إن كل شيء في هذا العالم وراءه حكمة، حتى المرض. فالحكمة في حدوث الألم الجسدي أو النفسي هو جذب الانتباه إلى وجود خلل في الجسم يحتاج إلى إصلاح. والمرض هو وسيلة من الجسم لتحذيرنا من حدوث هجوم ضده، عادة ما يكون من قوى خارجية مثل الجراثيم. ولكن أحياناً ما يخبرنا المرض بأننا نفعل شيئاً ما خطأ يسبب لنا خللاً وظيفياً.
وحينما نصاب بالمرض، فإن مستويات الطاقة لدينا تنخفض لأننا نستخدم الطاقة لإنتاج المزيد من الحرارة من أجل تحسين نشاط خلايانا المناعية (الذي يحدث مع ارتفاع درجة الحرارة). كما نشعر بثقل أو وجع في أطرافنا لأن ما نختزنه لدينا من الكالسيوم والمغنسيوم يحدث بعض السحب منه للمساعدة في الأغراض الدفاعية مما ينقص ما تحتويه العظام من هذين المعدنين المهمين، ويلقى عبئاً ثقيلاً على مفاصلنا الواهنة. وقد نعاني أيضاً فقداناً للشهية ومشكلات هضمية بسبب عدم توافر الطاقة اللازمة للهضم. كما أننا نعاني نقصاً في الوزن؛ لأننا نستهلك مخازن الطاقة في المراحل الأولية بدلاً من أن نستهلك الطعام المهضوم على الفور (والذي غالباً ما لا يكون مهضوماً بشكل جيد في ذلك الوقت بأي حال من الأحوال). ويبدو اللسان مكسواً بطبقة متسخة وتتدهور حالة الجلد، إذ إنهما موقعان رئيسيان للتخلص من السموم.
أسباب العدوى
هناك أنواع متعددة من الجراثيم في الهواء والطعام والماء، وفي أي مكان في انتظار أن تهاجم البشر المعرضين لها، وهي تنقسم إلى: البكتريا والفيروسات والطفيليات والأوليات والفطريات. والميكروبات (أو الجراثيم) التي تنجح في اقتحام الجسم تعيش فيه أو عليه لمدة ما، وتتضاعف أو تتكاثر وتنتقل إلى عوائل بشرية أخرى.
العدوى البكتيرية
البكتريا هي أكثر مسببات الأمراض المعدية شهرة. وبعض أنواعها تحاول تجنب جهاز المناعة بصنع كبسولة (غلاف) خارجي حول نفسها، مثل الكرويات السبحية التي تسبب التهاب الحلق والبكتريا التي تسبب الأنفلونزا والالتهاب الرئوي والالتهاب السحائي. (وهناك فيروسات يمكنها أن تسبب هذه الأمراض أيضاً). وتوجد أنواع أخرى من البكتريا لديها جدر خلوية مقاومة للهضم من قبل الإنزيمات المعوية للبشر؛ مثل السالمونيللا والبكتريا التي تسبب الدرن Mycobacterium tuberculosis والجذام Mycobacterium leprae.
والأنواع الأخرى من البكتريا تنتج كيميائيات تحاول أن تشل حركة جيش المناعة. وتشمل التيتانوس أو الكزاز Clostridium tetani والدفتيريا Corynebacterium diphtheriae والكوليرا Vibrio cholerae. والسموم أو التوكسينات التي تنتجها تستمر في إلحاق الضرر بالجسم حتى بعد قتل الميكروب ذاته. وبعض البكتريا الناجحة جداً، مثل السودوموناس والليستيريا وإي. كولاي لا تسبب مشكلات إلا حينما يكون جهاز المناعة ضعيفاً لسبب ما مثل ولادة الطفل قبل أوانه أو الحمل أو المرض أو الشيخوخة. وتستخدم العقاقير المضادة للحيوية أحياناً لمكافحة العدوى البكتيرية. ومع ذلك فليست كل أنواع البكتريا تتمتع بقدرات خاصة أو غير عادية، بل إن الكثير منها يمكن التعامل معه بكفاءة عالية من قبل جهاز مناعي قوي وفعال.
