مهما كانت أفكارك عن التوتر، فإن الحقيقة أن كيمياء الجسم تتغير بشكل أساسي في كل وقت يتفاعل الإنسان معها. يبدأ التوتر عمله في المخ. فنحن نستجيب للمواقف التي تتطلب منا انتباهاً فورياً، مثلاً: طفل صغير يسير قريباً جداً من الطريق، أو سيارة مسرعة تقترب منا، أو موعد نهائي يصعب اللحاق به، أو رد فعل عدائي من أحد الأشخاص، أو اضطرارك إلى الاتصال بمدير البنك ليسهل لك سحب مبلغ أكبر من رصيدك. هذه الإشارات السريعة تحفز الغدة الكظرية (الموجودة أعلى كل كلية في الظهر) لتفرز هرمون الأدرينالين. وفي خلال ثوانٍ ينبض قلبك بقوة، ويتغير معدل تنفسك، وتنطلق احتياطيات الجلوكوز إلى دمك، وتتوتر عضلاتك، وتتسع حدقتا عينيك، وتزداد كثافة دمك.
ولربما تسأل: هل لهذا كله علاقة باتصالك بمدير البنك؟ والإجابة عن ذلك: القليل جداً. ولكن قبل أيام من تسهيل السحب اقتضت معظم المواقف الضاغطة استجابة جسدية وهذا ما يفعله الأدرينالين. فهو يجعلك جاهزاً إما للقتال وإما الهرب. ومتوسط كمية الأدرينالين التي تفرز في جسم سائق تعطلت سيارته في زحام المرور تكون كافية لتجعله يجري لمسافة ميل. وهذا سبب إطلاق الجلوكوز بكثافة، في الأغلب بتفكيك الجليكوجين المخزن في العضلات والكبد.
ولكي تحصل الخلايا على الوقود (وهو سكر الدم أو الجلوكوز) يفرز البنكرياس هرموني: الإنسولين والجلوكاجون. يساعد الإنسولين على حمل الوقود خارج الدم، بينما يزيد الجلوكاجون سكر الدم إذا انخفض مستواه جداً. وهناك مادة أخرى يكونها الكبد تسمى “عامل تحمل الجلوكوز” تعمل على تدعيم فعالية الإنسولين. كل هذا يحدث كرد فعل للأفكار المسببة للتوتر.
ولربما تعجب من أين تأتي كل هذه الطاقة الزائدة واليقظة العالية؟ والجواب أنها تتحول من عمليات ترميم الجسم الطبيعية وأشغال الصيانة، مثل: الهضم والتطهير والتجديد. لذلك فأنت في كل لحظة تبدد قوتك تحت وطأة التوتر، وتسرع عمليات الشيخوخة في جسمك، حتى إن التفكير في هذا الأمر يُعد أمراً مسبباً للتوتر في حد ذاته! إلا أن تأثيرات التوتر طويل الأمد تكون تدريجية. تخيل أن غدتك النخامية والكظرية وبنكرياسك وكبدك تضخ باستمرار الهرمونات لضبط مستوى السكر في حين أنك لست في حاجة لهذا الضبط. ويشبه جسمك السيارة التي تقاد بسرعة كبيرة، إذ يفقد توازنه سريعاً وتبدأ أجزاؤه في الإنهاك والتلف.
مخاطر سكر الدم
نتيجة لما سبق ينخفض مستوى الطاقة لديك، وتفقد تركيزك، وتصبح مشوشاً، وتصاب بنوبات من الإجهاد الذهني، وتشعر بالرغبة في النوم بعد الأكل، وتصبح متوتراً ومرتبكاً، ولا تستطيع النوم، ولا يمكنك الاستيقاظ، وتعرق كثيراً، وتشكو الصداع… هل هذا هو المألوف؟ وكمحاولة لإعادة السيطرة على الأمور يلجأ معظم الناس إلى المنبهات، هذه المنبهات قد تكون جائزة شرعاً أو غير جائزة. فالمنبهات الشرعية تشمل القهوة (تحتوي على الثيوبرومين والثيوفيللين والكافيين)، والشاي (يحتوي على الكافيين)، والمشروبات الفوارة الحلوة بما فيها الليوكوزاد Lucozade (تحتوي على الكافيين)، والشيكولاتة (تحتوي على الثيوفيللين)، والسجائر (تحتوي على النيكوتين)، والمنبهات النفسية وتشمل طلب الحصول على وظيفة، والتسالي الخطرة، وأفلام الرعب، والروايات المثيرة، والصدمات العاطفية؛ أو أي شيء يضعك على حافة الهاوية. أما المنبهات غير الشرعية فتشمل الأمفيتامينات والكوكايين وعمليات السطو والجرائم. والعيش دوماً مع المنبهات يجعل من الصعب جداً تحقيق الاسترخاء. وكثير من الناس يقاومون ذلك عن طريق استعمال المرخيات مثل الكحوليات والأقراص المنومة والمهدئات والحشيش وهكذا. وبينما يكون التأثير العاجل لهذه المواد هو الاسترخاء إلا أن التأثير بعيد المدى يكون في الغالب التوتر والقلق.
إدمان التوتر
بالطبع، لا تستطيع أن تعيش هكذا باستمرار، لذا يشعر معظم الناس بالإنهاك والتعب ويتحتم عليهم الانطلاق إلى الشواطئ علهم يجدون الشفاء. وعندما ينتظرون في صالة المطار، هل توجد طريقة للاسترخاء أفضل من قراءة رواية؟ الغلاف الخلفي يقول: “قتل، ألغاز، طمع، رغبة، ترقب مثير”. يبدو هذا جيداً، وبعد ساعتين عصيبتين من القتل الخيالي والألغاز والدسائس على الشاطئ، فقد حان الوقت لبعض الإثارة الحقيقية؛ ربما بممارسة رياضة المراكب الشراعية أو التزحلق على الماء. إذن ما الشيء الذي نبحث عنه؟
في مقابلة مع “إيفل نيفيل” في غرفة القيادة لدراجته الصاروخية، سأله أحدهم: لمَ تفعل ذلك؟ أجاب “إيفل”: عندما أكون سابحاً في الهواء، هناك لحظة أعيشها من السلام المطلق. أغلق “إيفل” الفتحة وضغط على الزر، وفي خلال لحظات هبط الصاروخ على جانبي الوادي الكبير. وكانت أول مرة سمعت فيها هذه القصة أثناء مقدمة لإحدى الدورات الدراسية عن التأمل. إذ ختم المتحدث كلامه قائلاً: “لابد أن يكون هناك طريقة أسهل من هذه”. النقطة الرئيسية هي أن كثيراً من الناس يصبحون مدمنين فسيولوجياً للمنبهات والمهدئات القوية التي يدفعهم إليها التوتر.
وبدلاً من استعمال هذه الهرمونات كاحتياطي -ليتم استدعاؤه فقط في أوقات الطوارئ- فإن كثيراً من الناس يعيشون طوال الوقت على الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى مثل الكورتيزول، ويعولون على القهوة أو الشاي أو السجائر أو السكر. وبعد مدة قصيرة يبقى الأدرينالين فقط يحفظ وجودهم. وإذا أقلعوا عن المنبهات أو امتنعوا عنها بعض الوقت، فإنهم ينهارون فجأة متحولين إلى كومة ملقاة، قد أصابهم الإعياء الشديد وعلاهم الاكتئاب. وهذا يعني أنهم قد أصبحوا مدمنين للتوتر والمنبهات.
هل أنت مدمن للمنبهات؟
تخيل يوماً يمر بك ليس فيه قهوة أو شاي أو سكر أو شيكولاتة أو سجائر. إذا أشعرتك مجرد هذه الفكرة بالخوف، فمن المحتمل جداً أن يكون لديك بعض القدر من إدمان المنبهات. وهذا يتراوح من إدمان بسيط تستطيع أن تعيش معه بنجاح تام إلى إدمان شديد يسير حياتك ويهددها. رغم هذا وبغض النظر عن مستوى الإدمان، فإن الحصيلة النهائية انخفاض مستوى الطاقة لا ارتفاعها.
وفي صميم هذا الموضوع يجدر بنا أن نذكر “بوبي”، وهي إحدى عميلاتنا. لقد كانت تأكل وجبات صحية تماماً، وتطبق برنامجاً يومياً مناسباً من مكملات الفيتامينات والمعادن. وكان لديها مشكلتان فقط (نقص الطاقة في الصباح، وصداع عارض) وعيب وحيد ألا وهو ثلاثة فناجين من القهوة كل يوم. ومع بعض الإقناع، وافقت على أن تمتنع عن القهوة لمدة شهر، ولشد ما كانت دهشتها، فقد ارتفع مستوى طاقتها وولت نوبات الصداع. ولكي تُقَيّم علاقتك الحالية مع المنبهات، فمن المفيد جداً أن تكون صادقاً أميناً في مراقبتك لما تتعاطاه حقيقة. اجعل لنفسك مفكرة يومية لثلاثة أيام فقط. سجل فيها مقدار ووقت ما تأخذه من القهوة أو الشاي أو الشيكولاتة أو السكر (أو أي شيء حلو) أو السجائر.
