هناك عدد من الحالات الصحية المرتبطة بشكل وطيد بأمراض الغدة الدرقية، وفي بعض الحالات، تضعك إصابتك بواحدة من هذه المشكلات الصحية أمام خطر الإصابة بمرض في الغدة الدرقية، وفي حالات أخرى، إذا كنت مصابًا بمرض في الغدة الدرقية، تكون أكثر عرضة للإصابة بواحدة من هذه المشكلات الصحية.
العقم
قد يؤدي كل من انخفاض نشاط الغدة الدرقية، وزيادة نشاطها، إذا لم يتم علاجهما, إلى العقم؛ حيث يمكن لانخفاض نشاط الغدة الدرقية، أو زيادة نشاطها، أن يؤثر في مستوى هرمون الإستروجين لدى النساء، وفي قدرتهن على التبويض، ولكن بمجرد علاج حالة الغدة الدرقية بالعلاج المناسب والمكملات الغذائية المناسبة، تعود الخصوبة لطبيعتها.
تأثير انخفاض الغدة الدرقية على الخصوبة
تعاني النساء المصابات بانخفاض نشاط الغدة الدرقية الحيض الشديد (الحيض الغزير)، والحيض المؤلم، وتكرار الحيض؛ حيث يمكن أن تقل أيام دورة الحيض من ٢٨ يومًا إلى ٢٥ يومًا فقط. وقد تتسبب بعض حالات انخفاض نشاط الغدة الدرقية عند الفتيات الصغيرات في الطمث المبكر (بداية الحيض) قبل أن يصلن إلى سن العاشرة.
وتقل القدرة على إفراز الإستروجين، وهرمون أندروستندويون (الهرمون الذكوري) عند النساء المصابات بانخفاض نشاط الغدة الدرقية، كما أنهن معرضات أيضًا لخطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وهي حالة يمكن أن تعوق الخصوبة. وقد أظهرت الدراسات مؤخرًا أن بعض النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يوجد في دمائهن مستوى مرتفع من الأجسام المضادة للغدة الدرقية، أكثر من الموجودة عند النساء غير المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. وهذه الأجسام المضادة مؤشر على إصابة الغدة الدرقية بأحد أمراض المناعة الذاتية. ويعد التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أكثر أسباب انخفاض نشاط الغدة الدرقية شيوعًا، كما أنه أحد أمراض المناعة الذاتية.
وفي بعض الأحيان يمكن لانخفاض نشاط الغدة الدرقية أن يزيد من مستويات هرمون البرولاكتين الذي تفرزه الغدة النخامية، وهذا يمكن أن يتسبب في إنتاج لبن (ثر اللبن) غير مرتبط بحمل أو ولادة. ويمكن لمستوى البرولاكتين المرتفع أن يمنع التبويض، وهذا يثبط الخصوبة بشكل ملحوظ. ويمكن كذلك ألا ينتظم الحيض، أو قد ينقطع تمامًا. ويمكن قياس هرمون البرولاكتين من خلال اختبار الدم.
وسوف يؤدي فشل التبويض إلى نقص هرمون البروجسترون، وهو ما تنتج عنه حالة تُعرف باسم هيمنة الإستروجين، التي تعني أن هناك كمية كبيرة من هرمون الإستروجين في الجسم، وعدم وجود هرمون البروجسترون بشكل كافٍ ليوازنه. ويمكن لهيمنة الإستروجين أن تؤدي إلى أعراض المتلازمة السابقة للحيض، والحيض المؤلم الغزير، وضعف الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم. كذلك يمكن لهيمنة الإستروجين أن توقف الغدة الدرقية عن العمل، وتزيد من حدة أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية.
يعاني تقريبًا زوج من بين كل ستة أزواج من العقم، وهو ما يُعرف بعدم القدرة على الإنجاب بعد مرور ١٢ شهرًا دون مانع للحمل، أو عدم القدرة على الحفاظ على الحمل حتى الولادة. وإذا كنت تعانين العقم، فتأكدي من أن طبيبك قد طلب إجراء اختبار دم لتقدير مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية، واطلبي رؤية نتائج الاختبارات، ولا تكتفي بمعرفة أن نتائج الاختبارات طبيعية، فبعض الباحثين يعتقدون أن العديد من النساء لن يتمكَنَّ من الحمل حتى يصل مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية لديهن إلى ما بين ١ و ٢ مللي وحدة دولية/لتر.
وإذا كنتِ تعانين العقم أو الإجهاض المتكرر، فمن الضروري أيضًا إجراء اختبار دم للكشف عن الأجسام المضادة للغدة الدرقية. وهذا الاختبار خاصةً مهم، إذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية أعلى من ٢ مللي وحدة دولية/لتر. ويعني وجود أجسام مضادة في دمائك أنك في المراحل المبكرة من إصابة الغدة الدرقية بأحد أمراض المناعة الذاتية، وأن جهازك المناعي في طريقه لتدمير الغدة الدرقية. والنساء اللاتي توجد لديهن أجسام مضادة في الدم أكثر عرضة إلى خطر الإصابة بالعقم والإجهاض والتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، علاوة على اكتئاب ما بعد الولادة.
