التصنيفات
طب الطواريء والاسعافات الأولية

الإسعافات الأولية للطفل في الكسور، الالتواءات، التمزقات، إصابة الرأس والرقبة والظهر

الالتواءات والتمزقات

تصل الأوتار ما بين العضلات والعظام، وتمسك الأربطة بالمفاصل معا، وعندما تتعرض العضلات أو الأوتار أو الأربطة إلى الإجهاد أو الشد أو الإرهاق فإنه يحدث بها تمزق أو التواء أو إجهاد. ومثل هذه الإصابات من الممكن أن تتسبب في آلام حادة لدرجة تجعلك تعتقد أن هناك عظمة مكسورة أيضا. ولكن في الحالتين لن تختلف الإسعافات الأولية التي سنقوم بها، وتتمثل في رفع الجزء المصاب وعدم تحريكه، ووضع أحد أكياس الثلج فوقه.

اجعل طفلك يتمدد على ظهره لمدة نصف ساعة، ثم ارفع الطرف المصاب بالالتواء فوق وسادة صغيرة، وضع كمادة مثلجة على المنطقة المصابة؛ إذ يساعد وضع الثلج فور الإصابة على منع التورم وتقليل الألم.

قم بلف الكاحل أو الرسغ أو الركبة برباط مرن حتى تقوم بتثبيته، وأعط طفلك مسكنا للآلام لا يحتوي على الأسبرين، مثل الإيبوبروفين. إذا لم يكن الألم حادا، فيمكن أن تراقب المنطقة المصابة لساعات قليلة أو ليوم كامل، وإذا استطاع طفلك أن يعود لحركته الطبيعية دون ألم، فأنت لست مضطرا لزيارة الطبيب.

ولكن إذا استمر الألم والتورم في المنطقة المصابة فاعرض طفلك على الطبيب. وحتى إذا لم يكن هناك كسر بالعظام فقد يحتاج طفلك لدعامة أو جبيرة من أجل أن تلتئم الأوتار والأربطة بشكل سليم. تحتاج بعض الالتواءات والتمزقات لوقت طويل حتى تلتئم، وإذا عاد الطفل إلى حركته النشطة سريعا ربما يتسبب ذلك في إصابة المفصل مرة أخرى.

من الأفضل أن تتبع تعليمات الطبيب، ويستطيع أخصائي العلاج الطبيعي أن يساعد الطفل في عمل التمرينات المفيدة لحالته.

إصابات مفصل الكوع لدى الأطفال الصغار

في بعض الأحيان يرفض الطفل الصغير (بعد بلوغ عامه الأول) فجأة استخدام أحد ذراعيه، ويظل متدليا بجانبه بلا حركة، وغالبا ما يحدث ذلك بعد جذب ذراع الطفل بشدة، كأن يمسك الأب أو الأم بيده ويجذبه حتى لا يسقط على الأرض مثلا، وما يحدث حينها هو أن إحدى عظمتي الكوع تخرج من مكانها، وغالبا ما يستطيع الطبيب -الذي يعرف شكل مفصل الكوع لدى الصغير- إعادة تلك العظمة إلى مكانها من دون أن يشعر الطفل بالألم.

الكسور

عظام الأطفال مختلفة: يطلق مصطلح الكسور على العظام التي تتعرض للكسر أو الشرخ، وبعكس الكبار يكسر الأطفال غالبا الجزء المسمى بصفيحة النمو، وهو الجزء الذي تنمو عنده العظمة. وهذا النوع من الكسور يمكن أن يؤثر على النمو المستقبلي للطفل، مسببا قصر أحد الأطراف أو التواءه. تتسم عظام الأطفال بالمرونة؛ ولذا يتعرض جانب واحد فقط من العظمة للكسر (ويعرف هذا النوع من الكسور بكسر الغصن الصغير)، ومن الممكن أيضا أن يتعرض الأطفال للكسور التقليدية التي تصيب الكبار والتي تتمثل في وجود شرخ بطول العظمة.

قد يكون من الصعب التفريق بين الالتواء والكسر، فإذا كان هناك تشوه واضح، كأن يكون الذراع مثلا منثنية بزاوية غير معتادة، نستطيع أن نشك في وجود كسر بإحدى العظام؛ ولكن تنحصر العلامات الوحيدة التي تدل على الكسر في الشعور بالألم والتورم الخفيف في الغالب. ويشير وجود كدمة في مكان الإصابة، أو الشعور بالألم المستمر لأيام، إلى وجود كسر، ولكن في الغالب تكون الطريقة الوحيدة للتأكد من وجود كسر هي الأشعة السينية.