العدوى الفيروسية
تعتبر الفيروسات سبباً شائعاً آخر للأمراض المعدية. وهي كائنات صغيرة الحجم جداً مما يجعل دراستها صعبة. وحتى يومنا هذا لا توجد “رصاصة سحرية” (مثل المضادات الحيوية) يمكنها القضاء عليها، لذا فالأمر يرجع كلية لجهاز المناعة في هذا الشأن. وخط الدفاع الأول ضد الفيروسات هو الإنترفيرون. وهو يوجد في صورة غير نشطة في الجسم إلى أن يصادف أحد الفيروسات، ومفعوله غير متخصص. فإذا تم تنشيطه بفعل وجود دقائق فيروسية، فإنه ينتج بروتيناً يعمل تأثيره على إيقاف تكاثر الفيروس وبهذا يجعله غير فعال. والإنترفيرون يوقف كذلك قدرة الخلية الجسدية العائلة للفيروس على التكاثر، مما يجعلها تموت أيضاً. إنه قوي حقاً ويعتمد بدرجة عالية على وجود كمية كافية من فيتامين ج ومعدن المنجنيز.
وحينما توجد الفيروسات المسببة لأمراض مثل الحصبة والتهاب النكاف والحلأ وشلل الأطفال والتيفوس والحمى الصفراء في دمائنا، فإن أجسامنا المضادة يمكنها مهاجمتها. ويعتمد نجاح الفيروس على قدرته على دخول إحدى خلايا الجسيم (التي تصير عائلة له) حيث يمكنه أن يستخدم مادة DNA بالخلية العائلة لكي يتضاعف بالاستنساخ. وهكذا تلعب الفيروسات دوراً يشبه في تأثيره حصان طروادة. وبمجرد وصول الفيروسات إلى داخل الخلية العائلة تكون الخلية المناعية الوحيدة القادرة على التعرف عليها وتدميرها هي خلية T السامة للخلايا.
وبعض أنواع الفيروسات تمكث في الجسم حتى بعد انتهاء العدوى الظاهرية، ويمكن أن يعاد تنشيطها في وقت تالٍ مسببة نفس الأعراض السابقة أو أعراضاً مختلفة في بعض الحالات. وتعد فيروسات الحلأ (أو الهربز) التي تسبب قروح البرد مثالاً جيداً لهذه الظاهرة. كما يمكن أن يظهر فيروس الجديري المائي مرة أخرى في صورة حلأ نطاقي (هربز زوستر) في وقت لاحق إذا ضعفت دفاعات الجسم.
وتعتبر الفيروسات الأنفية (التي تسبب نزلات البرد والأنفلونزا) من الفيروسات الناجحة جداً لأنها تغير، بصفة مستمرة، شفرتها الخاصة الواقعة على أسطحها والتي تساعد على التعرف عليها. فكلما توصل العلم الطبي إلى علاج شاف لإحدى صور أو سلالات الأنفلونزا، تغير الفيروس سريعاً ووجد الباحثون أنفسهم مضطرين للبدء من جديد في استنباط علاج للسلالة الجديدة من الفيروس.
عوامل معدية أخرى
هناك ما يقل عن 20 نوعاً من الحيوانات الأولية (الأوليات أو البروتوزوا) التي تسبب المرض في الإنسان ولكنها لا تسبب مشكلة كبيرة في المملكة المتحدة. ولكنها إذا أصابت الإنسان بقوة، فإنه يصعب مكافحتها ذلك لأنها مكونة من خلايا حيوانية مثل البشر، لذا فإذا استخدمنا وسيلة ما لمهاجمتها فإن تلك الوسيلة يمكن أن تهاجم خلايانا أيضاً وتدمرنا. وأقوى تلك الأوليات الطفيلية هي الأوليات التي تنتقل عن طريق الحشرات وتسبب الملاريا (وتسمى البلازموديوم) وحمى ذبابة الرمل (وتسمى الليشمانيا) ومرض النوم (وتسمى التريبانوسوما).
