معظم الناس يجدون من السهل عليهم أن يتأملوا في مكان لا يعج بالضجيج والمشتتات البصرية. بالإضافة إلى ذلك، إذا أنشأت ارتباطاً بين بعض الأشياء وبين التأمل، فإن وجود هذه الأشياء في مكان التأمل يساعدك على الانخراط فيه بسرعة.
وكما ذكرنا في بداية هذا الكتاب، فإنك لن تحتاج إلى توفر أشياء كثيرة لكي تبدأ التأمل. فأهم ما ستحتاج إليه هو عدة دقائق يومياً ورغبتك في تعلم التركيز وتهدئة عقلك وجسمك. ورغم هذا، فإن تخصيص مساحة معينة للتأمل سيفيدك كثيراً. ولمعرفة المكان الأنسب بالنسبة لك، فكّر في الأماكن التي تأملت فيها من قبل ووجدت أنها تساعدك على التأمل. فالألوان والأثاث والأصوات والروائح وحتى درجة الحرارة ونسبة الإضاءة جميعها توثر في قدرتك على التركيز. وفيما يلي، ستجد بعض البنود التي قد تفيدك بصفة مبدئية.
كرسي أم وسادة
يجب أن تكون مرتاحاً بدرجة معقولة أثناء التأمل. لذلك، فإن معظم الناس يفضلون وضع سجادة على الأرض، على الأقل، كما يحتاجون إلى وسادة أو كرسي للجلوس عليه. وإذا كان جسمك مرناً بدرجة كافية للجلوس في وضع زهرة اللوتس، فهذا جيد. وإذا لم يكن جسمك مرناً، فإن الجلوس على وسادة أو مقعد صغير أو حتى كرسي كبير يمكن أن يفيدك. يجب أن يكون الكرسي صلباً وثابتاً بحيث تشعر بالأمان وأنت جالس فيه. وعندما تجلس داخل الكرسي، فإنك تستفيد من الجاذبية الأرضية في تثبيتك داخله براحة. وإذا جلست في كرسي، فضع كلتا قدميك مسطحتين على الأرض. يجب أيضاً أن تجلس وعمودك الفقري منتصب. يجب أن تبحث عن وضع متوازن بحيث لا تضطر إلى بذل مجهود كبير من أجل أن تحتفظ بعمودك الفقري منتصباً. وإذا اخترت التأمل أثناء الرقود على ظهرك، فادعم الجزء السفلي من عمودك الفقري بوسادة أو منشفة ملفوفة لكي تخفف التوتر الذي يقع على هذه المنطقة.
طاولة لوضع الأشياء عليها
ربما ترغب أيضاً في تخصيص طاولة لكي تضع عليها الأشياء التي لها معنى خاص بالنسبة لك. إضافة إلى هذا، من المهم أن تقوم بتضمين العناصر الأربعة في مكان تأملك: النار والأرض والهواء والماء. إن هذا لا يعني أنك يجب أن تشعل بعض الشموع أو تشغل مروحة لجلب الهواء أو ما شابه. وبالرغم من هذا، فإن بعض التمثيل لهذه العناصر يساعدك على إضافة بعض التوازن إلى مكان التأمل. على سبيل المثال، بدلاً من وضع ماء، يمكنك أن تضع صدفة بحر. ومن الممكن استخدام جرس لتذكيرك بالهواء الذي ينقل الصوت، ومن الممكن استخدام حجر لتذكيرك بالأرض. وحرق البخور والروائح الذكية يمكن أن يذكرك بالهواء الذي ينقلها. والشموع هي طريقة سهلة لتضمين عنصر النار، ولكنها تتطلب بعض الحرص لكي تتجنب اندلاع النيران إذا احترقت الشمعة بأكملها وتتجنب انتقال اللهب إلى أي مواد قابلة للاشتعال بينما أنت مستغرق في التأمل.
