ربما بدت ساقاك أكثر امتلاء مما كانتا عليه أو كبر بطنك فجأة أو شعرت بأن ثدييك متورمان ومؤلمان. ترجع جميع هذه الأعراض إلى احتباس الماء في الجسم، أو ما يعرف طبيا بالأوديما. وهي تطرأ حين تسبح السوائل التي تجري عادة خلال الجسم في مساحات ضيقة بين الخلايا. وهي حالة أكثر شيوعا لدى النساء منها لدى الرجال لأن المرأة تملك مساحات أكبر بين خلاياها، مما يتيح لجسمها أن يتمدد أثناء الحمل.
والواقع أن ازدياد السائل هو أمر مألوف لدى معظم النساء تقريبا. فهو يتراكم ثم يختفي خلال الدورة الشهرية. ولكن بعض النساء يعانين من احتباس في السائل طيلة الوقت، وهي حالة قد تنشأ عن مشاكل صحية خطيرة. لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن يلجأ من يعاني من احتباس السوائل لأكثر من أسبوع إلى الطبيب للمعاينة وتلقي العلاج.
ويحاول الأطباء التقليديون علاج المشكلة عادة بواسطة مدرات البول. وهي عقاقير تضخ الماء خارج الجسم. ولكن عيبها هو أنها تطرد مع الماء البوتاسيوم والماغنيزيوم، وهما معدنان يسمحان للعضلات بأن تتمدد وللقلب بأن ينبض وللأعصاب بأن تتواصل مع بعضها بعضا. وللعقاقير تأثيرات جانبية مضرة عديدة، كرفع معدل سكر الدم وخفض الرغبة الجنسية.
ولا عجب بالتالي بأن يوصي الأطباء البديلون بوسائل طبيعية أخرى للتخلص من السائل المحتبس، بدءا من أكثر المواد طبيعية على الإطلاق.
دليل العناية الطبية
من شأن النساء في الفترة السابقة واللاحقة للحيض أن يعانين من زيادة في سوائل الجسم لأنهن لا يحصلن على كمية كافية من البروتين أو يعتمدن غذاء غنيا بالأملاح أو يفتقرن إلى الفيتامين ب6. ومن شأن الحساسية إلى الطعام أو المواد الكيميائية أن تساهم في ذلك أيضا. وفي ما يعتبر احتباس السائل القصير الأمد مشكلة غير خطيرة بالضرورة، إلا أن دوام الحالة قد يشير إلى خلل في التوازن الهرموني أو إلى فشل حاد في القلب أو الكلى.
إن لم يكن احتباس الماء جزءا طبيعيا من الدورة الشهرية أو رافقه قصر في النفس، خفقان في القلب، ألم في عضلات بطة الساق، أو انخفاض في نسبة التبول، عليك أن ترى الطبيب على الفور.
وربما رغبت برؤية طبيب يستعمل العلاج الطبيعي، كما تشير بيتي سي غو، دكتورة في الطب، طبيبة ذات توجه بديل في بيلفو، واشنطن. فالطبيب ذو التوجه البديل سيركز على اكتشاف السبب وإزالته، عوضا عن الاكتفاء بعلاج الأعراض بالأدوية، كما تقول. وحتى وإن كان استعمال مدر البول ضروريا، لديك فرص كثيرة لاختيار مستحضرات طبيعية، لا تشتمل على التأثيرات الجانبية التي يسببها العقار الطبي، كما تقول.
الماء: يغسل الكليتين
يصعب عليك التصديق بأن شرب كمية أكبر من الماء يساعد على التخلص من الماء المحتبس. أليست المشكلة أساسا هي أنك تعاني من فرط السائل في جسدك؟ في الواقع، حين يصاب الجسم بالتجفاف لأنه لا يحصل على الكمية التي يحتاجها من الماء، تقرر الكليتان الاحتفاظ بالماء في الجسم. وهذا واحد من أسباب الانتفاخ واحتباس السوائل، كما تشير بيتي سي غو، دكتورة في الطب، طبيبة ذات توجه بديل في بيلفو، واشنطن. لمنع الكليتين من معاملة الجسم وكأنه خزان مياه، توصي بشرب 8 أكواب سعة الكوب 240 سم3 من الماء يوميا.
