التصنيفات
صحة المرأة

اختيار طبيب الأطفال للمولود

إنّ طفلك ناضج بما يكفي ليكون له طبيبه الخاص! إلا أنه لن يتمكن من مقابلة طفلك حتى تلدين، إلا أنه ليس باكراً قط البدء بزيارته منذ الآن، وذلك بهدف تعرّف هذا الطبيب على التاريخ الطبي العائلي لطفلك، وتقدّم الحمل لديك والمشاكل الصحية التي تعانين منها وقد تؤثر على طفلك.

ويمكنك أن تتعرفي إلى شخصية الطبيب وأسلوبه الطبي لتحديد ما إذا كان الطبيب المناسب للعائلة ومدى نجاح الترتيبات المعدّة في مكتبه. يمكن أن يكون كل شيء جاهزاً فتكونين مستعدة متى أنجبت طفلك.

إنّ طريقتي المفضلة في البحث عن أطباء الأطفال الأفضل هي عبر التكلم مع ممرضات التوليد والمخاض في أقرب مستشفى معروفة. إنْ سألت الأصدقاء وحسب عن أفضل أطباء الأطفال، قد يوصون بطبيب لطيف لديه عيادة منظّمة جداً ولكن غير بارع طبياً في الأمور غير المرئية بالنسبة إليهم. إنْ سألت آخرين، قد تجدين طبيباً بارعاً ولكن يصعب على الوالدين والأطفال التواصل معه أو تشبه عيادته حديقة الحيوانات. عادةً، تكون الممرضات على اتصال بالناحيتين العلمية والإنسانية للأطباء وممارساتهم. كما أنهن في وضع يسمح لهن برؤية وسماع الكثير خلال مزاولة الأطباء لعملهم.

في حال وجود مرشحين، يُفضّل لقاء كلّ منهما لبضع دقائق لتعلمي أيهما “يناسبك” أكثر. إنّ الرضاعة والختان موضوعان رائعان للمناقشة لتعرفي مدى تواصلك مع الطبيب. لاحظي طريقة تفاعلك مع الطبيب. قد يكون ذلك أكثر أهمية من المعلومات المحددة المنقولة إليك. يجب أن تكوني مرتاحة مع هذا الشخص، واثقة من مدى اهتمامه، ومتشجعة لتواصلك معه في كلا الاتجاهين.

في آب/أغسطس 2003، جاء في عنوان رئيسي لوكالة رويترز “رجل يعاني من ألم في أذنه يخضع لعملية استئصال الأسهر”. في غرفة الانتظار التابعة للعيادة، أخطأ رجل في سماع اسم المريض التالي الذي سيراه الطبيب. وفقاً للمقال، “أغرب ما في الأمر أنه لم يطرح أي أسئلة على الطبيب الذي بدأ التحضيرات في المكان الذي لا علاقة له ولو قليلاً بأذنه”. هذا مثال متطرف على العلاقة القديمة الطراز بين الطبيب والمريض. لم يعرف الرجل الذي يخضع لعملية استئصال داءه. لم يتوقع أن يفسر له طبيبه كيف سيحل العلاج مشكلته. كان مريضاً لا فاعلاً.

وضع أبقراط القَسَم الشهير الذي يفرض على الأطباء إبقاء معرفتهم بالعلوم الطبية سراً محفوظاً. عندما كان أهلنا ينضجون، كنت هذه المقاربة اللافاعلة تشكّل معياراً.

إلا أننا نعيش في زمن العناية بالصحة الأكثر إثارة في التاريخ. إنّ فهمنا للصحة والمرض لا سابق له. وتستمر التطورات التقنية بشكل متسارع. ولكن الأهم على الأرجح هو أن الناس في القرن الواحد والعشرين يمكنهم (وعليهم) أن يتوقعوا نوعاً جديداً من العلاقة مع أطبائهم.

يعكس قَسَم الألفية للصحة وجهة النظر الجديدة هذه. فهو يقلب قسم أبقراط رأساً على عقب، حاثّاً الأطباء على الالتزام بتعليم الناس على فهم الصحة والمرض. نتخذ معظم قراراتنا المهمة المتعلقة بالعناية الصحية بين زيارات الطبيب وليس خلالها. منذ أقل من جيل، اقتصر دخول المكتبات الطبية على أخصائيي العناية بالصحة. أما اليوم، فتتوفر المعلومات الطبية للجميع في الكتب وعلى الإنترنت. إنّ الأطباء مستشارون يتمتعون بالخبرة ويستطيعون مساعدتك على فهم صحتك وصحة طفلك.

المسائل العملية

عندما تجدين طبيب الأطفال المناسب، فإن الجوانب العملية في عيادته مهمة جداً في تحديد ما إذا كان الطبيب قادراً على خدمة حاجات عائلتك:

● هل العيادة قريبة من منزلك؟

● في أي ساعات يعمل الطبيب؟ هل يعمل أيام الجمعة والسبت أو في المساء؟

● كم من الوقت تحتاجين مقدماً لتحديد موعد من أجل فحص جسدي؟ (الأمر مهمّ. إنْ كنت ستحددين موعداً مقدماً جداً، ستصابين بالإحباط. من جهة أخرى، إنْ لم يكن من داعٍ للانتظار، اسألي عن السبب. من الممكن أن تكون العيادة قد أضافت طبيباً آخر).

● هل تعطي العيادة مواعيد في اليوم نفسه للمرضى؟ هل يستقبلون الحالات الطارئة؟ إنْ صحّ ذلك، كم من الوقت يجب الانتظار؟

● هل يستقبل الطبيب الاتصالات الهاتفية خلال ساعات عمله في العيادة؟ (غالباً ما يوفر عليك هذا الأمر الذهاب إلى العيادة).

● أيمكنك التواصل عبر البريد الإلكتروني لعملية ملء الاستمارات، تحديد المواعيد و/أو طرح أسئلة عن الصحة؟

● كم طبيب يؤدي واجبه المهني بعد الدوام؟ إنْ احتجت إلى طبيب بعد دوامه المقرر، هل ستتمكنين من التحدث إلى أحد الأطباء في العيادة نفسها؟ إلى طبيب من عيادة أخرى؟ إلى ممرضة؟ مجيب آلي؟

● كيف تستقبل العيادة الحالات العادية غير الطارئة؟ هل يرتبط بعيادة تستقبل مرضى بعد الدوام؟ هل يستقبلك الأطباء في غرفة الطوارئ؟ أم أنك بمفردك؟

● كيف يتعاملون مع عملية دفع الحساب؟ هل يطلبون دفعة وقت الزيارة أم أنهم يرسلون الفاتورة إلى شركة التأمين ثم يعدّونها لك بعد تلقّي الدفعة من شركة التأمين؟