أنا حامل في الشهر الرابع. لقد لاحظت زيادة خفيفة في الإفرازات المهبلية. هل يعني هذا أنني مصابة بالتهاب؟
تعتبر الإفرازات الخفيفة اللبنية ذات الرائحة الخفيفة (والمعروفة لدى أطباء التوليد باسم الثر الأبيض) طبيعية خلال فترة الحمل. وهدفها نبيل: حماية قناة الولادة من العدوى والحفاظ على توازن صحي من البكتيريا داخل المهبل. وللأسف، لتحقيق هدفها النبيل يتسبب الثر الأبيض في تلطيخ سراويلك الداخلية. وبسبب تزايده مع تقدم الحمل، ولأنه قد يصير أكثر سُمكًا، فقد تشعرين بمزيد من الراحة عند ارتداء بطانة داخلية خلال ثلث الحمل الأخير. لا تستخدمي السدادات القطنية، فهي قد تتسبب في دخول البكتيريا الضارة في المهبل.
وبرغم أن هذه الإفرازات قد تشعرك ببعض اللزوجة والحكة، فهي ليست مدعاة للقلق. فقط ابقي نظيفة (بالاستحمام اليومي) وجافة (بارتداء السراويل الداخلية ذات البطانة القطنية). ومن الأمور التي لا داعي للقيام بها (ويجب عدم القيام بها) استخدام الدش المهبلي؛ فهو يخل بالتوازن البكتيري داخل المهبل؛ ما قد يقود إلى إصابتك بالتهاب المهبل البكتيري. كما أنك لست بحاجة إلى استخدام المناديل المعطرة في مسح المهبل، حيث إن المهبل ينظف نفسه بنفسه. وإذا كنت لا تستطيعين العيش من دون هذا “الشعور بالانتعاش” فتأكدي من استخدام مناديل لا تخل بدرجة الحموضة وخالية من الكحول والمواد الكيميائية (فتغير درجة حموضة إفرازاتك الطبيعية قد يزيد من خطر التلوث). إذا لاحظت وجود رائحة غير معتادة لهذه الإفرازات المهبلية (تشبه رائحة السمك مثلًا) أو خروج إفرازات رمادية أو خضراء اللون، أو تهيج أو حرقان أو أية علامة أخرى تدل على الإصابة بعدوى، فاحرصي أن تطلعي طبيبك.
التهاب المهبل البكتيري
إن التهاب المهبل البكتيري هو أكثر الحالات المهبلية شيوعا عند النساء في سن الإنجاب، ويؤثر على أكثر من ثلاثة أرباع النساء وعلى 16% من الحوامل.
عادة ما يصاحب هذا الالتهاب – الذي يحدث عندما تبدأ أنواع معينة من البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي في المهبل في التزايد بأعداد كبيرة – إفراز مهبلي رمادي أو أبيض ذو رائحة قوية أشبه برائحة السمك أو ألم أو حكة أو حرقان (رغم أن التقارير تفيد بعدم وجود إشارات أو أعراض عند بعض النساء المصابات بهذا الالتهاب).
الخبراء غير واثقين تماما مما يسبب اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل، رغم تحديد بعض عوامل الخطورة، بما فيها استخدام الدش المهبلي أو اللولب
لماذا يجب أن تقلقي من حالة شائعة للغاية؟
هذا لأنه خلال الحمل، يصحب التهاب المهبل البكتيري زيادة طفيفة في المضاعفات – مثل التمزق المبكر للأغشية أو عدوى السائل السلوي – التي قد تؤدي إلى المخاض المبكر، وقد يكون مرتبطا أيضا بالتعرض لخطورة طفيفة للاجهاض وقلة وزن الولادة، ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت معالجة التهاب المهبل البكتيري العرضي بالمضادات الحيوية خلال الحمل تقلل من خطورة المضاعفات أم لا، فإن معظم الأطباء الممارسين سيعالجونه على أية حال.
احرصي على إخبار طبيبك الممارس بأية أعراض ربما مررت بها لكي يمكنك الحصول على التشخيص الصحيح … وإن لزم الأمر، العلاج الصحيح.
