تنشأ أمراض الكبد عن عدة أسباب: منها العدوى بالفيروسات والبكتيريا والطفيليات، ومنها الأسباب الغذائية، ومنها انسداد القنوات، ومنها السموم، ومنها السرطانات. ورغم هذا التنوع الكبير تلعب الأسباب الغذائية الدور الرئيسي.
فقد تصاب الكبد نتيجة لعدم كفاية البروتينات في الغذاء، أو عدم توازن العناصر الغذائية في الطعام، وخاصة إن زادت نسبة الدهن فيها كثيراً. كذلك قد تمرض الكبد نتيجة لإبتلاع مواد سامة، أو تعاطي عناصر غذائية بنسب كبيرة في حالات مرضية معينة.
وتظهر أعراض مرض الكبد (مهما كان مصدر المرض) في صورة ترسب الدهن، أو التلف، مما يعرقل حيوية خلايا الكبد، وبالتالي يعطل وظائفها.
وفي هذه الأحوال يلزم تنظيم الغذاء بحيث تستطيع الكبد أن تؤدي وظيفتها بكفاية بقدر الإمكان وبدون إجهاد لأنسجتها.
لإذابة الدهن المتراكم في الكبد والذي يعطل نشاط خلاياها، يلزم تعاطي:
– كثير من البروتينات ذات قيمة حيوية عالية غنية في العوامل المذيبة للدهن.
– الإقلال من محتوى الغذاء من الدهن.
– يكثر محتوى الطعام من الكربوهيدرات- لأن هذا يؤدي إلى اختزان الفائض في صورة جليكوجين مما يقيها ويعادل الآثار الضارة التي سببها تراكم الدهن فيها.
1- التهاب الكبد المعدي
هذا مرض حاد منتشر ينشأ عن إصابة الكبد بفيروس خاص، منتشر فعلاً في القناة الهضمية، ويؤدي وصوله إلى الكبد إلى إصابتها بالمرض. وقد يظهر هذا المرض فجأة وبصورة فردية، أو قد يظهر بصورة وبائية، وخاصة بين الأطفال والشباب وفي المعسكرات حيث الازدحام يساعد على العدوى ويؤدي عدم كفاية البروتين في الغذاء، أو إدمان شرب الخمر، أو سوء التغذية إلى المضاعفات وإلى بطء الشفاء والنقاهة.
• الأعراض والعلامات:
– فقد الشهية مع غثيان
– آلام في أعلى البطن في منطقة الكبد
– تلون الجلد وبياض العينين باللون الأصفر
– احمرار لون البول (لون العرقسوس).
• العلاج:
يتألف العلاج أساساً من الراحة، والغذاء، وتفادي إصابة الكبد مرة أخرى.
• النظام الغذاء:
– غذاء محدود الدهن على الكربوهيدات فيجب أن يكون عالياً من حيث القيمة الحرارية وغنياً ببروتينات الدرجة الأولى والكربوهيدرات على الأخص مع الإقلال من الدهن.
– ويجب أن يمد الغذاء الجسم بالطاقة بمعدل 45 سعراً لكل كيلوجرام من الوزن في اليوم: والبروتينات بمعدل 1.5 جرام للكيلو يومياً على أن يكون أكثره من النوع ذي القيمة الحيوية العالية (اللحم، والسمك والدجاج، والبيض، واللبن الفرز) أما الدهن فلا يزيد عن 20-25 جم / اليوم مع الإقلال من الأطعمة المحمرة بقدر الإمكان وأما الكربوهيدرات فتعطى بكمية كبيرة لسد بقيمة الحاجة من الطاقة.
– تستوجب أن يكون الطعام خفيفاً وسهل الهضم ويعطى على نظام وجبات صغيرة متكررة.
2- ترسب الدهن في الكبد
تظهر هذه الحالة مع:
– السمنة المفرطة.
– الاستمرار في الاكثار من بالدهنيات.
– نتيجة للتعرض للسموم (مثل الكلوروفورم، ورابع كلورو الكربون).
– نتيجة للنقص الشديد للبروتينات في الطعام كما تظهر.
– في حالات الجوع وسوء التغذية المزمنة.
– التهاب القولون المزمن.
– السكر.
– السل.
ويلزم أن يعالج أي مرض عضوي يصحب هذه الحالة، كما تلزم مراعاة البرامج الغذائية لأمراض الكبد المعتادة (زيادة البروتينات والكربوهيدات ونقص الدهنيات).
