إنقاص الوزن هدف رئيسي؛ لأن الوزن الزائد مشكلة صحية أساسية قد تمنحك تذكرة ذهاب بلا عودة إلى غرفة الطوارئ. ولكن الآن، وحيث إنك تتبع خطة لتناول الطعام لبضعة أسابيع، فلا ينبغي فقط أن تنقص وزنك، ولكن من المرجح أنك تستشعر بعض الفوائد الصحية العظيمة الأخرى التي يمكنك الحصول عليها عندما تتناول الطعام بشكل صحيح، وتمارس التمارين الرياضية، وتنقص المزيد من الأرطال.
حينما تبدأ الفوائد الصحية المذهلة الناتجة في السريان بجسدك، من المرجح أن تبدأ في الشعور بأنك أصغر سنًّا، وأقوى، وأكثر جاذبية مما كنت عليه طوال سنوات. إحدى أفضل مكافآت إنقاص الوزن هي أنك تشعر بأنك صرت أفضل بطرق مختلفة عديدة.
حينما يزداد وزنك بالكثير من الأرطال، فإن جسدك يعاني بأشكال عديدة. ولكن حينما تتخلص من وزنك الزائد، فإن جسدك يستجيب سريعًا وبشكل هائل. بالتالي، تتلاشى عوامل الخطر، وتصبح المشاكل الصحية أقل خطورة، وتستعيد الأعضاء المتوترة حيويتها، ويبدأ جسدك في العمل على نحو أفضل وأفضل.
حينما تبدأ في إنقاص وزنك، ستشعر بأنك أفضل. وستلاحظ أن ملابسك أصبحت أكثر مناسبة لك، وانخفاض الشحوم عند منطقة خصرك، وستبتسم أكثر عندما تنظر إلى نفسك في المرآة. ستتمتع بقدر أكبر من الطاقة كي تلعب مع أطفالك أو أحفادك، وسيقل شعورك بالإنهاك والتعب في نهاية اليوم.
وحينما يبدأ الناس في ملاحظة أنك أصبحت أفضل؟ حسنا، لا يسعني إخبارك مدى عظمة ذلك الشعور.
ومثلما يجعلك إنقاص الوزن تشعر بأنك أكثر خفة وحرية، فإن جسدك بدون كل تلك الدهون الزائدة يستعيد قدرته على أداء وظائفه بالطرق التي تم تصميمه ليؤدي بها.
دعني أقدم لك مثالًا. إن وظيفة رئتيك هي، ببساطة للغاية، استنشاق الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون. ويحدث هذا تلقائيا ودون جلبة لمئات المرات كل ساعة وآلاف المرات في اليوم. ولكن إذا كنت تعاني دهونًا زائدة، خاصة حول القفص الصدري، والبطن، والرقبة، والصدر، فإن مسارات الهواء والرئتين لديك لم تعد بها مساحات كافية للهواء؛ فالدهون تمنع الحجاب الحاجز من الهبوط بشكل كامل، وتمنع الرئتين من الامتلاء بالقدر الكافي من الهواء. ويضطر هذا رئتيك، والعضلات الرئوية الموجودة حولهما، للعمل أكثر للحصول على القدر الكافي من الأكسجين.
ما يضيف إلى هذا العبء الأكبر حقيقة أن كل خلية دهنية في جسدك تستخدم الأكسجين. وكما تعرف تكون الخلايا الدهنية نشيطة في عملية الأيض، بالتالي فإن جزءًا من الأكسجين الذي تحصل عليه رئتاك يذهب إلى خلاياك الدهنية.
عندما تنقص من وزنك والدهون المتراكمة فيه، سيقل الجهد الذي تبذله رئتاك ليس فقط بسبب وجود مساحة أكبر يمكن لصدرك التوسع بها، ولكن بسبب عدم وجود خلايا دهنية كثيرة والتي تتطلب الكثير من الأكسجين. ومع انخفاض الوزن، تنخفض أيضا مخاطر واحتمالية الإصابة بأمراض رئوية مزمنة مثل ضيق التنفس، والربو، والانسداد الرئوي المزمن، وتوقف التنفس في أثناء النوم. بدون كل هذه الدهون الزائدة، يصبح لدى رئتيك المزيد من الحرية لتؤديا العمل الذي خلقا من أجله.
