قد تفكرين بإنجاب طفل آخر، ولكن ما هو الوقت الأنسب لذلك؟ أنت وشريكك فقط يمكنكما الإجابة عن هذا السؤال؛ وإذا كنت تفكرين بالانتظار حتى تصبح الظروف مواتية تماما، قد لا تنجبين أي طفل آخر؛ والحقيقة هي أن أي طفل يستقبل أو يحاط بالحب والرعاية، سوف يكون بحال حسنة بغض النظر عن الوقت الذي سيأتي فيه.
يمكن أن تساعدك المعلومات التالية على دراسة الأولويات وترتيبها لأهدافك فيما تخططين لإنجاب أطفال آخرين في المستقبل.
قضايا يجب أخذها بالحسبان
يجب أخذ بعض العوامل الأساسية بعين الاعتبار عندما تفكرين بولادة أو إنجاب طفلك التالي؛ وبداية، هذه بعض الأسئلة العامة:
● هل أنت جاهزة لتحمل مسؤولية تربية طفل آخر؟ حيث أن رعاية عائلة أكبر يمكن أن تكون لها ضريبة جسدية وعقلية وعاطفية، على الرغم من ميزاتها ومحاسنها الكثيرة.
● كيف يمكن لطفل جديد أن يؤثر في مهنتك أو عملك؟ هل من المهم بالنسبة لك أن تصلي إلى مستوى آخر في مجال عملك قبل أن تحملي وتلدي وتعتني بطفل وليد مرة جديدة؟
● ما هي أولوياتك المادية والمالية؟ هل يتوجب عليك أو على شريكك البقاء في المنزل للعناية بالأطفال؟ هل أنت مستعدة للتضحية بأمور معينة مقابل تغطية نفقات الطفل؟ هل ترغبين في ادخار المال لتأمين نفقات دراسة أولادك الجامعية؟
الفاصل بين الولادات Spacing
هل هناك فترة مثالية من الوقت يجب تركها بين الولادات؟ تكون الإجابة نعم أحيانا وليس تماما في أحيان أخرى، وإليك فيما يلي الإيجابيات والسلبيات لمختلف الطرق التي يمكنك اتباعها في الفصل بين ولاداتك.
من 1–2 سنة
يمكن أن يكون إنجاب الأطفال بفاصل من سنة إلى سنتين اختبارا مطلقا لصبرك وتحملك، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يحمل بعض الأخطار الصحية، إلا أن هذا لا يعني أنه غير ناجح.
الميزات (الإيجابيات)
● سيكون عمر أطفالك متقاربا في أثناء نموهما؛ وبذلك، قد يتشاركان بالاهتمامات والفعاليات نفسها، مما يسهل تكييف جداول أو برنامج العائلة، ويأمل الوالدان في أن يكون لدى أطفالهما المتقاربين بالعمر تقارب في الرفقة والصحبة.
● سوف تمرين بمراحل الحمل والإرضاع وتغيير الحفاظات والحرمان من النوم وتعليم استخدام المرحاض بوقت واحد؛ كما لا تحتاجين إلى إجراء تبدلات في منزلك متناسبة مع وجود الأطفال لمرات عديدة كما هي الحال إذا أنجبت أطفالك بفواصل زمنية أكبر.
● تكون فترة التأقلم مع وجود أخ أصغر بالنسبة لطفلك الأكبر أسهل, وربما هو بالكاد يذكر كيف كانت الحياة بدونه.
السيئات (السلبيات)
● العناية بطفلين في مرحلة الحفاظ غالبا ما تتركك منهكة معظم الوقت، ولن تدع لك سوى مجال أو وقت قليل لأمورك الشخصية، وذلك لفترة عدة سنوات.
● يمكن أن يؤثر التعب والتوتر سلبيا في زواجك؛ لذا، يجب أن تكوني مع زوجك كفريق عمل مستعد لمواجهة التحديات القادمة، وعليكما أن توفرا بعض الوقت الجيد لبعضكما البعض.
● قد يكون تأمين حاجات طفلين رضيعين مكلفا.
● ربما يشكل التنافس بين الأخوة مشكلة في أثناء نموهما.
● أشارت دراسات عديدة إلى أن الحمل لفترة أقل من 18 شهرا بعد آخر ولادة يمكن أن يزيد خطر حدوث الولادة المبتسرة (الباكرة) ونقص وزن الولادة، وربما يحدث هذا لأنه لم تتح الفرصة لجسمك ليعود إلى وضعه السوي بعد الولادة، حيث قد تكون معظم العناصر المغذية مستنفدة منه.
