تتكون حياتنا من عناصر مهمة متعددة, فبالتأكيد يجب أن نعمل من أجل كسب العيش، ويجب أن تكون لدينا حياة شخصية من أجل الحفاظ على التوازن المهم. وعندما تتعارض هذه العناصر، أو عندما يبدو أن أحد العناصر أكثر أهمية من الآخر، فإننا نعاني اختلال التوازن، الأمر الذي ربما يتسبب في حدوث الضغوط في حياتنا. ويجب علينا إدراك هذا التوازن، ومعالجته من أجل الحفاظ على أسلوب صحي في الحياة.
التحدي
رغم وجود العديد من الجوانب في حياتنا، فإنه يمكن تقسيم أغلبها بين العمل والحياة. يمثل العمل ما نقوم به من أجل اكتساب العيش وتحقيق الإحساس بالجدارة الذاتية. ولكن الحياة أكثر تعقيدًا، وتأخذ في الاعتبار حياتك الاجتماعية، وعائلتك، وأصدقاءك. ومن المهم بالنسبة لصحتك العقلية العامة أن تحافظ على تحقيق التوازن المناسب بين العمل والحياة. ويتسم هذا التوازن بدرجة عالية من الموضوعية، وتجب معالجته. وعندما يختل التوازن بين العمل والحياة، فربما نشعر بالانزعاج وبدرجة عالية من الضغوط في حياتنا. ويتمثل التحدي في فهم طبيعة عملك وحياتك، وكيفية تفاعل الاثنين، ونوعية تبعات التوازن غير الصحيح بين الاثنين، والأمور التي يمكنك القيام بها من أجل استعادة هذا التوازن. وحالما نحقق توازنًا ناجحًا، فيمكننا الحصول على أفضل ما في حياتنا، والعثور على درجة كبيرة من الرضا. وربما تأخذ هذه العملية بعض الوقت، والجهد، والتواصل، وحتى العلاج، ولكنها تستحق الاستمرار في تحقيقها، وربما تؤدي إلى نتائج إيجابية سوف تؤثر على بقية حياتك.
الحقائق
رغم إمكانية تنوع عوامل العمل والحياة حسب موقفك الحالي، فإن هناك العديد من الجوانب التي تتناسب مع معظمنا، وتجب مراعاتها، عندما نحاول تحديد إذا ما كنا قد وجدنا التوازن الصحيح بين العمل والحياة أم لا.
وعادة ما تتضمن متطلبات العمل:
– التعامل مع التغيرات في مكان العمل؛
– التعامل مع المديرين؛
– إدارة الموظفين؛
– وضع الأهداف؛
– الاهتمام بتسويق العمل والتدريب؛
– حسن التعامل مع التغيرات، التي تتضمن المبيعات، أو اندماج الشركات، أو الإقالة التي تزيد أعباء العمل.
وعادة ما تتضمن المتطلبات الحياتية:
– الاهتمامات أو المشكلات الزوجية، التي تتضمن العلاقات الحميمة؛
– التعامل مع الأصدقاء والعائلة؛
– بيع المنزل أو الانتقال إلى موقع جديد، خاصة موقع يبتعد كثيرًا عن الموقع الحالي؛
– التحاق أحد الأبناء بالجامعة؛
– ولادة طفل جديد؛
– التعامل مع وفاة أحد أفراد العائلة؛
– رعاية أفراد العائلة الذين ربما يواجهون موقفًا لا يستطيعون فيه مساعدة أنفسهم.
ربما تؤدي ضغوط الافتقاد إلى التوازن بين العمل والحياة إلى نتائج معينة، ويمكن وضع هذه الأعراض في مجموعات كبيرة:
– الأعراض الجسدية، مثل الصداع والإجهاد العام؛
– الأعراض العقلية، مثل قلة التركيز أو الاضطراب؛
– الأعراض الانفعالية، مثل الاكتئاب؛
– الأعراض الاجتماعية، مثل العزلة والاستياء.
وربما يعود تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة بالفائدة على مؤسسة العمل والفرد. وتتضمن الفوائد العائدة على المؤسسة الزيادات القابلة للقياس في إنتاجية الفرد، وتحسن العمل الجماعي والتواصل، وارتفاع الروح المعنوية، وانخفاض الضغوط المؤسسية. وتتضمن الفوائد العائدة على الفرد ارتفاع القيمة والتوازن في الحياة اليومية، واكتساب فهم أفضل لماهية أفضل توازن تحققه بين العمل/الحياة، وزيادة الإنتاج والرضا الذي يجلبه، وتحسن العلاقات داخل العمل وخارجه، وانخفاض الضغوط في العمل والمنزل.
ويمثل تحقيق توازن جيد بين العمل والحياة مشكلة بالنسبة للعديد من الناس. ولقد كشفت دراسة حديثة، ضمت أكثر من 500000 موظف من قطاعي التصنيع والوظائف الخدمية، أن اثنين من كل خمسة موظفين لا يشعران بالرضا عن التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية. ويمكنك إلقاء نظرة خاطفة على التوازن بين العمل والحياة، عن طريق حل هذا الاختبار البسيط باستخدام علامة صواب أو خطأ.