وأما مرض التوكسوكارا (الذي ينتقل إلى البشر عن طريق القطط أو الكلاب) فيعتبر حالة العدوى الطفيلية الرئيسية التي تشكل سبباً يثير الاهتمام في المملكة المتحدة. (وتحتاج ديدان التوكسيكارا إلى عائل غير الإنسان لكي تتكاثر فيه). هذا ولابد من تخليص الحيوانات الأليفة من الديدان بانتظام لأن يرقات التوكسيكارا تحفر طريقها في جدر الأمعاء حتى تصل إلى أوعيتها الدموية ومنها إلى الكبد وأحياناً ما تصل إلى الرئتين أو العين أو المخ حيث يمكن أن تسبب تلفاً لا يمكن إصلاحه.
وتعتبر أمراض قدم الرياضي والقوباء (التينيا) الحلقية والقلاع من أكثر حالات العدوى الفطرية شيوعاً. وهناك بصفة خاصة تزايد سريع في حدوث عدوى الكانديدا أو المبيضات (وهو نوع الفطر الخميري الذي يسبب القلاع). ويحتمل أن هذا يرجع جزئياً إلى كثرة استخدام المضادات الحيوية التي تقتل جميع أنواع البكتريا النافعة في الجسم فضلاً عن البكتريا الضارة تاركة الفطريات دون أن تتأثر، وتلك الفطريات يمكنها أن تتكاثر وتحتل كل الأماكن التي كانت تسكنها البكتريا النافعة من قبل؛ وهو الأمر الذي يسبب المرض الفطري. لذا، فبعد أن تأخذ فترة علاجية من المضادات الحيوية يجب عليك أن تأكل كمية كبيرة من اليوغورت (اللبن الزبادي) الطبيعي النشط لكي تعوض سريعاً ما فقد من البكتريا النافعة وتمنع الفطريات الضارة من أن تتحرك لتحل محل البكتريا وتتكاثر وتسبب المرض، وأن تتناول أيضاً مكملاً من فيتامين، أو فيتامينات ب المركب لتعوض ما يحتمل حدوثه من نقص في هذه الفيتامينات التي تنتجها البكتريا النافعة المفقودة. وجدير بالذكر أن حالات العدوى الفطرية إذا استمرت دون علاج، فقد تسبب إنتاج مركبات معقدة من الأجسام المضادة، والتي يمكن أن تسبب حدوث أورام حبيبية في بعض الأماكن بالجسم، وهذه بالتالي يمكن أن تتكلس وتسبب آلاماً شبه روماتيزمية في المفاصل.
التقدم في مكافحة الأمراض المعدية
في القرن الثامن عشر فتح العالمان روبرت هوك وأنتوني فان لوفنهوك الباب إلى العالم الخفي للميكروبات، ولكن تلك الميكروبات كان يتم فحصها والتعرف عليها في تلك الآونة باستخدام ميكروسكوبات بدائية بسيطة وتلك البكتريا المكتشفة كان يعتقد أنها أصغر المخلوقات الحية، إلى أن جاء العالم مارتينوس بايرينك ووصف “سائلاً حياً ناقلاً للعدوى” (على حد قوله) سبّب مرض تبرقش أوراق التبغ في النباتات. ولم يعرف أحد من الناس أن مثل ذلك السائل يحتوي على دقائق فيروسية معدية إلا في منتصف القرن العشرين.