الغذاء: جربي مدرات البول الطبيعية
ثمة عدد من الأطعمة التي تؤدي دور مدرات بول طبيعية تعمل على إزالة فائض السائل من الجسم، كما يشير مارك ستانغلر، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سان دييغو. وأفضل هذه الأطعمة، البقدونس، الكرفس، والبطيخ الأحمر، كما يقول.
ومن الخيارات الجيدة الأخرى، الهليون، الجزر، الأرضي شوكي، والفصفصة (alfalfa sprouts)، برأي د. غو. حاول بالتالي تناول حصة واحدة على الأقل من واحد من هذه الأطعمة يوميا، كما تنصح.
الهندباء البرية DANDELION: أفضل أدوية الطبيعة
يرى د. ستانغلر أن الهندباء البرية هو أفضل مدرات البول التي منحتنا إياها الطبيعة. وخلافا لمدرات البول الطبية، لا تطرد هذه العشبة البوتاسيوم من الجسم. لذا فهو ينصح الأشخاص الذين يعانون من احتباس الماء بأخذ 250 ملغ من خلاصة الهندباء البرية ثلاث مرات في اليوم. كما يمكنهم أخذ 30 إلى 40 نقطة من الصباغ في ½ فنجان من العصير أو الماء ثلاث مرات في اليوم، كما يقول.
ويمكنك استعمال الهندباء البرية باستمرار إن كان بهدف تخفيف احتباس الماء الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، بحسب د. ستانغلر. أما بالنسبة إلى احتباس الماء في فترة الحمل أو لتورم الساقين نتيجة لاحتباس الماء، فتستعمل الجرعة إلى أن تزول الأعراض ثم تخفض إلى النصف، كما ينصح.
ومن الأعشاب الأخرى التي تؤدي دور مدر للبول، القتاد، البوشو (buchu)، الأرقطيون، الفراسيون، إكليلية المروج، كما يقول د. ستانغلر. ويمكنك استعمال أي منها على شكل شاي أو خلاصة أو صباغ. تناول فنجانين أو ثلاثة من الشاي أو 30 إلى 60 نقطة من الصباغ يوميا. أما بالنسبة إلى الخلاصات المتوفرة على شكل كبسولات، فمن الأفضل اتباع التعليمات على الوصفة، برأيه. وحين تتم السيطرة على احتباس الماء، خفض الجرعة على النصف. ويمكن استعمال هذه الأعشاب باستمرار، كما يقول د. ستانغلر.
الفيتامين ب6: مفيد للكبد
يقوم الكبد بتصنيع البروتينات التي ترتبط بالماء وتقوده خارج الجسم. ولكن إن كان الكبد لا يعمل بشكل فعال، يمكن لصاحبه أن يصاب باحتباس الماء، برأي د. ستانغلر. ويرى بأن أخذ 100 ملغ من الفيتامين ب6 في اليوم من شأنه أن يقوي الكبد ويخفف الأوديما.
وأفضل طريقة للحصول على الفيتامين ب6 هي بأخذ مكمل من المركب ب، كما يضيف د. ستانغلر، مما سيعطيك مأخوذا متوازنا من جميع الفيتامينات ب.
الرياضة: القفز يدفع السائل على التحرك
يعتقد بأن القفز على ترامبولين صغيرة يساعد على تنشيط الجهاز اللمفاوي، وهي سلسلة من الأوعية الدموية التي تتحرك وتصرف السوائل. ومن شأن الحركة إلى الأعلى والأسفل أن تساعد على تخليص الجسم من فائض الماء، كما يعتقد فيرندر سودهي، دكتور في الطب (الأيورفيدا)، دكتور في الطب الطبيعي، طبيب أخصائي في العلاج الأيورفيدي والطبيعي ومدير الكلية الأميركية للعلوم الأيورفيدية في بيلفو، واشنطن. وهو يوصي بممارسة القفز لمدة 10 إلى 15 دقيقة كل يوم طيلة وجود السائل المحتبس. وتذكر بثني ركبتيك أثناء القفز، كما يحذر.