● ربما تؤثر الفترات القصيرة بين الحمول في صحة الأم، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الحمل مرة ثانية في فترة تقل عن ستة أشهر ربما تزيد خطر حدوث بعض المضاعفات الوالدية (لدى الأم)، مثل فقر الدم ونزوف الثلث الأخير من الحمل، وهذا ربما يعزى إلى أن جسمك لم يعد إلى وضعه السوي بشكل كامل من الحمل الأول.
● إذا أجريت لك ولادة قيصرية، وكان الفاصل بينها وبين الحمل التالي أقل من 18 شهرا، فإنه بذلك يزيد لديك خطر حدوث تمزق في الرحم في حال قررت محاولة الولادة المهبلية (الطبيعية).
● إذا كنت تقومين بالإرضاع الوالدي (الطبيعي)؛ فإن احتمال حدوث الحمل لديك يكون قليلا في أثناء ذلك، ولكنه يمكن أن يحدث؛ فإذا حملت في أثناء الإرضاع وقررت ألا تفطمي طفلك، يجب عليك أن تنتبهي بشكل أكبر إلى تغذيتك (نظامك الغذائي)، وقد يكون عليك استشارة اختصاصي في التغذية للتأكد من أنك تحصلين على حاجاتك الغذائية.
من 2 – 5 سنوات
ينصح معظم الخبراء بترك فاصل من 2 – 5 سنوات؛ فالطفل الأول يكون قد أصبح أكثر استقلالية (أقل اعتمادا على والديه)، ويكون لديك أنت وشريكك بعض الوقت لاسترداد القوة والطاقة اللازمتين.
الحسنات
● في هذه الفترة بين الحملين، يكون لديك الوقت المناسب لتعزيز الارتباط مع ولدك الأول، وإعطائه رعايتك أو عنايتك بشكل كامل (غير موزع).
● سوف يحصل ولدك الأول على فرصة أن يكون طفل العائلة من دون منازع (دون منافسة).
● عندما يولد طفلك الجديد، يكون أخوه الأكبر على الأغلب قادرا على اللعب بمفرده، وهذا ما يعطيك فرصة لقضاء وقت مع طفلك الجديد وحدكما.
● تكون أعمار أولادك متقاربة بشكل كاف ليحدث الترابط بينهم بسهولة.
● سوف تدفعين ثمن حفاظات لطفل واحد، بينما يمكن إعادة استعمال بعض حاجات الطفل الأول، مثل المهد والعربة، للطفل الجديد.
● لا يكون هناك اندفاع وعجلة في الإرضاع الطبيعي، فجسمك يحصل على الوقت الكافي لاستعادة المكونات الغذائية للحمل القادم.
● تفترض بعض البحوث أن الفترة المثالية بين الحمول – الوقت بين الولادة والحمل القادم – هي 18 إلى 23 شهرا، وهي تحمل أقل خطر لحدوث المضاعفات عند الأم والطفل.
● إذا أجريت لك ولادة قيصرية، فإن فترة سنتين إلى خمس سنوات قبل الحمل مرة ثانية تنقص خطر حدوث تمزق الرحم لديك إذا حاولت الولادة الطبيعية (المهبلية).
السيئات
● ربما يشعر طفلك الأكبر بالغيرة من الطفل الجديد؛ وليس من غير الشائع للطفل الذي عمره 3 إلى 4 سنوات أن يرتد بسلوكه إلى مرحلة الطفولة عندما يواجه منافسا له في رعاية والديه، رغم أن ذلك قد يزول مع الوقت.
● مع نمو الطفل الصغير وبداية تحركه أو مشيه وحده، قد تواجهين مشكلة التنافس على الألعاب والأنشطة.
● كلما تباعدت الفترة الحاصلة بين أولادك (أعمار أولادك)، اختلفت اهتماماتهم وأنشطتهم؛ لذلك، قد يتطلب منك التنسيق بين البرامج المختلفة في عائلتك تنظيما وتخطيطا هامين، الأمر الذي قد يزيد الضغط والتوتر على الوالدين.
5 سنوات أو أكثر
إن ترك فاصل بين أولادك لمدة تصل إلى 5 سنوات أو أكثر له منافعه، ولكن ينطوي أيضا على صعوبات، كما يحمل بعض المخاطر الصحية الممكنة عليك وعلى طفلك.
الإيجابيات
● تحصلين على فترة استراحة كبيرة بين الأطفال، وهذا يعطيك بعض الوقت للعودة إلى القيام بأشياء كنت تستمتعين بها قبل أن يكون لديك طفل رضيع، مثل الخروج للعشاء أو حضور فيلم أو أخذ عطلة (رحلة مغامرة) Adventurous vacation، كما يمكن أن تعطيك فرصة لإعادة التركيز على مهنتك أو على زواجك أيضا.