ولقد صار التقدم الطبي في مكافحة الأمراض المعدية بارزاً وقوياً منذ بزوغ فجر علم الكائنات الحية الدقيقة (أو الميكروبيولوجيا). وقبل هذا الوقت كانت أوبئة الأمراض تحصد أرواح مجتمعات سكانية بكاملها. وفي عصر الإمبراطور الروماني جستنيان قتل الطاعون ثلثي سكان المدن الرومانية الكبرى. وفي القرن الرابع عشر في أوروبا كان الجذام يعتبر من الأمراض القاتلة التي يُخشى بأسها، وكذلك الطاعون الذي عرف حينئذٍ باسم “الموت الأسود” والذي حصد أرواح 25 مليون نسمة في العصور الوسطى! وكانت أمراض الحمى القرمزية والحصبة والسل هي مصادر الرعب الكبرى في القرن التاسع عشر، ولكننا الآن نستطيع منع جميع تلك الأمراض وعلاجها والشفاء منها. وأما الإيدز فقد يستمر لفترة ما في المستقبل دون علاج شاف باعتباره مرض القرن العشرين، وإن كانت أمراض القلب والسرطان، رغم أنها غير معدية، تسبب معدلات أعلى من الوفيات.
ومما يذكر أن النضال ضد الأمراض المعدية قد مر بمراحل متعاقبة. ففي أواخر القرن التاسع عشر، جاء روبرت كوخ الذي كان يدرس مرض السل (أو الدرن) بنظرية أسماها “نظرية الجراثيم” باعتبارها سبباً لتلك الأمراض. وفي مستهل القرن العشرين، اكتشف جوزيف ليستر المطهرات. وقبل أن يحدث هذا الاكتشاف العظيم كانت حالات العدوى تقتل الكثيرين بسبب التلوث. وقد جر هذا الاكتشاف العظيم وراءه تطورات حيوية في مجالات الصحة العامة والنظافة الشخصية ولازالت تلك التطورات والتحسينات مستمرة حتى يومنا هذا.
وقد أرسى بول إرليخ دعائم العلاج الكيميائي. بينما كان اكتشاف ألكسندر فلمنج للبنسلين علامة كبرى تحدد بدايات نشوء المضادات الحيوية العصرية التي استخدمت منذ ذلك الوقت بنجاح في القضاء على حالات العدوى البكتيرية. ثم أدخل إدوارد جينر تقنية التطعيم (أو التلقيح) الذي يحقق مقاومة فعالة ضد أمراض معينة ويستخدم الآن على نطاق واسع كوسيلة وقائية.
ومع ذلك، فبالرغم من هذه القفزات العظيمة إلى الأمام، فإن الميكروبات لا تقف مكتوفة الأيدي بل تحارب تلك الجهود وتكافحها، فهي تتغير من حين لآخر حتى تصير مقاومة لأسلحتنا وتكتسب مناعة ضدها. ويستمر الإنسان في أبحاثه من أجل التوصل إلى صور بديلة أو جديدة من الوقاية والعلاج لمكافحة هذه الأمراض الجديدة أو المتبدلة. وهناك طرق متعددة للتقدم إلى الأمام: وتشمل أساساً التوصل إلى وسائل أخرى للقضاء على العوامل المسببة للعدوى أو نزع أسلحتها وتنبيه الآليات الدفاعية للجسم. ويتطلع الباحثون إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، ولكنهم في الوقت نفسه ينظرون إلى الماضي ويدرسون العلاجات القديمة التي استخدمها قدماء المصريين والإغريق والرومان، كما يدرسون الوسائل الحالية التي يستخدمها من ينتمون إلى ثقافات وحضارات أخرى.
مكافحة حالات العدوى بطرق طبيعية
قال العالم لويس باستير، حينما كان راقداً على فراش الموت: “إن العائل هو أكثر أهمية من الكائن الدقيق الذي يغزوه”. وهناك الآن إدراك متزايد لصحة هذا الكلام. إذ نكون أكثر عرضة للوقوع فريسة للميكروبات الضارة إذا كنا نعاني انحطاطاً في أجسامنا أو ضعفاً في نفوسنا؛ فالوقاية حقاً خير من العلاج. وأفضل خط للدفاع لدينا هو أن نجعل جهازنا المناعي قوياً ونبقيه مستعداً للكائنات الغازية في المستقبل. وكلنا معرضون للجراثيم التي تسبب الأمراض المعدية، ولكن الذين لديهم أجهزة مناعية قوية يكافحون تلك الجراثيم بكفاءة أعلى، فإما أن يتجنبوا ظهور أعراض المرض كلية، وإما أن تكون حالتهم المرضية الناتجة أخف وطأة وشدة.