إذا كنت تشك في وجود كسر فعليك ألا تزيد من خطورة الإصابة؛ من خلال عدم تحريك المنطقة المتأثرة.

من الممكن تناول مسكن للألم لا يحتوي على الأسبرين، وإذا كان باستطاعتك أن تقوم بعمل جبيرة للمنطقة المصابة ووضع أكياس من الثلج عليها فافعل ذلك، قبل أن تأخذ طفلك للطبيب.

الكسر بمفصل الرسغ

إذا سقط طفلك من أعلى إحدى ألعاب التسلق أو أثناء التزلج على الجليد، واستند على ذراعه المفرودة على آخرها، فمن الممكن أن يصيب مفصل الرسغ. تسبب إصابة الرسغ شعورا فوريا بالألم، ولكن الألم قد لا يكون حادا؛ مما يعني أنك ربما لن تأخذ طفلك إلى الطبيب إلا بعد أيام من الإصابة. تتمثل إحدى العلامات التي تدل على نوع شائع للغاية من الكسور في وجود ألم حاد في نقطة معينة تقع أسفل قاعدة الإبهام تماما، ويمكن التأكد من ذلك من خلال الأشعة السينية، ويمكن حل هذه المشكلة بعمل جبيرة للمنطقة المصابة.

التجبير

يجب أن تفحص أغلب العظام التي تتعرض للكسر في غرفة الطوارئ في أسرع وقت ممكن. وعند تعرض الطفل لكسر خطير عليك أن تطلب الإسعاف ولا تحاول تحريك الطفل بنفسك، إلا إذا كنت مضطرا لذلك. وإذا تعذر -لسبب من الأسباب- الحصول على المساعدة الطبية الفورية، فستحتاج إلى وضع جبيرة على المنطقة المصابة. إن التجبير يخفف الألم، ويمنع حدوث مزيد من التلف الذي قد ينتج عن تحريك العظام المكسورة. ويجب أن تدعم الجبيرة الطرف المصاب، بحيث لا تتحرك منطقة أسفل الإصابة وأعلاها، فجبيرة مفصل الكاحل –مثلا- يجب أن تصل إلى الركبة، أما بالنسبة لمفصل الرسغ المكسور فيجب أن تغطي الجبيرة الخاصة به المنطقة الممتدة من أطراف الأصابع حتى الكوع.

ستحتاج إلى لوح خشبي لعمل جبيرة طويلة، وإذا كنت تحتاج إلى عمل جبيرة قصيرة لطفل صغير فيمكنك أن تستخدم قطعة من الكرتون، وتطويها إلى طبقات متعددة. عليك أن تحرك الطرف المصاب برفق شديد عند وضع الجبيرة، وأن تتجنب أي نوع من الحركة بالقرب من المنطقة المصابة.

ثبت الجبيرة على المفصل بإحكام عند عدد من المواضع، يتراوح ما بين 4 و6 باستخدام المناديل أو أشرطة القماش أو الضمادات.

ينبغي أن تكون حذرا حتى لا تتسبب في إعاقة الدورة الدموية، ويجب أن تكون هناك ربطتان قريبتان من الكسر، بحيث تكون هناك واحدة على كل جانب من جانبيه، وأن تكون ثمة ربطة في بداية الجبيرة، وأخرى في نهايتها.

بعد أن تضع الجبيرة على المنطقة المصابة ضع أكياسا من الثلج عليها، ينبغي ألا نضع الثلج مباشرة على البشرة من دون عازل من القماش على الإطلاق، وبشكل عام يجب ألا نستمر في وضع كمادة الثلج لأكثر من عشرين دقيقة في المرة الواحدة. إذا كان هناك كسر في عظمة من عظمتي الترقوة فاصنع حمالة على شكل مثلث كبير من القماش، واربطها خلف رقبة الطفل، بحيث يدعم الجزء أسفل الذراعين مرورا بالصدر.

إصابات الرقبة والظهر

الحبل الشوكي عبارة عن حزمة سميكة من الأعصاب تربط المخ بباقي الجسم؛ لذا يتسبب التلف الذي يصيب النخاع الشوكي في الإصابة بالشلل، وفقد السيطرة على وظائف المثانة والأمعاء، وفقدان الإحساس والألم المستمر. يمتد الحبل الشوكي داخل العمود الفقري، وهو عبارة عن أسطوانة من عظام الرقبة والظهر تغلفه وتحميه.

