التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

أسباب ارتفاع الكوليسترول الشائعة

إذا كان مستوى الكوليسترول مرتفعًا لديك، فإليك الأسباب الأكثر شيوعًا لارتفاع مستوى الكوليسترول:

1. النظام الغذائي السيء

هذا هو السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع نسبة الكوليسترول لديك، وهذا ليس بالأمر السيئ؛ لأن إصلاح هذه المشكلة أمر ميسور. ونحن عادة ما ننظر إلى النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والكوليسترول باعتباره هو المسئول عن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ولكن السبب الحقيقي – كما سيتبين لك – هو السكريات والإفراط في تناول الكربوهيدرات والأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة. إن أية سعرات حرارية زائدة على حاجة الجسم قد تتحول إلى كوليسترول ودهون ثلاثية، ومن هنا؛ فإنك إذا كنت تتناول الكثير من الطعام، ويزداد وزنك بصورة مفرطة، فإنك بهذا تزيد من خطر إصابتك بأمراض القلب، ومن ثم فإن تغييرك كمية الطعام الذي تأكله هو السلاح الأكثر فاعلية لديك ضد أمراض القلب.

أ) الإفراط في تناول الكربوهيدرات

يتناول الكثير من الأشخاص الكربوهيدرات بكثرة في الوقت الحالي. وتكون هذه الكربوهيدرات متوافرة في الحبوب ووجبات الإفطار المشتقة منها، والنشويات، والسكريات. والسبب في إقبالنا الشديد على تناول الكربوهيدرات هو أنه يُطلب منا دائمًا التقليل من الدهون، ومن ثم يجب علينا أن نستعيض عنها بغيرها؛ ما يعني الإقبال على تناول المزيد من الكربوهيدرات. وهناك سبب آخر، وهو أن الكثير من الناس أدمنوا تناول الكربوهيدرات؛ فالسكر مسبب للإدمان، وكلما تناولنا الكثير منه، زادت رغبتنا في تناوله. وكذلك لأن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في متناول اليد، وتشعرنا بالشبع سريعًا. ويتكون النظام الغذائي في العادة من الخبز المحمص، أو الحبوب في الفطور، وشطيرة في الغداء، والمكرونة، أو الأرز، أو البطاطس على العشاء. وكذلك المقرمشات والبسكويت، أو غيرهما من الحلويات كوجبات سريعة. ولا يفوتنا أن نذكر وجود السكر في الشاي، أو القهوة، خلال اليوم.

ولا شك في أننا في حاجة إلى الكربوهيدرات، فهي تمدنا بالطاقة، ولكن معظمنا أشخاص غير رياضيين، كما أننا نمضي معظم أوقاتنا ونحن جالسون؛ الأمر الذي لن يسمح لنا بأن نحرق هذه الكميات من الكربوهيدرات، بل إنها تتحول إلى دهون في داخل الجسم. ومن الأفضل لنا أيضًا أن نتناول الكربوهيدرات المعقدة، أي أن نتناول الخبز والمكرونة المصنوعين من الحبوب الكاملة، وأن نتناول الأرز البني بدلًا من الأرز الأبيض وبدائله المكررة، ولكن مع ذلك تبقى نسبة الكربوهيدرات في النظام الغذائي كبيرة للغاية، ومن ثم تتحلل إلى جلوكوز.

وعندما يكثر الجلوكوز في داخل مجرى الدم، يتحول إلى دهون، ومن ثم فإن الإكثار من تناول الكربوهيدرات يحفِّز على إنتاج الأحماض الدهنية، التي يرتبط بعضها ببعض، مكونة الدهون الثلاثية، كما أن تناول الكحوليات يرفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.

وسوف يتبين لك أن الدهون الثلاثية تشكل عاملًا رئيسيًّا من عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب. ونحن جميعًا نعرف أن الدهون المشبعة هي أحد أنواع الدهون المضرة بالقلب. وفي الحقيقة ليست كل الدهون المشبعة مضرة بالقلب. فالأحماض الدهنية المشبعة طويلة السلسلة هي التي تضر بالقلب؛ نظرًا إلى لزوجتها، ومن ثم يمكنها أن تسد الشرايين. وأنت لست في حاجة إلى أن تتناول أية دهون على الإطلاق كي تزيد من مستوى هذه الدهون المشبعة في الدم؛ لأن الجسم يقوم بتصنيعها من السكريات الزائدة في النظام الغذائي. ويمكن أن تتحول الدهون المشبعة إلى كوليسترول. والآن أصبحت تعرف أن الإكثار من تناول السكريات والنشويات والحبوب يمكن أن يرفع من مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في جسمك؛ ما يعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب. وإذا لم تتمكن من حرق هذه الدهون الزائدة من خلال النشاط البدني، فلن تبدو بدينًا فحسب، بل ستتراكم الدهون في أعضائك الداخلية، مثل الكبد، والبنكرياس، والقلب، والكليتين، والأجهزة الأخرى. ويمكن أن يحدث التنكس الدهني للأعضاء نتيجة الإفراط في تناول السكريات. ويؤثر مرض الكبد الدهنية حاليًّا في قرابة 20٪ من السكان.

