تعتبر النباتات من أقدم الأدوية التي استخدمها الإنسان. إن كتب الطب القديمة زاخرة بأنواع النباتات المختلفة والمستخدمة لشتى أنواع الأمراض. حتى وقت قريب كانت النباتات هي الأدوية الوحيدة المتوفرة، وبعضها ما يزال مستخدماً حتى اليوم.
نذكر على سبيل المثال مسكن الآلام الشهير المورفين، ومقوي القلب الديجتاليس. إن تقدم علم الكيمياء والعلوم المرادفة له في العقود الأخيرة من هذا القرن جعل من الممكن تركيب الأدوية في المختبرات والتحكم إلى حدٍّ بعيد في خواصها وفعاليتها. لذلك قلّ الاهتمام بالأعشاب الطبية وانحصر استخدامها في شكلها الطبيعي البكر في مجال الطب الشعبـي ودكاكين العشابين، ولكن الاهتمام عاد من جديد إلى المعالجة بالأعشاب لأسباب متعددة، منها تزايد خطر الآثار الجانبية للأدوية الحديثة، وارتفاع ثمنها ولا سيما في الدول الفقيرة مما يدفع المريض إلى البحث عن البديل الأرخص. هذا إضافة إلى الاتجاه العام في الوقت الحالي، وهو العودة إلى الطبيعة وتجنب المواد الكيميائية المركبة.
إن الكثير من الأعشاب الطبية لم يُدْرَس علمياً بعد، ولم يدخل إلى المخابر العلمية لتحليل هذه الأعشاب ومعرفة تركيبها الكيميائي والمواد الفعالة فيها ومقدار الجرعة المناسبة. ولكن الأبحاث جارية على بعضها لتعيين المكونات الفعالة التي تمنحها الخصائص العلاجية، ويأمل العلماء أن تكشف هذه الأبحاث عن نباتات يمكن استخدامها في الأمراض المستعصية مثل السرطان والإيدز.
يرجى الانتباه
● كون الأعشاب الطبية نباتات طبيعية هذا لا يعني أن تكون مأمونة كلياً، قبل استعمال أية أعشاب يجب التأكد من تأثيرها وكيفية تحضيرها وأية أعراض جانبية يمكن أن تسبّب بعض الأعشاب أعراضاً تحسسية أو يمكن أن تكون سامة.
● إنّ بعض الأعشاب نافعة بجرعات قليلة، ولكنها تصبح مؤذية إذا أفرط في تعاطيها.
● ينبغي توخي الحذر في استخدام الأعشاب الطبية عند الأطفال الرضّع (دون السنة من العمر)، قد تكون بعض الأعشاب مفيدة للكبار ولكن الرضّع لا يتحملونها، ويمكن أن تسبب لهم مغصاً أو إسهالاً أو تأثيرات خطيرة على القلب والتنفس.
بعض الأعشاب المستخدمة في بلادنا
اليانسون Pimpinella Anisum
هو عشبة من الفصيلة الخيمية، يستعمل مغلي البذور، يفيد في حالات عسر الهضم، تطبّل البطن، مسكّن للتشنجات المعوية، مهدئ ومنوم، طارد للغازات، مخفّف للسعال الجاف.
إن اليانسون من خلال تجربتي الطبية من أفضل الأعشاب الطبية المستعملة عند الرضّع.
البابونج Camomille
عشبة من الفصيلة المركبة، تستخدم أزهاره.
مضاد للتشنج في الجهاز الهضمي، طارد للغازات، مضاد للشقيقة والتوتر النفسي.
خارجياً يمكن استخدامه في معالجة الجروح والتقرحات والتهابات العين كما ويمكن أن يسبّب حالات حساسية شديدة.
النعناع Mentha Piperita
عشبة من الفصيلة الشفوية، تستخدم منه أوراقه الخضراء.
مزيل للاحتقان الأنفي وانسداده، منعش ومضاد لالتهاب الطرق التنفسية العلوية، يخفّف السعال ومقشع.
يساعد في حالات التهاب المعدة، مدر للصفراء.
الكراويا Carum Carvi
عشبة من الفصيلة الخيمية، تستخدم بذورها.
هاضمة، طاردة للغازات، مسكّنة للمغص.
الحلبة Trigonella
عشبة من القرنيات الفراشية. تستخدم بذورها.
تساعد في أمراض الجهاز التنفسي، إضافة إلى تأثيرها في زيادة إفراز الحليب عند الأم المرضعة، ربما اشتق الاسم من هذه الميزة.
كيفية تحضير الأعشاب الطبية
1– يغلى الماء، على سبيل المثال 100 مل.
2– يضاف إلى الماء المغلي ملعقة متوسطة الحجم (10 مل) من المادة العشبية المراد استخدامها.
3– يترك المزيج على نار خفيفة لمدة 5 دقائق.
4– يصفّى المزيج بواسطة مصفاة ناعمة للتخلص من الأعشاب والمواد العالقة وحتى يصبح المحلول صافياً.
5- يمكن إضافة ملعقة صغيرة (5 مل) من سكر الغلوكوز Glucose هذا إذا كان الطفل يرفض شرب المزيج دون تحلية.
6- يترك المحلول حتى يبرد قليلاً ويصبح بدرجة حرارة الجسم 37 مئوية.
7- يقدّم بين الوجبات أو قبل النوم.
8- لا ينصح بتقديم المشروب أكثر من مرة واحدة في اليوم.