تعمل الكليتان يوميا للتخلص من السوائل والبقايا الزائدة في الدم، كما تنتجان هرمونات هامة وتنظمان معدل بعض الكيميائيات في الجسد.
ولكن أداء الكليتين يتراجع مع التقدم في السن. فعند بلوغ الأربعين من العمر تقريبا، يبدأ الجسم بفقدان مرشحات هامة موجودة في الكلى، تدعى نفرونات (nephrons). ويمكن لهذا التراجع التدريجي في الأداء أن يسبب مضاعفات إن تزامن مع تناول عقاقير معينة أو مع مرض مزمن، كارتفاع ضغط الدم أو داء السكر.
أما حالات التراجع الحاد أو توقف الكليتين عن العمل وهو ما يعرف بالفشل الكلوي، فهي تزداد شيوعا لأن الناس يعيشون لفترة أطول مع الأمراض المزمنة التي تؤذي الكلى. ولسوء الحظ، من غير الممكن إصلاح التلف بعد حدوثه.
العناية الذاتية للكلى
لكي تستمر الكليتان بأداء وظيفتهما على أكمل وجه، من الأهمية بمكان كشف الأمراض التي تؤذيهما والسعي إلى علاجها باكرا. وبوسعك أيضا اتخاذ عدد من الخطوات لإبطاء عملية تفاقم التلف وحتى إيقافها.
فالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومعدل السكر في الدم، في حال كنت مصابا بداء السكر، هي أمر حيوي لحماية الكليتين. كما أن تناول الغذاء المنخفض من الملح والدهون والإكثار من السوائل يساعدان الكليتين على تحسين أدائهما.
من جهة ثانية، استشر الطبيب حول إمكانية استعمال المسكنات غير الموصوفة. فإن كنت معرضا لخطر الفشل الكلوي أو تعاني منه، لا تكثر من استعمال المسكنات غير الموصوفة لفترة طويلة. واحرص أيضا على سؤال الطبيب عن العقاقير الأخرى والملحقات العشبية التي قد تضر بكليتك.
سلس البول
ينجم سلس البول عن عوامل عديدة. فالوزن الزائد وحالات الإمساك المتكررة والسعال المزمن وتغير نشاط العضلات داخل المثانة وحولها تساهم جميعها في تطور هذه الحالة. ويمكن لسلس البول أن ينشأ لدى الرجال عن التضخم غير السرطاني لغدة البروستات أو عن سرطان البروستات أو جراحة البروستات.
وتعاني كثير من النساء في سن اليأس مما يعرف بسلس البول الضغطي، مع ارتخاء العضلات المحيطة بفتحة المثانة (عضلات المصرة). فمع انخفاض معدلات الإستروجين، ترق الأنسجة التي تبطن الأنبوب الذي يمر من خلاله البول (القناة البولية). كما تضعف عضلات الحوض ويقل دعمها للمثانة.
ومن الأسباب الأخرى لسلس البول، الإصابات والأمراض البولية، كالسكري والجلطة الدماغية وداء باركنسون، الذي يتسبب أحيانا بتلف الأعصاب التي تتحكم بالمثانة.
ومن شأن سلس البول أن ينشأ أيضا عن بعض الأدوية المستعملة لعلاج الأرق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم واعتلال القلب.
العناية الذاتية للسلس البولي
غالبا ما تنجح التغييرات في نمط المعيشة في السيطرة على حالات سلس البول. يمكن مثلا تجنب الحوادث المحرجة باعتماد برنامج ثابت لدخول الحمام عوضا عن الانتظار حتى تشعر بالحاجة إلى ذلك. حاول من جهة ثانية الحد من استهلاك الكافيين أو تجنبه، لأنه يدر البول، فضلا عن الأطعمة الحارة أو الحمضية التي قد تسبب تهيج المثانة. ويساعد في بعض الأحيان ضم الساقين قبل العطس أو السعال.