ب) الأحماض الدهنية المتحولة

إن بعض الدهون مفيد للقلب، وبعضها مضر، وبعضها الآخر مريع؛ فالأحماض الدهنية المتحولة هي أسوأ أنواع الدهون التي يمكنك أن تتناولها، وربما تكون قد سمعت بهذا النوع من الدهون، فقد نال شهرة كبيرة مؤخرًا؛ إذ يُعتقد أنها تزيد بدرجة كبيرة من خطورة الإصابة بأمراض القلب والسرطان. باختصار إن الأحماض الدهنية في صورتها الطبيعية لديها تهايؤ مقرون ، أي أنه في موقع الروابط المضاعفة بين ذرات الكربون في جزيء الحمض الدهني تكون كل من ذرتي الهيدروجين المرتبطتين بالكربون على الجانب نفسه من الجزيء .

في الأحماض الدهنية المتحولة تكون ذرات الهيدروجين المرتبطة بالكربون على الجانب المقابل من الجزيء. وتعني كلمة متحولة أنها على الجانب الآخر، ومن ثم فإن كنا مسافرين في رحلة إلى جزيرة تاسمان، فهذا يعني أننا سنعبر من سيدني عند نيوزيلندا.

يتحور جزيء الحمض الدهني غير المشبع الموجود في الزيت ليكون حمضًا دهنيًّا متحولًا عندما يُسخَّن الزيت إلى درجة حرارة مرتفعة، وهو ما يحدث مثلًا في أثناء تسخين الزيت أو القلي على درجة حرارة عالية للغاية، وكذلك في أثناء تصنيع الزيوت النباتية، وبعض أنواع السمن النباتي.

الهدرجة

عملية الهدرجة هي تحويل الزيت النباتي السائل إلى حالة أكثر صلابة. ويحدث ذلك عند إدخال ذرات الهيدروجين إلى زيت نباتي تحت ضغط عالٍ، ودرجة حرارة مرتفعة (من 120 إلى 210 درجات مئوية). ويُستخدم وسيط محفز من المعادن، وقد يكون ذلك الوسيط هو النيكل، أو النحاس، أو البلاتين، وتستغرق هذه العملية ما بين ست إلى ثماني ساعات. وقد تكون الهدرجة تامة أو جزئية.

الهدرجة التامة

وتحدث عندما تستمر عملية الهدرجة إلى أن تتشبع جميع الروابط المضاعفة الموجودة في الزيت بالهيدروجين. وهو ما يكوِّن الدهون المشبعة بصورة تامة، وهي تكُون شديدة الصلابة في درجة حرارة الغرفة. ولأنه ليس هناك المزيد من الروابط المضاعفة، فلا وجود للأحماض الدهنية المتحولة في هذا النوع من الدهون، ومن ثم فإن هذا النوع من الدهون ليس مضرًّا بالصحة كالزيت المهدرج جزئيًّا. ومع ذلك فإن جميع الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في الزيت تكون مدمرة بالكامل. وبصفة عامة فإن الدهون الموجودة في الزيوت الاستوائية، مثل زيت جوز الهند، وزيت النخيل، تمر بهذه العملية حتى تصبح أكثر فائدة لمصنّعي الطعام. وهذا النوع من الدهون النباتية هو الذي يُستخدم غالبًا في الشيكولاتة للتأكد من أنها سوف تذوب في درجة حرارة الفم.

الهدرجة الجزئية

وتحدث عندما تتوقف عملية الهدرجة قبل أن يصبح الزيت مُشبعًا بصورة تامة؛ وهو ما يعني أن الزيت الناتج ليس بالصلابة نفسها، فتكون بنيته لينة، وليست صلبة تمامًا. ويوجد الكثير من الأحماض الدهنية المتحولة في الزيت النباتي المهدرج بشكل جزئي، وفي هذا النوع أيضًا تكون الأحماض الدهنية الأساسية مدمرة تمامًا. وتوضع عبارة ” زيت نباتي مهدرج بشكل جزئي” على معظم الأطعمة المصنعة. ويوجد هذا النوع من الدهون في معظم أنواع السمن النباتي، والدهون النباتية الصلبة، والأطعمة المعالجة، مثل الكعك، والبسكويت، والكعك المُحلَّى، والمقرمشات، ورقائق البطاطس المقلية.

هل هناك أية فوائد للزيوت المهدرجة؟

هذا النوع من الدهون يفيد شركات الصناعات الغذائية، لكنه يضر بصحتنا. وعادة ما تستخدم الزيوت زهيدة الثمن في هذا الغرض، مثل زيت الكانولا، وزيت بذور القطن، وزيت فول الصويا، وزيت الذرة، وهي بصفة عامة لا تحتوي على أية فوائد صحية، فاستخدام زيت الزيتون في تصنيع الأطعمة المصنعة مكلف للغاية. ولأن الدهون المُهدرجة صلبة، فإنها تمد بعض الأطعمة بالقوام المطلوب؛ فالبسكويت على سبيل المثال يُصنع من الدهون الصلبة، مثل الزبد والسمن النباتي. وتكلفة استخدام الزبد أعلى من تكلفة السمن النباتي، كما أن الزبد أسرع إلى الفساد. وتُستخدم الزيوت النباتية المهدرجة بشكل أساسي من قبل الشركات المصنعة للطعام؛ لأنها زهيدة الثمن، وتطيل مدة صلاحية الطعام للاستهلاك. مشكلة الزيوت النباتية

إن الزيوت النباتية التي تشتريها من المتجر، وتستخدمها في الطهو قد مرَّت بعدد من عمليات المعالجة التي أدت إلى تدمير الدهون النافعة التي كانت موجودة في الزيت، وأنتجت بعض المواد السامة. وتُستخرج معظم الزيوت من البذور، أو المكسرات، أو الفاكهة؛ فالزيوت النباتية ذات الدهون المتعددة غير المشبعة، وذات الدهون الأحادية غير المشبعة تعتبر رقيقة وقابلة للتحول؛ ما يعني أنه يسهل تلفها وتعفّنها، ما يجعلها مضرة بصحتنا للغاية. وتُستخرج معظم الزيوت النباتية حاليًّا في المصانع من خلال استخدام الحرارة والمذيبات الكيميائية؛ حيث تُعرَّض للضوء والأوكسجين خلال عملية المعالجة، ما يُؤثر في الزيت بشكل سلبي.

