الألم العضلي المتعدد الروماتيزمي و الالتهاب الشرياني الصدغي
ألم العضلات الروماتزمي أو الميالجيا المتعددة الروماتيزمية Polymyalgia
Rheumatica هي حالة يوجد فيها ألم وتيبس في الكتفين والعضدين وأسفل الظهر والوركين
والفخذين.
ثمة نسبة قليلة (5% إلى 15%) من مرضى الميالجيا المتعددة الروماتيزمية يصابون
بنوع من التهاب الأوعية الدموية الذي يصيب الشرايين الكبيرة والمتوسطة، فإذا حدث
هذا، فإن الحالة تسمى التهاب الشريان الصدغي Temporal Arteritis .
وهذا الالتهاب يمكن أن يجعل الشرايين تتغلظ وتضيق مما يقلل كمية الدم التي تتدفق
في الشريان.
وفي حالة الالتهاب الشرياني الصدغي يحدث الالتهاب في فروع الشرايين السباتية، بما
فيها الشريان الصدغي الذي يقع على جانبي الوجه من أعلى. وهذه الشرايين تورد الدم
(ومعه الاكسجين) إلى عضلات الوجه واللسان والفك وشبكية العينين.
وكل من الميالجيا المتعددة الروماتيزمية والالتهاب الشرياني الصدغي يصيبان
غالباً من تعدوا 55 عاماً، بمعدل 1من كل مائتي شخص في هذه المجموعة العمرية، ومع
ذلك فكلتا الحالتين المرضيتين يمكن حدوثهما في فترة سابقة على هذا، وأسبابهما غير
معروفة.
الأعراض
غالباً ما يصاب مرضى الميالجيا المتعددة الروماتيزمية بأعراض مرضية عامة مثل
التوعك والحمى وفقدان الشهية ونقصان الوزن. وقد يكون جسدك موجعا مع وجود ألم في
عضلات الرقبة والكتفين وأسفل الظهر والوركين والفخذين، خاصة في الصباح.
وبالإضافة إلى هذه الأعراض، فإن مرضى الالتهاب الشرياني الصدغي قد يشعرون بصداع
خافق في أحد جانبي الرأس أوكليهما،وعادة ما يكون هذا فوق مستوى الأذنين وأمامهما
مباشرة.
وقد تحس بألم بمجرد لمس فروة الرأس، وقد تشعر بألم في الفك واللسان خاصة عند المضغ.
وتعد المشكلات البصرية، بما فيها فقد البصر، هي أكثر آثار الالتهاب الشرياني
الصدغي خطورة إذا لم يعالج هذا المرض، ولكن تلك المشكلات يمكن تلافيها 0 في جميع
الأحوال تقريبا بالعلاج المبكر.
نظرا لوجود قابلية لحدوث فقد مستديم للبصر، فإن على الشخص (خاصة من تجاوز 55 سنة)
الذي يبدأ في الشعور بالسقم أو ملاحظة وجود نوع غير عادي من الصداع، و/أو الشعور
بوجع في الكتفين أو العضدين أو الوركين أو الفخذين أن يتصل بالطبيب على الفور.
خيارات العلاج
رغم أن أعراض الالتهاب الشرياني الصدغي تكون غالباً كافية للتوصل إلى التشخيص، فإن
على طبيبك أن يؤكد شكوكه عن تشخيص الحالة، بأن يجري أخذ عينة (خزعة) من الشريان
الصدغي.
وهذا يشمل أخذ عينة من الشريان بعملية جراحية صغرى لا تحتاج إلى البيات في
المستشفى. وهذه العينة يتم فحصها تحت المجهر للكشف عن علامات الالتهاب الشرياني.
قد يجري طبيبك أيضاً اختبارات للدم لقياس معدل (أو سرعة) ترسيب خلايا الدم الحمر
لتشخيص الميالجيا المتعددة الروماتيزمية أو الالتهاب الشرياني الصدغي.
وكلتا الحالتين تستجيبان جيداً للعلاج بالعقاقير الكورتيكوستيرويدية.
وبالنسبة لمرضى الميالجيا المتعددة الروماتيزمية يكفي عادة استعمال جرعات منخفضة،
أما علاج الالتهاب الشرياني الصدغي فيحتاج إلى جرعات أعلى، وهذا يحمل قابلية أكبر
لحدوث آثار جانبية، خاصة في المسنين. ولكن خطر هذه الآثار الجانبية يمكن تبريره ليس
بما يحققه هذا العلاج من تحسين لحالة المرضى فحسب، ولكن بما يحققه هذا العلاج أيضاً
من منع لحدوث العمى.
ورغم أنه في بداية العلاج يتعين عليك أن تتناول حبوب الكورتيكوستيرويد كل يوم، فإن
بعد فترة ما قد ينصحك طبيبك أن تتناولها يومأ بعد يوم لتقليل احتمال حدوث آثار
جانبية خطيرة.
وسيقوم طبيبك بملاحظة حالتك لتقرير مدى نجاح الدواء في تخفيف التهاب شرايينك. وقد
يكون العلاج ضروريا لشهور عديدة أو حتى لسنوات. وقد تحدث انتكاسات لكل من الميالجيا
المتعددة الروماتيزمية والالتهاب الشرياني الصدغي، ولكن معظم المصابين بكلا المرضين
يتحسنون تماماً بالعلاج.