وإذا كنت تعرف أنك قضيت صباحك تتحدث إلى شخص مريض بالأنفلونزا، أو أن الشخص الذي يليك في المصعد قد عطس وأطلق من فمه جيشاً من ميكروبات البرد تجاهك، فابدأ الدفاع عن نفسك فوراً بتناول جرعات عالية من المغذيات المنشطة للمناعة؛ وابدأ الحرب ضد الغزاة بنفسك بدلاً من الانتظار حتى تستيقظ ذات يوم وأنت تعاني صداعاً وآلاماً بالحلق ورشحاً من الأنف.
وحتى لو فقدت فرصتك تلك في الدفاع عن نفسك واستطاعت الميكروبات أن تستقر في جسدك وأن تسرق طاقتك، فلازال من الواجب عليك أن تشعل طاقتك وأن ترسل كل ما لديك منها إلى داخل جسدك. فإن التساهل في هذا الأمر ولو ليوم واحد، لاسيما إذا كنت تعيش في بيئة منفتحة سريعة التوصيل يمكن أن يصنع فارقاً كبيراً فيما يتعلق بشدة المرض الناتج وطول أمده، وإن كنت أعترف أنه سيكون من الصعب أن تدق ساعة العمل والكفاح في جسدك وأنت تصدر أعذاراً واهية مثل: “لن أحضر إلى العمل اليوم لأنني سوف أمرض بسبب ذلك الشخص الذي عطس في وجهي بالأمس! وسوف أحضر غداً إذا تحسنت حالتي، ولكن إذا حضرت اليوم، فسوف أكون بالتأكيد مريضاً غداً ولن أحضر للعمل بقية الأسبوع!!”.
ولنعد إلى إشعالك لطاقتك: فالخلايا المناعية تعمل بصورة أفضل في بيئة دافئة، لهذا نجد الجسم يسخن ويصاب بالحمى حينما تكون مصاباً بالعدوى (بالإضافة إلى أن رفع درجة الحرارة لأعلى من 37°م يثبط نشاط الميكروبات ونموها وتكاثرها). وحينما تتماثل للشفاء فإن حرارتك تعود لطبيعتها ويبطؤ إنتاج الخلايا المناعية ليعود إلى معدله السابق (إذ تبقى تلك الخلايا لحين استدعائها للحالات الطارئة فقط). فاجعل غرفتك دافئة، وخذ قسطاً من النوم. فالنوم هو الوقت الذي يحدث فيه الالتئام والإصلاح والشفاء لجسدك كما ينتج كيميائيات تحفز جهازك المناعي. وامتنع عن العوامل الأخرى التي تسرق طاقتك مثل الكحوليات والدخان والضوء القوي والأصوات المرتفعة والإفراط في الأكل والأطعمة المصنعة والتوتر والجماع والإرهاق الزائد. استمع لصوت جسدك -فقد لا يريدك أن تأكل اليوم- ولكن إذا استمر مرضك لمدة أطول، فسوف تحتاج إلى بعض المغذيات الحيوية لشحن وسائلك الدفاعية وتعويض ما يفقد منها.
اشرب الكثير من الماء لتخفيف السموم الناتجة في خضم المعركة والتخلص منها ولمنع حدوث الجفاف. تجنب الملح والأطعمة الدهنية والتي تسبب تكون المخاط بالأمعاء (مثل منتجات الألبان والبيض واللحم). وتجنب كذلك الأطعمة البروتينية المركزة إذا كنت تعاني أي نوع من اضطراب المعدة. فالمعدة الحساسة المصابة بالتلف يمكن حينئذٍ أن تسبب حالات من الحساسية للأطعمة.