3- تليف الكبد
تتحول الخلايا الحية للكبد تدريجياً إلى ألياف نتيجة لتراكم الدهن المزمن فيها أو نتيجة للسرطان أو التسمم أو العدوى الحادة، وهذا التليف يقلل بالتدريج مساحة الخلايا النشيطة في الكبد ويتعارض مع وظائفها الحيوية ويعرقل الدورة الدموية في الكبد والدورة البابية الموصلة بينها وبين الجهاز الهضمي.
وتتميز الكبد في هذه الحالة بالانكماش وعدم الانتظام (بعكس حالات تراكم الدهن في الكبد التي يتضخم فيها الكبد وينتفخ).
كذلك ينشأ تليف الكبد من الإدمان المزمن، مع إهمال التغذية السليمة إذ يؤدي الإكثار من المشروبات الروحية إلى ترسب الدهن، وأن استمر الإدمان يؤدي ذلك إلى تليف الكبد.
• العلاج:
– الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية
– تنظيم الغذاء وذلك بزيادة البروتينات إلى 100 جرام يومياً على الأقل، وعلى أن تكون من النوع ذي القيمة ا لحيوية العالية، مع تعاطي الفيتامينات “ب” المركبة.
• يجب الابتعاد كلية عن هذه الأطعمة:
– اللبن كامل الدسم، صفار البيض، الجبن، الآيس كريم، الحلوى، والفطائر المحتوية على دهون.
– اللحوم المدهنة واللحوم المعلبة والسجق.
– الأطعمة المحمرة والمقلية.
• النظام الغذائي:
– غذاء محدود الصوديوم (3 جم كلوريد صوديوم = 40 ملليمول صوديوم).
– الإقلال من ملح الطعام (تحديد متوسط).
– الإقلال من الدهون.
– إعطاء البروتين بالحد المسموح به حسب الحالة.
– الإكثار من الكربوهيدرات.
– إعطاء الفيتامينات والأملاح المعدنية (حقنة عضلية شهرية من فيتامين أ، د، ك).
4- الإغماء الكبدي (الغيبوبة الكبدية)
تحدث هذه الحالة نتيجة للإصابات الشديدة للكبد، وخاصة لالتهابها المزمن الذي يؤدي أيضاً إلى إصابة الدورة الدموية الموصلة بينها وبين الجهاز الهضمي، مما يسمح بوصول مواد نيتروجينية سامة (ناشئة عن تأثير البكتيريا على البروتينات في الجهاز الهضمي) إلى الدورة الدموية، ومنها إلى المخ (دون أن تزيل الكبد سميتها نظراً لمرضها وعدم كفايتها) ويؤدي هذا إلى اضطرابات وحدوث تغيرات في الشخصية، وانقباض لعضلات، وفقدان الوعي والإغماء ثم الوفاة.
• العلاج:
– في هذه الحالة يرتفع محتوى الدم من النشادر (التي لم تستطع الكبد أن تحولها إلى مواد غير سامة كالمعتاد) وهي تنشأ أساساً من إزالة المجموعات الأزوتية من الأحماض الأمينية أثناء عملية التمثيل في الجسم، وعلى ذلك فهذا مرض كبدي يلزم له منع البروتينات في الطعام كلية (بدلاً من زيادتها كما هو الحال في بقية أمراض الكبد).
– الاعتماد على الكربوهيدرات مصدر للطاقة للمريض (1000 كالوري يومياً على الأقل).
– الإقلال كذلك من الدهنيات، حتى تتحسن الحالة ويزول خطر الإغماء، ثم يعود المريض تدريجياً إلى مستوى البروتينات المستخدمة من قبل.
وهنا يتم ضبط كمية البروتين بالدرجة التي لا تحدث عندها أعراض الغيبوبة والنذير بالخطر الذي يدل الطبيب على ضرورة هذا التحويل الغذائي، هو ظهور علامات الاضطراب الذهني أو الرعشة عند مد الذراع إلى الأمام وتظهر هذه الرعشة في الذراع والكف والأصابع.
– في حالات الغيبوبة يتم التغذية عن طريق الحقن في الوريد أو بواسطة أنبوبة المعدة.
– إعطاء الفيتامينات والأملاح المعدنية.