الأسباب المعروفة للسرطان
التدخين
يتسبب التدخين بحدوث ثلث الأمراض السرطانية في العالم. التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الفم والحنجرة والرئة والمريء والمبولة وكذلك من أسباب سرطان المعدلة والبنكرياس والكبد والمسالك البولية وعنق الرحم والجيوب الأنفية وسرطان الدم وحتى سرطان الثدي. إن السيجارة تبث أكثر من أربعة آلاف مادة كيميائية في قطرانها وفي دخانها المتصاعد منها أو المتنشق. من هذه المواد، هناك أكثر من أربعين مادة (موليكيول) أثبتت الفحوصات المخبربة أنها مسببة للسرطان. أن هذه المواد تؤثر على تركيبة وعمل الحامض النووي وتتسبب بتغيرات في داخله تؤدي إلى حالات نمو في خلايا تصبح مستقلة وخارجة عن القاعدة النظامية للنمو الصحيح، فتصبح خلايا سرطانية تكبر بشكل كتل وأورام تغزو النسيج من حولها وتستطيع أن تنتشر في الدم والسائل الليمفي وتنتقل إلى أماكن أخرى في الجسم.
النظام الغذائي غير السليم
يتسبب النظام الغذائي الغير سليم بحوالي ثلث الأمراض السرطانية في العالم. إن النظام الغذائي الذي يعتمد على كثرة الدهون والشحوم الحيوانية وقلة الحبوب والخضار والفاكهة، يتسبب بازدياد حالات سرطان الثدي والامعاء والرحم كما أثبتت دراسات الجماعات البشرية التي انتقلت من اسيا إلى أميركا.
المشروبات الكحولية
من المعروف ان الاستهلاك الزائد للمشروبات الكحولبة يتسبب بازدياد حالات سرطان الفم والحنجرة والمريء والمعدة والامعاء والكبد وهناك دراسات إحصائية جديدة تثبت أيضاً أنها تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي أيضاً.
الفيروسات
بعض سرطان الدم والغدد اللمفاوية سببها فيروسات مثل فيروس ابشتاين بار EBV، وأما سرطان عنق الرحم فقد ثبت أن إصابة عنق الرحم بفيروس بابيلوما HPV Human Papilloma Virus قد تتسبب بعد سنوات عديدة بتطور الالتهابات إلى سرطان عنق الرحم وقد تم تطوير طعماً ضد فيروس بابيلوما لمنع الإصابة به وأثبت الدراسات أنه يقي من حدوث التهابات عنق الرحم ومن ثم سرطان عنق الرحم في وقت لاحق.
المواد المشعة والمواد الكيمائية
التعرض المباشر لمادة البنزين يسبب سرطان الدم، وكذلك التعرض للمواد المشعة والمواد الكيمائية.
التلوث والمبيدات
قد تكون الأسباب العامة للسرطان تتعلق بالتلوث والاستعمال الزائد للمبيدات والمواد المشعة الموجودة هنا وهناك، ولكن أحيانا كثيرة لا نعلم كيف تسببه مباشرة.
الاستعدادات الجينية
هناك تغييرات جينية، قد تكون وراثية أو قد تتسبب بها عوامل التلوث والمبيدات والكيميائيات، تستطيع أن تخفف من مناعة الجسم ضد الخلايا السرطانية وقدرته على تصحيح الخلل في الحامض النووي والبروتينات الخليوية، فيصبح الإنسان أكثر استعداداً من غيره لنمو خلايا سرطانية داخل أعضاء جسمه.
هل تتحول الأورام الحميدة أو الالتهابات إلى أورام خبيثة؟
في معظم الحالات لا تتحول الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة. ولكن بعض حالات الأورام الحميدة مثل اللحميات الموجودة في امعاء الجهاز الهضمي (بوليب) قد تتحول بعد خمسة، عشرة أو خمسة عشر عاماً إلى سرطان. لهدا السبب نحن نقول بأن كل إنسان، رجل أو إمرأة، ما فوق الخمسين من العمر يجب أن يخضع بشكل دوري لفحوصات تنظير للتفتيش المبكر عن السرطان وعن أي بوليب في القولون لكي يتم إستئصاله بالمنظار.