تتضمن عملية تصنيع زيت الطهو الخطوات التالية:

• إضافة هيدروكسيد الصوديوم لإزالة المكونات الثانوية التي تذوب في القلويات من الزيت. وهذه المكونات الصغيرة لها فوائد صحية؛ لكنها تقلل من مدة صلاحية الزيت للاستهلاك، ومن ثم يتم التخلص منها. وبالمناسبة، فإن هيدروكسيد الصوديوم يعتبر مادة كاوية، وتستخدم في تسليك البالوعات المسدودة، ومواسير الصرف.

• حمض الفوسفوريك، يُضاف لإزالة المكونات الثانوية القابلة للذوبان في الأحماض. وهي أيضًا ذات فوائد للصحة، وقد تؤدي إلى إفساد الزيت بسرعة إذا لم تُزل. وحمض الفوسفوريك مادة كاوية تستخدم تجاريًّا في تنظيف النوافذ من الدهون.

• عملية القصر بالطين، وتستخدم هذه العملية لإطالة عمر الزيت، حيث يعمل الطين على تدمير الجزيئات التي تُكسب الزيت لونه؛ فاللون يمتص الضوء، ويعمل الضوء على إفساد الزيت. وتؤدي عملية إزالة اللون إلى تزرنخ الزيت، ما يعطيه نكهةً وطعمًا سيئين.

• ثم تأتي المرحلة التالية، وهي إزالة الرائحة السيئة من الزيت. ويتم ذلك بأن يوضع الزيت في درجة حرارة القلي (من 220 إلى 245 درجة مئوية). ويكون الزيت الناتج من هذه العملية عديم اللون والطعم والرائحة.

إليك بعض المكونات الصغيرة التي تُزال من الزيت في أثناء تصنيعه؛ لأن بقاءها لا يحقق للشركات الربح المنشود:

• مضادات الأكسدة، بما فيها فيتامين E والكاروتين.

• الليسيثين الذي يحوِّل الزيت إلى مستحلب سهل الهضم.

• الفايتوستيرول الذي تدفع للحصول عليه ثمنًا باهظًا في شراء السمن النباتي الخافض للكوليسترول، حيث يتوافر في السمن النباتي.

• الكلوروفيل. وهو غني بالماغنيسيوم ويساعد على تنقية الدم.

إذا كنت تستخدم هذا النوع من الزيوت النباتية، وتقوم بتسخينها لدرجة حرارة مرتفعة، فإنك بهذا تزيد من إفسادها، وتضيف إليها المزيد من الدهون المتحولة.

إن هذه الأنواع من الزيوت النباتية توجد بكثرة في الأطعمة التي قد تتناولها، مثل تتبيلة السلطة، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والرقائق المصنوعة من الدقيق، فكل ما تُكتب عليه عبارة ” زيت نباتي” يحتوي على هذه الزيوت. أما زيت الزيتون البكر الممتاز، فلا يُستخلص، أو يُعالج بهذه الطريقة. ومن ثم، فإنه يحتفظ بخواصه الطبيعية، فإذا كنت تريد أن تطبخ بالزيت، فزيت الزيتون هو الخيار الأمثل.

مشكلة السمن النباتي

يُصنع السمن النباتي من الزيوت النباتية المعالجة التي ذكرناها سابقًا، غير أن الزيوت المستخدمة فيه عادة ما تكون مهدرجة بشكل جزئي، كما هو موضح في الخطوات التي ذكرناها. وسوف تجد أن هناك بعض الادعاءات الصحية التي باتت تُكتب مؤخرًا على علب السمن النباتي، تقول إن بعضها يحتوي على دهون أوميجا 3 المضافة، وبعضها يحتوي على الفيتامينات أو على الإستيرولات النباتية، وأن بعضها يحتوي على زيت الزيتون. ولا يهم أي نوع من الزيوت صُنع منه السمن النباتي، بل إن ما يجعله طعامًا غير صحي هو الزيوت التي استخدمت في تصنيعه، والعملية التي تم بها تحويل الزيت السائل إلى شيء أكثر صلابة قابل للدهن، بل هناك ادعاء بأن كل أنواع السمن النباتي خالية من الكوليسترول، وهذا تضليل؛ حيث يُقال إن السمن النباتي مصنوع من الزيوت النباتية، والنباتات والمكسرات والبذور لا تحتوي على الكوليسترول بأية حال. ونحن نقول إن مشكلة السمن النباتي هي أن الدهون المتحولة التي يحتوي عليها في العادة لديها القدرة على رفع مستويات الكوليسترول.

الأسترة البينية للدهن

وهي طريقة سهلة لتصنيع سمن نباتي خالٍ من الدهون المتحولة، ولكنه يحمل الخطورة نفسها على صحتك.

إن معظم الأشخاص الذين لديهم وعي تجاه صحتهم، باتوا يعرفون جيدًا مخاطر الدهون المتحولة، ويبذلون جهدهم لتجنبها؛ وهو ما تسبب في مشكلة للشركات العاملة في مجال تصنيع الغذاء، فكيف يمكنها الاستمرار في إنتاج الزيوت النباتية الصلبة التي خضعت لقدر كبير من المعالجة دون الأحماض الدهنية المتحولة والضارة؟ كان عليها استخدام الأسترة البينية للدهن.

