التصنيفات
صحة المرأة

أعراض ما قبل المخاض، المخاض الكاذب، المخاض الحقيقي

يبدو الأمر بسيطًا للغاية دائمًا في الأفلام: تستيقظ الأم الحامل في الساعة الثالثة صباحًا تقريبًا، وتضع يدها على بطنها (المتناسق للغاية)، وتمد يدها لتوقظ زوجها بصوت هادئ (أو جنوني) “عزيزي، حان الوقت”.

ولكن يراود المشاهد تساؤل وهو متى تعرف البطلة أن الموعد قد حان؟ كيف يمكنها التعرف على المخاض بهذا الهدوء، والثقة الطبية بالرغم من عدم إصابتها بالمخاض من قبل؟ ما الذي يجعلها على هذه الدرجة من الثقة أنها عندما تصل إلى المستشفى، ويفحصها الطبيب، ويجد أنها لا يزال أمامها وقت طويل على المخاض، ويرسلها إلى المنزل مرة أخرى، وتسمع همسات ضحكات المناوبة المسائية عندما تغادر الحامل كما وصلت؟ بالطبع من خلال اطلاعها على النص المكتوب.

على الجانب المواجه للشاشة (مع عدم وجود نص مكتوب)، قد تستيقظين الساعة الثالثة صباحًا يراودك شك تام. هل هذه آلام المخاض الحقيقية أم أنها مجرد انقباضات براكستون هكس؟ هل عليَّ إضاءة المصباح، والبدء في العد؟ هل عليَّ إيقاظ زوجي؟ هل عليَّ استدعاء طبيبي في منتصف الليل لفحص ما قد يكون مخاضًا كاذبًا؟ إذا فعلت ذلك، ولم يكن وقت الولادة قد حان، فهل سأتحول إلى الأم التي تردد دومًا “مخاض”؟ وهل سيأخذني أي شخص على محمل الجد عندما يكون حقيقيًّا، أم سأكون الوحيدة في صف تعليم الولادة التي لا تتعرف على المخاض؟ هل سأذهب إلى المستشفى بعد فوات الأوان، وربما ألد في مقعد السيارة (وأحتل عناوين الصحف الرئيسية)؟ تتضاعف الأسئلة أسرع من الانقباضات.

في الواقع أن معظم النساء – القلقات – لا تنتهي بهن الحال إلى إخطاء التعرف على بدء المخاض. وتتوجه الغالبية العظمى إلى المستشفى أو مركز الولادة في الوقت الملائم ليس متأخرة كثيرًا أو مبكرة كثيرًا بفضل غرائزها أو الحظ الجيد أو بلا شك الانقباضات المؤلمة، ومع ذلك لا يوجد سبب يجعلك تتركين حكمك يعتمد على المصادفة. ستساعدك المعرفة المسبقة لعلامات ما قبل المخاض والمخاض الكاذب والمخاض الحقيقي على تهدئة شعورك بالقلق، ويتضح الاختلاف عندما تبدأ هذه الانقباضات (بشكل حقيقي؟).

أعراض ما قبل المخاض

قبل حدوث المخاض، توجد مرحلة ما قبل المخاض – كأنه عرض يسبق اللعب يجهز سير الأمور قبل بدء الحدث الأساسي؛ حيث تحدث تغييرات جسدية في مرحلة ما قبل المخاض قد تسبق المخاض الحقيقي بفترة تصل إلى شهر كامل أو أكثر – أو ساعة واحدة فقط. وتتميز مرحلة ما قبل المخاض ببدء إمحاء عنق الرحم والتوسع، وهو ما يستطيع طبيبك تأكيده عند الفحص، وكذلك بالاعتماد على مجوعة متنوعة من العلامات الدالة التي قد تلاحظينها بنفسك (رغم عدم مرور جميع الأمهات بها):

• النزول. ينزل الجنين في العادة خلال فترة تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل بدء المخاض في الأمهات اللاتي يلدن لأول مرة، إلى عنق الرحم. ويندر حدوث هذه المرحلة في الولادة الثانية أو الولادة اللاحقة حتى يبدأ المخاض.

• الشعور بارتفاع الضغط في تجويف الحوض والمستقيم. يشيع حدوث تشنجات (تشبه تشنجات الحيض) وآلام في الفخذ – وخاصة في الولادة الثانية واللاحقات بعدها، كما يمكن الشعور بآلام في أسفل العمود الفقري.