التهابات عنق الرحم بفيروس اتش بي في HPV الذي ينتقل خلال العلاقات الجنسية قد تتحول إلى سرطان عنق الرحم بعد سنوات عديدة ويتم الوقاية من الفيروس بواسطة التطعيم للفتيات المعرضات للفيروس اتش بي في.
أما بالنسبة لسرطان الثدي عند النساء، فهناك بعض حالات الأورام الحميدة فقط، مثل التي تحمل تغيرات تسمى Dysplasia (الثدن، خلل التنسج) قد تتحول بعض الأحيان إلى سرطان. وهذه التغيرات يتم اكتشافها بواسطة الفحص النسيجي.
كيف يتكون السرطان وكيف ينتشر؟
التدخين وسرطان الرئة: التحول والنمو والانتشار
يؤذي تدخين السيجارة خلايا المجاري التنفسية عن طريق مواد سامة ومواد كيميائية تصدر عنها وتتسبب بخلل في مركبات الحامض النووي وكروموزمات الخلايا الطبيعية. يحاول جهاز مناعة الجسم تصحيح الخلل وتنظيفه وينجح معظم الأحيان، ولكن، مرة بعد مرة، شهراً بعد شهر، سنة بعد سنة، فإن المواد السامة تستطيع أن تؤثر على إحدى أو على بعض الخلايا لدرجة أنها قد تنجو من جهاز المناعة وتصبح قادرة على العيش والتكاثر المستقل فتصبح خلايا سرطانية. تبدأ هذه الخلية بالتكاثر في موضعها حيث هي، وتصبح كتلة صغيرة في المرحلة الأولى (مرحلة مبكرة Early Stage)، وإذا لم يتم اكتشافها تستمر في النمو وتصبح كبيرة في موضعها (مرحلة متقدمة: Locally Advanced). هذه الكتلة السرطانية لها عدة مميزات، فهي تكبر وتتغذى وتنشىء جهاز تغذية وأوعية دموية صغيرة خاصة بها على حساب الجسم فتنمو حيث هي وقد تنتشر إلى العقد اللمفاوية والدورة الدموية وأنحاء أخرى من الجسم. قد يكون عندها خصائص تجعلها قادرة على التمركز إما في الكبد أو في العظم أو في الرأس أو في الرئة أو في أي أماكن أخرى في الجسم، وهذا ما نسميه بمرحلة الانتشار (مرحلة منتشرة Metastatic Disease).
أمثلة أخرى: سرطانات الدم والأعضاء
قد يكون سبب التحول السرطاني مادة كيميائية أو شعاعية أو التهاباً، أو قد يكون خللاً في جهاز المناعة أو في الكروموزمات وجيناتها. قد تتحول أي أية خلية طبيعية إلى خلية سرطانية تحت تأثير أحد العوامل الخارجية عن الجسم وقد يكون عند بعض الخلايا استعداداً للتحول للسرطان أكثر من غيرها.
مثل عن احتمال انتشار السرطان في انحاء الجسم: سرطان الثدي
الأماكن الأكثر تعرضاً لانتشار سرطان الثدي: العظام، الكبد، الرئة، الجلد والرأس.
الكشف المبكر في المراحل الأولى لتكوُّن السرطان
عندما نتكلم عن الكشف المبكر نتكلم عن تشخيص المرض قبل أن يتسبب بأية عوارض وقبل أن يصل إلى حجم سنتم أو نصف سنتم، وتكون نسبة الشفاء هنا عالية جداً. في بعض هذه الحالات قد يكون هنالك ورماً سرطانياً قادراً على غزو الأنسجة المحيطة به (Invasive Carcinoma) وفي بعضها قد يكون في مرحلة ما قبل القدرة على الانتقال أو مرحلة ما قبل السرطان (Pre Cancer). في كلى الحالتين يسمح لنا هذا الكشف المبكر بالعلاج والشفاء التام. (أنظر الدرس الخاص بالكشف المبكر).