والأسترة البينية للدهن ليست جديدة، وهي شبيهة جدًّا بالزيوت النباتية المهدرجة بشكل جزئي؛ حيث تتم هدرجة الدهون، ولكن يعاد ترتيبها بعد ذلك على مستوى الجزيئات، ويعني ذلك من الناحية الفنية أن الدهون ليست مثل الأحماض الدهنية المتحولة، ولكن يُعتقد أنها تحمل آثارًا مشابهة مضرة بالصحة.

إن أية عملية يتم فيها تحويل الزيت النباتي السائل إلى شيء ذي قوام متماسك، ولين، ليست عملية طبيعية، ولا يمكن أن تكون مفيدة لصحتك؛ فالنتيجة النهائية لهذه العملية هي جزيئات من الدهون لا وجود لها في الطبيعة، فإذا كنت ترغب في الاهتمام بصحة قلبك، فينبغي ألا تُدخل تلك الدهون التي خضعت لقدر كبير من المعالجة إلى نظامك الغذائي.

الدهون المتحولة والزيوت النباتية وآثارهما المضرة بالصحة

إن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة أكثر تقلبًا، مقارنة بالأحماض الدهنية التي تحتوي على دهون أحادية غير مشبعة والأحماض الدهنية التي تحتوي على دهون مشبَّعة؛ ما يعني أنها تتحول بسهولة إلى حالة التزرنخ، أو التحلل المائي (أي تتأكسد) عندما تتعرض للأكسجين، والضوء، والحرارة، ولديها القدرة على تكوين أحماض ذات دهون متحولة. والجهات المسئولة عن الصحة تخبرنا باستمرار بأن الدهون المتعددة غير المشبعة صحية، وأن الدهون المشبعة مضرة بصحتنا.

وتعمل الزيوت النباتية المتأكسدة في الجسم عمل الجذور الحرة. وتتسبب الجذور الحرة في تدمير خلايانا، وتدمير الحمض النووي، فتعجل بظهور علامات الشيخوخة، وهي مرتبطة بتطور أمراض القلب والسرطان. ومن الجدير بالذكر أن هناك بحثًا جديدًا أظهر أن الكوليسترول ليس هو المشكلة في حد ذاته، بل إن الكوليسترول المتأكسد هو عامل الخطورة الأكبر المسبب لأمراض القلب. وكلما زادت الجذور الحرة في أجسامنا، زادت احتمالية تأكسد الكوليسترول. ويعمل الكوليسترول المتأكسد داخل الجسم بطريقة مختلفة، ويلصق نفسه بجدران الشرايين.

ولقد نالت الدهون المتحولة حظًّا وافرًا من البحث في السنوات الأخيرة، وبدأت تأثيراتها في القلب تتضح أكثر فأكثر، ويرى بعض الباحثين أنها مسئولة عن تفشي أمراض القلب في القرن العشرين. وللدهون المتحولة تأثير عكسي في دهون الدم؛ لأنها تزيد من مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة، أي الكوليسترول “الضار”، وتقلل من نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة، أي الكوليسترول “الجيد”. وهذه مشكلة مضاعفة؛ فتأثير تلك الدهون في مستوى الكوليسترول يصل إلى ضعفي الأثر الضار للدهون المشبعة، وهذا أمرٌ مؤسف للغاية؛ لأن الكثير من المستهلكين يشترون أطعمة تحمل عبارة “قليل الدهون”، أو “خالٍ من الكوليسترول”، وهذه هي الأطعمة التي غالبًا ما تحتوي على النسبة الكبرى من الدهون المتحولة، كما أن الدهون المتحولة ترفع مستوى الدهون الثلاثية، وتتداخل مع عملية الأيض الخاصة بالأحماض الدهنية الضرورية في الجسم.

وفي دراسة صحة الممرضات Nurses’ Health study ، تبين أن السيدات اللائي يستهلكن أكبر قدر من الدهون المتحولة في نظامهن الغذائي تزيد خطورة الإصابة بأمراض القلب لديهن بنسبة 50٪ مقارنة بالسيدات اللاتي يستهلكن أقل كمية من تلك الدهون المتحولة.

وتؤثر الدهون المتحولة في وظيفة الإنسولين؛ لأنها تندمج بالأغشية الخلوية، وهي بذلك تعمل على مقاومة الإنسولين، ما يصيبك بالبدانة، ويزيد من احتمالية إصابتك بمرض السكر، ومتلازمة إكس. وتساعد أيضًا الدهون المتحولة على إطلاق المواد الكيميائية المثيرة للالتهابات التي تُسمى السيتوكينات؛ ما يسهم في إصابة الجسم بالالتهابات.

فإذا لم تكن تفعل أي شيء للحفاظ على صحة قلبك، فتأكد أنك تتجنب الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًّا، والزيوت النباتية المعالجة التي لا تحمل عبارة “زيت بكر ممتاز”، أو “معصور على البارد”. ويُكتب محتوى معظم الأطعمة المعلبة من الدهون المتحولة على الملصق الموجود على العبوة. وهناك طريقة أخرى يمكنك من خلالها أن تعرف بنفسك نسبة الدهون المتحولة، وهي أن تبحث عن عبارة “مهدرج جزئيًّا”، أو ” زيت نباتي مهدرج”، أو ” زيت نباتي”، أو “دهن نباتي”. ابحث جيدًا في الملصقات الموجودة على عبوات الأطعمة للتأكد من تجنب هذه النوعية من الدهون. وهناك بدائل أفضل من الناحية الصحية، مثل زيت الزيتون البكر الممتاز، والزبد، والسمن الحيواني، وزيت جوز الهند البكر، أما البدائل الصحية التي يمكن أن يُدهن بها الخبز، فمنها معجون الأفوكادو، والحمص، والطحينة، وصلصة الطماطم، وصلصة أو زبدة الفستق الطبيعية.

