يواجه الأهل هنا مشكلة جديدة مع ولدهم، ألا وهي أنه يريد أن يأخذ معه بطانيته حيثما ذهب، وهم خائفون من أن يريد في ما بعد أن يصحبها معه إلى الحضانة في حال لم يقطعوه عن عادته أو رَغبته تلك. لذا ولكي يتمّكن الأهل من قطع ولدهم عن الأغراض التي تعزّيه وتؤاسيه ينبغي أن يضعوا له حدوداً لاستخدامها، كما وينبغي عليهم أيضاً أن يساعدوه على إيجاد طرق أخرى يعزّي بها نفسه.
بعض النصائح المفيدة
● ينبغي على الأهل أن يؤمّنوا لولدهم بيئة دافئة وحميمة فيشعر هذا الأخير بالأمان لدى انقطاعه عن أغراضه التي تعزّيه وتؤاسيه.
● ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم أنظمة محددة حول الأماكن والأوقات التي يمكن لولدهم أن يستخدم فيها البطانية أو المصّاصة أو الحيوانات الفروية أو سواها من الأغراض التي تعزّيه وتؤاسيه.
● ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى أعياد ميلاد أولادهم كمراحل إنتقالية لقطعهم عن الأغراض التي تعزّيهم، كأن يقولوا لهم مثلاً، “الآن وقد أصبحت في الخامسة من عمرك، فلنتمرّن معاً على عدم اصطحاب الدبدوب معك إلى الحضانة”.
● ينبغي على الأهل ألاّ يسمحوا لولدهم باستخدام المصاصة إلا عند موعد نومه فقط، إنما بعد استشارة طبيب الأسنان طبعاً، وذلك بغية التأكّد من أن استخدامه المصاصة لن يضرّ بأسنان ولدهم أو فكّه.
حديث الأهل لأنفسهم
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“لا يمكنني أن أحتمل رؤية ولدي يحمل هذه البطانية طوال الوقت”.
إنّ قول الأهل لأنفسهم إنهم لا يستطيعون احتمال شيء معيّن قد يحول دون تمكّنهم من إيجاد الطرق الملائمة للتغلّب على مشكلتهم هذه. في الواقع، إن العواطف السلبية تحدّ من قدرة الأهل على الإبداع.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“يمكنني أن أتعايش مع حاجتها إلى اصطحاب بطانيتها معها حيثما ذهبت إلى أن تصبح مستعدة لأن تتخلّى عنها”.
إن الأهل وبموقفهم الإيجابي قد يظهرون لولدهم إنهم يحترمون حاجته إلى الإنقطاع عن عادته أو رغبته هذه تدريجيّاً. فلا أحد يحب في الواقع أن يُجبر على القيام بشيء ما.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“إن لم أنتزع منه بطانيته الآن فسيظل يستخدمها حتى تخرّجه من الجامعة”.
إنّ الأهل وبتعظيم المشكلة يجدون أنفسهم مضطرين لأن يمارسوا ضغوطاً غير ضرورية إطلاقاً على ولدهم، وذلك بهدف حثّه على الإنقطاع عن عادته أو رغبته. ولكن في حال لم يكن الولد مستعدّا بعدً للانقطاع عن عادته تلك، فلن يؤدي أسلوبهم هذا عندئذٍ سوى إلى زيادة معارضته ومقاومته، في الوقت الذي يكون هو يحاول السيطرة على عالمه الخاص.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
“هدفي هو مساعدة ولدي على إيجاد طرق جديدة لتعزيته نفسه”.
ينبغي على الأهل أن يحثّوا ولدهم على إيجاد تقنيّات جديدة لتعزية نفسه كالرسم أو المطالعة أو مزاولة نشاطاته المفضَّلة أو التفكير بالأمور والأحداث السارة وهلمّا جرّاً. فالأهل وبتذكّرهم هدفهم هذا قد يحولون دون تمكّن المشكلة الآنية من تثبيط عزيمتهم.
ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:
“يتعيّن عليّ أن أقطع ولدي عن عادته تلك لكي يتوقّف الناس عن النظر إليّ وكأني أم غير صالحة”.
ينبغي على الأهل ألا يتخذوا قراراتهم المتعلّقة بطريقة تربية أولادهم على أساس ما قد يظنّه الناس عنهم.
إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:
لا يهمني ما قد يظنّه الناس عن استخدام ولدي للمصّاصة. فهو سينقطع من دون شكّ عنها عندما يشعر بأنه مستعدّ لذلك”.
إن القلق هو بمثابة مضيعة للوقت والطاقة، وهو في الواقع لا يمكنه أن يغيّر ما نحن عاجزون عن ضبطه (آراء الناس بنا).
حديث الأهل إلى أولادهم
ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:
“إن لم تنتزع هذه المصاصة من فمك حالاً فسأقوم برميها من النافذة”.
