بعد أن عرفت كيفية معرفة موعد خروج البويضة ومسارها، فإن السؤال المطروح الآن هو: ما الوقت المناسب للجماع لحدوث الحمل؟
إن توقيت العلاقة الحميمة أكثر أهمية مما يظن معظم الناس. في الغالب، ستة أيام فقط من دورتك الشهرية يجعلك في أعلى درجات الخصوبة ، ويومان منها فقط هما الأكثر خصوبة، ولذلك إذا كنت تمارسين العلاقة الحميمة مرة واحدة في الأسبوع دون الوضع في الاعتبار موعد التبويض، فإنك على الأغلب تفوتين هذه الأيام تماما.
وإذا كنت تمارسين العلاقة الحميمة مرتين في الأسبوع، فمن المرجح أنك لا تخسرين أفضل يومين. وإذا كنت تمارسين العلاقة الحميمة أقل من مرة في الأسبوع، فلا تقلقي، فيمكن حدوث الحمل من ممارسة العلاقة الحميمة مرة واحدة فقط في الشهر، ما دامت تمارس في اليوم الصحيح (على الرغم من أن الممارسة ليومين ستكون أفضل، ومحاولة الحمل فرصة عظيمة لإعادة إحياء حياتك الحميمية). وإذا كنت متلهفة قليلا على حدوث الحمل بسرعة، فإن التوقيت أهم شيء. والحقيقة أن كثيرا من الأزواج الذين يحاولون الإنجاب لشهور دون نجاح، فإن السبب في ذلك هو التوقيت الخاطئ فقط.
تقول معظم تعليمات الكتب، ومواقع الإنترنت، وشرائح كشف التبويض وشاشات رصد الخصوبة إن يوم التبويض هو الأكثر خصوبة؛ ولكن أحدث الأبحاث – وفقا لأربع دراسات مختلفة – تظهر أن الأيام الأكثر خصوبة هي الأول والثاني قبل التبويض. وبالنسبة للنساء في أواخر العشرينات والثلاثينات من أعمارهن، فإن احتمال حدوث الحمل في يوم التبويض سيكون أقل من 1 إلى 10، ولكن قبل يومين من التبويض فإن النسبة ترتفع ثلاث مرات ، بل إن بإمكانك زيادة تلك الفرص إذا مارست العلاقة الحميمة أكثر من مرة واحدة خلال وقت الخصوبة.
فلماذا إذن يوم التبويض ليس الأكثر خصوبة؟ على الأرجح بسبب قصر عمر البويضة، والذي هو فقط من 6 ساعات إلى 12 ساعة، خاصة إذا كنت تمارسين العلاقة الحميمة في المساء – وهو المعتاد بالنسبة لمعظم الأزواج – فقد تفوتين فرصة البويضة تماما، أو على الأقل تفوتين الوقت المرجح لحدوث حمل صحي. إن أشهر دراسات الخصوبة الطبيعية أظهرت خصوبة كبيرة يوم التبويض (وهو على الأرجح سبب انتشار هذه الشائعة)، ولكن عندما درس الباحثون حالات الحمل التي صمدت لأكثر من 6 أسابيع، وجدوا أن نسبة كبيرة من الحمل الذي كان ناتجا عن ممارسة العلاقة الحميمة في يوم التبويض ذاته أدت إلى إجهاض مبكر. وعليه، فإن ممارسة العلاقة الحميمة قبل أيام التبويض، وليس في يوم التبويض فقط، وسيلة فعالة لتقليل خطر حدوث الإجهاض المبكر؛ لذا لا تقعي في خطأ الانتظار طويلا ل”رقصة الطفل “.
ما الوقت المناسب لزيادة فرص حدوث الحمل؟
تكمن الصعوبة في أنك لن تعرفي أي الأيام تسبق التبويض بيوم أو اثنين إلا بعد أن تتم عملية التبويض. وأفضل تخمين لهذه الأيام يعتمد على الطريقة التي تستخدمينها للتنبؤ بالتبويض، وكم من الوقت والحماس لديك. لكن الخيار الأول الذي يوافق عليه جميع الأزواج هو الإكثار من ممارسة العلاقة الحميمة؛ أي ممارستها يوما بعد يوم، بين اليوم السابع واليوم العشرين من الدورة الشهرية (يصلح هذا فقط إذا كانت الدورة الشهرية لديك منتظمة بين 26 و32 يوما). ولعلك سمعت أنه من الأفضل ممارسة العلاقة الحميمة على أيام متباعدة، بحيث لا ينخفض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، ولكن في الحقيقة لم تثبت البحوث ذلك؛ فحتى الرجال الذين يعانون انخفاض عدد الحيوانات المنوية يتمتعون بنفس درجة الخصوبة مع ممارسة العلاقة الحميمة بشكل يومي. ومن الجيد ممارسة العلاقة الحميمة يوما بعد يوم خلال فترة الخصوبة، من حيث إمكانية حدوث الحمل؛ ولكن إذا كنت تفضلين ممارسة العلاقة الحميمة كل ليلة، فافعلي.