العلاجات الطبيعية لتنشيط جهاز المناعة
إن المغذيات المنشطة للمناعة مفيدة على مدار العام، ولاسيما إذا كنت في حالة انحطاط جسماني أو تتعرض لأشخاص مصابين بحالات من العدوى. وفي أثناء إحدى حالات العدوى ينتج كل من الكائن الغازي وجيشنا المناعي شقوقاً حرة ليدمر كل منهما الآخر. ويمكننا أن نتخلص من تلك الكيميائيات الخطرة باستخدام المغذيات المضادة للأكسدة. وهي مفيدة لكل الناس في كل الأوقات. ولا شك أن العوامل المضادة للفيروسات والمضادة للبكتريا والمضادة للفطريات يفضل زيادتها عند التعامل مع كائن ضار معين. والمغذيات الطبيعية تحقق هذا الهدف.
العوامل الطبيعية المكافحة للعدوى
• فيتامين أ هو أحد المغذيات الرئيسية المنشطة للمناعة. وهو يساعد في تقوية الجلد والأغشية المخاطية؛ أي أنه يعمل في خط الدفاع الأول، إذ يحافظ على سلامة الرئتين والقناة الهضمية والجلد. وعن طريق تقوية الأغشية الخلوية يمنع الفيروسات من دخول الجسم. وفيتامين أ يمكن أن يكون ساماً بجرعات عالية، لذا لا يوصى بإعطاء جرعات أعلى من 10 آلاف و.د إلا على المدى القصير الذي لا يتجاوز شهراً واحداً.
• الصبار يتميز هذا العشب بخصائص منشطة للمناعة، ومضادة للفيروسات ومضادة للتلوث، وهذا يرجع على الأرجح إلى ما يحتويه من تركيز مرتفع من السكريات العديدة (أي عديدة التسكر) المخاطية. وهو مقو شامل جيد، بالإضافة إلى كونه منشطاً للمناعة أثناء أية حالة من العدوى.
• مضادات الأكسدة هي مواد تقضي على سمية الشقوق (أو الشوارد) الحرة. وتشمل فيتامينات أ، ج، هـ، والبيتا-كاروتين، والزنك، والسلينيوم، وكثيراً من المواد غير الضرورية الأخرى، مثل السليمارين (المستمد من عشب الكعيب) والبيكنوجينول وحمض الليبويك والبيوفلافونويدات وخلاصة العنبية (عنب الأحراج أو البلبيري).
• الشيح أو الأرتميسيا هو عشب يعمل كعامل طبيعي مضاد للفطريات ومضاد للطفيليات ومضاد للبكتريا، وغالباً ما يستخدم جنباً إلى جنب مع حمض الكابريليك لعلاج الكانديدا أو القلاع.
• الأستراجولوس هو فطر صيني معروف بتنشيطه للمناعة العامة للجسم لكونه غنياً بالسكريات العديدة المخاطية.
• البيتا-كاروتين هو المصدر النباتي لما قبل فيتامين أ ومضاد للأكسدة في حد ذاته. كما أنه يمتاز بكونه غير سام، رغم أنه عرضة للتلف بتأثير الأكسجين وغالباً ما يكون غير مستقر في صورة مكملات. وأفضل مصادره الأطعمة والخضراوات الطازجة ذات الألوان الحمراء والبرتقالية والصفراء. ويعتبر تناول عصير الجزر أو البطيخ وسيلة عظيمة للحصول على مشروب غني بالبيتا-كاروتين يكافح حالات العدوى بصفة عامة.
• حبوب اللقاح هي مضاد حيوي طبيعي. ولكن من الأفضل استعمالها كمقو عام. وتتفاوت جودتها بدرجة كبيرة، كما تتفاوت درجة تلوثها بالرصاص؛ ومما يؤسف له أن النحل يكون ملوثاً كذلك. لذا عليك باختيار مصدر هذه الحبوب بعناية واحذر المنتجات الرخيصة جداً. فهذه يمكن أن تكون ضارة بك. ومن الأفضل أن تتجنب حبوب اللقاح إذا كنت مصاباً بالحساسية لحبوب اللقاح أو للسعات النحل.
