التصنيفات
صحة المرأة

أخذ عينة من الزغابات المشيمية Chorionic villus sampling

كما هي الحال في البزل الأمنيوسي, يمكن للعينة المأخوذة من الزغابات المشيمية أن تكتشف الشذوذات الصبغية والأمراض الوراثية الأخرى عند الجنين قبل ولادته؛ فبدلا من أخذ السائل الأمنيوسي كعينة, يجري هنا – في اختبار عينة الزغابات المشيمية – فحص لنسيج خلوي من المشيمة؛ ولا يمكن لعينة الزغابات المشيمية أن تكتشف عيوب الأنبوب العصبي، كالسنسنة المشقوقة مثلا, وذلك بسبب عدم جمع السائل الأمينوسي.

هناك جزء من المشيمة على شكل طبقة غشائية تدعى الكوريون (المشيماء) تمتد عليه نتوءات صغيرة جدا شبيهة بالشعر تدعى “الزغابات”، تعمل كطرق للعناصر الغذائية والأكسجين والأجسام المضادة (الأضداد) التي تنتقل من الأم إلى الجنين؛ وتشتمل هذه الزغابات على خلايا جنينية كاملة مع الحمض النووي المنزوع الأكسجين DNA للجنين.

يقوم الطبيب في أثناء هذا الإجراء بأخذ عينة من الزغابات الكوريونية من المشيمة, حيث يجري ذلك بإدخال إبرة رفيعة من خلال عنق الرحم أو من خلال البطن, وتكون الإبرة موجهة بصور الرحم المأخوذة بالإيكو, وترسل العينة بعد ذلك إلى المختبر لتحليلها.

متى يجرى الاختبار؟

يجرى هذا الاختبار عادة بين الأسبوعين التاسع والرابع عشر من الحمل؛ وعموما، يعد هو الإجراء الذي يسبق البزل الأمنيوسي في أثناء الحمل؛ فإذا أردت القيام باختبار تشخيصي في مراحل الحمل المبكرة, فمن المحتمل أن يرشح لك طبيبك أخذ عينة من الزغابات المشيمائية على البزل الأمنيوسي المبكر, وذلك بسبب الخطورة المتزايدة لحدوث الإجهاض الذي يحمله البزل المبكر.

كيف يجرى؟

يمكن أن تؤخذ عينة من الزغابات المشيمية عن طريق عنق الرحم أو عن طريق البطن، فكلاهما آمن بالدرجة نفسها, ويستخدم أحدهما اعتمادا على مكان توضع المشيمة وعلى خبرة الطبيب؛ وعموما، يسهل أخذ العينة عن طريق عنق الرحم في المشيمة التي تتوضع في الناحية الخلفية للرحم, وتترك الطريقة الأخرى للمشيمة التي تتوضع في الأمام.

وتجرى الأمواج فوق الصوتية (الإيكو) قبل أخذ العينة من أجل تحديد مكان توضع المشيمة, حيث تجرى هاتان الطريقتان المختلفتان تحت توجيه الإيكو.

●   أخذ عينة من الزغابات المشيمية عن طريق عنق الرحم. تحدث هذه الطريقة ألما شبيها بذلك الألم الناجم عن اختبار بابانيكولاو Pap test، ولكن المغص أشد قليلا؛ وفيه يجري الاستلقاء على الظهر والقدمان في وضعية الركاب؛ وبعد تطهير المهبل وعنق الرحم بالمطهر، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع مجوف (قثطار) من خلال المهبل وعنق الرحم نحو الزغابات المشيمية, ثم يطبق شفط خفيف للحصول على عينة صغيرة من الخلايا المشيمية؛ وتصاب بعض النساء بانزعاج ملحوظ, في حين لا تصاب به أخريات.

●   أخذ عينة من الزغابات المشيمية عن طريق البطن. تشابه هذه الطريقة عملية البزل الأمنيوسي، وفيها تستخدم إبرة رفيعة وطويلة للحصول على العينة الخلوية؛ وباستخدام الإيكو، يجري تحديد موضع آمن لإدخال الإبرة, وينظف البطن بالمطهر، ثم يدخل الطبيب الإبرة عبر جدار البطن باتجاه الزغابات المشيمية ويأخذ العينة.

يستغرق إجراء هذه العملية حوالى 45 دقيقة، والزمن الذي تبقى فيه الإبرة في المكان هو زمن قصير جدا بالنسبة لوقت العملية بالكامل. وعموما, تجمع في هذه الطريقة عينة من الخلايا أكبر من تلك التي تجمع في البزل الأمنيوسي, وكذلك تتوفر نتائج عينة الزغابات بشكل أسرع – في غضون 2 إلى 7 أيام – حيث يعتمد ذلك على درجة تعقيد التحليل المختبري.

النتائج التي يمكن الحصول عليها من هذا الاختبار

كما هي الحال في البزل الأمنيوسي, يمكن لتحليل الخلايا الجنينية في عينة من الزغابات المشيمية أن يظهر ما إذا كان الجنين مصابا بشذوذ صبغي أم لا، مثل متلازمة داون أو أي مرض وراثي آخر مثل داء تاي – ساكس, وذلك عندما يكون هناك سبب يدعو إلى البحث عن هذه الأمراض.

مخاوف محتملة الحدوث

لا يوصى بأخذ عينة من الزغابات المشيمية عن طريق عنق الرحم إذا كان لديك عدوى في عنق الرحم، مثل المتدثرة (الكلاميديا) أو الحلأ (الهربس)؛ وبما أن هذه الطريقة تحتاج إلى خبرة أكثر مما هي في البزل، فمن المهم أن يقوم طبيب اختصاصي في النساء والولادة ذو خبرة بإجراء هذه الطريقة؛ وعلى العموم, تكون مخاطر أخذ عينة من الزغابات شبيهة بتلك الموجودة في البزل:

●   الإجهاض. يكون خطره هنا أعلى بقليل من البزل, يصل إلى حالة واحدة من كل مائة إجراء (1%).

●   المضاعفات التالية لهذا الإجراء. يحدث نزف مهبلي في طريقة عنق الرحم بنسبة 7 – 10% تقريبا؛ لكنه نادرا ما يحدث نزف مهبلي في الطريقة عبر جدار البطن؛ كما قد يحدث المغص أيضا. وعليك أن تتصلي بمقدم الرعاية الصحية إذا أصبت بأي من هاتين المشكلتين. أما بالنسبة للعدوى، فإنها نادرة الحدوث, ولكن إن حصل لديك ارتفاع في الحرارة فعليك أن تخبري مقدم الرعاية الصحية.

●   التحسيس الناجم عن العامل الريسوسي. كما هو الأمر في البزل الأمنيوسي, فربما تختلط كمية قليلة من دم الأم مع دم الجنين؛ فإذا كنت سلبية العامل الريسوسي، فمن الممكن أن يقوم مقدم الرعاية الصحية بإعطائك إبرة الغلوبولين المناعي للعامل الريسوسي (RhIg) بعد هذه العملية، وذلك لمنع الأم من إنتاج أجسام مضادة (أضداد) لخلايا دم الجنين.

منذ عدة سنوات, كان هناك بعض الجدل فيما إذا كان أخذ عينة من الزغابات المشيمائية يسبب زيادة حدوث عيوب الأطراف أم لا، حيث أظهرت التقارير – في ذلك الوقت – ارتفاعا طفيفا (واحد من ثلاثة آلاف) في تشوهات الأطراف بطريقة أخذ عينة من الزغابات؛ وفي الوقت نفسه، كانت دراسات أخرى قد اكتشفت أنه لا يوجد مثل تلك الزيادة. واستنادا إلى وجود الدليل, فقد استنتج الباحثون بوجه عام أنه لا توجد مصاحبة (أو تلازم) بين هذه النماذج من العيوب وبين عينة الزغابات التي تجرى بعد الأسابيع العشرة الأولى من الحمل.

الأسباب الداعية إلى إجرائه

يقوم البزل وأخذ عينة من الزغابات كلاهما بتقديم معلومات وراثية عن الجنين؛ والميزة التي تتمتع بها عينة الزغابات هي أنها تكون متوفرة بشكل مبكر من الحمل, بالإضافة إلى إمكانية اكتشافها لعدد من الأمراض الوراثية النادرة جدا عند عائلات معروفة بتعرضها لهذه الأخطار التي لا يمكن كشفها بالبزل الأمنيوسي.

ما الذي يحدث بعد ذلك؟

إذا كانت نتائج عينة الزغابات طبيعية, فربما لا يحتاج إلى اختبارات أخرى إضافية؛ أما إذا كان هناك دليل على وجود شذوذات صبغية أو أمراض وراثية أخرى, عندها يمكنك أن تناقشي الخطوة التالية مع مقدم الرعاية الصحية أو المستشار الوراثي؛ ففي حوالى 1% من الحالات، تكون نتائج أخذ عينة من الزغابات غير واضحة، وقد نضطر إلى إجراء البزل الأمنيوسي من أجل إثبات التشخيص.

وإذا كان إنهاء الحمل هو ما تفكرين به، ربما يفيدك وجود التشخيص المبكر بواسطة أخذ عينة من الزغابات, ولكن إنهاء الحمل باكرا بوجه عموم هو أكثر أمانا وذو مضاعفات أقل مما لو جرى إنهاء الحمل في مراحل متأخرة.

كما يمكن للتشخيص المبكر أن يكون مفيدا في معالجة أمراض معينة, منها على سبيل المثال عندما يكون الجنين أنثى وتكون مصابة بمرض يدعى فرط تنسج الكظر الخلقي (حالة يحدث فيها إنتاج لكميات زائدة من الهرمونات الذكرية)؛ وقد تعطى الأم معالجة هرمونية لمنع ظهور الصفات الذكرية لدى الجنين الأنثى.

دقة الاختبار وحدوده

هناك احتمال بنسبة أقل من 1% لحدوث نتائج إيجابية كاذبة (النتيجة الإيجابية الكاذبة تعني أن الاختبار يشير إلى وجود شذوذ لدى الجنين, في حين أنه لا وجود لهذا الشذوذ فعليا)؛ أما إذا حصلت على نتائج سلبية في الاختبار, فباستطاعتك أن تكوني واثقة تماما بأنه لا وجود للشذوذات الصبغية عند الجنين؛ ولا يمكن اللجوء إلى أخذ عينة من الزغابات المشيمائية للكشف عن جميع الحالات, ومنها على سبيل المثال الكشف عن عيوب الأنبوب العصبي، كالسنسنة المشقوقة مثلا.