إذا كنت تريدين أن تكوني أكثر دقة وأن تستهدفي الأيام الأكثر خصوبة، فإن طريقة التنبؤ بالتبويض التي تختارينها سوف تساعدك. وإذا كنت تستخدمين الرسم البياني لحساب لدوراتك الشهرية، فمارسي العلاقة الحميمة في اليوم الأول لرؤية (مخاط بياض البيض)، ثم كل يوم أو يوما بعد يوم، حتى ترتفع درجة حرارتك. أما إذا كنت ترغبين في تضييق الأمور أكثر من ذلك، وكنت قد رسمت لبضع دورات بالفعل، فعدي أيام نزول زلال البيض لديك في العادة؛ بحيث يمكنك توقع اليوم السحري أو اليومين قبل التبويض. وقد أظهرت دراسة اعتمدت على 119398 من الرسوم البيانية أن 94% من حالات الحمل حدثت عند ممارسة العلاقة الحميمة في الأيام الثلاثة التي تأتي في إطار التبويض (يومان قبل التبويض وفي يوم التبويض نفسه).
وإذا كنت تستخدمين شرائح كشف التبويض، فاستعدي من اليوم الأول الذي تحصلين فيه علي نتيجة إيجابية، ثم مارسي العلاقة الحميمة مرة أخرى في اليوم التالي، فقط للتأكيد. الجانب السلبي لشرائح كشف التبويض هو أنك تحصلين فقط على بضع ساعات من التنبيه على أعلى مستوى لخصوبتك، ما قد يجعل التخطيط المسبق صعبا بعض الشيء. وبعض النساء (وأنا منهن) لا يحصلن على نتائج إيجابية حتى يوم التبويض، الذي يكون بطبيعة الحال بعد تجاوز الوقت الأكثر خصوبة. بعض النساء يلاحظن على مدى عدة دورات شهرية ظهور خط خافت قبل ظهور خط أكثر قتامة – خط إيجابي بحق – وهذا يعطيهن تحذيرا قبل نحو يوم.
مع جهاز رصد الخصوبة، فإن الأيام “العالية” تعطيك مزيدا من الوقت للتنبيه؛ ولكن على الرغم من أن القراءات الرقمية تبدو جديرة بالثقة، سيكون عليك توجيه تفكيرك لاستخدامها على نحو أكثر فاعلية. إن رموز جهاز الرصد ودليل المستخدم يفترضان أن يوم التبويض هو الأكثر خصوبة، على الرغم من أنه قد لا يكون كذلك؛ حيث يحدث التبويض عادة ما بين 8 ساعات و24 ساعة بعد ظهور (ذروة) البويضة على الشاشة، وعليه فإن اليومين الحقيقيين لذروة الخصوبة هما اليوم الأخير من “الارتفاع” واليوم الأول من “الذروة”. إذا كنت تنتظرين “ذروة” الخصوبة، وخاصة إذا كنت ترقصين “رقصة الطفل” في أثناء الليل، فربما تكونين بالفعل قد فقدت أفضل أوقات الخصوبة. بل من المؤكد أنك ستفقدينها إذا كنت تنتظرين حتى “ذروة” اليوم الثاني.
وقد استخدمت النساء في واحدة من الدراسات جهاز رصد الخصوبة، وأجريت لهن أشعة بالموجات فوق الصوتية كل صباح لتحديد يوم التبويض، وفي نحو 15% من الحالات، حدث التبويض قبل إجراء الموجات فوق الصوتية في الصباح في أول يوم للذروة. وفي 76% من الحالات، حدث قبل صباح اليوم الثاني للذروة ( يوم التبويض الأقل خصوبة)، و91% من النساء قد خرجن من أخصب وقت لهن بعد يوم الذروة الثاني، و15% بالفعل خرجن منه قبل أول يوم للذروة. وعليه، إذا كنت تحسبين دورتك من خلال الرسوم البيانية، علاوة على استخدام شاشة رصد الخصوبة، فمن الأرجح أن تحصلي على القراءة الأولى للذروة في آخر يوم لانخفاض درجة الحرارة (وليس في اليوم الثاني قبل الأخير، كما قد تتوقعين). وبمجرد استخدامك الشاشة لدورة أو اثنتين، قد تعرفين عدد الأيام (العالية) التي تحدث. لذلك احرصي على ممارسة العلاقة الحميمة في اليوم الأخير من الأيام ” العالية ” ، واليوم الأول من ” الذروة “. بالنسبة لمعظم النساء، خلال اليوم الثاني من “الذروة” والأيام التالية “العالية”، يكون قد مضى معظم وقت الخصوبة. فإذا كان يوم الذروة الثاني هو الخيار الوحيد، فإنه لا يزال يستحق المحاولة، ولكن فرصك سوف تكون أقل. وفي كل يوم من أيام الذروة، فإن ممارسة العلاقة الحميمة في الصباح تزيد من احتمالات تلقيح البويضة.