• فيتامين ج هو عامل رائع مضاد للفيروسات. وفي الواقع إنه لم يتمكن أي فيروس تم إجراء الأبحاث والتجارب المعملية عليه من المعيشة عند تعريضه لجرعة عالية من فيتامين ج، بدءاً من فيروس نزلات البرد إلى فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز). بل عند فحص تأثيره على الفيروسات في أنابيب الاختبار نجد حتى فيروس الإيدز يهلك في غضون أربعة أيام إذا وضع في وسط غني بفيتامين ج. وفي عرض لدراسات بحثية باستخدام 1-6 جم من فيتامين ج يومياً وجد الدكتوران هميلة وهيرمان دليلاً قوياً على أن فيتامين ج يقصر أمد نزلات البرد ويخفف أعراضها بشكل ملحوظ. ففي أثناء حالة العدوى الفيروسية كانا يلجآن إلى حيلة بارعة بتشبيع مجرى الدم بفيتامين ج. وهكذا لا تستطيع الفيروسات أن تعيش في مثل هذا الوسط الذي يسبب لها الهلاك. وفيتامين ج غير سام. إلا أن الإفراط فيه يمكن أن يسبب ليونة في البراز، فإذا ما حدث هذا فقلل الجرعة إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تتحمله أمعاؤك.
• حمض الكابريليك يستخرج من جوز الهند، وهو عامل متخصص مضاد للفطريات، يستخدم أساساً للقضاء على فطر الكانديدا ألبيكانس المسبب للقلاع. ويجب أن تكون حريصاً عند إعطاء الجرعة، لأن الكانديدا حينما تموت فإنها تنتج سموماً فطرية، فإذا زدت الجرعة لتقتل الفطر سريعاً، فقد تضرك سمومه وتجعل حالتك تسوء قبل أن تتحسن. ويفضل اتباع برامج علاجية مضادة للكانديدا تحت إشراف استشاري مؤهل في علم التغذية.
• مخلب القط هو عشب اسمه الرسمي (أي العلمي) Uncaria tomentosa ويعد عاملاً قوياً كمضاد للفيروسات ومضاد للأكسدة ومنشط للمناعة، يجلب من غابات بيرو المطيرة. وهو متاح في صورة شاي عشبي أو في صورة مكملات. ويكون طعم الشاي طيباً عند إضافة عصير الكشمش الأسود المركز.
• فيتامين هـ هو أهم مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون. وهكذا فإنه يحمي الدهون الضرورية التي توجد في المكسرات والبذور من التزنخ. ويوجد فيتامين هـ في المكسرات والبذور وجنين القمح والزيوت المستخرجة منها، لكن يجب أن تتأكد من أنها طازجة. ويفضل إعطاء مكمل فيتامين هـ يومياً مع زيادته في حالات العدوى.
• الردبكية هو عشب منشط عظيم للمناعة بصفة شاملة مع خصائص مضادة للفيروسات ومضادة للبكتريا. وهو يعتبر “جذر الثعبان” الأصلي الذي كان يستخدمه الهنود الحمر. ويعتقد أن مكوناته الفعالة هي سكريات عديدة مخاطية متخصصة.
• الثوم يحتوي على مادة الأليسين المتميزة بمفعول مضاد للفيروسات ومضاد للفطريات ومضاد للبكتريا. ولكونه غنياً بالأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت فإنه يعمل أيضاً كمضاد للأكسدة. وهو بلا شك حليف مهم لك في مكافحة حالات العدوى، والذين يأكلون الثوم يتميزون بأقل قابلية ممكنة للإصابة بالسرطان. فضع فاعتبارك أن تتناول فصاً من الثوم أو ما يكافئه من الكبسولات يومياً.
• الزنجبيل هو مفيد بصفة خاصة لحالات التهاب الحلق واضطرابات المعدة. ضع ست شرائح من الزنجبيل الطازج في ثرموس ومعها قطعة من القرفة وشيئاً من الماء المغلي. وبعد ذلك بخمس دقائق يكون لديك شاي عشبي لذيذ ومرطب. ويمكنك أيضاً إضافة قليل من الليمون والعسل.