تحدث استجابات مماثلة في جسدك بالكامل عندما ينخفض وزنك. وإليك بعض الطرق الأخرى التي يستفيد بها جسدك من خلال اتباع هذه الحمية الغذائية:
جسدك يحتاج للنهوض والحركة
عندما تبدأ في إنقاص الأرطال، ستشكرك مفاصلك لأنك ستحمي نفسك من التهاب المفاصل.
إن وجود دهون زائدة لا يزيد فقط من مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل، ولكنه قد يزيد الوضع سوءًا أيضًا. ففي الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، هناك20 % مصابون بالتهاب المفاصل. ولكن هذا الرقم يصل إلى 33 % بالنسبة لمن يعانون السمنة.
مرضى هشاشة العظام – والتي تعد أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا – يشعرون بآلام شديدة عند ضمور غضروف في المفاصل. ويحدث الضمور بالغضروف لبضعة أسباب، وبعضها (العمر والعوامل الوراثية) لا يمكنك السيطرة عليها. ولكنه أيضا يحدث بسبب الضغط الواقع على المفاصل. فكلما زاد وزنك، زاد الضغط على المفاصل، ويصبح من المرجح أكثر ضمور الغضروف.
ومفاصل الركبة والورك أكثر المفاصل المعرضة للإصابة لأنها تتحمل الكثير من الوزن عند الحركة. فالركبة، على سبيل المثال، تدعم أربعة أرطال من الوزن والضغط لكل رطل من وزن جسمك. بالتالي، إذا كان وزنك يزيد على الوزن الطبيعي بمقدار 50 رطلًا، فهذا يعني زيادة عزم ركبتيك بمقدار 200 رطل مع كل خطوة تخطوها.
ولكن حتى المفاصل التي لا تدعم كميات كبيرة من الوزن تتأثر بدهون الجسم. والسبب في هذا أنها تزيد الالتهاب. إن زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات العضوية، والتي يمكن أن تتسبب في ضرر كبير في الجسم كله. وتعد المفاصل من أكثر المواضع عرضة للالتهاب، الأمر الذي يسهم في خطر الإصابة بالتهاب المفاصل. عندما تخسر الوزن وتقلل الالتهاب العضوي، فإنك تحمي نفسك من التهاب المفاصل في اليدين، والمعصمين، وغيرها من المفاصل التي لا تحمل أوزانًا، وأيضا مفاصل الركبة والورك؛ فوجود دهون أقل في الجسم لا يزيل الضغط فقط عن مفاصلك، ولكنه أيضا يقلل الالتهاب المدمر للمفاصل من أن يسري خلال جسمك بالكامل.
إن التهاب المفاصل الروماتيزمي، والذي يعد مرضًا مناعيًّا، والذي يهاجم الجسم خلاله أنسجة المفاصل الخاصة به، ربما ينتج أيضا بسبب الوزن الزائد؛ فالخلايا الدهنية تنتج مواد كيميائية تسمى سيتوكين، والتي تصيب المفاصل بالالتهاب وربما تزيد من سوء التهاب المفاصل الروماتيزمي؛ ووجود دهون أقل في الجسم وبالتالي قدر أقل من الالتهاب يعني قدرًا أقل من مادة السيتوكين المدمرة للمفاصل والمواد الكيميائية الضارة الأخرى التي تتجول في الدم. كما أظهرت بعض الدراسات أن السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي بنسبة 25 %.
وأخيرا، مرض النقرس، والذي يعد نوعًا حادًّا من التهاب المفاصل يتسبب من خلال تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل؛ غالبا في مفاصل أصبع القدم الأكبر. وفي ظل ازدياد أعداد الأشخاص ذوي الوزن الزائد والمصابين بالسمنة، ازدادت أعداد المصابين بالنقرس؛ فالأشخاص المصابون بالسمنة من المرجح أن يصابوا بالنقرس بنسبة 10 أضعاف أكثر من ذوي الوزن الطبيعي.