ينبغي على الأهل ألاّ يستأسدوا على ولدهم! في الواقع، إن تهديده برمي مصّاصته من النافذة هو بمثابة عقاب فظيع له على جريمة لم يرتكبها. وأيضاً فإنهم وباستئسادهم عليه لن يساعدوه على التغلّب على عادته هذه، إنما سيزيدون على العكس من عدم شعوره بالأمان كما وأنهم قد يخفّفون من حماسته على الإقلاع عن عادته تلك.
إنما يفترض بهم أن يلجأوا معه إلى الساعة بقولهم:
“يمكنك أن تحتفظ بمصاصتك في فمك إلى أن ترنّ الساعة. بعدها يتعيّن عليك أن تضعها جانباً حتى الغد”.
إن اللجوء إلى الساعة هو أسلوب بعيد كل البعد عن أسلوب التهديد ومن شأنه أن يساعد الأهل والولد معاً على إيجاد طريقة سليمة للتسوية؛ الأمر الذي قد يزيد من حماسة الولد على الإقلاع عن المصاصة.
ينبغي على الأهل ألا يقللوا من شأن ولدهم بقولهم:
“ماذا دهاك؟ ألا يمكنك أن تذهب إلى أيّ مكان من دون بطانيّتك السخيفة هذه؟”
إن الأهل وبقولهم للولد إنه يعاني من خلل أو خطب ما يجعلونه يظنّ أنه من الخطأ أو العيب أن يحبّ بطانيته ويتشبّث بها بهذه الطريقة. ولكن في الواقع، إنه لأمر طبيعيّ جداً أن يلجأ الأولاد الصغار إلى إحدى ألعابهم المميزة أو إلى بطانيتهم لكي يعزّوا أنفسهم بها؛ ولا شك في أنه كان لديكم عندما كنتم في سنّ ولدكم غرضكم المميز والعزيز على قلبكم والذي لم يكن ليفارقكم أبداً في تحرّكاتكم.
إنما يفترض بهم أن يضعوا له حدوداً بقولهم:
“أنا أعلم أنك تريد أن تأخذ بطانيتك معك إلى المكتبة العامة، غير أن النظام يقول إنه لا يمكنك أن تستخدم بطانيّتك إلا في المنزل فقط”.
إن الأهل وبوضعهم للولد أنظمة محددة وصارمة بشأن استخدام أغراضه العزيزة على قلبه فقد يساعدونه على الانقطاع عنها.
ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:
“إن تخلّيت عن مصّاصتك هذه فسأشتري لك علبة جديدة من أقلام التلوين”.
إن الأهل وبرشوة ولدهم لن يساعدوه في الانقطاع عن رغبته، إذ إنهم وبتقديمهم المكافآت له سيحولون دون تعلّمه كيفيّة التأقلم مع التغيير والتغلّب عليه.
إنما يفترض بهم أن يذكروه بالنظام بقولهم:
“تذكّر أن النظام يقول إنه لا يحقّ لك أن تستخدم مصاصتك إلا عند وقت النوم فقط. فأنا أظن أنه بإمكانك أن تتدبّر أمرك من دون هذه المصاصة إلى ذلك الحين. فلنجد الآن شيئاً مسلياً نقوم به”.
إن الأهل وبحصرهم حقّ استخدام ولدهم الأمور العزيزة على قلبه بأوقات معينة ومحددة فقط، وأيضاً بتركيز إنتباهه على نشاطات أخرى فقد يساعدونه على الإقلاع تدريجياً عن عادته. والجدير بالذكر هنا هو أن سرّ نجاح الأهل في كسب تعاون ولدهم يكمن بجعله يشعر بحبهم ودعمهم الدائمين له.
ينبغي على الأهل ألا يحطّموا ولدهم ويذلّوه بقولهم:
“أنت تبدو كالأبله عندما تكون المصاصة في فمك. لذا إنزع المصاصة حالاً من فمك لكي أتمكن من فهم ما تقوله لي”.
إن الأهل وبنعت ولدهم بالأبله يزيدون من حاجة هذا الأخير إلى مصاصته، كما وأنهم قد يعلمونه أيضاً كيف يلجأ بدوره إلى استراتيجية الشتائم تلك مع الآخرين عند شعوره بالإحباط.
إنما يفترض بهم أن يتعاطفوا معه بقولهم:
“أنا آسفة حقاً. فأنا أعلم أنك تحب مصاصتك، إلا أنه من المهم أن تنزعها من فمك لكي يتمكن الناس من فهم ما تقول لهم”.
ينبغي على الأهل أن يشرحوا المشكلة لولدهم بلطف، فيدرك هذا الأخير ضرورة إقلاعه عن استخدام المصاصة، كما ويفترض بهم في هذه الحالة أن يظهروا لولدهم مدى تقديرهم لحبّه لمصّاصته.
تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل