التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد أن تحمله ولا يريد أن يمشي

لا شيء بالنسبة إلى الولد أجمل من أن يكون محمولاً بين ذراعي أهله. في الواقع، إن الولد الذي في الثانية من عمره يعرف ذلك وهو يريد أن يمدّد تمتّعه بهذه اللذّة التي علّمه وعوّده أهله عليها. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يحملوا ولدهم في حال كان ذلك ممكناً، وإلا فيفترض بهم أن يتذكروا أنه بإمكانهم أن يساعدوه على المشي بمفرده، ولكن من دون أن يبخلوا عليه بلمساتهم وحنانهم.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم أنظمة محددة وصارمة حول أوقات ومدّة حملهم له في أثناء قيامهم معه بنزهة ما.

●    ينبغي على الأهل أن يثنوا على قدرة ولدهم على المشي.

●    ينبغي على الأهل أن يتذكروا أن ساقي ولدهم أقصر من ساقيهم، وأنه لا يمكنه أن يمشي بالسرعة نفسها التي يمشون بها.

●    ينبغي على الأهل أن يقوموا تدريجياً بزيادة قدرة ولدهم على المشي، وذلك من خلال بدئهم معه بالنزهات القصيرة في الجوار ومن ثمّ بإطالتهم مسافة نزهاتهم مع ازدياد قوّته وقدرته على المشي.

●    ينبغي على الأهل أن يخففوا قدر الإمكان من استخدام العربة، وذلك لكي يتمكنوا من تعليم ولدهم كيفية الإستمتاع بالمشي والتمرّن عليه بشكلٍ كافٍ.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أنا مرهقة، ولكنها تريدني أن أحملها ولا يمكنني أن أخيّب أملها”.

إن الأهل وبقولهم لأنفسهم إنهم مرهقون، يعجزون عن التحلّي بالقوّة التي تلزمهم لمواجهة الأمر ومعالجته. فنحن نعلم جيّداً أن الإرادة سرّ النجاح.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أحتمل خيبة أمل ولدي عندما لا أكون قادرة على حمله”.

ينبغي على الأهل أن ينظروا إلى خيبة أمل ولدهم بموضوعية؛ فهو في الواقع مسؤول عن مشاعره في حين أنهم مسؤولون عن مشاعرهم. لذا ينبغي على الأهل في هكذا حالة أن يتذكروا أنه لا يمكنهم أن يفعلوا دائماً بحسب مشيئته وأنه من المفترض به أن يعتاد على خيبات الأمل.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إن ولدي كسول للغاية”.

إن الأهل وبنعت ولدهم بالكسول لن يغيّروا شيئاً في الوضع. على أيّ حال سيأتي اليوم الذي لن يعود بإمكانهم فيه أن يحملوه وعندها سيضطر أن يمشي بمفرده.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن استيائي منه لن يجدي نفعاً”.

ينبغي على الأهل أن يدركوا أنهم وحدهم يتحكّمون بغضبهم وأنّ غضبهم هذا ليس جيّداً لا لهم ولا لعلاقتهم بولدهم. في الواقع، إنهم وبأخذ على عاتقهم مسؤولية حلّ المشكلة سيشعرون بالأمل والشجاعة.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“من المفترض بي أن أحملها”.

إن الأهل وبقولهم لأنفسهم إنه “من المفترض” بهم أن يقوموا بشيء ما يفترضون بذلك أن ليس أمامهم سوى حلٍّ واحد فقط لمشكلتهم. لذا يتعيّن عليهم في هذه الحالة أن يذكّروا أنفسهم أنهم يحاولون الإعتناء بأنفسهم وأنهم يحاولون أن يساعدوا ولدهم لكي يصبح قويّاً ومستقلاًّ.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم رغبة ولدي في أن أحمله”.

إن الأهل وبتفهّمهم حاجات ولدهم وتعاطفهم معها يتمكنون من إيجاد طرق لطيفة وفعّالة لمساعدته على التغلّب على خيبة أمله.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يقللوا من شأن ولدهم بقولهم:

“لماذا لا يمكنك أن تمشي بمفردك؟ أتريد أن تصبح بديناً وكسولاً عندما تكبر؟”

إنّ الأهل وبافتراضهم أن ولدهم سيصبح بديناً وكسولاً لن يعلّموه بأسلوبهم هذا كيف يتغلّب على حاجته للحمل، هذا إضافة إلى احتمال أن يتحوّل افتراضهم هذا إلى توقّع ذاتي التحقيق.

إنما يفترض بهم أن يقدموا له خيارات وحلول أخرى بقولهم:

“آمل لو أنه كان بإمكاني أن أحملك، إلا أني أحمل الكثير من الأغراض الآن. لذا يمكنك عندما نعود إلى المنزل أن تجلس في حرجي لنقرأ معاً إحدى القصص”.

إن الأهل وباقتراحهم على الولد حلاًّ آخر يظهرون له أنهم يقدرون رغبته في أن يحملوه بين ذراعيهم وأنهم يريدون أن يسعوا معه إلى إيجاد الطريقة الفضلى للقيام بذلك.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن مشيت وحدك فسأتوقّف لكي أشتري لك بعض البوظة”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم بالطعام يعلّمونه أنه من المفترض بهم أن يكافئوه على طاعتهم وتلبيته مطالبهم، كما ويربطون الطعام بمسألة استحسانهم له- وهذه في الواقع استراتيجية خطيرة إذ من شأنها أن تؤدي إلى بدانة الولد كما وإلى مواجهته مشاكل غذائية خطيرة.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقية بقولهم:

“أنا آسفة كوني لا أستطيع أن أحملك الآن، إلا أنه يمكننا أن نمسك بأيدي بعضنا البعض ونحن نتسوّق”.

إن الأهل وبتقديمهم للولد الحلّ الوسط المثير للإهتمام هذا يظهرون له مدى تفهّمهم لحاجاته وتعاطفهم معها، إنما من دون أن يضحّوا بحاجاتهم الشخصيّة.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالذنب بقولهم:

“ألا ترى أني مرهقة؟ أنت لا تفكّر سوى بنفسك فقط. إمشِ وحدك الآن”.

إن الأهل وباعتمادهم أسلوب التذنيب هذا مع ولدهم لن يتمكنوا من حثّه على المشي فيصبح بالتالي أكثر استقلالية، إنما سيعلّمونه على العكس أنه من الضروري عليه أن ينصاع لأوامرهم لئلاّ يؤلمهم ويغضبهم. ولا شك هنا في أن الأهل لا يريدون من ولدهم أن يخاف من أن يفصح لهم عن مشاعره.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا معه إلى التغذية الإسترجاعية الإيجابية:بقولهم،

“أنت تجيد المشي بمفردك، أنا واثقة من أنك قادر على الصمود قليلاً بعد”.

إن الأهل وبثنائهم على ولدهم يحثونه على المضيّ قدماً، إذ إن فخره بنفسه وبإنجازه هذا سيزيد من رغبته على المشي بمفرده.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل