مكوِّنات سيئة وحِمْيات شائعة عابرة
دهون غير مشبعة. عصير ذرة عالي الفركتوز. مواد حافظة. ملِّونات غذائية. منكِّهات. مواد مضافة. MSG (جلوتامات صوديوم أحادي). مستحلبات. محلِّيات اصطناعية. بروتين مُحَلْمَه (hydrolyzed protein). أمونيا. عصير فواكه مركَّز. الصوديوم في الستيرويدات. أنت تعرف أن هذه المكوِّنات لن تُكسبك جائزة امتلاك نظام غذائي نظيف. ولن تفعل كذلك المأكولات والمشروبات المعروفة بأسماء ماركات تجارية حول العالم، مثل هوبر، يوبليت، تشيز-إت، كوك، سينابون، لاكي تشارمز، وغيرها. ولكن، كما هو الحال مع أي شيء آخر، لا بأس في كل هذه المأكولات والمشروبات إن استُهلكت باعتدال. إن الأطعمة الحقيقية لا تأتِ مع لائحة مكوِّنات أو ادعاءات تتعلق بما يمكن أن تفعله من أجلك. والأطعمة الحقيقة لا تعيش حياةً طويلة على الرفوف، ويحدث لها ما يحدث لأي شيء حيٍّ فور قطعه من جذوره أو قتله: سيفسد.
ولكن، ماذا بخصوص أشياء مثل الجلوتين، والصويا، والـ GMO (الكائنات الحية المعدَّلة وراثياً) التي تلقت ضربة قاسية مؤخراً؟ لا شك أن الكثير من الناس يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة وينبغي أن يبتعدوا عن المكوِّنات التي تهيِّج نظامهم الهضمي وإلا فإنهم سيُحدثون اضطراباً في أجسادهم. يمكن للصويا، إن استُهلكت بكميات كبيرة، أن تعرقل النظام الهرموني، فلتسهلكْها باعتدال (وفي الحقيقة، إن الصويا المخمَّرة المستخدمة بكثرة في المطبخ الآسيوي ليست مشابهةً لبروتين الصويا غير المخمرَّ الموجود في كل مكان في المخزون الغذائي الغربي). ولكن، إذا كنت تأكل مأكولات حقيقية بشكل أساسي، فلست بحاجة للقلق كثيراً بشأن هذه المكونات المحرَّمة، أو أية مكونات أخرى في هذا الخصوص. لن تستهلكها بالكميات التي يمكن أن تسبب أذيةً. وتذكَّر أيضاً أن المنتجات التي يُكتَب عليها بأنها “خالية من الجلوتين” ليست أطعمة حقيقية.
أما بالنسبة للكائنات الحية المعدَّلة وراثياً GMO، اطمئن، فهي لن تقتلك أيضاً. لن تسبب الذرة المعدَّلة وراثياً السرطان، لكن التوتر الذي تعاني منه بسبب قلقك من ذلك هو الذي سيرفع خطر إصابتك بالسرطان. (معلومة صغيرة: نحن ندين بالكثير من الهيستيريا حول الكائنات الحية المعدلة وراثياً إلى الناشط البيئي البريطاني مارك ليناس، الذي كان في قلب حركة مناهضة الـ GMO. لكن السيد ليناس غيَّر رأيه كلياً في كانون الثاني 2013 وهو الآن مؤيد قوي للكائنات الحية المعدَّلة وراثياً. لماذا؟ بحسب كلماته: “في الواقع، الجواب بسيط إلى حد كبير: لقد اكتشفتُ العلم، وفي السياق آمل أنني أصبحت مدافعاً أفضل عن البيئة”. أوافق على ذلك تماماً).
بمناسبة الحديث عن العلم، كن حذراً من الأنظمة الغذائية التي تعِدُك بشفائك من كل شيء أو تجعلك تأخذ مكمِّلات غذائية مزيلة للسموم أو تخضع لتنظيف للكبد. إن الغالبية الساحقة من هذه الحميات الغذائية غير مدعومة بأي بيانات علمية ولا يحرِّكها إلا دافع الربح. يستخدم مروِّجوها الكثير من العلم المزيف ونظريات المؤامرة من أجل بيع منتجاتهم وتحقيق مآربهم. أما إذا أرشدَتْك الحميات إلى مأكولات ذات نوعية أفضل وعلَّمتك مبادئ التغذية والسيطرة على الحصص، فإنها قد تكون مساعدة إلى حد ما. ولكن، هناك كثير من الصخب في عالم الحميات الغذائية في محاولة للتشويش على المنطق السليم والحدس الداخلي. أنا أثق بأنك تعرف الفرق بين التفاحة وكعكة التفاح، والفرق العظيم بين ساندويتش بيرغر صويا خالٍ من الجلوتين مع جبن أميركي معالَج وبين ساندوتش لحم بقر طازج مع فطر بورتوبيلو (نوع من الفطر الداكن).
مزيلات السموم
إن جسدك منظَّم على نحو بديع للتخلُّص من السموم بشكل طبيعي بفضل كليتيك وكبدك وغددك العَرَقية ورئتيك ونظامك الهضمي. لست بحاجة للقيام بإجراءات صارمة، وأحياناً خطرة، لتخليص جسدك من السموم، وتتضمن هذه الإجراءت استخدام المكمِّلات الغذائية ومركبات إزالة السموم التي تُسوَّق من أجل تنظيفك كلياً. كل هذا الكلام هراء فارغ. والكثير من هذه الأساليب لا تملك أي دراسات، أو بضع دراسات في أحسن الأحوال، تدعم ادعاءاتها المبالغ في وعودها، والتي تشمل تقليل أو إزالة السموم، وتنظيف القولون، وتنقية الدم، وتحفيز فقدان الوزن، والتخلص من الدهون، ومعالجة الأمراض. وبعضها مخيف تماماً، إن لم نذكر خطورته على الجسم. إذاً، حتى قبل التفكير في الشروع بواحدة من هذه الأساليب، ابحث بإصرار عن دراسات عشوائية تُبيِّن أن هذه الأشياء ستؤدي إلى نتيجة ذات معنى. وفي غضون ذلك، لا تختبرها على نفسك قبل أن تجد برهاناً حقيقياً ومقبولاً على نطاق واسع من قبل المجتمع الطبي.
صحيح أننا نعيش حقاً في عالم ملَّوث الآن، لكننا بحاجة للحذر حيال قبول تصريحات متسرعة ومبالغ بها حول العلاقة بين السميات وبعض الآثار المحتملة. لابد لي من أن أبيِّن هنا بأن واحداً من المجتمعات الأطوال عمراً على الأرض -حيث يحوي عدداً مثيراً للاهتمام من الناس الذين يتخطون المائة عام- موجود بأمان في مدينة لوما ليندا خلف لوس أنجلوس الملوثة. سوف تتراكم السميات في جسدك بمرور الزمن، هذا أمر حتمي مثل التجاعيد التي ستظهر على وجهك والشيب الذي سيغزو شعرك. ولكن، ليست هناك طريقة آمنة للتخلص منها سوى الاعتماد على أنظمك جسدك الداخلية الطبيعية، المؤهلة جيداً للتعامل مع هذه المهمة.
وليس هناك شيء اسمه “داعم للمناعة”. إن الطريقة الأمثل لتعزيز نظامك المناعي تكمن في الأكل الجيد والنشاط. والسوبر مأكولات ليست موجودة أيضاً. صحيح أن هناك مأكولات تحوي مواد مغذية أكثر من غيرها، لكن وصف أي طعام بأنه “سوبر” أمر مبالغ به ومضلِّل. لا تنخدع بأي شخص يبيعك مادة ما تزوِّد جسدك بالأوكسجين. رئتان تفعلان ذلك. انتبه من كلمة “تنظيف” أيضاً. إن جسدك يملك آليات داخلية طبيعية للقيام بهذا الأمر. أما الأشياء الوحيدة التي ينبغي علينا تنظيفها فهي الجلد والشعر والأسنان، وربما مرآبنا أيضاً.
سلوكيات مجازفة ورياضات خطرة
من الأفضل لنا الابتعاد عن الجروح والإصابات الجسدية قدر الإمكان، ليس لنا وحسب، وإنما لكل أفراد العائلة أيضاً. تسبب الأذيات الجسدية ضرراً قد يستمر لمدة طويلة، إن لم يكن إلى نهاية العمر. ولهذا من المفيد أن تسأل نفسك متى وأين يمكن أن تكون راغباً بالقيام بأفعال مجازفة قد تسفر عن عواقب مغيِّرة للحياة.
هل سبق لك أن مارست أو هل تمارس حالياً رياضة احتكاكية مثل كرة القدم، أو كرة القدم الأميركية، أو الهوكي على الجليد، أو الرغبي، أو اللاكروس، أو البولو المائي، أو المصارعة، أو الملاكمة، أو كرة السلة؟ إن الرياضات الاحتكاكية لا تضعك فقط تحت خطر التعرُّض لإصابات قصيرة الأمد كالجروح، والكدمات، والكسور، وشد العضلات والأوتار والأربطة؛ فالإصابات المتكررة، وبخاصة الأذيات التي تصيب الرأس، حتى لو لم تسبب ارتجاجاً دماغياً، ستخلِّف أثراً طويلاً ناجماً عن ردود الفعل الالتهابية التي تحدث في الدماغ والجسد. وهذا يفسر معاناة الكثير من لاعبـي كرة القدم الأميركية مبكراً من مرض القلب والجلطة الدماغية في حين أن الراهبات تفزن بمنافسة طول العمر. وقد يسلِّط هذا الأمر الضوء على العدد الصادم لعمليات الانتحار بين أولئك الذين أُصيبوا بضربات متكررة على الرأس في الرياضات الاحتكاكية، مع أنهم لم يكونوا يَبدون بأنهم معرَّضين لخطر قتل أنفسهم.
وبصورة مشابهة، أي سلوك مجازف يمكن أن يقصِّر حياتك ويؤثر على نوعيتها. وهذا يتضمن السلوكيات الواضحة مثل التدخين وشرب الخمور والسواقة، ويتضمن أيضاً محاولة القيام بحركة “triple diamond” في التزلج على الثلج عندما تكون مبتدئاً، أو خوض سباق ماراتون دون تدريب. أعتقد أنك تعرف ما أعنيه. أن تتحدى نفسك بين الحين والآخر وتقوم بفعل يقع خارج نطاق منطقة راحتك الطبيعية شيءٌ، وأن تبحث عن الإثارة بصورة مستمرة وتنخرط في تصرفات ذات مخاطر واضحة ومعروفة شيء آخر تماماً. ولهذا السبب تسألك شركات التأمين إن كنت تمارس الغطس تحت الماء أو تقود طيارة صغيرة.
فاحصات الأشعة السينية في المطارات
هل نعلم حقاً ما تفعله هذه الأجهزة فينا؟ أين هي الدراسات العلمية الطويلة والقديمة التي تُثبت أنها عديمة الضرر حقاً؟ في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كان مفصِّلو الأحذية يستخدمون جهاز تصوير بالأشعة السينية يُدعى فلوروسكوب من أجل تصوير أقدام الناس. خمِّنْ ماذا حدث: أولئك الذين تعرَّضوا لإشعاعات زائدة أُصيبوا في نهاية المطاف بسرطان في أقدامهم.
إذاً، إلى أن يتمكَّن العلم من إثبات سلامة تقنية الاستطارة الخلفية backscatters، سأطلب المسَّاج اليدوي -التربيت باليدين- عند اجتيازي قسم سلامة النقل في المطارات. ويجب عليك فعل ذلك أيضاً. ودعونا نطالب بتطوير تقنية أفضل لا تستلزم اختراق أجسادنا بالأشعة (قد نرى هذه الماسحات الضوئية تختفي من مطاراتنا بسبب كل الجدل الذي ولَّدته، ولكن احذرْ من تقنيات مشابهة تظهر بدون تاريخ سلامة موثَّق).
الحروق الشمسية
يزن جلدك ضعف وزن دماغك تقريباً. إنه عضو ضخم يلعب دور حاجز واق لحماية أعضائك الداخلية. ولكن، كلما كان لونك أفتح، كلما ازداد خطر تعرُّضك للحروق الشمسية المتقرِّحة. ورغم أن أعراض الحروق الشمسية تكون في العادة مؤقتة، إلا أن الضرر الذي يقع على الجلد غالباً ما يكون دائماً وقد يسبِّب آثاراً صحية جدية على المدى البعيد، بما في ذلك هرم البشرة المبكر وسرطان الجلد. ورغم أنك تبدِّل خلايا جلدك الخارجية كل سبعة وعشرين يوماً تقريباً، إلا أن الأذى المخفي عميقاً في الداخل يمكن أن يظهر بعد سنوات لاحقة. كما أن تجربة التعرُّض لحرق شمي تشكِّل درساً في الالتهاب، الذي يمكن أن يستمر تأثيره على الجسد مدةً طويلة بعد زوال الحرق. لست بحاجة لحرق جلدك بالشمس من أجل امتصاص ما يكفي من الأشعة لتكوين الفيتامين D، لكنك بحاجة فعلاً لحماية جلدك من التأثيرات المضرة للأشعة فوق البنفسجية. لا تنسَ تلك المناطق المكشوفة مثل أعلى أذنيك، ومؤخرة رقبتك، وفروة رأسك (ضع قبعة في هذه الحالة).
الأَرَق
الليالي السيئة تؤدي إلى نهارات سيئة. كلنا نعلم ما يفعله بنا نقص النوم. إنه يجعلنا مزاجيين، ومشوَّشين ذهنياً، وغير منتجين، وغير مبدعين، ومُتعبين على نحو لا يُحتمَل، وغير متناسقين حركياً بصورة غريبة (يؤكد البعض بأن النقص الشديد في النوم يعادل الثمالة بالنسبة لما يفعله بمهاراتنا الحركية). ولكن، ليست هذه إلا أعراضاً واضحة قد تلاحظها بنفسك. أما الأعراض التي لن تلاحظها بالضرورة فهي تجري من وجهة نظر كميائية حيوية. يكفي القول إن الحرمان من النوم أشبه بشيء شرير بالنسبة للعافية، في حين أن نقيضه -أي النوم المريح- أشبه ببطلٍ غير مُمجَّد في عالمنا. من بين آثاره المثبتة، يمكن للنوم أن يؤثر على كمية أكلنا، ووزننا، وقدرتنا على محاربة الالتهابات والعدوى، ودرجة إبداعنا وبصيرتنا، وقدرة ذاكرتنا، ودرجة تعلُّمنا للأشياء الجديدة، وسهولة تكيُّفنا مع التوتر، وسرعة معالجتنا للمعلومات. يكون الدماغ أكثر نشاطاً في الليل منه في النهار. فإذا فقدت ساعة ونصف فقط من حاجة جسدك في الليلة الواحدة، فإن يقظتك النهارية ستنخفض بمقدار الثلث. نحن نستطيع تحمُّل البقاء بدون طعام لمدة أطول من قدرتنا على التحمُّل بدون نوم. والآثار الجانبية لعادات نومنا السيئة كثيرة: ارتفاع ضغط الدم، الاضطراب، نقص الذاكرة، عدم القدرة على اكتساب معرفة جديدة، زيادة الوزن، أمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب. وعندما نفكر في التشابه بين وباء البدانة الذي نعاني منه ونقص نومنا الجماعي، لابد أن نتساءل: هل يمكن أن يكون النوم هو الحمية المثالية؟
خمسة وستون بالمائة من الأميركيين زائدو الوزن أو بدناء، نسبةٌ تكتسب أهمية خاصة عندما نعلم أن ما يقرب من 63 بالمائة من البالغين الأميركيين لا يحصلون على مدة النوم التي يُنصَح بها، أي ثماني ساعات في كل ليلة. ينام البالغ العادي 6.9 ساعة في أيام العمل و7.5 ساعة في عطلة نهاية الأسبوع، أي بمعدل 7 ساعات يومياً. كم ساعة تنام في اليوم؟ هل ترى أقل من 1,460 حلماً في العام، العدد الوسطي للشخص الذي ينام جيداً؟
يُعتبَر الحرمان من النوم وسام شرف بالنسبة للكثير من الناس في العصر الحديث. ولهذا السبب، من أوائل الأسئلة التي أطرحها على المرضى الخائفين من تشخيص قاتل هو السؤال البسيط التالي: كيف نومك؟
ليس مستغرباً أن تتسبَّب قلة نومنا بحدوث فورة في صناعة مساعدات النوم. ما لا يقل عن 20 بالمائة من البالغين الكبار الأميركيين يستخدمون نوعاً ما من مساعدات النوم، ويشمل ذلك أدوية موصوفة أو غير موصوفة. والكثيرون منهم يستخدمون هذه المساعدات كل ليلة للشعور بالنعاس. هل إن تناول شيء ما لمساعدتنا على النوم أمر مقبول؟ أو لنطرح سؤالاً أفضل: هل هذا ما أصبحنا نحتاجه في المجتمعات المعاصرة لأننا لا نستطيع الاعتماد على آليات نومنا الداخلية؟ (والنوم، بالمناسبة، عملية طبيعية جداً مثل أي شيء آخر يقوم به جسدنا بشكل تلقائي من أجل البقاء.)
إن الغالبية الساحقة من الناس الذين يعانون من الأرق أو عدم القدرة على النوم في الليل يمكن أن يجدوا النوم الحالم التلقائي مجدداً -بدون مساعِدات- إذا استطاعوا تحديد المذنب واكتسبوا بضع عادات تساعدهم على النوم بشكل طبيعي مائة بالمائة. يعني ذلك الحذر من مكوِّنات مثل الكافيين الذي يصارع النوم إن استُهلك في وقت متأخر من اليوم، والقدرة على التعامل مع أفكار مقلقة مزمنة، والالتزام بصرامة بالخلود للنوم في نفس الوقت كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح. وتوفير الجو المثالي للنوم أمر هام أيضاً (على سبيل المثال، عدم وضع أجهزة إلكترونية محرِّضة في غرفة النوم -تُصدر الكثير من هذه الأجهزة ما يُسمى موجة ضوء أزرق تثير اليقظة في دماغك). جدْ طريقة لاستخدام مساعِدات النوم باقتصاد وادِّخارها للظروف غير الاعتيادية مثل السفر عبر المناطق الزمنية. ويُفضَّل أن تلقي نظرة إلى وضع النوم الأمثل بالنسبة لك. هل تنام بصورة أفضل في سرير منفصل عن سرير زوجك؟ هل ما زلت تحاول النوم في سرير واحد مع شريك أرق (ويشخر أيضاً)؟ بحلول سن الستين، سيشخر 60 بالمائة من الرجال و40 بالمائة من النساء خلال النوم. ما الذي يقطع نومك؟ إن عدد الأزواج الذين يختارون النوم في أسرَّة منفصلة أو حتى غرف منفصلة ليس مستغرباً أبداً (يصل إلى 30 بالمائة). إذا استطعت الحصول على نوم رائع بشكل منتظم، فإن كل شيء في حياتك سيصبح أفضل، بما في ذلك علاقاتك. وإذا لم تكن تنام جيداً، فلربما هناك سبب لذلك. اعرف ما هو وعُدْ للنوم الهانئ من جديد. إنك بحاجة إليه.
الكعوب العالية المدببة ومصادر خفية أخرى للالتهاب
الالتهاب رد فعل بيولوجي طبيعي على محفِّزات ضارة، لكنه يكون مفرطاً أحياناً. وغايته النهائية هي البدء بالشفاء، ولكن، عندما يصبح الالتهاب مزمناً نتيجة مرضٍ ما أو توترٍ طويل الأمد، فإنه قد يكون مدمراً. ولهذا السبب يُربَط الالتهاب ببعض أشد أمراضنا الانحلالية إثارةً للقلق، مثل مرض القلب، والزهايمر، والسرطان، وأمراض المناعة الذاتية، والسكري وتسارع الهرم.
عندما تمشي حافي القدمين أو ترتدي حذاءً غير مريح، فإنك تسبِّب التهاباً غير ضروري في قدميك يمكن أن يترك أثراً على نظامك بأكمله. فإذا كانت الغاية هي تقليل التهابك الإجمالي وتخفيف الحمل عن مفاصلك وأسفل ظهرك من أجل إنقاص الإلتهاب إلى درجة أكبر، فإنني لا أعرف طريقة أسهل وأفضل للوصول إلى هذه النتيجة من ارتداء حذاء مساعد ومريح بشكل يومي.
وتتضمن الطرق الأخرى لتقليل مصادر الالتهاب الخفية الحفاظ على وزن صحي، والحفاظ على برنامج عمل منتظم، وأخذ لقاح سنوي ضد الإنفلونـزا، والتفكير في تناول الأسبرين والستاتينات، وامتلاك نظرة إيجابية للحياة، وإدارة أي حالة صحية مستمرة بعناية ومسؤولية. إذا كنت تلاحظ أي إشارات واضحة تدل على وجود التهاب مزمن في مكان ما، سواء أكان ارتجاعاً حمضياً أو ألم في الظهر، فاكتب ملاحظة بهذه الحالة وافعل ما يمكنك فعله لحلِّها.
العصير
لا تفكِّر لثانية واحدة بأن جاك لالان كان يدين في طول عمره (عاش شاباً حتى السادسة والتسعين) لعصَّارته البطلة. لربما كان باستطاعته العيش حتى المائة عام لو تجنَّب سحق الفاكهة والخضروات في خلاط قوي ومن ثم شرب المسحوق. هل يريد الجسم حقاً استهلاك عشر جزرات مرة احدة؟ أو نصف كيلوغرام من الفجل؟ لكن السؤال الأهم الذي ينبغي طرحه هو التالي: هل المواد المغذية الأصلية في الفواكه والخضروات هي نفسها تلك أصبحت الآن موجودة في كأس طويل من العصير؟ لا أعتقد ذلك.
الأوكسجين مؤكسِد قوي يغيِّر الخواص الكيميائية للجزيئات في لحظة واحدة عبر سرقة الإلكترونات. تُرى ماذا يحدث حالما نعرِّض الجزء الداخلي لثمرة فاكهة أو خضروات للهواء الغني بالأوكسجين؟ يتأكسد على الفور، في جزء من الثانية، وخاصةً إذا عرَّضنا الفاكهة أو الخضروات لقوة الخلاط المدمرة. نحن بذلك ندمر التركيبة كلها ومعها المواد المغذية. ثمة سبب لبيع شركة تروبيكانا معظم عصائرها في علب غير شفافة ومجمَّدة لا يخترقها الضوء والهواء. إنهم يعملون في هذا المجال منذ زمن طويل، ولهذا فهم يعلمون كيف يحفظون المواد المغذية في منتجاتهم لأطول مدة ممكنة.
لقد شددت على أهمية أكل المأكولات الحقيقية الكاملة. والعصير المأخوذ من عصّارة ليس طعاماً كاملاً، بل معالَجاً، بسبب إزالة الألياف ومعها المواد المغذية النباتية. عندما يقول بعض الناس بأن العصير حفَظَ صحتهم أو حَوَّل أجسادهم بطريقة ما، فإنهم يقولون في الواقع إنه أبعدهم عن أكل الطعام السيئ.
رغم أن بائعي العصائر المتجولون يحبون الإشارة إلى كل الدراسات التي تتحدث عن منافع استهلاك المزيد من الفواكه والخضروات الطازجة، إلا أنهم يمتنعون عن ذكر أن هذه الدراسات لا علاقة لها بالعصائر. لقد أُجريت هذه الدراسات على ثمار كاملة. وهذا يشبه المقارنة بين التفاح والبرتقال (عذراً للتورية). بكلمات أخرى، لابد أنك تعرف الآن ما ينبغي عليك فعله: ارمِ العصّارة وكُلْ ثماراً كاملة.
أكلُ أكثر من ثلاث حصص من اللحوم الحمراء و/أو المعالَجة في الأسبوع
ثمة إيجابيات وسلبيات لكون المرء محباً للحوم. إن استهلاك اللحم الأحمر باعتدال ليس سيئاً بالضرورة، لكن الدراسات تبيِّن أن أكل أكثر من ثلاث حصص في الأسبوع يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بأمراض معينة وحالات مزمنة. وهنالك أيضاً بيانات كافية تشير إلى أن اللحوم المعالَجة، مثل شرائح اللحم المطبوخة والجاهزة، والسلامي، والهوت دوغ، والسجق، يمكن تترك آثاراً سلبية على الصحة. هناك تفسير محتمل لذلك، وهو أن هذه اللحوم المعالَجة قد تحوي تركيزات عالية من الملح أو المواد الكيماوية التي يمكن أن تكون ضارة. لذا، كُنْ معتدلاً في استهلاكك لها.
الفيتامينات والمكمِّلات
إذا نظرت إلى كل دراسات الفيتامينات التي أُجريت على مجموعات مكونة من أكثر من ألف شخص خلال العقود القليلة الماضية، ستجد أن الكثير منها أظهرت أن تناول الفيتامينات مرتبط بازدياد خطر الإصابة بأمراض معينة مثل السرطان وبأنه لا يقدِّم فائدة كبيرة للصحة. كان بعض هذه النتائج مؤثراً إحصائياً، لكن بعضها الآخر لم يكن كذلك. إن التفاعلات التي تجري بين المكملات والجسد بالغة التعقيد، ولكن ثمة تفسير بسيط وهو أن الجسد يحب خلق جذور حرة من أجل مهاجمة الخلايا “السيئة”، بما فيها الخلايا السرطانية. فإذا منعت هذه الآلية عبر تناول كميات كبيرة من الفيتامينات، وخصوصاً تلك التي تُروَّج على أنها مضادات أكسدة، فإنك تعيق بذلك قدرة الجسد الطبيعية على التحكم بنفسه. إنك تعيق عملية فيزيولوجية. إنك تعرقك نظاماً لا نفهمه تماماً بعد.
بكلمات بسيطة، لا يمكننا أن نتوقَّع من قرص فيتامين أو منتج غذائي معلَّب أن يلبـي احتياجاتنا الغذائية بالطريقة ذاتها التي يستطيع فعلها الطعام الحقيقي. إنني لا أكترث لما تقوله الملصقات. اخترْ الأطعمة التي تأتي بدون ملصقات مكوِّنات! وتوقَّف عن استهلاك الفيتامينات.
غياب وقت الاسترخاء
كل شخص كان يحرق وقود منتصف الليل في العمل أو لم يأخذ عطلة مريحة خلال وقت طويل يعرف بأن نقطة الكسر آتية. وهذا يحدث عندما لا تعود قادراً على العمل وتجهد كي تكون منتجاً لأنك ببساطة منهك جداً وتحتاج لفترة استراحة. الكثيرون منا يحاولون علاج إرهاقهم بإجازات قليلة بدلاً من تنظيم فترات الاستراحة بشكل متقطع على مدار أسابيع العام. إن وقت الاستراحة لا يعني فقط إبعاد نفسك عن واجبات العمل والمهام المنـزلية الرتيبة، وإنما أيضاً الاسترخاء حقاً في جو هادئ يتيح لذهنك التوقف عن إنجاز عدة مهام في آن واحد. وهذا سيساعدك في نهاية المطاف على أن تكون أكثر إبداعاً وإنتاجاً عند عودتك إلى العمل مجدداً.