• نقص الوزن أو التوقف عن اكتسابه. قد تتباطأ وتيرة اكتسابك الوزن في الشهر التاسع – ومع اقتراب المخاض قد تفقدين بعض الوزن يتراوح ما بين 900 إلى 1300 جرام.

• تغير في مستويات الطاقة. تجد بعض الأمهات أنفسهن مصابات بالإنهاك الشديد، بينما تجد بعضهن أنفسهن يشععن طاقة، ويرتبط الشعور بالرغبة الملحة في فرك الأرضيات وتنظيف الخزائن “بغريزة التعشيش” حيث تجهز الأنثى – أنت في هذه الحالة – العش من أجل وصول الضيف الوشيك.

• تغيير في الإفرازات المهبلية. إذا كنتِ تتفحصين ملابسك الداخلية عن كثب قد تلاحظين زيادة في كمية وكثافة إفرازاتك.

• نزول السدادة المخاطية . عندما يبدأ عنق الرحم في الترقق والفتح، تبدأ “سدادة” المخاط التي تغلق فتحة الرحم في الانزياح. هذه الكتلة الهلامية من المخاط قد تعبر من خلال المهبل على مدار أسبوع أو اثنين قبل أن تبدأ الانقباضات الأولى أو قبل المخاض مباشرة. لا يلاحظ الجميع نزول السدادة المخاطية – ولكن إذا كنتِ تتفحصين المرحاض وورق المرحاض عن كثب، فلن يصعب عليك ملاحظتها.

• علامة وردية أو دموية. عندما يترقق عنق الرحم ويتوسع، تتمزق بعض الشعيرات في العادة، وتخضب المخاط باللون الوردي أو تخلطه بالدم. وهذه “العلامة” تعني عادة أن المخاض سيبدأ خلال 24 ساعة – ومع ذلك قد يتأخر عدة أيام.

• زيادة حدة انقباضات براكستون هكس. هذه الانقباضات المعتادة قد يزداد تكرارها وحدتها، مسببة ألمًا كبيرًا.

• الإسهال. تصاب أمعاء بعض الحوامل بالإسهال قبل بدء المخاض مباشرة.

أعراض المخاض الكاذب

هل هذا المخاض حقيقي أم لا؟

لا يبدأ المخاض الحقيقي عندما:

• تكون الانقباضات غير منتظمة، ولم يتزايد تكرارها وحدتها. لا تتبع الانقباضات الحقيقية أنماطًا محددة منصوصًا عليها، ولكنها ستزداد حدة وتكرار ًا مع مرور الوقت.

• تختفي الانقباضات إذا مشيتِ أو غيرتِ وضعك (ومع ذلك قد يحدث هذا في المخاض “الحقيقي” في وقت مبكر أيضًا).

• تكون العلامة في حالة ظهورها بنية، وينتج هذا النوع من الإفرازات عادة عن الفحص الداخلي أو ممارسة العلاقة على مدار 48 ساعة الماضية.

• تزداد حركات الجنين بشكل موجز مع الانقباضات.

• تبدأ الانقباضات وتتوقف… وتبدأ ثم تتوقف. هذا النمط المحبط من المخاض الكاذب – عندما تبدأ الانقباضات في الانتظام أكثر (إذا لم تقل المدة الفاصلة بين كل منها) لفترة من الوقت، وتقل تدريجيًّا حتى تختفي، ثم تبدأ من جديد، ثم تقل مرة أخرى حتى تختفي – وهو مايعرف كذلك باسم المخاض المبكر، وقد تحدث وتختفي لأيام.

ضعي نصب عينيك أن المخاض الكاذب ليس مضيعة للوقت – حتى إذا ذهبتِ إلى المستشفى أو مركز الولادة ليخبرك الطبيب بأن عليك العودة إلى المنزل مرة أخرى. فهذه هي طريقة جسمك في التدريب والاستعداد، حتى يكون مستعدًّا عندما يحين الوقت – سواء كنت أنت كذلك أم لا.

