يتمتع الحبل الشوكي بحماية الحلقات العظمية (أو الفقرات) ولكنه قد يصاب إذا تعرضت العظام للكسر أو التحرك من مكانها. فإذا تلفت خلايا عصبية كثيرة، فإن هذا غالبا ما يؤدي إلى فقدان الإحساس بحركة العضلات. ولم يتمكن الأطباء بعد من إعادة لحام الالتهابات العصبية المتمزقة لجعل الدوائر الكهربية العصبية تعمل من جديد. وبدون علاج وأحيانا برغم العلاج، قد تسوء إصابة الحبل الشوكي مع الوقت، ويستغرق الأمر غالبا مدة قد تصل إلى ستة شهور حتى يتحدد مقدار ما يستطيع الشخص استعادته من وظائف.
وتعتمد أعراض إصابة الحبل الشوكي على موقع التلف. فأسفل مستوى إصابة الحبل الشوكي، يكون الجسم مشلولا وبدون إحساس. ومن ثم كلما كان مستوى الإصابة أعلى (أو أقرب إلى الدماغ)، كان تأثيرها أكثر تدميرا.
فتلف المنطقة العنقية من الحبل الشوكي على سبيل المثال، قد ينتج عنه شلل رباعي QUADRIPLEGIA (فقدان الإحساس وعدم القدرة على تحريك الأطراف الأربعة). أما تلف منطقة أسفل الظهر فقد يسبب شللا كساحيا PARAPLEGIA (أي شلل في الجزء الأسفل من الجسم وكلتا الساقين)، مع خلل أو فقدان كامل لوظائف المثانة، والأمعاء والوظائف الجنسية.
الأسباب الرئيسية لإصابات الحبل الشوكي
حوالي 10آلاف إصابة للحبل الشوكي يبلغ عنها في الولايات المتحدة كل عام. وطبقا لما يورده الباحثون، فإن هناك 4860 فردا آخرين يصابون في الحبل الشوكي يموتون قبل الوصول للمستشفى.
الأسباب / % من الإصابات
- حوادث السيارات / 44%
- العنف (جروح نتيجة لطلقات المسدسات) / 24%
- السقطات / 22%
- الرياضات / 8%
- غيرها / 2%
الأعراض
قد لا يكون الألم سمة بادية في إصابة الحبل الشوكي، وبخاصة إذا كانت الإصابة قد سببت افتقادا للإحساس. غير أنه قد يحدث ألم شديد في مناطق مجاورة. وتعتمد درجة العجز بشكل رئيسي على موقع وشدة الإصابة.
إن الضعف أو التنميل أو شلل العضلات أمور قد تحدث بشكل فوري أسفل نقطة الإصابة أو قد تحدث بشكل مطرد مع تراكم السائل الشوكي بالقرب من المنطقة التالفة.
خيارات العلاج
تبدأ العناية بالمصاب لدى موقع الحادث. وما لم يكن الشخص في خطر، فإنه لا ينبغي مطلقا تحريكه من مكانه، فالحركة قد تسبب له مزيدا من تلف الحبل الشوكي. وقد يحتاج الأمر لوسائل الإبقاء على الحياة مثل إيصاله بجهاز تنفس صناعي لمساعدته على التنفس.
وقد يحقن الشخص بعقاقير كورتيزون للإقلال من التورم واستعادة تدفق الدم للأعصاب التالفة. ومن أمثلة ذلك عقار يسمى ميثيل بريدنيسولون، الذي يستطيع إعادة بعض الوظائف عند حقنه خلال ست ساعات من الإصابة.
يتم الحصول على صور أشعات للعمود الفقري، والفقرات والمخ بأسرع ما يمكن، باستعمال أفلام أشعة إكس، والأشعة المقطعية بالحاسب الآلي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، إذا كان في الإمكان تخفيف الضغط على الحبل الشوكي في خلال ساعتين من الإصابة، فقد يكون هنآك أمل في استعادة بعض وظائف الأعصاب الشوكية.
وقد تكون الجراحة ضرورية لإعادة بناء الفقرات المحطمة، ولتصريف الفائض من السائل الشوكي، أو لإزالة أي شظايا متفتتة من العظام أو الأجسام الغريبة التي انحشرت بالحبل الشوكي. وفي بعض الأحيان تستخدم بكرات الشد بهدف تثبيت وضع الجسم.
والأهداف النهائية هي علاج المضاعفات التي تنشأ عن الإصابة ووضع خطة لبرنامج تأهيلي. فإذا شفي المريض من بعض مشاكل الإحساس والحركة واستعاد بعضا منها خلال أسبوع، فقد تكون تلك علامة على إمكان استعادة كل وظائفه.
ويعالج فقدان السيطرة على المثانة بالعقاقير، وبالقسطرة (إدخال أنبوب رفيع في قناة مجرى البول لكي يتجمع فيها البول)، وفي بعض الأحيان، بالجراحة لعمل مثانة صناعية. ومشاكل المثانة تجعل المريض عرضة لعدوى المسالك البولية، والتي يمكن أن تعالج بالمضادات الحيوية.
ويبدأ العلاج الطبيعي أثناء وجودك بالمستشفى وقد يستمر بمجرد انتقالك لمركز التأهيل. ويقوم المعالج الطبيعي بتحريك العضلات يدويا للمحافظة على التناغم العضلي، وتجنب حدوث ضمور عضلي (هزال)، وتحسين الدورة الدموية. وسوف يعلمك المعالج المهني كيف تؤدي مهام عملية وتستخدم الكرسي المتحرك ذا العجلات وسوف يساعدك على إعادة تنظيم منزلك.
ويستعمل التنشيط الكهربي، وفيا يتم توليد نبضات كهربائية، في استثارة العضلات لكي تتحرك وذلك عند أولئك الذين فقدوا وظائفهم الحركية. وعلاوة على ذلك، يبحث العلماء عدة عقاقير تجريبية مصممة خصيصا لاستعادة الوظائف الحيوية للأعصاب الشوكية.