كما يزيد خطر التعرض للإجهاض أو ولادة جنين ميت لدى النساء اللاتي يحملن وهن يعانين انخفاض نشاط الغدة الدرقية دون معالجته، وإذا اكتمل الحمل، يصبح الطفل عرضة لخطر الإصابة بالتأخر العقلي، والإعاقات الجسدية، وانخفاض معدل الذكاء، وذلك حسب حدة نقص هرمونات الغدة الدرقية.
وإذا حملتِ وأنت تتناولين دواء لعلاج انخفاض نشاط الغدة الدرقية، فاستشيري الطبيب في أقرب وقت ممكن؛ لأن جرعة دوائك سوف تحتاج على الأرجح إلى الزيادة.
تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الخصوبة
قد تعاني النساء المصابات بزيادة نشاط الغدة الدرقية حيضًا خفيفًا أو غير منتظم، أو ربما يتوقف الحيض لديهن تمامًا (يسمى انقطاع الحيض)، كما يمكن أن يفشل التبويض لديهن، ومن ثم، لا يستطعن إنتاج البروجسترون، وهذا ما قد يؤدي إلى مشكلات في الخصوبة، كذلك قد تعاني الفتيات في سن المراهقة المصابات بزيادة نشاط الغدة الدرقية من تأخر البلوغ، وتأخر بداية الحيض إلى ما بعد
سن ١٥ عامًا، وينتج عن العديد من حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية أحد أمراض المناعة الذاتية (على سبيل المثال مرض الدراق الجحوظي)، وعليه قد توجد أجسام مضادة للغدة الدرقية في دم هؤلاء المرضى.
وإذا حملت امرأة مصابة بزيادة نشاط الغدة الدرقية غير معالج، فإنها تكون عرضة بشكل كبير إلى خطر الإجهاض، أو تأخر نمو الجنين، أو الولادة المبكرة، أو حدوث تشوهات في الجنين، أو تسمم الحمل، علاوة على الاختلالات الكروموزومية مثل متلازمة داون.
ويمكن أن تكون نسبة هرمون الإستروجين لدى النساء المصابات بزيادة نشاط الغدة الدرقية أكثر بمقدار الضعف، أو ثلاثة أضعاف، من نسبة الإستروجين الطبيعي في الدم خلال كل مرحلة من مراحل الحيض مقارنة بالمرأة الطبيعية، وتوجد عادةً لدى النساء المصابات بزيادة نشاط الغدة الدرقية أجسام مضادة للغدة الدرقية في الدم، وهذا يؤثر بشكل كبير في الخصوبة. ومن المرجح أن تعاني النساء المدخنات المصابات بزيادة نشاط الغدة الدرقية مشكلات الحيض أكثر من النساء غير المدخنات.
أمراض المناعة الذاتية
يرجع سبب أغلب أمراض الغدة الدرقية في الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزلندا إلى أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، وأكثرها شيوعًا هي أمراض: التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، والدراق الجحوظي، والتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة. ويحدث مرض المناعة الذاتية عندما يخفق جهازك المناعي في التمييز بين أنسجة جسمك والأنسجة الغريبة، وبالتالي ينتج أجسامًا مضادة تهاجم أعضاء جسمك وتدمرها. وتعني الكلمة اليونانية Auto الذات. وأمراض المناعة الذاتية شائعة في النساء أكثر من الرجال، وتميل الإصابة بأمراض المناعة الذاتية إلى أن تكون وراثية، لذلك إن كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بأحد أمراض المناعة الذاتية، فقد تصاب أنت أيضًا بأحد الأمراض المناعية، وكذلك من المرجح جدًّا إصابة الأشخاص الذين يعانون أحد أمراض المناعة الذاتية بمرض مناعة ذاتية آخر، ويحدث هذا الأمر خاصةً إذا فشل التعامل مع الخلل الكامن في الجهاز الهضمي، أو الكبد، أو جهاز المناعة في المقام الأول.
وعندما يتعلق الأمر بأمراض الغدة الدرقية، فهناك بعض أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بها بقوة. فإذا كنت تعاني أحد أمراض المناعة الذاتية المذكورة بالأسفل، فيجب أن تكون على علم بأنك أكثر عرضة للإصابة بأحد أمراض الغدة الدرقية، ويحدث العكس كذلك، فالأشخاص المصابون بأحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية أكثر عرضة للإصابة بأحد هذه الأمراض:
• داء الزلاقي
• داء السكري النوع الأول
• مرض أديسون
• الفرفرية، نقص الصفائح الدموية غير معلوم السبب (آي تي بي)
• الوهن العضلي الوبيل
• التصلب المتعدد
• الأنيميا الخبيثة
• التهاب المفاصل الروماتويدي
• متلازمة شوجرن
• الذئبة الحمراء
• البهاق
داء الزلاقي
يُعرف أيضًا بعدم القدرة على تحمل الجلوتين، والجلوتين هو بروتين موجود في القمح والجاودار والشوفان والشعير والحِنطة والقمح الطوراني، والعديد من الأطعمة الأخرى. ولا يستطيع الأشخاص المصابون بداء الزلاقي هضم الجلوتين كما ينبغي، وبالعكس يتخذ جهاز المناعة رد فعل تجاه الجلوتين، كما لو كان جسمًا يسبب المرض مثل الفيروسات، وذلك يؤدي إلى التهاب وتلف في بطانة الأمعاء، إضافة إلى تأثير ضار بأجزاء أخرى من الجسم. ويعاني العديد من مرضى داء الزلاقي مشكلات في الهضم، مثل انتفاخ البطن، والألم، والإسهال، أو الإمساك، علاوة على الإرهاق، إلا أن هناك بعض الأشخاص المصابين بداء الزلاقي لا يعانون أية مشكلات هضمية، وذلك يجعل من تشخيصه أمرًا صعبًا.
والميل للإصابة بداء الزلاقي وراثي، وكان المرض يعتبر في يوم ما حالة نادرة، غير أن الأبحاث وجدت أنه مرض شائع للغاية. وتعتبر نسبة انتشاره في أي مكان هي واحدًا من كل ٢٥٠ شخصًا، وواحدًا من كل ٧٥ شخصًا في الدول الغربية، وداء الزلاقي هو أحد أمراض المناعة الذاتية، ولهذا يضع المصابين به أمام خطر الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى. وينتج عادةً الأشخاص المصابون بداء الزلاقي أجسامًا مضادة للعديد من أعضاء وأنسجة الجسم. وكلما شُخِّص داء الزلاقي وعولج مبكرًا، قلت احتمالية تدمير الأجسام المضادة لأنسجة أخرى، وظهور أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
كيف يمكنني معرفة إذا ما كنت مصابًا بداء الزلاقي؟
يمكن تشخيص داء الزلاقي عن طريق اختبار الدم، حيث يطلب الطبيب اختبارًا معروفًا باسم “الأجسام المضادة الزلاقية”، ومن المهم أن تُدرك أن اختبار الدم سوف يكون أكثر دقة إن كنت تتناول الجلوتين بشكل منتظم لمدة شهرين قبل الاختبار، أي أن تأكل على الأقل شريحتين من خبز القمح، أو ما يعادله من المكرونة، أو حبوب الإفطار، أو المعجنات، أو أي طعام مكون من دقيق القمح، حيث يعتبر أكثر مصادر الجلوتين تركيزًا، وعلى الرغم من ذلك تظهر النتيجة سلبية كاذبة لدى نسبة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة في المائة من الأشخاص المصابين بداء الزلاقي. لذلك فإن التشخيص الدقيق لداء الزلاقي يأتي عن طريق أخذ عينة من الأمعاء، حيث تؤخذ عينة من الأنسجة الموجودة في الجزء العلوي للأمعاء الدقيقة، وتُحلل تحت المجهر، إلا أنه توجد أنواع طفيفة من عدم تحمل الجلوتين لا يمكن الكشف عنها بأي من هذه الاختبارات، ولكنها تؤدي إلى مواجهة الفرد خطر الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
ويمكن أن تشك في إصابتك بداء الزلاقي إذا كنت تعاني الأعراض أو الحالات التالية:
• متلازمة القولون المتهيج (آي بي إس)
• الإسهال أو الإمساك أو كلاهما بالتناوب
• امتلاء البطن بالغازات، وانتفاخ البطن، وألم البطن
• الأنيميا (بسبب نقص الحديد أو نقص حمض الفوليك أو كليهما)
• العقم، والإجهاض المتكرر
• قرح الفم
• سهولة التكدم
• ألم العظام والمفاصل
• تشنج العضلات
• هشاشة العظام
• الطفح الجلدي
• الاكتئاب
إن عدم تحمل الجلوتين هو أكثر أنواع عدم تحمل الطعام شيوعًا في العالم، وللأسف لا يُشخص جيدًا؛ وهناك العديد من الأشخاص الذين يمرضون جراء تناول الجلوتين؛ وذلك بسبب عدم معرفتهم أنهم لا يتحملونه. وهناك درجات شدة مختلفة لعدم تحمل الجلوتين، والحالات الطفيفة منها لا تكتشف في بعض الأحيان بإجراء اختبار الدم التقليدي، أو فحص عينة الأنسجة، وأفضل تشخيص في بعض الأحيان يكون من خلال اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين تحت إشراف مختص بالتغذية، أو معالج بالطبيعة، أو متخصص في الحِميات، ونلاحظ إن كانت الأعراض تتلاشى، وكلما زادت فترة استمرار الشخص المصاب بالزلاقي في تناول الجلوتين، زادت احتمالية تعرضه لأحد أمراض المناعة الذاتية، والأشخاص المصابون بداء الزلاقي خاصةً عرضة إلى الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو وداء السكري النوع الأول.
علاج داء الزلاقي
العلاج الوحيد لداء الزلاقي هو اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين مدى الحياة، ويمكن أن يكون ذلك صعبًا؛ حيث إن الجلوتين موجود في العديد من الأطعمة المشهورة في النظام الغذائي الغربي، كما أنه غالبًا يقدم في الطعام باسم مختلف.
وإذا كنت مصابًا بأحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية، فمن الضروري أن تُجري اختبارًا للكشف عن داء الزلاقي. وقد أظهر البحث أن الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الجلوتين يمكن أن يمنع تكوين أجسام مضادة للغدة الدرقية خلال فترة تتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر !
أمراض المناعة الذاتية الأخرى المرتبطة بأمراض الغدة الدرقية
• داء السكري النوع الأول: وهو ناتج عن تدمير الأجسام المضادة الذاتية للخلايا المنتجة للإنسولين (خلايا جزر بيتا) في البنكرياس، وعادةً يبدأ المرض منذ الطفولة، ويجب أن يحقن المصابون به بالإنسولين مدى الحياة، ومن الشائع أن ينتج مرضى داء السكري النوع الأول أجسامًا مضادة للغدة الدرقية، ولذلك هم أكثر عرضة للإصابة سواء بزيادة نشاط الغدة الدرقية أم بانخفاض نشاطها.
• مرض أديسون: يحدث هذا المرض عندما يدمر جهاز المناعة الغدة الكظرية الموجودة فوق الكُلى، ما يسبب نقصًا في هرمون الكورتيزول الستيرويدي، إضافة إلى الهرمونات الضرورية الأخرى التي تتحكم في توازن السوائل والأملاح، وضغط الدم، إضافة إلى مستوى السكر في الدم. والمصابون بمرض أديسون أكثر عرضة للإصابة بزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بانخفاض نشاطها. ويطلق أحيانًا على الإصابة بمرض أديسون والإصابة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية معًا متلازمة شميدت، وإذا شُخِّص كل من مرض أديسون وانخفاض نشاط الغدة الدرقية في الوقت نفسه، فمن الضروري تعويض هرمونات الغدة الكظرية أولًا.
• الفرفرية، نقص الصفائح الدموية غير معلوم السبب (آي تي بي): ينتج الأشخاص المصابون بهذه الحالة أجسامًا مضادة تهاجم الصفائح الدموية وتدمرها، ونتيجة لذلك يقل عدد الصفائح الدموية في دمائهم، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالنزيف، والصفائح الدموية ضرورية لتخثر الدم بشكل طبيعي، ويواجه المصابون بهذا المرض خطر الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية.
• الوهن العضلي الوبيل: هو أحد أمراض المناعة الذاتية، ويسبب ضعفًا في واحدة أو أكثر من المجموعات العضلية في الجسد، ويواجه المصابون بالوهن العضلي الوبيل خطر الإصابة بزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو انخفاض نشاطها الناتج عن أحد أمراض المناعة الذاتية، ويمكن أن يؤثر كل من مرض الدراق الجحوظي، والوهن العضلي الوبيل في العين، ويعيقان وظيفتها وحركتها الطبيعية.
• التصلب المتعدد: تُنتج في هذا المرض أجسام مضادة تهاجم غلاف المايلين المحيط بالأعصاب. وتشيع أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية في المصابين بمرض التصلب المتعدد وخاصةً الرجال.
• الأنيميا الخبيثة: وهي حالة تنتج عادةً عن مرض من أمراض المناعة الذاتية يمنع امتصاص فيتامين ب١٢، وهذا الفيتامين ضروري في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن المرجح أن يصاب الأشخاص المصابون بالأنيميا الخبيثة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، أو الدراق الجحوظي.
• التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتويد): هو التهاب يحدث في المفاصل نتيجة تدمير الأجسام المضادة لأنسجة المفاصل وغضاريفها، ومن الشائع أن توجد في دماء المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أجسام مضادة للغدة الدرقية، وهم أكثر عرضة إلى إصابة الغدة الدرقية بأحد أمراض المناعية الذاتية.
• متلازمة شوجرن: تنتج في مرض المناعة الذاتية هذا أجسام مضادة تدمر الغدد المنتجة للدموع، والغدد المنتجة للعاب، وغيرها من الإفرازات المرطبة. ويصاب المرضى بجفاف العين، وجفاف الفم، وجفاف المهبل، وجفاف الجلد، وجفاف الأنف، وتشيع أكثر أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية مع هذا المرض.
• الذئبة الحمراء (إس إل إي): ينتج الأشخاص المصابون بهذا المرض أجسامًا مضادة تهاجم أنسجة مختلفة في الجسم، ويمكن أن تؤثر الذئبة الحمراء في الجلد، والمفاصل، والقلب، والكُلى، والأوعية الدموية، والرئة، والجهاز العصبي المركزي، والأشخاص المصابون بهذا المرض أمام خطر متزايد للإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، أو الدراق الجحوظي.
• البهاق: تدمر الأجسام المضادة في هذا المرض الصبغة الملونة لخلايا الجلد (الميلانين)، ما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على مناطق في الجلد. وتصاب الغدة الدرقية لدى العديد من مرضى البهاق بأحد أمراض المناعة الذاتية كذلك.
أمراض القلب والأوعية الدموية
القلب حساس للغاية للتغيرات التي تطرأ على مستويات هرمونات الغدة الدرقية؛ حيث تحتوي عضلة القلب على مستقبلات لهرمونات الغدة الدرقية، التي هي ضرورية لنمو القلب وأدائه الوظيفي، وسواء أكان مستوى هرمونات الغدة الدرقية منخفضًا للغاية أم زائدًا للغاية، فسوف يكون له تأثير ضار بصحة قلبك.
كيفيفة تأثير انخفاض نشاط الغدة الدرقية في القلب
يسبب الانخفاض غير الطبيعي في مستوى هرمونات الغدة الدرقية بطئًا في عملية التمثيل الغذائي، وفي جميع وظائف الجسم، وهذا يؤدي أيضًا إلى بطء في معدل ضربات القلب، ويواجه الأشخاص المصابون بانخفاض نشاط الغدة الدرقية غير المعالج خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد يكون ذلك نتيجة أن انخفاض نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب ارتفاع ما يأتي:
• الدهون البروتينية منخفضة الكثافة، والكوليسترول “الضار”.
• الدهون الثلاثية (نوع من الدهون يمكن أن يجعل الدم غليظًا ولزجًا).
• الدهون البروتينية من نوع (إيه). وهي أسوأ أنواع الدهون البروتينية التي تسبب سماكة في جدران الشرايين.
• ضغط الدم.
• الهوموسيستين. وهو نوع من البروتين يتسبب في وجود نتوءات في جدران الشرايين ويزيد من احتمالية تخثر الدم.
• البروتين التفاعلي سي. وهو دلالة على وجود التهاب في الجسم. وكلما زاد الالتهاب في الجسم، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويمكن كذلك أن يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى انخفاض مستوى الدهون البروتينية مرتفعة الكثافة، والكوليسترول “الجيد”.
وهناك اختبارات دم متاحة لتقدير نسب كل من الهوموسيستين، والبروتين التفاعلي سي.
وأظهر البحث أيضًا أن الأشخاص المصابين بانخفاض نشاط الغدة الدرقية تصبح شرايين الرقبة لديهم (الشريان السباتي) أكثر سماكة من شرايين الأشخاص الأصحاء، ويعد ذلك عامل خطورة يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين (تزايد الدهون في الشرايين) وبالتالي حدوث سكتة دماغية، وقد ظهر أن تعويض هرمونات الغدة الدرقية بالأدوية يزيل هذه السماكة. ويمكن أيضًا أن يضعف انخفاض نشاط الغدة الدرقية عضلة القلب بشكل عام، كما يمكن أن يساعد على تراكم السوائل في غشاء التامور، وهو الغشاء الذي يحيط بالقلب، وعندما تتراكم السوائل في هذا الغشاء يطلق على ذلك ارتشاح التامور.
والنساء المصابات بانخفاض نشاط الغدة الدرقية أكثر عرضة للإصابة بتصلب شريان الأورطى بنسبة ٧٠٪ من النساء اللاتي يكون مستوى هرمونات الغدة الدرقية لديهن طبيعيًّا. والشريان الأورطى هو الشريان الرئيسي في الجسم؛ حيث ينقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى بقية أعضاء الجسم. وتواجه النساء المصابات بانخفاض نشاط الغدة الدرقية خطر الإصابة بالأزمات القلبية بمقدار الضعف، ويزيد الخطر أكثر من ذلك في حالة النساء المصابات بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
وقد أظهر البحث أنك إذا كنت تتناول دواء هرمونات الغدة الدرقية، فيجب أن تسعى إلى الوصول بمستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية إلى ٢ مللي وحدة دولية/لتر أو أقل حتى تقلل الكوليسترول والدهون الثلاثية والهوموسيستين والبروتين
التفاعلي سي، وإذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية أعلى من ٢ مللي وحدة دولية/لتر، فربما تحتاج إلى زيادة جرعتك. بالطبع من الممكن أن تكون هناك أسباب عديدة أخرى وراء ارتفاع مستوى الكوليسترول وغيره من المواد في الدم، وانخفاض نشاط الغدة الدرقية هو واحد من هذه الأسباب. ولكن لا تحاول زيادة جرعة دواء الغدة الدرقية من تلقاء نفسك؛ حيث يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبيب.
كيفية تأثير زيادة نشاط الغدة الدرقية في القلب
تنتج عادةً عن زيادة نشاط الغدة الدرقية أعراض من ضمنها سرعة معدل ضربات القلب، وخفقان القلب، وسرعة النبض. يشعر بعض الأشخاص أن معدل النبض يصبح أسرع في أثناء ممارسة التمرينات الرياضية، وأنهم يستغرقون وقتًا طويلًا حتى يعود إلى المعدل الطبيعي بعد أن يتوقفوا عن ممارسة التمرينات. ويمكن أيضًا أن يزيد ضغط الدم الانقباضي، وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم، مع زيادة نشاط الغدة الدرقية.
وفي كبار السن أو الأشخاص المصابين بمرض في القلب، يمكن أن تؤدي زيادة نشاط الغدة الدرقية إلى عدم انتظام ضربات القلب بشكل خطير، وتسمى هذه الحالة الارتجاف الأذيني، ومن المحتمل حدوث هذه الحالة عند الرجال أكثر من النساء، ومن الشائع اكتشاف إصابة مريض كبير السن بزيادة نشاط الغدة الدرقية، بسبب أنه يشكو خفقان القلب وسرعته.
هشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة شائعة للغاية؛ وتحدث حين تفقد العظام كتلتها، وتصبح مسامية وهشة. وذلك يزيد بصورة كبيرة خطر الإصابة بكسور العظام، خاصةً عظام الفخذ والمعصم والفقرات. وتعيد العظام تشكيل نفسها بشكل مستمر، بمعنى أن أنسجة العظام تتحلل وتعيد بناء نفسها بانتظام، غير أن هشاشة العظام تحدث عندما تتحلل أنسجة العظام بصورة أكبر من قدرتها على إعادة بناء نفسها.
زيادة نشاط الغدة الدرقية وهشاشة العظام
يعمل ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية عن المعدل الطبيعي على زيادة معدل تحلل أنسجة العظام، وقد أظهرت دراسة حديثة أن النساء المصابات بارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية المستمر أكثر عرضة للإصابة بكسر في عظام الفخذ بمقدار ثلاثة أضعاف النساء اللاتي لديهن مستوى هرمونات الغدة الدرقية طبيعي، وأنهن عرضة للإصابة بكسر في العمود الفقري بمقدار أربعة أضعاف. وكانت أغلب النساء في هذه الدراسة يحصلن على هرمونات الغدة الدرقية بكمية كبيرة، إلا أن بعضهن كانت تنتج لديهن كميات كبيرة من الهرمونات من تلقاء نفسها. والأمر الجيد هو أنه إذا ما تم التشخيص مبكرًا كان من الممكن علاج هشاشة العظام الناتجة عن زيادة نشاط الغدة الدرقية؛ فعندما يعود مستوى هرمونات الغدة الدرقية إلى المعدلات الطبيعية، ينبغي أن تعود كثافة العظام إلى طبيعتها.
وحين يتعلق الأمر بمخاطر هشاشة العظام، فمن المهم أن نتذكر أن هرمونات الغدة الدرقية سواء التي ينتجها الجسم أو التي تؤخذ في شكل أقراص لا تسبب هشاشة العظام، وإنما سبب المشكلة هو المستوى الزائد لهرمونات الغدة الدرقية. فإذا كان مستوى الهرمونات لديك طبيعيًّا، وتتناول الجرعة الصحيحة من دواء هرمونات الغدة الدرقية، فلن تواجه الخطر المتزايد للإصابة بهشاشة العظام.
ويجب على كل من يتناول أقراص هرمونات الغدة الدرقية أن يجري اختبار وظائف الغدة الدرقية كل ستة أشهر لفحص مستوى الهرمونات لديه. وإذا كان مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية أقل من ٠.١ مللي وحدة دولية/لتر، فإما أنك تتناول الكثير من أدوية الهرمونات، أو أن الغدة لديك زائدة النشاط لسبب آخر، ويجب أن تتحدث إلى الطبيب في هذا الشأن؛ حيث يمكن أن يضعك ذلك أمام خطر الإصابة بهشاشة العظام.
الغدد جار الدرقية
يمكن أن تؤثر أمراض الغدة الدرقية، أو بالأخص إجراء جراحة في الغدة الدرقية، في الغدد جار الدرقية. والغدد جار الدرقية هي أربع غدد صغيرة للغاية تقع خلف الغدة الدرقية، اثنتان منها في الفص الأيمن، واثنتان في الفص الأيسر، ومهمة الغدد جار الدرقية هي الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم في نطاق ضيق؛ ويؤدي الإفراز الزائد لهرمونات الغدد جار الدرقية إلى ارتفاع غير طبيعي في مستوى الكالسيوم في الدم، وتسمى هذه الحالة زيادة نشاط الغدد جار الدرقية، وإذا كانت الغدد جار الدرقية لا تفرز الهرمون بشكل كافٍ، فسوف ينخفض مستوى الكالسيوم في الدم، وهي الحالة المعروفة بانخفاض نشاط الغدد جار الدرقية.
تُكتشف زيادة نشاط الغدد جار الدرقية للمرة الأولى غالبًا بسبب وجود ارتفاع في مستوى الكالسيوم في اختبار الدم العادي، وبحسب مدى شدته يمكن أن تؤدي زيادة نشاط الغدد جار الدرقية إلى الإصابة بهشاشة العظام، واختلال وظائف الكُلى وحصوات الكُلى، واضطراب المعدة والقرح، والعطش الشديد، وزيادة الحاجة إلى التبول. وبالاعتماد على مدى شدة الحالة مرة أخرى، يشتمل علاج زيادة نشاط الغدد جار الدرقية على الاستئصال الجراحي لإحدى الغدد جار الدرقية زائدة النشاط أو أكثر.
ويحدث انخفاض نشاط الغدد جار الدرقية عندما لا تفرز ما يكفي من هرموناتها، ويؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم بشكل غير طبيعي مسببًا ما يعرف باسم نقص الكالسيوم في الدم، ويمكن لنقص الكالسيوم في الدم أن يؤدي إلى أعراض مثل التخدر، والشعور بالوخز، وتشنج العضلات، أو تشنج الأحبال الصوتية.
وإذا استدعت الحالة استئصال الغدة الدرقية جراحيًّا، فسيحاول الجراح دائمًا الحفاظ على الغدد جار الدرقية والإبقاء عليها، وفي بعض الأحيان إذا كانت الجراحة صعبة، أو كان سرطان الغدة الدرقية متشعبًا, فلا يمكن الحفاظ عليها. وفيما يقرب من ٨٪ من المرضى الذين أجروا جراحة استئصال الغدة الدرقية، لا تعمل الغدد جار الدرقية لديهم كما ينبغي بعد الجراحة مباشرة، ويؤدي ذلك إلى تدهور مستوى الكالسيوم في الدم إلى مستويات غير طبيعية، وتظهر الأعراض عادةً في غضون ٢٤ أو ٤٨ ساعة من الجراحة. ويتضمن العلاج تناول الكالسيوم عن طريق الفم، أو بالحقن الوريدي، وأحيانًا يعطى معه أيضًا فيتامين د. وتُعطى جرعات من الكالسيوم أعلى بكثير من الموجودة في المكملات الغذائية التقليدية.
أمراض أخرى مرتبطة بأمراض الغدة الدرقية
الاكتئاب
تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال بمقدار الضعف، وهناك عدة عوامل هرمونية تجعل النساء عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومنها التغيرات الهرمونية في أثناء فترة الحيض والحمل، وفترة ما بعد الولادة، علاوة على سن اليأس. والاكتئاب أيضًا عرض شائع للإصابة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية، فوفقًا لإحصائيات جمعية الغدة الدرقية، فإن ما يقرب من ١٠ إلى ١٥٪ من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم نقص في هرمونات الغدة الدرقية لم يُشخَّص.
وعلاوة على الشعور بالاكتئاب، يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى الشعور بالتعب والخمول، وثقل الأطراف، وانعدام الحافز، وضعف الرغبة في العلاقة الزوجية الحميمية، وللأسف قد تستمر هذه الأعراض لسنوات قبل أن يُكتشف أنها أعراض انخفاض نشاط الغدة الدرقية. وبشكل واضح هناك الكثير من الأسباب المحتملة للاكتئاب، وأمراض الغدة الدرقية هي سبب واحد منها فقط، فإذا كنت تعاني بالفعل هذه الأعراض، فمن الضروري زيارة الطبيب لأن الاكتئاب يمكن معالجته بفاعلية؛ وليس هناك داعٍ لاستمرار المعاناة.
إذا لم تكن مصابًا بأحد أمراض الغدة الدرقية وتعاني الاكتئاب، فيمكن للنقاط التالية أن تساعدك:
• قم بإجراء اختبار وظائف الغدة الدرقية كل ستة أشهر، وتأكد من أن مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية ما بين ٠.٥٠ و ١ مللي وحدة دولية/لتر، فوفقًا للبحث، قد يكون هذا المعدل مطلوبًا لتخفيف الاكتئاب عند بعض الأشخاص بفاعلية.
• جرب المكملات المحتوية على هرمون تي٣، حيث يجد بعض الأشخاص أن الاكتئاب يتحسن حين يتناولون هرمون تي٣ إضافة إلى هرمون تي٤.
• قم بإجراء اختبار للكشف عن الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وقد ينتج عن انخفاض نشاط الغدة الدرقية الذي يحدث نتيجة أحد أمراض المناعة الذاتية حالة سيئة من الاكتئاب، لأن إنتاج الأجسام المضادة يزيد من ضعف الجسم وإنهاكه.
• النظر في استخدام مضادات الاكتئاب الموصوفة طبيًّا، ينبغي أن تجعلك مضادات الاكتئاب تشعر بتحسن أكبر في وقت قصير نسبيًّا.
هرمونات الغدة الدرقية تعالج اكتئاب فصل الشتاء
الاضطرابات النفسية الموسمية هي نوع من الاكتئاب ينتج عن الافتقار إلى أشعة الشمس في أشهر الشتاء، وقد اكتشفت الأبحاث أن تناول هرمونات الغدة الدرقية يحسِّن من أعراض الاضطرابات النفسية الموسمية. وقد خضع اثنا عشر شخصًا يعيشون في القارة القطبية الجنوبية لدراسة مدتها عام، واكتشف الباحثون أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى انخفض مستوى هرمونات الغدة الدرقية عند هؤلاء الأشخاص، إضافة إلى انخفاض الحالة المزاجية وانخفاض الأداء في اختبارات المهارات العقلية، كما انخفضت درجة حرارة أجسامهم. وعلى مدار الأشهر السبعة التالية، تناول نصف الأشخاص الخاضعين للدراسة أقراص هرمون تي٣. وفي نهاية الدراسة، كانت الحالة المزاجية للأشخاص الذين تناولوا هرمون تي٣ أفضل بكثير وأبلوا بلاءً حسنًا في الاختبارات العقلية والتمارين. ويعتقد أن العيش في القارة القطبية الجنوبية يتسبب في أن تخزن العضلات هرمونات الغدة الدرقية حتى تحافظ على الجسم أكثر دفئًا، على حساب المخ. وقد اكتشف بحث آخر تقلبات تحدث في مستويات هرمونات الغدة الدرقية خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة. وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات النفسية الموسمية إلى ضبط مستوى هرمون تي٣ خلال فصل الشتاء.
وخلال فصل الشتاء، يتباطأ إنتاج الجسم لفيتامين د بشكل كبير، وتصبح غالبًا مستويات فيتامين د في الدم منخفضة بصورة غير طبيعية، ومن المعروف حاليًّا أن نقص فيتامين د يمكن أن يسبب الاكتئاب والقلق. وإذا كنت تصاب بالاكتئاب خلال فصل الشتاء، فاطلب من طبيبك عمل فحص لوظائف الغدة الدرقية، وتقدير مستوى فيتامين د في الدم، وتقدر مستويات فيتامين د كفيتامين د ٢٥ – أوه إتش. وينبغي أن يكون ما بين ١٠٠ – ١٥٠ نانومول/لتر (أو ٤٠ – ٦٠ نانو جرام/ملليلتر).
