من الواضح أن الإسراف في استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين أمر خطير؛ فمدمنو الكافين يرتفع احتمال إصابتهم باضطراب ضربات القلب الأمر الذي قد يستعجل الوفاة المفاجئة. والقهوة ترفع ضغط الدم، فضلًا عن الكوليسترول والهوموسيستئين؛ وهما عاملا خطر للإصابة بأمراض القلب. وتناول كوب واحد من القهوة يوميًّا ليس من المحتمل أن يسبب خطرًا كبيرًا، ولكن شرب أكثر من كوب واحد قد يضر بصحتك وأيضًا أهدافك المتعلقة بإنقاص الوزن.
إلى جانب خطر الإصابة بأمراض القلب المتزايد، هناك مشكلات أخرى تتعلق بالكافيين. أولًا كونها منبهة يجعلك تقنع بالحصول على قسط أقل من النوم ويقلل عمق نومك. وهذا الحرمان من النوم يؤدي لارتفاع نسب الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، كما يتعارض ذلك مع التمثيل الغذائي للجلوكوز؛ ما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين. ومقاومة الأنسولين تلك، وما يتبعها من ارتفاع نسب الجلوكوز، تزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب وغيرها من المشكلات. ولكن وللتبسيط، يكفي القول إن استهلاك الكافيين يعزز الحصول على قدر غير كافٍ من النوم، الأمر الذي يؤدي للإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة. كما أن الحصول على القدر الكافي من النوم ضروري أيضًا لمنع الإسراف في تناول الطعام. وليس هناك بديل عن الحصول على القسط الكافي من النوم.
المشكلة الثانية مع الكافيين هي أن تناول وجبات أكثر وتناول قدر أكبر من الطعام يكبح الصداع الناجم عن انسحاب الكافيين وغيرها من أعراض الانسحاب. وعندما تنتهي أخيرًا من طعامك وهضمه، ينظف الجسم نفسه على نحو أكثر فاعلية. في ذلك الوقت، يشعر مدمنو الكافيين برغبة في تناول المزيد لتثبيط أعراض انسحاب الكافيين من الجسم؛ ولهذا فإنهم يميلون للإسراف في تناول الطعام مقارنة بغيرهم من غير مدمني الكافيين.
لن تتواصل بشكل حقيقي مع إشارات الجوع الحقيقي التي يرسلها جسمك وأنت مدمن تناول المنبهات، فبالنسبة لبعض الناس، يكون الإقلاع عن تناول القهوة أصعب من اتباع القيود الغذائية التي أنصح بها. وأنا أقترح بأن تتمسك بتوصياتي دون تناول مشروبات تحتوي على الكافيين في الأسابيع الستة الأولى. وبعد ذلك الوقت، عندما تتخلص من إدمانك للكافيين، يمكنك أن تقرر ما إذا كنت عاجزًا عن التخلي عن كوب القهوة ذلك أم لا. ضع في اعتبارك أنك تحتاج من أربعة إلى خمسة أيام لكي تتخلص من الصداع الناجم عن انسحاب الكافيين بمجرد أن تتوقف عن شرب القهوة. إذا كانت الأعراض حادة جدًّا، فحاول أن تقلل أكواب القهوة التي تحتسيها بشكل تدريجي، بمعدل نصف كوب كل ثلاثة أيام.
لو كان شرب القليل من القهوة يجعل من الممكن بالنسبة لك أن تظل محافظًا على توصياتي الغذائية، لما عارضت ذلك؛ فإنقاص الوزن هدف أهم لصحتك العامة. كل ما هنالك أن تناول كميات أعلى من القهوة لا يجعل من الأسهل عليك أن تتحكم في شهيتك وتوقك للطعام، ولكنه يصعب الأمر. ويكون من الأفضل بكثير إذا اختبرت هذه الخطة بحق. انظر لأي مدى تشعر بأنك بخير، ولأي مدى أنقصت وزنك في ستة أسابيع. ربما عندئذ سوف تفقد رغبتك في تناول مواد تغير حالتك المزاجية.