ج) نقص الألياف

إن الطريقة الأساسية التي يتخلص بها الجسم من الكوليسترول الزائد تتمثل في حركة الأمعاء؛ إذ تضخ الكبد الكوليسترول الزائد الذي لا حاجة إليه في العصارة الصفراوية، التي تُختزن بدورها في المرارة. وتدخل العصارة الصفراوية بعد ذلك الأمعاء من خلال فتحة تسمى أمبولة فاتر، وتغادر الجسم بفعل حركة الأمعاء. وإذا لم يحتوِ نظامنا الغذائي على الكثير من الألياف، فلن نشرب ما يكفي من الماء ومن ثم تنقبض الأمعاء، ويُمتص الكوليسترول الموجود في العصارة الصفراوية مرةً أخرى؛ ليدخل الدورة الدموية؛ لينتهي الأمر بارتفاع نسبة الكوليسترول لدينا. ومن هنا فإن إحدى أفضل الطرق لخفض نسبة الكوليسترول هي ضمان الحركة المنتظمة للأمعاء.

أفضل أنواع الألياف التي تعمل على خفض نسبة الكوليسترول هي الألياف القابلة للذوبان، فهذا النوع من الألياف يُصبح ذا قوام هلامي في الأمعاء، ويلتصق بالكوليسترول وغيره من المواد السامة الموجودة في الأمعاء ليحملها إلى خارج الجسم. أما عن المصادر الجيدة للألياف القابلة للذوبان، فمنها الشوفان، والبقوليات، مثل الفاصوليا الحمراء، والحمص، والأرز، والشعير، والتفاح، والفراولة، والحمضيات.

وعندما نتناول بعض الألياف في الوجبة، نحصل على فائدة أخرى لها، وهي أنها تُبطئ من امتصاص السكر في الدورة الدموية؛ ما يعني أن الألياف تخفض من مؤشر الجهد السكري للوجبة التي نتناولها. وهذا يفيد في تقليل خطر الإصابة بمتلازمة إكس، أو السكر، وهما العاملان الأكثر خطورة للإصابة بأمراض القلب.

ثانياً: متلازمة إكس

وتعرف أيضًا بالمتلازمة الأيضية، وقد أصبحت هذه الحالة تحظى باهتمام أكبر مؤخرًا. وقد أظهرت الأبحاث الأخيرة أن 31٪ من الأستراليين يعانون متلازمة إكس؛ ما يجعل احتمالية وفاتهم بالأزمة القلبية أو السكتة الدماغية أعلى مرتين مقارنة بغيرهم من عموم السكان. ويمكن تحديد المصابين بمتلازمة إكس من خلال شكل البطن المستدير، وهي خلل في عملية الأيض، حيث تجتمع ثلاثة شروط من الشروط التالية، أو أكثر في شخص واحد:

• السمنة في منطقة البطن، أو وجود دهون زائدة في البطن، أو المنطقة المحيطة به؛ أي أن يكون محيط الخصر أكبر من 102 سنتيمتر لدى الرجال، وأن يكون أكبر من 88 سنتيمترًا لدى النساء.

• اضطرابات في دهون الدم ( الديسليبيديميا)، حيث ترتفع نسبة الدهون الثلاثية (أكثر من 65.2 ملليجرام للتر) وتنخفض نسبة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (أقل من 49.8 ملليجرام للتر لدى النساء، وأقل من 40.2 ملليجرام للتر لدى الرجال).

• ارتفاع ضغط الدم (130/85 ملليمترًا زئبقيًّا أو أكثر).

• مقاومة الإنسولين، أو ضعف تحمل الجلوكوز. ويعني ذلك أن يرتفع سكر الدم للصائم إلى ما يزيد على 99 ملليجرامًا للتر.

• احتمالية الإصابة بالجلطات (أي وجود استعداد لتكون جلطات الدم). ويتضمن ذلك ارتفاع الفيبرينوجين، أو مثبط البلازمين 1 في الدم.

وتحدث متلازمة إكس بسبب كثرة محتوى الكربوهيدرات في نظامنا الغذائي، والعوامل الجينية، والسمنة المفرطة، وبعض الأدوية، بالإضافة إلى عدم القيام بقدر كافٍ من التمارين الرياضية. ولا يقتصر تأثير متلازمة إكس على ظهور أمراض القلب، بل يظهر مرض السكر من النوع الثاني لدى كثير ممن يعانون متلازمة إكس.

كيف تزيد متلازمة إكس من خطورة إصابتنا بأمراض القلب؟

عندما نتناول الكربوهيدرات ( الحبوب والنشويات والسكريات)، فإن الجسم يحولها إلى جلوكوز ( سكر الدم). ويعد الجلوكوز مصدرًا للطاقة، والجسم لا بد له أن يحدد الكمية التي سيحرقها والكمية التي سيخزنها إلى وقت لاحق (في صورة جلايكوجين). وبعد أن نتناول وجبة تحتوي على الكربوهيدرات بوقت قصير، يُفرز هرمون الإنسولين، ووظيفته مساعدة الجلوكوز على الدخول في الخلايا، حيث يتحول إلى طاقة.