عدوى الخميرة المهبلية Vaginal yeast infection
أنا حامل. أعتقد أنني أعاني عدوى الخميرة المهبلية. فهل يجب أن أستخدم الدهان الذي أستخدمه في العادة، أم أحتاج إلى زيارة الطبيب؟
الحمل ليس وقتًا للتشخيص أو العلاج الذاتي – ولا حتى حين يتعلق الأمر بحالة تبدو سهلة مثل عدوى الخميرة المهبلية. وحتى إن أصبت بهذه العدوى مئات المرات من قبل، وحتى إن كنتِ تعلمين الأعراض السابقة واللاحقة (الدم المائل للصفرة أو للخضرة أو السميك والمتجبن ذو الرائحة الكريهة والمصحوب بحرقان أو حكة أو احمرار أو تقرح)، وحتى إن عالجتِ نفسك في الماضي بتجهيزات لا تتطلب وصفة طبية – فاتصلي بطبيبك الممارس هذه المرة.
يعتمد نوع العلاج الذي ستحصلين عليه على نوع العدوى التي أنت مصابة بها، الأمر الذي لا يمكن تحديده إلا من خلال الفحوصات المعملية. وإن تبين بالفعل أن هذه عدوى الخميرة المهبلية، وهي شائعة للغاية في الحمل، فقد يصف لكِ طبيك الممارس التحاميل المهبلية أو الجل أو المراهم أو الكريمات، وقد يصف لكِ أقراص فلوكونازول المضادة للخميرة (ديفلوكان) إن لزم الأمر، لكن بجرعات قليلة فقط وليومين بحد أقصى بسبب الخطورة المتزايدة المحتملة للإجهاض إن تم تناولها بجرعات أكبر.
للأسف، قد يزيل العلاج عدوى الخميرة المهبلية بشكل مؤقت فقط – فعادة ما تأتي وتختفي تلك العدوى إلى فترة ما بعد الولادة وقد تتطلب العلاج المتكرر. قد تستطيعين تسريع شفائك ومنع تكرار العدوى بالبقاء نظيفة وجافة بقدر الإمكان: امسحي واشطفي منطقة المهبلة من الأمام والخلف جيدًا بعد الاستحمام بالماء والصابون بالدش أو في حوض الاستحمام (يفضل الدش). أيضًا امتنعي عن استخدام مستحضرات الصابون المعطر وحمامات الفقاقيع (وأي شيء آخر يسبب التهيج) وارتدي ملابس داخلية قطنية وتجنبي السراويل الضيقة (خاصة غير القطنية) وأفسحي مجالًا للمنطقة المهبلية بأكبر قدر ممكن (ونامي دون ارتداء الملابس الداخلية إن استطعت).
قد يساعد تناول الزبادي الذي يحتوي على معينات حيوية على إبعاد بكتيريا الخميرة. وتستطيعين أيضًا أن تسألي الطبيب عن تناول المكملات الغذائية الفعالة المزودة بالمعينات الحيوية. تجد بعض النساء اللاتي يعانين عدوى الخميرة المهبلية المزمنة أن الانقطاع عن الأطعمة التي تتغذى عليها بكتريا الخميرة، مثل السكر والمخبوزات المصنعة من الدقيق المكرر، مفيد أيضًا.
لا تستخدمي الدش المهبلي؛ لأنه يخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل (التي يمكن ربطها بالتهاب المهبل البكتيري وتعرضك للفثالات الضارة ( أسباب وجيهة لعدم استخدام الدش المهبلي، سواء كنت حاملًا أم لا).
لا تحتاجين أيضًا إلى استخدام المناديل المعطرة عند تنظيف المهبل، لكن إن لم تستطيعي العيش بدون هذا “الشعور المنعش”، فاختاري المناديل المعطرة الخالية من الكحول والمواد الكيميائية ومتعادلة الحموضة لأن تغيير درجة الحموضة في إفرازاتك الطبيعية قد يزيد من خطورة العدوى.