يتكون حمض اليوريك عندما يهضم جسمك البروتين وبعض الأطعمة الأخرى. فوظيفية كليتيك هي تدبر أمر حمض اليوريك ليتم التخلص منه في البول، ولكن الكلى لا تعمل دائما كما ينبغي لها في الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو المصابين بالسمنة. وإذا لم يتم التخلص من حمض اليوريك عن طريق البول بواسطة الكلى، يمكن أن يتراكم في مكان آخر في جسمك، ويسبب النقرس.
وكما هي الحال مع الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، فإن النقرس يستجيب جيدًا لإنقاص الوزن. فعند إنقاص ولو نسبة ضئيلة من وزنك يخفف مستويات حمض اليوريك ويساعد الكلى على العمل بشكل أفضل.
المزيد من المتعة
ليس من الغريب أن نجد من ينقصون أوزانهم يحظون بعلاقة أفضل، وهناك بضعة أسباب لذلك: أولا، أن مرض السكري وسكر الدم غير المنضبط يخفض الدورة الدموية في الجهاز التناسلي ما يؤدي إلى الضعف وأيضًا مشاكل أخرى. كما تقل لزوجة المهبل لدى السيدات اللاتي يعانين زيادة في الوزن. وبالنسبة للرجال والنساء على حد السواء، فإن زيادة الوزن قد تؤثر سلبًا على رؤية النفس وإحساس الشخص بجاذبيته. وإنقاص الوزن يعالج كل هذه المشكلات.
يلعب الوزن دورًا كبيرًا في الخصوبة أيضًا. فتقترح الدراسات أن زيادة الوزن تسهم في ربع حالات العقم لدى النساء. (وما زلنا لا نعرف ما إذا كانت زيادة الوزن تؤثر على خصوبة الذكور، رغم أنني إذا كنت أعوِّل على ذلك، فإنني سأقول إنه يؤثر). لا يعرف الباحثون تحديدًا كيف تؤثر زيادة الوزن على الخصوبة، ولكن عندما تفكر في التفاعل الرائع الذي تتطلبه الهرمونات كي يحدث الحمل، يبدو أن عدم توازن الهرمونات التي تتسبب بها الخلايا الدهنية قد يلعب دورًا كبيرًا. يمكن أن يتداخل الوزن الزائد في نجاح عملية التبويض، وقد تزيد الالتهابات من المشكلة.
عند حدوث الحمل، تزداد احتمالية حدوث مضاعفات لدى السيدات اللاتي يعانين زيادة في الوزن مثل الإجهاض، وداء البول السكري للحوامل، وتسمم الحمل، ومشاكل في الوضع.
إن خسارة المزيد من الوزن قبل الحمل لن تعزز فقط من فرصك في الحمل، ولكنها أيضا تزيد من احتمالية وجود تجاوز فترة الحمل دون مشاكل وإنجاب طفل صحي وسليم.
مخ أكثر ذكاء
تربط الأبحاث بين زيادة الوزن وفقدان الذاكرة، ومرض ألزهايمر، وغيرها من أمراض الشيخوخة. في الحقيقة، تظهر الدراسات بشكل أساسي أنه كلما زاد الوزن، قلت كفاءة الذاكرة. إن زيادة الوزن تزيد مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 42 %. ويمكن لإنقاص الوزن أن يقلل من المخاطر.
لا يعرف العلماء بالتحديد العلاقة بين الوزن والذاكرة، ولكن إليك ما يعرفونه. عند الإصابة بداء البول السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الأنسولين قد يعرض الأوعية الدموية الموجودة في المخ إلى خطر؛ فالأوعية الدموية التالفة تقل كفاءتها في نقل الأكسجين إلى الخلايا التي تحتاج إليها. وتسهم الأوعية الدموية الصحية في وجود ذاكرة جيدة، وبدون قدر كاف من الأكسجين، ستعاني خلايا المخ.
ومثل بقية جسمك، يحب مخك الحصول على دعم ثابت من الدم المليء بالأكسجين الذي يدور في الجسم بمعدل صحي. يمكنك تعزيز الدورة الدموية من خلال – كما خمنت – تناول الطعام الصحيح، وإنقاص الوزن، وممارسة التمارين الرياضية.
يمكن للالتهاب العضوي أيضا أن يضر بالمخ. فكما تعلم، قد ترتفع مستويات الالتهاب لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو المصابين بالسمنة حيث إن الخلايا الدهنية تنتج مواد كيميائية معززة للالتهاب.