أعراض المخاض الحقيقي

لا أحد يعلم ما يحفز المخاض الحقيقي (والكثير من الأمهات اللاتي يوشكن على الوصول إلى موعد الولادة يشعرن بالقلق من “الموعد” أكثر من “السبب”)، ولكن يُعتقد وجود مجموعة من العوامل. وتبدأ هذه العملية المعقدة للغاية من الجنين الذي يبث مجموعة من الرسائل الكيميائية (تترجم على الأرجح إلى شيء يشبه “أمي، دعيني أخرج من هنا!”) التي تطلق سلسلة من التفاعلات لدى الأم. هذه التغييرات في الهرمونات تفسح الطريق من أجل البروستاجلاندين والأوكسيتوسين، والمواد التي تحفز الانقباضات عندما تكون جميع أنظمة المخاض “جاهزة”.

ستعرفين أن انقباضات ما قبل المخاض تحولت إلى مخاض حقيقي إذا:

• ازدادت حدة الانقباضات بدلًا من تراجعها مع النشاط، ولا تتوقف مع تغيير الوضع.

• ازدادت تدريجيًّا آلام الانقباضات وتكرارها، وبشكل عام (وليس دائمًا) انتظامًا. ولن يكون كل انقباض بالضرورة أكثر ألمًا أو أطول (تدوم حوالي 30 إلى 70 ثانية) من السابق له، ولكن تزداد حدته مع تقدم المخاض الحقيقي، ولا يزداد التكرار بشكل دائم في العادة، وكذلك المدة الفاصلة بين كل منها أيضًا – ولكنها تتضاعف.

• صارت الانقباضات تشبه الاضطراب المعوي أو تشنجات الحيض القوية أو الضغط أسفل البطن. قد يقتصر الألم على منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر والبطن، كما قد يتراجع الشعور بالألم نحو الأرجل (خاصة عند منطقة أعلى الفخذين). ومع ذلك، لا يعتد بموقع الألم كعلامة؛ لأن انقباضات المخاض الكاذب قد تشعرين بها في الأماكن نفسها.

في حوالي 15٪ من حالات المخاض ينزل ماء الجنين – على هيئة انفجار أو تقطير – قبل بدء المخاض. ولكن يتمزق الغشاء تلقائيا خلال المخاض أو يمزقه الطبيب صناعيًّا في العديد من الحالات الأخرى.

متى تتصلين بالطبيب؟

أخبرك طبيبك على الأرجح متى تتصلين به إذا اعتقدت أنك في حالة المخاض (عندما يفصل بين كل انقباض وآخر مدة تتراوح من 5 إلى 7 دقائق على سبيل المثال، ومع ذلك قد تختلف المدة التي يحددها طبيبك). لا تنتظري الوصول إلى مدة فاصلة مثالية – فقد لا تأتي على الإطلاق. إذا لم تكوني واثقة بأنك في حالة مخاض حقيقي – وكانت الانقباضات تحدث بشكل منتظم إلى حد كبير – فاتصلي به على كل حال. سيكون طبيبك قادرَا على التعرف على حالتك من صوتك، عندما تتحدثين في أثناء حدوث انقباض، هل هو حقيقي أم لا – في حالة أنك لم تحاولي التغطية على إحساسك بالألم حفاظًا على آداب الحديث. حتى إذا اطلعت على القائمة أعلاه واطلعت عليها مرة أخرى، وكنت لا تزالين متشككة، فاتصلي بطبيبك. لا تشعري بالذنب حول إيقاظه في منتصف الليل (الأشخاص الذين يعملون في مجال التوليد لا يتوقعون العمل من الساعة 9 صباحًا إلى 5 مساءً) أو يشعرون بالحرج إذا اتضح أن هذا إنذار كاذب (لن تكوني أول أم حامل تخطئ في معرفة علامات المخاض، ولن تكوني الأخيرة). لا تعتقدي أنك إذا لم تكوني متأكدة أن المخاض حقيقي، فإنه ليس كذلك. توخي الحذر واتصلي بالطبيب.

وكذلك اتصلي بالطبيب على الفور إذا كانت الانقباضات تزداد حدة، ولكن لا يزال على موعد ولادتك عدة أسابيع، أو إذا لاحظتِ نزول دم أحمر لامع، أو إذا نزل ماء الجنين مع حدوث المخاض أو دون حدوثه، أو إذا نزف ماء الجنين ونزل مخضبًا باللون البني المخضر أو إذا شعرت بأن هناك شيئًا ينزلق في عنق الرحم أو المهبل بعد نزول ماء الرحم (قد يكون الحبل السري).