وغالبا ما تساعد تمارين قاع الحوض، المعروفة بتمارين كيغيلز، في علاج سلس البول الخفيف إلى المعتدل لدى النساء والرجال على السواء. لأداء التمارين تخيل أنك تحاول إيقاف جريان البول. قلص العضلات التي تستعملها لذلك وعد حتى الثلاثة، ثم أرخها وعد حتى الثلاثة وكرر التمرين من جديد. مارس بهذا التمرين لمدة خمس دقائق، ثلاث مرات في اليوم.
وإن لم تنفع التغييرات في نمط المعيشة في تحسين الحالة، يمكن الاستعانة عندها بالأدوية أو التغذية البيولوجية المرتدة أو وسائل علاج أخرى. فمن شأن العلاج بالهرمونات البديلة أن يساعد على علاج سلس البول الناجم عن انقطاع الطمث. وتعد الجراحة ضرورية في بعض الحالات لتعديل وضعية المثانة أو زيادة انتفاخ الأنسجة أو تعزيز الدعم لعضلات الحوض المرتخية.
اعتلال البروستات
تحيط غدة البروستات، الموجودة لدى الرجال فقط، بعنق المثانة. فعند بلوغ سن الكهولة، يعاني عدد كبير من الرجال من مشاكل في هذه الغدة. وتتفاوت العوارض من الطفيفة والقليلة الإزعاج إلى الخطيرة والمؤلمة.
تضخم البروستات غير السرطاني. بعد سن الخامسة والأربعين، غالبا ما تبدأ غدة البروستات بالتضخم. وتعرف هذه الحالة طبيا بفرط تنسج البروستات الحميد (BPH). ومع تضخم الغدة، تأخذ أنسجتها بالضغط على القناة البولية مسببة مشاكل بولية. وتبدأ الأعراض بالظهور لدى كثيرين بين الخامسة والخمسين والستين من العمر، بينما يتأخر ظهورها في حالات أخرى حتى السبعينات أو الثمانينات.
العناية الذاتية
غالبا ما تساعد التغييرات البسيطة في نمط الحياة في السيطرة على أعراض فرط تنسج البروستات أو منعها من التفاقم.
قلل من استهلاك السوائل: توقف عن شرب السوائل بعد السابعة مساء لتخفيف الحاجة إلى استعمال الحمام ليلا.
فرغ مثانتك تماما: حاول التبول قدر ما تستطيع في كل مرة تستعمل فيها الحمام.
كن حذرا في استعمال أدوية إزالة الاحتقان غير الموصوفة: فمن شأن مزيلات الاحتقان غير الموصوفة أن تؤدي إلى تصلب العضلة التي تتحكم بجريان البول، لتجعل عملية التبول أكثر صعوبة.
حافظ على نشاطك: فقلة الحركة تسبب احتباس البول.
ابق دافئا: فالطقس البارد يولد حاجة ملحة إلى التبول.
وفي حال تفاقم العوارض من الممكن أن يصف الطبيب أدوية معينة أو عملية جراحية.
سرطان البروستات
يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستات مع التقدم بالسن. وتشير التقديرات إلى أن بعض الخلايا السرطانية تبدأ بالتكون لدى واحد من بين كل أربعة رجال بعد بلوغ سن الخمسين. بينما يرتفع هذا المعدل إلى واحد من بين كل رجلين ببلوغ الثمانين من العمر.
ويعتبر سرطان البروستات المسؤول الثاني عن الوفيات بين الرجال الأميركيين. ولا يعزى ذلك إلى كونه مميتا إلى هذا الحد، بل لأنه واسع الانتشار. وخلافا للأمراض السرطانية الأخرى، غالبا ما يموت المصاب وهو مريض بالسرطان وليس نتيجة له. وحسب المعدل، فإن الرجل الأميركي يواجه خطرا بنسبة 30 بالمئة بالإصابة بسرطان البروستات، بينما لا يتجاوز احتمال وفاته نتيجة للمرض نسبة 3 بالمئة تقريبا.
ولكن لسوء الحظ، لا يسبب سرطان البروستات سوى أعراض طفيفة في مراحله المبكرة. بالتالي، من الأهمية بمكان الخضوع لفحوصات منتظمة للبروستات لكشف المرض باكرا.