وتتعرض الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي للخطر إذا أصيب العمود الفقري بالتلف جراء السقوط، أو نتيجة التعرض لأي نوع آخر من الضغوط، ويأتي الخطر من الصدمة الأصلية التي تعرض لها العمود الفقري من محاولة تحريك الطفل بعد ذلك؛ لذا لا يجب مطلقا تحريك أي شخص تعرض لإصابة قد تكون أتلفت عظام الظهر أو الرقبة، وتتضمن مثل هذه الإصابات أي صدمة أفقدت الطفل وعيه، أو أي إصابة جاءت نتيجة تعرضه لضغط شديد. ويجب في هذه الحالة أن نساعد الطفل على أن يشعر بالراحة ونبقيه هادئا حتى تصل سيارة الإسعاف، وينبغي أن يكون الشخص الوحيد الذي يمكن أن يحرك طفلا يشتبه في تعرضه لإصابة بالرقبة أو الظهر، أخصائيا مدربا في مجال الرعاية الصحية.

إذا كان من الضروري تحريك الطفل قبل وصول المساعدة الطبية فيجب أن يوكل شخص واحد فقط بمهمة الإمساك برقبة الطفل ورأسه، بحيث تبقيان مثبتتين، وعند تحريك الطفل يجب أن يبقى رأسه ورقبته في نفس الموضع في كل الأوقات، ولا ينبغي على الإطلاق أن نلف الجسم من الرأس فقط؛ وبهذه الطريقة نقلل احتمالية تعرض الحبل الشوكي لمزيد من الإصابات.

إصابات الرأس

حتى قبل أن يتعلم الطفل المشي من الممكن أن يتعرض لإصابة بالرأس نتيجة السقوط من على السرير أو طاولة تغيير الحفاضات والملابس. إذا بكى الطفل في الحال ثم توقف عن البكاء بعد خمس عشرة دقيقة، ولم يتغير لونه، ولم يتقيأ، وتصرف وكأن شيئا لم يحدث، ولم يصب بتورم واضح في رأسه، فاحتمالية أن يكون المخ قد أصيب بشيء تكون قليلة. وحتى ذلك التورم الذي يظهر بسرعة على جبين الطفل بعد سقوطه على الأرض لا يعني وجود أي شيء خطير، ما دام الأمر يخلو من أي أعراض أخرى، ولكن هذا التورم يكون بسبب حدوث قطع في وريد تحت الجلد. أما التورمات التي تحدث في أماكن أخرى من الجمجمة فقد تكون إشارات على وجود كسر بإحدى العظام. إذا كانت إصابة الرأس أكثر حدة، فقد يتقيأ الطفل، ويفقد شهيته، ويصبح لونه شاحبا لساعات، وتظهر عليه علامات الصداع والدوار، ويتعرض لحالات هياج وخمول بالتناوب، ويبدو عليه النعاس أكثر من المعتاد. إذا بدا على الطفل أي عرض من هذه الأعراض فيجب أن نتصل بالطبيب، وإذا فقد الطفل وعيه بعد سقوطه على الأرض، فيجب أن يعرض على الطبيب على الفور، حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض أخرى.

بعد تعرض الطفل لأي نوع من الإصابات بالرأس يجب أن نبقيه تحت الملاحظة الدقيقة لمدة تتراوح ما بين أربع وعشرين ساعة وثمان وأربعين ساعة؛ فمن الممكن أن يضغط النزيف الذي يحدث تحت عظام الجمجمة على المخ، مسببا أعراضا قد لا تكون واضحة في البداية، ولكن تكتمل على مدار يوم أو اثنين. ويعتبر أي تغير في السلوك -خاصة تزايد الخمول أو الهياج أو الشعور بالدوار- علامة إنذار خطيرة.

وأخيرا، يجب أن نتابع أداء الطفل في المدرسة إذا تعرض لإصابة بالرأس، فالأطفال الذين تعرضوا لارتجاج بالمخ (وهو عبارة عن إصابة بالرأس يستتبعها فقدان للوعي، أو عدم تذكر الحدث) ربما يعانون من صعوبة التركيز أو من فقدان للذاكرة. ويجب أيضا أن تتفقد ما إذا كان طفلك قد تعرض لأي إصابة بأسنانه.