الألم العضلي الليفي
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون أمراض الغدة الدرقية خطرًا كبيرًا للإصابة بألم العضلات الليفي، وقد اكتشف باحثون ألمان يدرسون المرضى المصابين بألم العضلات الليفي في عيادة الروماتيزم، بإحدى الجامعات، أن الكثير من المرضى كانت لديهم مستويات منخفضة بشكل كبير من هرمون تي٣ الذي تنتجه الغدة الدرقية، ويعتقد الكثير من الباحثين أن نسبة عالية من المصابين بألم العضلات الليفي يعانون مرضًا في الغدة الدرقية غير مشخص، وحتى إذا كانت حالة الغدة الدرقية تعالج بشكل مناسب بالهرمونات البديلة، فسوف تحتاج إلى إجراء فحص للكشف عن الأجسام المضادة، فالأجسام المضادة الموجهة ضد أعضاء وأنسجة مختلفة في الجسم تسبب العديد من الالتهابات، الأمر الذي يمكن أن يسبب آلامًا وأوجاعًا في الجسم. والمرضى الذين يعانون أحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية من المرجح أن يصابوا بألم العضلات الليفي. ونظام علاج أمراض المناعة الذاتية الخاص بنا فعال للغاية في تخفيف ألم العضلات الليفي. وإذا كنت تعاني ألم العضلات الليفي، فيجب أيضًا أن تجري اختبار دم لتقدير ما يأتي: هرمون دي إتش إي إيه -إس، وهرمون إستراديول، وهرمون التستوستيرون الحر، وفيتامين د.
متلازمة داون
هذه هي أشهر حالة اختلال للكرموزمات في البشر، وتؤثر في واحد من كل ٨٠٠ مولود، ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة داون درجة معينة من الاختلال العقلي، ويواجهون خطرًا متزايدًا من الإصابة بأمراض عديدة، ويصاب العديد من الأشخاص الذين يعانون متلازمة داون بأحد أمراض المناعة الذاتية في الغدة الدرقية، ويصابون في الأغلب بانخفاض نشاط الغدة الدرقية، وداء الزلاقي (عدم تحمل الجلوتين) شائع للغاية أيضًا في الأشخاص الذين يعانون متلازمة داون.
مرض هودجيكنز / الليمفوما
هذا نوع من سرطان الجهاز الليمفاوي يعالج عادةً بالعلاج الإشعاعي، أو الكيماوي، أو بكليهما معًا. وإذا تعرضت منطقة العنق للإشعاع فسوف تتعرض الغدة الدرقية لبعض منه، لذلك فإن الأشخاص الذين يتلقون علاجًا إشعاعيًّا لمرض هودجيكنز ليمفوما أمامهم خطر متزايد للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وعُقَيْدَات الغدة الدرقية، وزيادة أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية.
أمراض الكلى
الأشخاص الذين يعانون مرضًا مزمنًا في الكلى هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بانخفاض نشاط الغدة الدرقية.
الالتهاب الكبدي الفيروسي سي
لدى ٣٠٪ تقريبًا من مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي سي أجسام مضادة للغدة الدرقية في دمائهم، ويعتقد أن ذلك نتيجة أدوية الإنترفيرون ألفا والإنترلوكين-٢.
سرطان الثدي
يبدو بالفعل أن هناك علاقة بين أمراض الغدة الدرقية وسرطان الثدي، وقد قارنت دراسة نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي بين ١٠٢ امرأة مصابة بسرطان الثدي (قبل أن يبدأن أي علاج) و١٠٠ امرأة سليمة يعشن في المنطقة نفسها، وقد أُجري اختبار دم لجميع السيدات لتقدير الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وهرمون تي٤، وهرمون تي٣، والأجسام المضادة للغدة الدرقية، علاوة على إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية. واكتشفت الدراسة أن النسبة الكلية لأمراض الغدة الدرقية كانت ٤٦٪ في مريضات سرطان الثدي، و١٤٪ في النساء غير المصابات بسرطان الثدي، و٢٧.٤٪ من النساء المصابات بسرطان الثدي يعانين دراقًا غير سمي (غير منتج للهرمونات) مقابل ١١٪ من النساء في مجموعة المقارنة، وكانت نسبة الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ١٣.٧٪ في مريضات سرطان الثدي مقابل ٢٪ من النساء في مجموعة المقارنة، ولم يكن هناك اختلاف كبير في مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية، أو هرمون تي٤ أو هرمون تي٣ الحر في كلتا المجموعتين، ولكن نسبة الأجسام المضادة للغدة الدرقية (خاصة بيروكسديز الغدة الدرقية) كانت أعلى كثيرًا في النساء المصابات بسرطان الثدي.
وأثارت هذه الدراسة العديد من التساؤلات، ولكن يبدو أن هناك علاقة كبيرة بين سرطان الثدي وأمراض الغدة الدرقية، خاصةً أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية.
أهمية اليود في سلامة الثدي
يوجد معظم اليود داخل الجسم في الغدة الدرقية، ولكن وجد بعض منه في الثدي أيضًا، وهناك علاقة موثقة بين نقص اليود ومرض تكيسات الثدي الليفية، والمعروف أيضًا بعُقَيْدَات الثدي، وتحدث تكيسات الثدي الليفية في نحو ٦٠٪ من النساء ما بين عمر ٣٠ و٥٠ سنة، ويعتقد أن ذلك نتيجة تأثير التغيرات الهرمونية لدورة الحيض، وتتفاقم الحالة نتيجة تناول الكافيين. وتواجه النساء المصابات بتكيسات الثدي الليفية خطرًا أكبر للإصابة بسرطان الثدي، وقد أظهرت الدراسات أن الإمداد باليود يعمل على تخفيف الأعراض عند النساء المصابات بتكيسات الثدي الليفية، والأطعمة البحرية والأعشاب البحرية هي المصادر الغنية باليود، وربما يكون تناول السيدات في اليابان بكثرة لهذه الأطعمة بدلًا من الصويا هو أحد العوامل التي توفر لهن حماية ضد سرطان الثدي.