وتسرب السائل؛ ولذلك، عليك أن تخبري مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظت ارتفاع درجة الحرارة أو النزف أو تسرب السائل بعد هذا الإجراء.
الأسباب الداعية إلى إجرائه
بما أن هذه الطريقة هي أكثر خطورة من الاختبارات الأخرى التي تجرى في فترة ما قبل الولادة, فمن المحتمل أن يعرض مقدم الرعاية الصحية على الأم خيارات تشخيصية أخرى قبل اختبار عينة من دم الحبل السري من خلال الجلد PUBS؛ ولكن إذا كانت الأم سلبية العامل الريسوسي وكان الجنين إيجابي العامل الريسوسي وأشار فحص الدم إلى وجود مستويات عالية من الأجسام المضادة لخلايا دم الجنين, بعدئذ يمكن أن يجرى البزل الأمنيوسي لتحديد ما إذا أصيب الجنين بفقر الدم؛ وعندما يكون فقر الدم هذا شديدا، يمكن لاختبار PUBS أن يزودنا بطريق لنقل الدم إلى الجنين.
وربما هناك حالات أخرى قليلة جعلت من اختبار PUBS هو الطريقة المختارة, منها على سبيل المثال عندما يكون الجنين بحاجة إلى نقل للدم أو تسريب لعقار ما.
ما الذي يحدث بعد ذلك؟
إذا كانت النتائج سلبية, فلا حاجة عادة إلى إجراء اختبارات أخرى؛ أما عندما توجد شذوذات صبغية، فيمكنك أنت ومقدم الرعاية الصحية أو المستشار الوراثي أن تناقشا الخيارات المتاحة أمامك والتحضير لأي دعم طبي سوف تحتاجين إليه؛ وإذا كان الجنين مصابا بفقر دم شديد, ربما يقوم مقدم الرعاية الصحية بتحريض الولادة مبكرا في حال كان الجنين ناضجا بما فيه الكفاية ليعيش خارج الرحم، وربما ينقل الدم للطفل عبر الحبل السري.
وأما إذا كان الجنين مصابا بعدوى, فسوف يقوم مقدم الرعاية الصحية بإطلاعك على الخيارات العلاجية المتاحة.
دقة الاختبار وحدوده
يعد وجود مقدم رعاية صحية ذي خبرة بهذا الإجراء أمرا مهما لنجاح هذا الاختبار؛ ولقد تناقص استعمال اختبار PUBS في التشخيص السريع للحالات الوراثية بفضل ظهور طريقة FISH fluorescence in situ hybridization ونماذج التحليل الوراثي الأكثر تعقيدا؛ ومع ذلك، لا تزال هذه الطريقة تلعب دورا مهما في تقييم أمراض الدم عند الجنين, وفي تزويده بنقل الدم والعقاقير وهو ضمن الرحم؛ وربما يكون لهذا الإجراء استعمالات أخرى في المستقبل.