وفكر كذلك في علاقتك بهذه الأشياء. على سبيل المثال، هل تعمد لشراء الحلويات وتخفي أغلفتها حتى لا يعرف الناس؟ هل تطلب دوماً وأنت في المطعم فاكهة أو حلوى تختم بها طعامك، أو هل تأخذ قطعة أو قطعتين من الحلوى المنكهة بالنعناع وأنت في طريقك؟ كيف تتطلع إلى ذلك الفنجان من القهوة في الصباح أو أثناء راحة غدائك؟ كم يمثل ذاك الشراب من أهمية بعد انتهاء عملك؟ كم تكون كتوماً بشأن الكمية التي تدخنها؟ هل أصبحت ذواقاً للقهوة متجاوزاً قضية الإدمان بالتركيز على هوايتك في تجريب أنواع أخرى من القهوة؟ هذا النوع من العلاقة بالمنبهات -غالباً ما يُحتج لها بكونها من مسرات الحياة ليس إلا- دال على اختلال كيميائي يستنفد طاقتك ويسلب راحة بالك.
لست في حاجة للمنبهات
المنبهات هي ألد أعداء الطاقة. وبرغم أنها قد تمنح الطاقة في المدى القريب إلا أن تأثيراتها دائماً ما تكون سيئة على المدى البعيد. لذلك، فإن أول خطوة لمقاومة التوتر والإجهاد هي التحرر من هذه المنبهات، وهذه تشمل: القهوة والشاي والشيكولاتة والسكر والأغذية المكررة والسجائر ومشروبات الكولا.
امتنع عن تعاطي هذه المنبهات لمدة شهر ولاحظ ما يحدث. كلما زاد الضرر الذي تحدثه هذه المنبهات، زادت أعراض السحب (ولحسن الحظ، قد يؤدي تناول الكربوهيدرات بطيئة الإطلاق، والمكملات الغذائية المانحة للطاقة إلى تقليل أعراض السحب التي لا تستغرق في العادة أكثر من أربعة أيام).
ثم ابدأ مرة أخرى ولاحظ ما يحدث عندما تتناول فنجانك الأول من الشاي أو القهوة أو كمية كبيرة من السكر أو الشيكولاتة. سوف تلاحظ ما أسماه “هانز سيليي” (الذي وصف متلازمة التكيف العام) “الاستجابة الأولية”؛ وبمعنى آخر استجابة فعلية لهذه الكيماويات الفعالة، مثل: رأس يشكو الصداع، ذهن ناشط بإفراط، نبض سريع، أرق يتبعه كسل وخمول شديد. استمر في تعاطي المنبهات وسوف تتكيف؛ وهذه هي المرحلة الثانية. واظب على ذلك فترة طويلة لتصل في النهاية لمرحلة التعب وهي المرحلة الثالثة. يحدث ذلك لكل إنسان والاختلاف الوحيد في الفترة التي يقضيها الإنسان ليصل إلى مرحلة التعب.
والشفاء من تلك الحالة لا يكون محتملاً فقط، وإنما سريعاً أيضاً في العادة. فمعظم الناس يشعرون حقيقة بنشاط أكبر وقدرة على التعامل مع التوتر في خلال شهر من الامتناع عن المنبهات مع المساندة الغذائية.
ما الحقيقة في المنبهات؟
من الأمور ذات القيمة أن تتعرف على ما تحتويه معظم المنبهات الشائعة وكيفية تأثيرها على جسمك.
• الكحول يتكون بفعل الخميرة على السكريات. وهو في حد ذاته له تأثير مماثل للسكر. وعندما يستخدم لفترة قصيرة، فإنه بالفعل يثبط إطلاق مخزون الجلوكوز من الكبد، ويعمل على خفض مستوى السكر بالدم مثيراً بذلك الشهية. والأمراض المرتبطة بالإفراط في تناول الكحول تشمل: البول السكري وأمراض القلب وتليف الكبد وسرطان الكبد.