الطريقة المناسبة لتعزيز فرص الحمل لديك
إن العلاقة الحميمة قد تكون ممتعة حقا؛ فأنت تشعرين بنشوة وجود هدف من ممارستها. ويتمثل التحدي في أن ممارسة العلاقة الحميمة تلقائيا وبصورة عشوائية مرتين في الأسبوع قد لا يجعلك تحملين بسرعة، كما هي الحال عند ممارسة العلاقة الحميمة خلال أيام التبويض. وممارسة العلاقة الحميمة مرة واحدة في الأسبوع قد تجعلك تنتظرين الضعف أو ثلاثة أضعاف الوقت حتى تصبحي حاملا. ولذلك عليك أن تجدي طريقة لجعل العلاقة الحميمة ممتعة وعفوية إلى حد ما، حتى عند ممارستها وفقا لقراءة شاشة رصد الخصوبة، وليس وفق الرغبة في ذلك.
لحسن الحظ، حتى ممارسة العلاقة الحميمة عند الطلب قد تكون ممتعة بمجرد البدء فيها، لكن تعاملي مع الأمر ببطء في البداية، وحاولي التركيز على المشاعر الإيجابية للحظة الراهنة؛ فالرغبة في الإنجاب قد تكون السبب في البداية، ولكنها يجب ألا تمثل كل التركيز. وحتى إذا لم تكوني مهيأة في البداية، فيمكنك الاستمتاع بها.
لا تستخدمي المواد المسهلة والزيوت المعطرة أو حتى الماء؛ فجميعها قد يقتل الحيوانات المنوية. إذا أمكنك ممارسة العلاقة الحميمة بصورة طبيعية، فهذا أفضل، والمداعبة قد تساعدك في ذلك. وكما هي الحال مع معظم المكملات والتقنيات غير العادية، وكما هي الحال مع أغلب المكملات الغذائية والأساليب غير المعتادة، أظن أنه من الأفضل تجربة الطريقة التقليدية بضعة أشهر أولا.
وقد حاولت أن أجد أبحاثا فعلية عن الطرق المثلى ومعدلات الحمل، ولكن لم أجد أي شيء. ومن الواضح أننا بحاجة لمن يكتب بحثا في هذا الصدد. لقد وجدت بالفعل بحثا تحت عنوان “أفضل الأوضاع للحمل”. ولكن إن لم تنجح طريقة معينة، فاجمعي بينها وبين طريقة أخرى. وبحلول ذلك الوقت قد ترحبون بالتغيير الذي حدث على أية حال.
وتقول بعض الكتب إنك تكونين أكثر قابلية لحدوث الحمل إذا وصلت ذروة النشوة مع زوجك، على اعتبار أن هذا يساعد السباحين على الوصول بسرعة، لكن ليست هناك أي دلائل على ذلك أيضا.
هل يجب عليك الجلوس مع رفع ساقيك، ووضع وسادة تحت جذعك السفلي بعد ممارسة العلاقة الحميمة؟
لا توجد دراسات حول ذلك أيضا. وتبين بعض الدراسات أنك تكونين أكثر قابلية لحدوث الحمل إذا بقيت مستلقية بعد ممارسة العلاقة الحميمة لمدة 15 دقيقة على الأقل، وكان ذلك بين النساء اللواتي خضعن للتلقيح داخل الرحم بدلا من الحمل بشكل طبيعي، ومع ذلك فإنه من غير المنطقي أن تقفزي فور انتهائك من ممارسة العلاقة الحميمة. ولكن تذكري أنك لا تحتاجين إلى القيام بعد ذلك بأي وضع غريب؛ فوضع ساقيك في وضع ركوب الدراجات حتى يندفع الدم إلى رأسك ليس ضروريا.
في الواقع، تبين إحدى الدراسات السبب الذي يجعل وضع الوسائد تحت أسفل الظهر لا يحدث فارقا كبيرا؛ فقد وضع الباحثون “شرائح مجهرية معلمة بعنصر التكنيتيوم) بحجم الحيوان المنوي في الجزء الخلفي من مهبل المرأة خلال أوقات خصوبتها. ووجدت بعض الحيوانات المنوية طريقها إلى قناتي فالوب حيث عادة ما يحدث الإخصاب في غضون دقيقة واحدة”.