وبمجرد أن يكتفي الجسم بما لديه من مخزون الجلايكوجين، يقوم بتحويل الجلوكوز الزائد على الحاجة، الذي تناولناه في طعامنا، إلى دهون تسمى الدهون الثلاثية (ثلاثي الجليسريد). ويشكل ارتفاع مستوى تلك الدهون عامل خطورة رئيسيًّا للإصابة بأمراض القلب، وتُخزَّن الدهون الثلاثية في ا لجسم، ومن ثم فإن هرمون الإنسولين يمكن أن يزيد من وزننا.

إن نوعية النظام الغذائي الذي نتناوله تؤثر بصورة كبيرة في مستويات الإنسولين في الدم، حيث يؤدي النظام الغذائي الغني بالسكريات والأطعمة المصنوعة من الدقيق إلى تحفيز إفراز الإنسولين بخلاف الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الخضراوات والبروتين، فتناول الكثير من الكربوهيدرات يؤدي إلى إفراز المزيد من الجلوكوز في الدورة الدموية، ويقوم الجسم بالتعويض عن ذلك بإفراز الكثير والكثير من الإنسولين.

ماذا يحدث لمن يعانون متلازمة إكس؟

يصبح الإنسولين الذي تفرزه أجسامهم أقل فاعلية بمرور الوقت، حيث تبدأ خلايا الجسم في تجاهله (وبخاصة خلايا العضلات والخلايا الدهنية)؛ نظرًا إلى ارتفاع مستوياته في الدم فترات طويلة، فالأمر أشبه بشخص يتحدث طويلًا إلى أن يمل الناس سماعه. وعند حدوث هذه الحالة، يمكننا أن نقول إن خلايا الجسم، أصبحت مُقاوِمة للإنسولين.

في البداية تتوقف الخلايا عن الاستجابة للإنسولين الذي تم إفرازه بعد ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم. ويستجيب الجسم لهذه الحالة من خلال ضخ المزيد والمزيد من الإنسولين. وبعد ذلك بعدة ساعات يصبح هناك نقص شديد وحاد في مستويات السكر في الدم، وذلك عندما يبدأ الإنسولين العمل أخيرًا. ونتيجة ذلك يمكن أن يعاني الشخص حالة نقص في سكر الدم.

إليك بعض الأعراض الشائعة لنقص سكر الدم:

• التعب والشعور بالنعاس

• تشوّش التفكير

• الاكتئاب أو القلق

• الرغبة الملحة في تناول الكربوهيدرات أو السكريات

• الجوع ولو بعد تناول الطعام بفترة وجيزة

• الشعور بالارتعاش أو الدوار

• اضطرابات النوم

إن كل هذه الأعراض قد تجعلك راغبًا في تناول المزيد من الكربوهيدرات، ومن ثم تستمر الأضرار الناجمة عن الإفراط في تناول الكربوهيدرات. ولهذا السبب توصف السكريات والكربوهيدرات، في أغلب الأحيان، بأنها مسببة للإدمان، حيث إن الرغبة في تناول المزيد من الكربوهيدرات قد تسيطر على الشخص بصفة مستمرة، ونحن نلجأ إلى تناول الأطعمة المريحة لنعالج بها أنفسنا عندما نمر بأعراض نقص سكر الدم، وبخاصة الاكتئاب.

وإذا تركت متلازمة إكس دون علاج، فسوف يتزايد خطر إصابتك بمرض السكر من النوع الثاني إلى حد كبير. وكلما أصبح الإنسولين أقل فاعلية ضعفت قدرته على التحكم في مستوى السكر في الدم – ومن ثم يرتفع مستوى سكر الدم. ومعدلات الإصابة بأمراض القلب لدى المصابين بمرض السكر أعلى كثيرًا من غيرهم.

ومتلازمة إكس ومرض السكر بنوعيه هما عاملا الخطورة الأكبران للإصابة بأمراض القلب. والتكاليف الاقتصادية والصحية في أستراليا لمعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية تفوق غيرها من الأمراض بدرجة بالغة، وهي تكلفة وصلت إلى 3.7 مليار دولار، أو 12٪ من إجمالي الإنفاق على الصحة ما بين عامي 1993-1994.

إن الإنزيم الموجود في الكبد، المسئول عن تصنيع الكوليسترول، والذي يدعى مختزلة 3-هيدروكسي-3-ميثيل جلوتاريل تميم الإنزيم أ. وهو الإنزيم الذي يُطلق عليه مثبط الأدوية الاستاتينية من قبل الشركات المصنعة للأدوية الخافضة للكوليسترول، فوجود القدر الكافي من هرمون الإنسولين يحفز نشاط مختزلة 3-هيدروكسي-3-ميثيل جلوتاريل تميم الإنزيم أ؛ ما يجعلها تُصنِّع المزيد من الكوليسترول. وقد بات واضحًا لديك الآن أن تناول المزيد من الكربوهيدرات والسكريات يزيد من إفراز الإنسولين، ويعمل على إنتاج الكبد المزيد من الكوليسترول. أليس من الأفضل لك أن تقلل من كمية الكربوهيدرات في نظامك الغذائي بدلًا من تعاطي الأدوية الخافضة للكوليسترول مع ما تحمله من آثار جانبية؟ ويمكنك أن تجري فحصًا للدم لقياس مستوى الأنسولين لديك.