• الشوكولاته تحتوي على الكاكاو كأهم عناصرها الفعالة. يمد الكاكاو بكميات كبيرة من المنبه “ثيوبرومين” الذي يماثل في تأثيره -وإن لم يكن بنفس القوة- الكافيين. ويوجد الثيوبرومين أيضاً في مشروبات الكاكاو مثل الشيكولاتة الساخنة.
• السجائر تحتوي على النيكوتين وعلى 16 مادة كيميائية أخرى تسبب السرطان. والنيكوتين هو المنبه الرئيسي فيها وله تأثير قوي حتى في الجرعات البسيطة. أما في الجرعات الكبيرة فيعمل كمهدئ، ويسبب إدماناً أقوى من الهيروين. ويواجه الأشخاص الذين يقطعون عادة التدخين مشكلات تتعلق بانخفاض سكر الدم.
• القهوة تحتوي على الثيوبرومين والثيوفيللين والكافيين، وهي جميعها منبهات. والكافيين أخطرها، إلا أن القهوة منزوعة الكافيين لا تزال تحوي الاثنين الآخرين. يسبب الثيوفيللين اضطراباً في نمط النوم الطبيعي، ويزامل استهلاك القهوة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وزيادة حدوث العيوب الخلقية أثناء الحمل.
• المشروبات الفوارة يمكن أن تحتوي على ربع الكافيين المتواجد في فنجان قهوة خفيف. كذلك تحتوي في العادة على السكر ومكسبات الألوان التي تعمل كمنبهات.
• العقاقير المستعملة لتخفيف الصداع قد تحتوي على الكافيين. وهناك أقراص أخرى متوافرة تحتوي على الكافيين وتعمل كمنبهات. ومن أشهرها Pro Plus وعشب جوارانا Guarana.
• الشاي يحتوي على الكافيين والثيوبرومين والثيوفيللين والتانين. وللشاي تأثير منبه ومدر للبول مع خواص مشابهة وإن كانت ضعيفة للقهوة. ويعطي فنجان مركز من الشاي قدراً من الكافيين مثل فنجان من القهوة خفيف التركيز. ويعوق التانين امتصاص الأملاح المعدنية. ويتعرض شاربو الشاي لخطر الإصابة بقرحات المعدة.
تقليل المنبهات دون معاناة
بالطبع الامتناع عن كل هذه المنبهات تماماً سيكون تقريباً في حكم المستحيل بالنسبة للعديد من الناس، وبالطبع سيشكل توتراً كبيراً! الخطوة الأولى أن تحدد أولاً ما الأكثر أهمية بالنسبة لك. بداية انظر إلى عاداتك. وأي من هذه المنبهات تستعمله بشكل أو بآخر عدة مرات في اليوم؟ وأي منها تستعمله كمقوٍ لعله ينهضك من الفراش في الصباح أو عندما تفتر طاقتك خلال اليوم؟ وما تلك التي تجدها الأصعب لتقلع عنها لمدة شهر؟ ومتى كانت آخر مرة قضيت فيها شهراً بدون أي من هذه المنبهات؟
ومع أنك ربما تنوي أن تقلع عنها إلى الأبد، إلا أن الواقع يشير إلى أنه سيكون أسهل كثيراً لو تقدمت تدريجياً، خطوة خطوة. لذلك ابدأ باختيار أحد المنبهات (غير السجائر) التي تستعملها باستمرار. هل تستطيع حقيقة أن تمتنع عنه لمدة شهر واحد فقط؟ إذا لم تستطع، فإلى أي حد يمكنك أن تقلل من استعمالك له؟ قلل إلى هذا الحد والزمه. ضع لنفسك أهدافاً مماثلة، على ألا تزيد على ثلاثة منبهات. وهي أيضاً تتداخل مع بعضها، على سبيل المثال، إذا كنت تدمن القهوة والسكر والشيكولاتة ولكنك لا تستطيع أن تقاوم القهوة بدون السكر حينئذ يكون قطع السكر معناه قطع الشيكولاتة والقهوة تلقائياً.