إنني أجد نفسي أقضي المزيد والمزيد من الوقت على المشروعات المرتبطة بالعمل. | |
غالبًا ما أشعر بأني لا أملك وقتًا لنفسي، أو لعائلتي، أو أصدقائي. | |
بغض النظر عما أقوم به، يبدو أن هناك جدول أعمال موضوعًا لكل دقيقة في اليوم. | |
في بعض الأوقات، أشعر كأني فقدت رؤية هويتي وسبب اختياري هذه الوظيفة. | |
لا يمكنني أن أتذكر آخر مرة كنت فيها قادرًا على إيجاد وقت لأخذ إجازة. | |
إنني أشعر بالضغوط في معظم الأوقات. | |
في بعض الأوقات، أشعر بأني أكاد لا أجد وقتًا لالتقاط الأنفاس قبل الانتقال إلى المشروع التالي. | |
لا يمكنني تذكر آخر مرة أنهيت فيه قراءة كتاب كنت أقرؤه من أجل المتعة فقط. | |
أتمنى لو كنت أملك مزيدًا من الوقت من أجل الاهتمامات والهوايات الخارجية، ولكني لا أجده. | |
غالبًا ما أشعر بالإرهاق – حتى في أول الأسبوع. | |
لا يمكنني تذكر آخر مرة ذهبت فيها إلى السينما، أو حضرت بعض المناسبات الثقافية. | |
إنني أفعل ما أفعله؛ لأن العديد من الأشخاص يعتمدون عليَّ. | |
تفوتني العديد من المناسبات العائلية بسبب المسئوليات المرتبطة بالعمل. | |
في معظم الأوقات، أحضر العمل معي إلى المنزل. |
الحلول
يعد التوازن بين العمل والحياة لدى كل شخص أمرًا شخصيًّا يعتمد كثيرًا على توجهاته نحو حياته. ويشعر العديد من الأشخاص بدرجة كبيرة من الرضا والإحساس بالهوية من خلال أعمالهم. ويعتمد آخرون على الجوانب الأخرى في حياتهم بدرجة أكبر، من أجل تزويدهم بما يحتاجون إليه للتغلب على المشكلات. ولا يوجد شيء يسمى التوازن المثالي بين العمل والحياة، بل إن نوعية التوازن الذي تحتاج إليه ربما تكون مسألة خبرة مكتسبة عن طريق التجربة والخطأ أكثر من كونها شيئًا قابلًا للقياس.
يجب أن تفهم أن العجز عن تحقيق التوازن المناسب بين العمل والحياة ربما يؤدي إلى أمور مثيرة للضغوط على الجانب الخارجي والداخلي، وتتضمن الأمور الخارجية المثيرة للضغوط:
– التغيرات الحياتية الكبرى، التي ربما تكون إيجابية ولكنها لا تزال تمثل بنودًا يجب التعامل معها؛
– البيئة، مثل الضوضاء أو اضطراب الأضواء؛
– الأحداث غير المتوقعة، مثل زيادة النفقات، أو اقتطاع المرتب؛
– المشكلات العائلية؛
– ضغوط مكان العمل التي عادة ما تنشأ بسبب أعباء العمل المربكة أو الرئيس الذي لا يطاق؛
– مثيرات الضغوط الاجتماعية، مثل حضور موعد تعارف للمرة الأولى أو الاضطرار إلى إلقاء خطبة.
وعادة ما تتضمن المثيرات الداخلية:
– المخاوف، مثل الخوف من الطيران، أو المرتفعات، أو المخاوف الأكثر دقة، مثل التعامل مع أحد المواقف الاجتماعية؛
– الشك، الذي ينبع من التغيرات في العمل أو التشخيص الطبي؛
– التوجه، الذي يعني وجود رؤية سلبية للعالم؛
– غالبًا ما ترتبط التوقعات غير الواقعية بالنزعة المثالية أو الحاجة إلى التحكم.
إذا كان لديك مشروعك الخاص، الذي توظف فيه آخرين أو تعمل فيه مشرفًا، فإنك بحاجة لأن تدرك أن إنتاجية الموظفين ربما تعتمد على التأكد من أن موظفيك يحافظون على تحقيق التوازن المناسب بين العمل والحياة. وإذا اكتشفت وجود موظف يتصرف بطريقة تنم عن شعوره بالضغط، فربما يكون الوقت قد حان لكي تتحدث معه حول مقدار الوقت الذي يقضيه في العمل وكيفية تأثير هذا على الحياة بشكل عام. وإذا كنت تعمل لصالح نفسك، فإنه يجب أن تضع عينيك على سلوكك الشخصي وتتأكد من تحقيقك التوازن المناسب بين العمل والحياة. وربما يكون هذا أمرًا مثيرًا للتحدي بشكل خاص إذا كنت تعمل من خلال منزلك.
وإذا كنت تتطلع إلى تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، فربما ترغب في زيارة أحد المستشارين، أو الموجهين، أو المعالجين. ولكن، ها هي ذي بعض الأفكار التي يمكنك دمجها في حياتك على الفور.
– جرب تقليل ساعات العمل، وقضاء المزيد من الوقت مع عائلتك.
– تول دورًا أو منصبًا مختلفًا، يتسم في العادة بانخفاض الضغوط وفي الغالب بقلة العائد المالي.
– اختر التوقف عن العمل بصورة كاملة، وأن تصبح أبًا أو أمًّا تمكث في المنزل.
– قلل العمل، ولكن قم بتغييرات في أسلوب الحياة تؤدي إلى أن تكون حياتك أقل احتياجًا للمال.
– حدد الأمور المهمة بالفعل في حياتك، واعمل وفق ذلك.
– تجاهل الأنشطة غير الضرورية في كل من العمل والحياة الشخصية.
– لا تبالغ في وضع جداول مواعيد لنفسك.
– رتب أولويات كل شيء في حياتك على نحو صارم، والتزم بالخطة.
– تعلم كيفية قول “لا” في العمل والمنزل.
– نظم مكان عملك ومنزلك.
– دع وسائل التكنولوجيا، مثل الحواسب الآلية ووسائل المساعدة الرقمية الشخصية، تساعدك على تحقيق أهدافك، ولكن استخدم التكنولوجيا التي أثبتت نجاحها والتي تطمئن لها.
– عليك أن تدرك أن حياتك لن تكون مثالية أبدًا.