ثالثا: العوامل الوراثية

غالبًا ما تنتقل أمراض القلب بالوراثة لدى أفراد العائلة، وأحيانًا ما يموت عدد كبير منهم في سن صغيرة نسبيًّا بسبب أمراض القلب. إن جيناتنا الوراثية تؤثر في ارتفاع البروتين الدهني منخفض الكثافة في أجسامنا؛ لأنها تحدد مدى سرعة تكوينه، والتخلص منه. إن احتمالية إصابتك بأزمة قلبية تزيد من ضعفين إلى خمسة أضعاف إذا كان أحد أقاربك من الدرجة الأولى قد تُوفي بمرض القلب التاجي قبل أن يبلغ سن الستين.

هناك حالة وراثية تُسمى فرط كوليسترول الدم العائلي، وهي عبارة عن اضطراب صبغي سائد، ويؤدي إلى الارتفاع الحاد في مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وفي الكوليسترول بشكل عام. ويُرتب الحمض الوراثي في شكل كروموسومات، وتأتي الكروموسومات في أزواج. وترجع كلمة Autosomal ، والتي تعني “صبغي جسدي” إلى الكلمة الإنجليزية ” autosome “، التي تعني جميع الكروموسومات ما عدا الكروموسومات الجنسية. أما كلمة سائد، فتعني أن إصابة أحد الآباء بالجين الوراثي المسبب للمرض يؤدي إلى توارث المرض في ذريته.

ويحدث فرط كوليسترول الدم العائلي متباين الجينات لشخص واحد من بين كل 500 شخص على مستوى العالم. ويؤدي إلى مضاعفة نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة. أما تباين الجينات، فيعني أن الجين المسبب للمرض موجود لدى حالة واحدة، ومن ثم فإن المرض يكون أقل حدة. وبعبارة أخرى، فإن الحالة تنتقل من أب واحد، وليس من خلال كلا الأبوين. وتنتشر حالة فرط كوليسترول الدم العائلي لدى الكنديين من ذوي الأصول الفرنسية، واللبنانيين، وسكان جنوب أفريقيا.

في حالة فرط كوليسترول الدم تكون مستقبلات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة إما مفقودة، وإما مشوَّهة. وهذه المستقبلات ضرورية لكي تتمكن الكبد من التعامل مع البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة والطافية في الدورة الدموية، حيث تقوم بمعالجتها وإزالتها من الدورة الدموية. وإذا لم تتمكن الكبد من انتقاء البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، فسرعان ما سترتفع مستويات تلك البروتينات في الدم، كما أن هذه البروتينات إذا عجزت عن الدخول في خلايا الكبد، فإنها لن توقف إنتاج المزيد من الكوليسترول، ومن ثم يتم إنتاج كميات أكبر من الكوليسترول، وترتفع مستوياته في الدم. وفي حالة المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي متباين الجينات، لا يوجد سوى نصف عدد مستقبلات البروتينات منخفضة الكثافة، وغالبًا ما تكون مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة ما بين 196.9 ملليجرام و397.7 ملليجرام للتر، ولكن في حالة الأشخاص الأصحاء لا تتعدى تلك النسبة 135.1 ملليجرام للتر. والأشخاص الذين يعانون هذه الحالة غالبًا ما يظهر لديهم مرض القلب التاجي بشكل مبكر، حيث يظهر لدى الرجال في الأربعينيات من العمر، ولدى النساء فيما بين الخمسين والخمسة والستين من العمر.

إن فرط كوليسترول الدم العائلي متماثل الجينات يعد إحدى الحالات الأكثر خطورة كثيرًا؛ حيث إن كلا الجينين ينقل المرض. وهو يصيب شخصًا واحدًا من بين كل مليون شخص. وتحدث الوفاة المفاجئة بسبب الأزمة القلبية لدى هذه الفئة في عمر مبكر ما بين عام إلى عامين.

وارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة لدى من يعانون فرط كوليسترول الدم العائلي يعني أن الخلايا العديدة، التي لا تتطلب وجود مستقبلات للبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، تُصبح مُشبعة بالكوليسترول. ويشمل ذلك الخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية التي يمكن أن تتحول إلى خلايا عائمة تؤدي إلى إنتاج اللويحات الدهنية في الشرايين.

إن من يعانون هذه الحالة غالبًا ما تظهر على أجسادهم علامات تسمى الصفرومات (Xanthomas)، حيث يرجع أصل هذه التسمية إلى الكلمة اليونانية xanthos التي تعني أصفر. ومعظم تلك الأورام تبدو صفراء اللون، ولكن الأمر ليس كذلك دائمًا؛ فهي عبارة عن مستودعات للدهون، وأنسجة مترابطة، وأوردة دموية في الجلد، وأسفله، وتنمو في أماكن متنوعة من الجسم. وعادة ما تنشأ الصفرومات على الوتر العقبي، وأوتار اليدين لدى من يعانون فرط كوليسترول الدم العائلي. وقد تنمو الصفرومات أحيانًا على الجانب الداخلي للجفن، وهو ما يُسمى باللويحة الصفراء.

ويمكن لمختص التشخيص القزحي، الذي يفحص قزحية عين الشخص المريض بهذه الحالة، أن يرى قوس الشيخوخة، وهو عبارة عن دائرة ضبابية على الحد الخارجي للقزحية.

وهناك أيضًا عدة أمراض وراثية أخرى، إلى جانب مرض فرط كوليسترول الدم العائلي، تؤدي إلى الارتفاع الحاد في مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة.