وإليك بعض الأفكار والمعلومات المفيدة التي سوف تساعدك لكي تبدأ:
السكر طعم مكتسب. برغم أننا نولد بميل للأشياء الحلوة، إلا أن البحث أثبت أن أولئك الذين تغذوا بانتظام على الحلويات والأطعمة الحلوة يحبون المستويات المرتفعة من الحلاوة. لذلك، فعندما تحد بالتدريج في كل الأطعمة التي تأكلها من هذا المستوى من الحلاوة، فإنك سوف تتعود قريباً على ذلك. وهذا يعني تناول سكر أقل في المشروبات الساخنة، وأقل في الغذاء، وفاكهة جافة أقل، وشرب عصائر الفواكه الأكثر تخفيفاً. وإذا كنت تريد شيئاً حلواً، فتناول الفاكهة. حَلِّ الحبوب والحلويات بالفاكهة، وإذا كنت مشتتاً حقاً، فتناول Sunflower Bar أو Take-Off Bar (متوافرة في أي محل للأغذية الصحية) بدلاً من الشيكولاتة أو الحلويات.
ولا تستبدل السكر ببدائل السكر. فهي وإن كانت على الأرجح لا ترفع مستوى السكر في دمك، إلا أنها لن تسمح لك بتغيير عاداتك. والأمر قد يأخذ حوالي شهر لكي تكتسب أفضلية للطعام الأقل حلاوة. ودع مستقبلات الذوق في لسانك تكون حكماً في مقدار حلاوة الطعام، ولكن عليك بفحص الملصقات للتأكد من الأنواع المغشوشة للسكر.
القهوة تسبب إدماناً قوياً. ويحتاج الأمر إلى أربعة أيام في المتوسط لقطع هذه العادة. أثناء هذه الفترة قد تشكو من الصداع والترنح. والقهوة منزوعة الكافيين أفضل نوعاً ما. ومن أشهر بدائل القهوة هذه الأنواع Caro و Dandex و Barleycup و Symington’s Dandelion. وعندما تمتنع عن القهوة لمدة شهر، فقد تود لو أخذت فنجاناً عارضاً. ولا مانع من ذلك على أن تأخذه كعلاج -ربما عندما تأكل في أحد المطاعم- لا كمنبه.
الشاي ليس ضاراً مثل القهوة ما لم تكن من ذلك النوع الذي يحب الشاي المغلي جداً. ابدأ بتقليل تركيز الشاي، فتستعمل مثلاً فنجاناً أو إبريقاً صغيراً. وللشاي نكهة قوية لدرجة أنه يمكنك أن تغمس كيساً منه في الماء الساخن لثوانٍ ولا يزال يحتفظ بطعمه القوي. استخدم شاي “لواكا” Luaka فهو شاي سريلانكي عالي الجودة، به نسبة ضئيلة من التانين والكافيين. وأكثر بدائل الشاي الشائعة “شاي الأعشاب” مثلCelestial Seasonings (وأنا شخصياً أفضل Red Zinger وMandarin Orange) أو شاي “يوجي” Yogi. وشاي Red Bush مفيد مع اللبن وله طعم قريب من الشاي العادي.
الشيكولاتة تحتوي على كل من السكر والشيكولاتة. ابدأ بأنواع خالية من الشيكولاتة مثل Carriba Bars ثم بعد ذلك تحول إلى أنواع خالية من الشيكولاتة والسكر مثل Take-off Bars أو Sunflower Bars. وفي النهاية يمكن حتى أن تتجنب هذه، واحتفظ بها فقط للحالات الطارئة. وإذا شعرت بأنك بحاجة لشيء حلو، فتناول الفاكهة الطازجة بدلاً منها.
السجائر يمكن أن تكون واحدة من أصعب العادات التي يمكن التراجع عنها، لكن تحسين التغذية يقلل من حنينك للسجائر.
باختصار: لكي تقطع إدمانك للتوتر والمنبهات، فأنت في حاجة لأن:
• تحدد المنبهات التي تدمنها.
• تختار البدائل التي تحبها أكثر، وتتجنب أو تقلل بدرجة كبيرة من تعاطيك للمنبهات فلا تصبح مطلباً يومياً.
• تقلع عن التدخين.
• تلاحظ الطريقة التي تتصرف بها عندما تكون تحت تأثير التوتر وتستبدل هذه الأنماط السلوكية بأخرى أكثر صحة وسلامة (على سبيل المثال، تأكل الفاكهة بدلاً من الحلويات أو الشيكولاتة).
