الغضب نوع من الانفعال يحدث عادة في شكل نوبات (مثل الخوف، ولكن ليس الحزن، فهو يأخذ شكل الموجة التي تمتد وتنحسر). تتكون نوبة الغضب من: بداية واضحة إلى حد ما (“ألمح بأني كسول وهذا أثار غضبي”) ثم تيار من المشاعر يصل إلى مستوى حاد (“مستوى يصل إلى درجة 6 على مقياس قلبي”) ثم نهاية محددة (“ظللت غاضبا لحوالي ساعة، بعدها هدأت تماما”). يمكنك استخدام هذه المعلومات كي تساعدك على تغيير الأساليب التي تتبعها في التعامل مع غضبك.
أولا: يمكن أن تضع لنفسك هدفا هو أن تغضب بدرجة أقل. في الوقت الحالي، ربما أنك تشعر بالانزعاج، أو بشعور أسوأ من ذلك، خمس مرات في اليوم في المتوسط. ولكن تخيل كيف ستتحسن حياتك إذا استطعت تقليل هذا المعدل إلى مرتين يوميا خلال شهر، وفي نهاية المطاف مرة واحدة أسبوعيا.
يمكن أن يكون هدفك أيضا التخفيف من حدة غضبك، بالطبع سيتطلب هذا انضباطا منك، ولكن ألا ترى أنك ستكون أفضل حالا إذا استطعت أن تبقى هادئا كفاية لتفكر وتتحدث بحكمة حتى وأنت غاضب؟
الهدف الثالث هو أن تقلل من مدة الغضب، وهذا الأمر مهم بالنسبة لك خاصة إذا كنت من النوع الذي يظل غاضبا لفترات طويلة.
هناك هدف آخر خاص بإدارة الغضب نطلب منك أن تضعه في اعتبارك، وهو تقليل نسبة الضرر الذي تُحدثه عندما تكون غاضبا. غني عن القول، أن هذا الهدف الرابع سيكون بالغ الأهمية بالنسبة لك إذا كنت ممن يقومون بكسر الأشياء، أو دك يدك في الحائط، أو ضرب الآخرين أو شيء من ذلك عندما تكون غاضبا. ولكن تذكر أنك يمكنك أيضا أن تلحق الأذى بالآخرين إذا تطاولت عليهم بالكلام؛ فالأذى الشفهي مثله مثل الاعتداء الجسدي في أثره على من نحب.
تمرين. من فضلك أعطِ لنفسك مساحة من الوقت للتفكير في هذه الأهداف الأربعة. ما مدى أهميتها بالنسبة لك؟ أيها أهم لك الآن؟ ابدأ بهذا الهدف الأهم ثم شق طريقك نحو بقية الأهداف.
دعنا نتحدث بإيجاز عن بعض الأسباب التي تجعل تحقيق هذه الأهداف أمرا صعبا:
• تقليل مرات الغضب. ربما أصبح الغضب بالنسبة لك عادة دائمة صرت تفعلها بشكل شبه تلقائي.
• تقليل حدة الغضب. يمكن أن يكون جسدك قد صمم لنفسه نظاما بسيطا ليس به سوى زر تشغيل/إيقاف للغضب، ولم يتمكن من أن يُصمم لنفسه نظام تحكم في مستوى الغضب.
• تقليل مدة الغضب. لديك رغبة قوية في أن تكون لك الكلمة الأخيرة أو الفوز في الجدال، لدرجة أنك لا تستطيع التوقف.
• تقليل الضرر الذي تتسبب فيه. عندما يجن جنونك تتملكك الرغبة في إيذاء الآخرين، لذا يكون من الصعب بالنسبة لك ألا تقول أو تفعل أشياء سيئة.
تمرين. تخيل أن هذا “موعد لفحص انفعالاتك”. هذا هو الوقت الذي تُلقي فيه نظرة فاحصة بلا خوف على روحك لترى ما بداخلك من سوء. الآن فكر في الشكل الذي تبدو عليه عندما تكون غاضبا، هل يمكنك تصور ذلك الجزء السيئ بداخلك الذي يرغب حقا في إلحاق الضرر بالآخرين؟ كيف يبدو هذا الجزء؟ كيف تبدو وأنت تحاول أن تسبب المتاعب لأحدهم؟ والأهم من ذلك، ماذا ستفعل بـــ “الشر الداخلي” وأنت تحاول أن تقلل من غضبك وعدوانيتك؟