رابعاً: قصور الدرقية

وهي حالة تصاب فيها الغدة الدرقية بالخمول. وعندما تعجز الغدة الدرقية عن إفراز الكمية الكافية من هرمون الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين، تتباطأ عملية الأيض، وتضعف القدرة على معالجة الكوليسترول. وقد أظهرت الدراسات أن قصور الدرقية دون السريري، أو عديم الأعراض، قد يكون مسئولًا عن ارتفاع نسب الكوليسترول.

من بين الأعراض المُحتملة لقصور الدرقية:

• زيادة الوزن

• التعب

• الاكتئاب

• جفاف الجلد

• تساقط الشعر

• الإمساك

• الحساسية للبرد

• الشد العضلي وآلام المفاصل

إذا كنت تشك في وجود خمول في الغدة الدرقية لديك، فاطلب من طبيبك أن يُجري لك فحصًا للدم للتحقق من مستويات الهرمون المسئول عن تنبيه الغدة الدرقية؛ وهو هرمون يتم إفرازه من الغدة النخامية الموجودة في المخ، وإذا ارتفعت مستويات هذا الهرمون، فقد تعجز الغدة الدرقية عن إفراز القدر الكافي من الهرمونات.

خامساً: التوتر

أظهرت الدراسات أن التوتر الشديد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأحد الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هو أن التوتر البدني والنفسي يؤدي إلى إفراز الأدرينالين؛ ما يؤدي إلى إفراز السيتوكينات المسببة للالتهاب، مثل الإنترلوكين 6 والإنترلوكين 10؛ وهي مواد كيميائية خاصة بالجهاز المناعي، وتطلقها خلايا الدم البيضاء، وهذه المواد تساعد على إحداث الالتهابات في الجسم. وقد تساعد على تطور مرض تصلب الشرايين، كما يُفرز هرمون الكورتيزول كاستجابة للتوتر.

ويرتبط الارتفاع الشديد في مستويات الكورتيزول بارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وارتفاع ضغط الدم، وسمنة البطن، والحساسية للجلوكوز. وتعد حساسية الجلوكوز أحد عوامل الخطورة الأساسية للإصابة بمرض السكر، وهو المرض الذي ترتفع نسبة الإصابة بأمراض القلب لدى من يعانونه. إن الكورتيزول عبارة عن هرمون سترويدي ناتج من الكوليسترول، ومن ثم كلما زاد الشعور بالتوتر، زادت نسبة الكوليسترول في الجسم.

وعندما يشعر الفرد بالتوتر، يتبنى عادات غير صحية في أغلب الأحيان؛ فالإسراف في تناول الطعام، والإسراف في تناول الحلويات، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية كلها طرق يتعامل بها الأفراد مع التوتر، وكلها عوامل ترفع من نسبة الكوليسترول.

سادساً: عدم ممارسة التمارين الرياضية

إن حياة الخمول التي تخلو من الحركة هي أحد عوامل الخطورة الرئيسية التي تسبب العديد من الأمراض، بما فيها السمنة المفرطة، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومرض السكر؛ فممارسة التمارين القوية التي تجعل أنفاسك متسارعة، وتجعلك تتصبب عرقًا هي إحدى أفضل الوسائل التي ترفع نسبة البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة، أي الكوليسترول “الجيد”، وتخفض نسبة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، أي الكوليسترول “السيئ”. وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًّا، وطوال 30 دقيقة تقريبًا، تؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة.

إن النشاط البدني المنتظم يساعدك على أن تبقى رشيقًا، وينظم سكر الدم، ومن ثم يقلل من خطر الإصابة بمتلازمة إكس ومرض السكر، كما أن تمارين الأيروبيكس تقوي القلب، وتحسن أداءه. فمع التمرين المنتظم تتسع الشرايين التاجية حتى تصبح لدى من يمارسون التمارين أكثر اتساعًا، مقارنة بمن لا يمارسون أية تمارين؛ ما يعني أن القلب يحصل على الإمداد الكافي بالدم؛ فتقل احتمالية التعرض للأزمات القلبية.

سابعاً: التدخين

إن التدخين أحد عوامل الخطورة الرئيسية المعروفة والمؤدية للإصابة بأمراض القلب، وغيره من الأمراض الأخرى؛ فالتدخين يمكنه أن يرفع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة، كما يمكنه أيضًا أن يرفع ضغط الدم؛ إذ يُحفز النيكوتين إفراز هرمون الأدرينالين لمقاومة التوتر، الذي يحفز بدوره عملية تحلل الدهون، ويزيد من مستويات الأحماض الخالية من الدهون في الدم، ثم تحفز هذه الأحماض الكبد على إفراز البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًّا، والدهون الثلاثية في الدورة الدموية. وقد يقلل التدخين من الكوليسترول مرتفع الكثافة، المفيد لنا، كما أن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تسبب تلفًا في جدران الشرايين؛ ما يزيد من إمكانية تراكم الدهون فيها.

وتزيد احتمالية وفاة المدخنين جراء الإصابة بمرض الشريان التاجي بنسبة 70٪، مقارنة بمن لا يدخنون. ويُضاعف التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويتضاعف خطر الإصابة بالأزمة القلبية إلى عشرة أضعاف لدى النساء اللائي يتناولن أقراص منع الحمل ويدخِّن، ولكن الأمل لا يزال قائمًا؛ لأنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن خطر الإصابة بالأزمة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو مرض الشريان المحيطي يزول تمامًا بعد عامين من الإقلاع عن التدخين.