● يحصل كل طفل بشكل مفرد على اهتمام كبير في أثناء فترة طفولته.
● تكون الغيرة والتنافس أقل حدة بسبب اختلاف الأعمار؛ وبدلا من ذلك، يعامل الطفل الأصغر أخاه أو أخته الأكبر كبطل (شخص جدير بالاحترام)، بينما يأخذ الطفل الأكبر دور المدافع أو الوصي على أخيه الأصغر.
● يمكن أن يعطيك الانتظار 5 سنوات فرصة لادخار المال للطفل التالي.
السلبيات
● قد تعانين من صعوبات بعد مرور عدة سنوات (دون أن يكون لديك طفل صغير) في العودة إلى هذه المرحلة، حيث يمكن أن تكوني قد نسيت كم من الجهود تتطلبها العناية بطفل رضيع، وكم يمكن أن يكون ذلك مرهقا.
● وقد لا يكون جسمك بالمرونة نفسها التي كان بها سابقا، وقد تواجهين تحديا في العناية بأطفال في سن المدرسة أو المراهقة والعناية بطفل رضيع في الوقت نفسه.
● ربما تتنوع برامجك المنزلية والعائلية، ويصبح من الصعب جدا بالنسبة لك التنسيق فيما بينها كلها.
● يشبه بعض الوالدين أن يكون لديك ولدان متباعدان بالعمر بأن يكون لديك ولدان وحيدان، حيث يمكن ألا يتشارك طفلاك بالاهتمامات نفسها بسبب اختلاف العمر، كذلك قد لا يكونان بالتقارب نفسه الذي يكون بين أطفال متقاربين بالعمر.
● ربما تزيد الفترات الطويلة بين الحمول خطر حدوث مضاعفات معينة لك ولطفلك، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يحملن بعد ولادة الطفل السابق بخمس سنوات أو أكثر لديهن خطر أعلى لأن يظهر لديهن ارتفاع في الضغط الشرياني في أثناء الحمل (مقدمة الارتعاج) Preeclampsia والذي يمكن أن يؤدي إلى حالة مهددة للحياة، وهو يتميز بحدوث اختلاجات (ارتعاج) Eclampsia؛ كما أن الأولاد الذين يأتون بعد فترات طويلة من آخر حمل قد يكون لديهم خطر الولادة المبتسرة (الباكرة) Premature birth ونقص وزن الولادة؛ ويعتقد الباحثون أن النساء اللواتي ينتظرن خمس سنوات أو أكثر لينجبن طفلا آخر، ربما يفقدن بعض التأثيرات الواقية التي سببها الحمل الأول.
إعداد ولدك لاستقبال الطفل الجديد
قد يتوسل إليك طفلك الكبير لإنجاب طفل جديد للمنزل أو العائلة، رغم أن الأطفال غالبا ما تكون ردود أفعالهم مختلفة تماما عندما يصل الأخ أو الأخت الجديدة بالفعل.
وقد لا تكون ردة الفعل كما تتوقعين؛ فمن الطبيعي أن يشعر الأولاد ببعض الغيرة أو الاستياء عندما يولد أخ جديد، وتنشأ هذه المشاعر من مخاوف ممكنة بأنهم ليسوا محبوبين أو أنهم لم يعودوا المفضلين لدى والديهم؛ وفي معظم الأحيان، لا يستطيع الأولاد إظهار هذه المخاوف، ويمكن أن يعبروا عنها بالنكوص والارتداد إلى سلوك سابق، مثل استعمال اللهاية (المصاصة) Pacifier أو العودة إلى التكلم بطريقة الطفل الأصغر سنا أو البكاء أو التمسك والتعلق بك.
يمكن أن يشكل وصول الطفل الجديد شدة وصعوبة للعائلة بأكملها، ولكن يمكنك أن تلطفي بعض هذا التوتر وتلتفي عليه ببعض التروي والتخطيط وزيادة شعور أطفالك الآخرين بالأمان.
وإليك فيما يلي بعض المقترحات لإعداد أطفالك لوصول الطفل الجديد.
قبل الولادة
لا يتوجب عليك الاندفاع وإخبار أولادك بأنك حامل، بل يمكنك الانتظار حتى المراحل المتأخرة من الحمل، حتى ولو انتظرت لتصبح التغيرات واضحة عليك، حيث يمكنهم مشاهدة ما يحدث؛ وتشتمل الأمور الأخرى التي يمكنك فعلها مع أولادك عندما تكونين حاملا على ما يلي:
· ساعدي طفلك في وضع كتاب الطفل Baby book الخاص بكل منهم؛ وبذلك يمكنهم فهم كيف كانت الأمور عندما كانوا أطفالا صغارا، وكذلك يمكنهم إدراك المسافة الذي قطعوها، ويمكن أن تشرحي لهم بأن الطفل الجديد سوف يمر بكثير من التجارب والمراحل نفسها.