• الجلوتاثيون والسيستيين كلاهما من الأحماض الأمينية القوية المضادة للأكسدة. ويمكن أن تجدهما في كثير من المكملات الشاملة المضادة للأكسدة. فأثناء تعرضك لحالة عدوى فيروسية طويلة الأمد قد تستنزف الكميات المخزنة بجسمك من هذين الحمضين الأمينيين وقد تحتاج إلى الحصول على كمية إضافية منهما ضمن المكملات. وأكثر صورهما فائدة هما الجلوتاثيون المختزل و إن.أسيتيل سيستيين.
• خلاصة بذر الجريب فروت تسمى أيضاً سيتريسيدال Citricidal. وهي عامل قوي كمضاد حيوي ومضاد للفطريات ومضاد للفيروسات. إلا أن ميزتها العظيمة أنها لا تؤثر بالضرر على البكتريا المعوية المفيدة. وهي متوافرة في صورة نقط، ويمكن أن تبتلع أو تستخدم كغرغرة أو كنقط للأنف أو للأذن تبعاً لموضع العدوى.
• اللايسين Lysine هو حمض أميني يفيد في التخلص من فيروس الحلأ. وأثناء حالة العدوى من الأفضل أن تقلل تناول الأطعمة الغنية بالحمض الأميني المسمى بالأرجينين، مثل الفوليات والعدس والمكسرات والشيكولاتة.
• عش الغراب Mushrooms بأنواعه مثل الشييتاكي والمايتاكي والريشي والجانودرما. وكان بعض الصينيين التقليديين قديماً يزعمون أن هذا الفطر يمنح الخلود. وقد تبين أنه يحتوي على سكريات عديدة منشطة للمناعة. ويمكن أن تجد أنواعاً من عش الغراب مضافة إلى بعض المكملات والمقويات المنشطة للمناعة، أو يمكنك شراء الشييتاكي طازجاً أو مجففاً من محال السوبر ماركت أو محال الأغذية الصحية.
• منشطات الحيوية أو العوامل المنشطة للحيوية أو البروبيوتيكية هي بعكس المضادات الحيوية Antibiotics تعتبر من البكتريا المفيدة التي تعزز الصحة، وتجدها في صورة كبسولات أو مسحوق. وأفضل استعمال لها هي استعادة التوازن في القناة الهضمية؛ أثناء تعرضها لعدوى بكتيرية على سبيل المثال. ومن الأفضل إعطاؤها كمكملات إضافية في حالات العدوى البكتيرية. ويوجد مستحضر يسمى ABCDophilus وهو خليط من السلالات الثلاث من بكتريا الأسيدوفيلس النافعة للرضع والأطفال، وقد تبين أنه يقلل فترة النقاهة بعد الإصابة بالإسهال بمقدار النصف. وتوجد أيضاً سلالة تسمى Lactobacillus Salivarius مفيدة للكبار.
• السلينيوم Selenium وهو معدن معزز للمناعة يعمل أيضاً كمضاد للأكسدة. وهو يكثر في أطعمة معينة لاسيما الأغذية البحرية والبذور (وخاصة السمسم). وتجده ضمن مكونات أغلب المكملات المضادة للأكسدة.
• عشبة القديس يوحنا مفيدة بصفة خاصة في أية حالة يحدث فيها اختراق للجلد، مثل الجروح أو حالات العدوى الجلدية. وهي مقو عام مفيد لجهاز المناعة.
• زيت شجرة الشاي علاج أسترالي يتميز بخصائص مطهرة ومضادة للفطريات. وهو رائع عند دلك الصدر به أو الغرغرة به (مخففاً) أو وضعه في ماء الاستحمام أو استنشاق بخار الماء المختلط به، كما أنه يفيد في طرد البعوض.
• الزنك هو أهم المعادن المنشطة للمناعة، ويفضل زيادة جرعته عند التعرض لأية عدوى. ولا شك أنه يساعد في مكافحة حالات العدوى. وتوجد أقراص استحلاب من الزنك لعلاج التهاب الحلق.