الحلقة المفرغة للتوتر والإجهاد
معظمنا لا يتناول غذاءه بالشكل المثالي. وهذا يعني أن خلايانا لا يمكنها توليد الطاقة بفعالية كما ينبغي، لذا فإن الإجهاد يكون أول علامة تظهر نتيجة للتغذية غير المثالية. وخلال فترات التاريخ، كان التوتر والإجهاد موجودين، وبحث الإنسان عن طرق يستطيع بها أن يتغلب عليهما معاً. وهذا أدى إلى استعمال ما يعرف بالمنبهات (أو المواد الكيماوية التي تمنحنا النشاط) مثل: الشاي والقهوة والسجائر والشيكولاتة والسكر.
هذه المنبهات ترفع مستوى الطاقة عن طريق تحفيز الغدتين الكظريتين. هاتان الغدتان توجدان أعلى كل كلية، وتفرزان هرمونات تعمل على توصيل البريد العاجل من الجلوكوز ليعطي الخلايا الطاقة اللازمة لها. هذا “البريد العاجل” أكثر تكلفة من البريد العادي، فهو يؤدي سريعاً إلى نقص العناصر الغذائية الرئيسية بالإضافة إلى التغيرات المفاجئة في سكر الدم ومستويات الطاقة. وهذا يفسر لماذا قد تواجه انخفاضاً في الطاقة والتركيز بعد بضع ساعات من تناولك للمنبهات.
وعلى هذا، فإن الاستعمال العرضي للمنبهات يؤدي إلى استعمالها بشكل منتظم، وبدون شك ستصبح كيمياء جسمك منهكة أكثر فأكثر، وتضطر إلى تعاطي كميات أكبر من المنبهات لتحصل على نفس التأثير. وأنت بالطبع قد أصبحت الآن متذوقاً جيداً للقهوة، أو لا تستطيع أن تعمل بدون ذلك القدح من الشاي، أو أصبحت مدمناً للشيكولاتة أو السجائر.
لكن جسمك له قدرة محدودة على التخلص من سموم العناصر الضارة. والتعاطي المفرط للسكر والمنبهات -مع تغذية دون المستوى- يحمل الجسم أكثر مما يطيق ويعوق قدرته على التخلص من السموم. وبمجرد أن تفقد هذه القدرة التكيفية فإن مقدرتك على مواجهة التوترات العادية للحياة الحديثة ستكون قاصرة ضعيفة.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإعياء المزمن، وأمراض الحساسية الأليرجية والحساسية للكيميائيات وانخفاض القدرة على تحمل الكحول والدخان، كما قد يؤدي إلى الاكتئاب وتقلبات المزاج والإحساس بفقدان السيطرة على الأمور. ويصبح الجسم في هذه الحالة على وشك الانفجار، فتزيد خطورة الإصابة بالربو الشعبي والإكزيما وآلام المفاصل والصداع. وإذا تركت الأمور دون مراقبة، فستكون نذيراً للإصابة بالأمراض الانحلالية الأكثر خطورة.
وللوصول إلى الشفاء من تلك الحالة فإن الأمر يتطلب تغييرات رئيسية في أساليب التغذية والحياة. ونتيجة لنقص احتياطي الصحة في جسمك فإنه يجب عليك أن تتخلص من كل عاداتك السابقة لفترة. وهذا يعني أنه عليك بقدر الإمكان أن تتجنب كل المنبهات والمواد السامة، وأن تركز على تناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الغذائية الرئيسية في صورة مكملات غذائية معينة.
وعندما تستطيع أن توفر احتياطياً جيداً من الصحة، فليس من الضروري أن تكون “مثالياً” طوال الوقت. فالجسم القوي يستطيع أن يتحمل التساهل العارض. وفي هذه المرحلة سوف يدعك جسمك لتعرف بسرعة إن كنت تعمل شيئاً ليس في صالحه. والآن، ومع وعيك الإضافي المستند إلى التجربة، ستكون ميالاً لئلا تهمل إشارات جسمك التحذيرية، ولأن تتجنب حلقة مفرغة أخرى من التوتر والإجهاد.
وللبدء في السيطرة على هذه الدورة واكتشاف كيف يمكن تجنبها أو التخلص منها، فإننا بحاجة لأن نتعمق أكثر في آلية توليد الجسم للطاقة، وكيفية إبقائه عليها. فالوقود الرئيسي في الجسم هو المواد الكربوهيدراتية (المكونة من السكر)، لذا فالإبقاء على توازن سكر الدم يُعد أمراً مُهماً للغاية للمحافظة على مستوى عالٍ من الطاقة ولزيادة القدرة على مجابهة التوتر والإجهاد.