· تفحصي كتاب صور الطفل الذي يحدد مراحل تخلق الطفل في الرحم، وحاولي استعمال المصطلحات التشريحية الصحيحة عندما يكون بإمكانك ذلك.
· اقض وقتا مع عائلات لديها أطفال صغار، واشرحي لأطفالك أنه ربما تكون لديهم واجبات جديدة عندما يأتي الطفل الجديد، كأن يغنوا أغاني هادئة أو يبتسموا أو يضحكوا للطفل الصغير.
· دعي أولادك يقومون بإعلان الولادة Birth announcement من قبل الأخ أو الأخت الأكبر لتوزيعه على أصدقائهم أو زملائهم في المدرسة.
· حضري أطفالك جيدا بشكل مسبق لأية تغييرات ضرورية قبل ولادة الطفل الجديد، مثل تغيير الغرف، واحتفلي بالتغييرات كمناسبة خاصة لأنهم يكبرون.
· ابدئي بتعديل نظامك وتكييفه؛ وربما يكون عليك إنقاص عدد المرات التي تحملين فيها أطفالك.
· ضعي ترتيبات رعاية طفلك فبل ذهابك إلى المستشفى، ويفضل أن يكون الأطفال مع شخص ما يستمتعون بقضاء الوقت معه.
· خذي أولادك إلى صف خاص في المستشفى المحلي في منطقتك لاستقبال الأخ الجديد، أو اقرئي لهم قصصا تتعلق بوصول الطفل الجديد.
في المستشفى
· خصصي الوقت في المستشفى لأولادك مثلما تخصصينه للطفل الجديد.
· تسمح معظم المستشفيات في الوقت الحاضر للأخوة (الأطفال) بالانضمام إلى والديهم في جناح الولادة، وهذا يعزز الشعور بأنهم يشاركون في إجراء الولادة.
· أعيدي الاتصال مع أولادك الأكبر سنا، وامنحي كلا منهم بعض الاهتمام الخاص (بشكل منفرد) قبل أن تقدميهم إلى الطفل الجديد.
· دعي أولادك يتبادلون الهدايا مع الطفل الجديد.
· أجري حفلة عيد ميلاد عائلية صغيرة للطفل مع قالب حلوى وشمعة تحمل الرقم صفر.
في المنزل
عندما تعودي إلى المنزل، دعي آلة الرد Answering machine تجيب على الهاتف، واقضي بعض الوقت مع عائلتك الصغيرة Immediate family.
· استعملي أو استفيدي من إعلان الولادة الذي صنعه أولادك، وأكدي على مسألة أن الأخ الكبير أو الأخت الكبرى أصبح لديهما عضو جديد في العائلة.
· كلفي أولادك بمسؤوليات تتناسب مع أعمارهم إذا رغبوا بذلك، مثل إحضار الحفاظ النظيف عند التغيير للطفل أو التحدث معه أو الغناء له، لا سيما عندما يكون مهتاجا، ولكن لا تجبريهم أبدا على القيام بذلك.
· احتفظي بأماكن لأطفالك بحيث تكون مخصصة لكل منهم حصريا، مثل غرف النوم وأماكن اللعب، والتزمي باحترام هذه الأماكن.
· حاولي قضاء وقت منفرد (واحد – لواحد) مع أولادك الآخرين، بأوقات منتظمة، وليس من الضروري أن تكون يوميا؛ ولكن، اعتبري ذلك من الأولويات عندما تضعينها في برنامجك، وحاولي القراءة لطفلك الأكبر أو التمشي معه قليلا أو مشاركته تلوين صورة.
· إذا أظهر طفلك سلوكا عدوانيا، لا تنتقديه، ولكن نمي أي سلوك إيجابي له وقللي السلوك السلبي.
· حاولي الالتزام بالروتين اليومي المتعلق بأطفالك، مثل المدرسة أو مركز رعاية الطفل؛ وإذا كان ممكنا، دعي أولادك يشاركون في أنشطة العائلة، واقضي وقتا وحدك مع ولدك، فهذا سوف يعيد إليه الطمأنينة بأنه رغم تغير بعض الأمور، إلا أن حبك له لا يزال هو نفسه، وما تزال حاجاته أو حاجاتها مهمة.
· يمكن – حسب عمر ولدك الأكبر (الأول) – أن تعتمدي عليه كحاضن Baby-sitter لأخيه الأصغر في غيابك.