تزيين الحوائط
من الممكن استخدام الصور والنقوش لتزيين الحوائط في المكان الذي تخصصه للتأمل. اختر الزينة التي تتناسب مع رغباتك الشخصية. في نهاية الأمر، هذه هي المساحة الخاصة بك، وعليك أن تضفي إليها اللمسات الشخصية التي تشعرك بالراحة.
يجب أن تعطيك مساحة التأمل إحساساً بالرحابة. إن هذا لا يعني أنك يجب أن تخصص الغرفة بأكملها للتأمل، رغم أنك قد ترغب في هذا. إنه يعني أنك يجب أن تجلس بعيداً بما يكفي عن الجدران ولا تشعر بأن المكان مزدحم.
وقبل أن تنطلق وتنفق الكثير من المال على تزيين مساحة التأمل، ربما ترغب في تطوير مهاراتك في التأمل قليلاً. فالأشياء التي تراها باعثة على الهدوء قد تتغير مع الوقت. والصور التي تبدو مبهرجة أو مفزعة في البداية قد تصبح أكثر جاذبية فيما بعد عندما تقضي المزيد من الوقت في التأمل. لا تتعجل فيما تختاره لتزيين مساحة التأمل، حيث لديك ما يكفي من الوقت لكي تحدد ما يشعرك بالراحة ويعطيك أفضل إحساس. حاول أن تعمق إحساسك بمساحة التأمل نفسها أولاً، وبعد ذلك حدد المفروشات التي تتناسب معها ومعك.
فكر أيضاً فيما ورائك أثناء جلوسك. بعض الناس يفضلون الجلوس بحيث يكون ظهرهم للحائط مباشرة، والبعض الآخر يفضل الجلوس في منتصف المساحة المخصصة للتأمل. الكثير من الناس لا يرتاحون للجلوس وخلفهم باب. لذلك، إما أن تواجه الباب وإما تجعله ضمن رؤيتك المحيطية. نفس الشيء ينطبق على النوافذ؛ حاول أن تجلس في وضع يجعل اتجاه الضوء الآتي من النافذة مريحاً بالنسبة لك. وإذا كنت تتأمل في الليل، يجب أن يكون هناك قدر كافٍ من الضوء بحيث تجلس مرتاحاً في المكان، إلا إذا كنت تستخدم الظلمة نفسها لأغراض التأمل.
وإذا قررت إعادة تزيين مساحة التأمل، فاحترم الأشياء التي ستستبعدها منها، وتخلص منها بطريقة مناسبة كأن تعطيها لشخص ما ليستفيد منها أو تخزنها بحرص. فعندما تفعل هذا، فإنك تحافظ على توجهك الإيجابي تجاه التأمل والمساحة المخصصة له.
تجربة أماكن التأمل المختلفة
أثناء تجولك في البيئة المحيطة بك، انتبه إلى الأماكن التي تسير أو تتحرك داخلها. كيف تشعر في كل مكان منها؟ هل ما تحس به مناسب للغرض من المكان؟ وإذا لم يكن كذلك، فلماذا؟ ما الذي يمكن أن تغيره في المكان لتجعله أكثر راحة؟ كيف يؤثر ما تعرفه عن المكان في تأملك؟
ملخص
بالرغم من أن معظم أماكن التأمل بها خصائص مشتركة، فإن مساحة التأمل التي تفضلها قد تتضمن بعض العناصر الفريدة. ليس من الضروري أن تكون مساحة التأمل التي تختارها مكلفة أو مزخرفة لكي توفر لك الجو المناسب للتأمل. ومع التجربة والممارسة، ستكتشف أن هناك أشياء معينة تساعدك على التأمل بشكل جيد، مثل الجلوس في كرسي أو على وسادة مريحة. وهناك أشياء أخرى يمكن أن تشتتك، مثل الضوء الساطع أو الموسيقى الصاخبة. وعن طريق قضاء الوقت في تجربة بيئات التأمل المختلفة، فإنك ستنمي إحساسك بما هو مناسب لك، ويمكنك أن تقوم بتزيين مساحة التأمل طبقاً لذلك.