كن حريصاً عند استخدام تقنيات كتلك الموجودة في هواتفنا وحواسيبنا، بما فيها تلك الأدوات المريحة التي تُمسَك باليد. هذه الأدوات تجعل حتى أصغر نوافذ الزمن مسلِّية وذات إمكانية إبداعية، لكن الاستخدام المتواصل لها يمكن أن ينتج أثراً جانبياً غير متوقع: عندما نُبقي أذهاننا مشغولة بالبيانات الرقمية الآتية فقد نخسر بذلك وقت الاسترخاء الذي يسمح لنا بتعلُّم وتذكُّر المعلومات بشكل أفضل، أو ابتكار أفكار جديدة. انظرْ إن كان بوسعك تحديد وقت للاسترخاء مرة أو مرتين على الأقل في الأسبوع. لا حاجة لأن تكون المدة طويلة. جرِّب في البداية عشرين دقيقة فقط تتجنب خلالها وسائل الإعلام والتكنولوجيا بشكل كلي وتفعل شيئاً آخر ممتعاً مثل قراءة كتاب أو الخروج في نـزهة مشي سريع (بدون هاتفك الخلوي). ضع فترات استرخاء منتظمة ضمن جدول أعمالك. سيعشق ذهنك وجسدك ذلك.
التدخين
تملك رئتاك الكثير من العمل لتقومان به ولا تحتاجان لالتهاب وتهييج إضافييْن من التبغ. أنت تُدخل 2,000 جالون من الهواء في اليوم إلى عضو تعادل مساحته مساحة ملعب تنس. ويوجد في الهواء ما يكفي لفلترته مسبقاً دون الاضطرار لإضافة المواد السامة الموجودة في التبغ.
إلى جانب زيادة الوزن يُعتبر التدخين واحداً من أبرز عوامل الخطر في جميع الأمراض المزمنة تقريباً. إنه يزيد بدرجة كبيرة خطر إصابتك بجميع أنواع الأمراض ويؤثر سلباً على نوعية حياتك. وأي شخص يُقلع عن عادة التدخين يكسب فوائد هائلة فيما يتعلق بالصحة وطول العمر. فعلى الرغم من الضرر الدائم الذي يمكن أن يسببه التدخين، إلا أن الرئتين قادرتين على إعادة تجديد نفسيهما حال توقفك. ولا يفوت الأوان أبداً بالنسبة للإقلاع عن التدخين.
رغم أن تدخين الممنوعات قد يكون قانونياً في بعض الأماكن، إلا أن السماح بشرائها وتدخينها لا يجعلها جيدة لصحتك. نحن نعلم أن استخدام الأعشاب الممنوعة يمكن أن يعيق نظامك المناعي ويزيد خطر الإصابة بالأمراض التنفسية، والسرطانات، والاضطرابات الذهنية مثل الاكتئاب ونقص الذاكرة.
تخزين بياناتك الطبية بسرية
إن الحفاظ على بياناتك الطبية سريةً سيضرك أكثر مما سينفعك. لست بحاجة لإخبار الجميع باسمك ووزنك ومستوى كولسترولك والمشاكل الصحية التي تعاني منها، ولكن إذا أُتيحت لك فرصة مشاركة بياناتك مع العلم (والعالم ككل) دون الإفصاح عن هويتك، فافعلْ. سيساعدنا ذلك على بناء نوع من قاعدة بيانات نحتاجها لابتكار تقنيات وعلاجات أفضل من أجل إنقاذك، أجل، وإنقاذ عائلتك. وهذا لا يتعلق بالخصوصية، وإنما بإتاحة البيانات التي نحتاجها لإيجاد فرص جديدة للناس كي يعيشوا مدةً أطول.
إذن شاركْ وتشاركْ على حد سواء. وإذا عرضَتْ شركتك برنامجاً صحياً تفاعلياً مشتركاً، فاشترك فيه!