إن استخدام التأمل للتداوي والعلاج يمكن أن يكون مفيداً للغاية على المستوى الشخصي، ويمكن أن يُستخدم التأمل كمكمل لعلاج الآخرين. أولاً، أريد أن أركز على العلاج الذاتي. إذا كنت مصاباً بالإرهاق، أو تعاني صداعاً أو ألماً في عضلاتك، أو إذا كنت منزعجاً من الناحية العاطفية، فإنك تستطيع علاج نفسك عن طريق التركيز وتحويل انتباهك. لقد أصبت ذات مرة في حادث سيارة وكنت في حالة ألم شديد نتيجة لكسر في الفك وعدة إصابات أخرى. لقد حاولت عندها أن أهرب من الألم، ولكنني وجدت أنني غير قادرة على ذلك. لقد كان التدريب التالي واحداً من التدريبات التي ساعدتني على التحكم في الألم، وقد وصل هذا التحكم إلى النقطة التي لم أعد أشعر بأنه موجود. ربما تعتقد أن هذا التدريب سخيف، ولكنني أؤكد لك أنه سيعمل بصورة جيدة إذا استطعت أن تتغلب على خجلك وتقوم بتنفيذه.
تدريب للعلاج الذاتي
1. اجلس أو ارقد في وضع مريح. تأكد من أن يديك وذراعيك مسترخيتان بدون أي شد أو توتر.
2. خذ عدة أنفاس عميقة، وأرخِ عينيك. لقد وجدت أن إغلاق العينين مفيد جداً في هذه الحالة لأنه يساعدك على التصور والتخيل.
3. فكر في جسمك كمصنع مليء بمئات أو حتى آلاف العمال، كل منهم يقوم بمهمته في نوبات عمل. اشعر بالطاقة تتحرك داخل جسمك. في البداية، سيكون الألم هو كل ما تشعر به، ولكن استمر في التنفس ببطء وستجد أنك أصبحت واعياً بأجزاء أخرى من جسمك.
4. تخيل “العمال” في “المصنع”. ربما تُفاجأ مفاجأة سارة عندما تكتشف أنهم يتصفون بسمات مرحة أو غير مألوفة. قد تجدهم يرتدون زياً موحداً، على سبيل المثال، أو ربما أنهم يُشبهون خلايا الدم ويتحركون أو يتراقصون داخل جسمك. فقط تخيلهم بالطريقة التي تشعر أنك ترغب في تخيلهم عليها.
5. لأنك تعرف أن الوقت قد حان لتغيير نوبة العمل، اشكر العمال على القيام بواجبهم. بعد ذلك، اطلب منهم أن يقوموا بشيء واحد من أجلك قبل أن يغادروا المصنع: اطلب منهم أن يأخذوا “أدواتهم” وينتقلوا إلى المكان الذي تعاني فيه من الألم. اطلب منهم تنظيف هذه المنطقة حتى يزول الألم منها.
6. الآن ببساطة لاحظ ما سيقوم به العمال وأنت تحافظ على تنفسك في حالة استرخاء.
7. عندما ينتهي العمال من مهمتهم، اشكرهم مرة أخرى.
في تأملي، يقوم العمال في مصنعي بإحضار مكانس منزلية عادية ويقومون بكنس الحطام والبقايا الموجودة في منطقة الألم. وعندما يفعلون ذلك، فإنهم يسمحون للخلايا الصحيحة بالتجدد واتخاذ مواقعها المناسبة مكان الخلايا القديمة. وفي تأملك، يمكن للعمال أن يحضروا مساطر لقياس المنطقة المصابة، أو يحضروا أي أدوات أخرى يختارونها. لقد وجدت أن “عمالي” يستطيعون أيضاً أن يزيلوا التوتر، ويخلصوا الجسم من أعراض الفيروسات، ويساعدوا في الهضم. إنهم ماهرون في صيانة الجسم، فهم يعيشون داخله. لا يهم كيف تتخيل هؤلاء العمال، ولكن المهم هو عزمك الذهني على إجراء التغيير الصحي.
ربما تغير من التدريب السابق لكي يتناسب معك. كل شخص لديه نقاط حساسة ونقاط تحفيز خاصة به، لذلك فإن “مصنعك” سيظهر بشكل مختلف عن مصنع كل شخص آخر. وهذا النوع من العلاج الذاتي سيتحسن مع الممارسة. في البداية، قد لا تلاحظ أي تغيير يُذكر. ومع ذلك، بمرور الأيام، ستلاحظ تغييرات كبيرة في قدرتك على الحفاظ على التصور وفي التأثيرات الإيجابية التي سيؤدي إليها.
معالجة الآخرين
هناك عدة وسائل للتركيز وتوجيه طاقة التداوي والمعالجة للآخرين، ولكنني لن أتناولها جميعاً بالتفصيل هنا. الريكي واللمسة الشافية والعلاج القطبي تعد أمثلة على أنظمة معالجة تدرب الفرد على التركيز وتوجيه الطاقة لمساعدة الآخرين. وهناك بعض الممارسات التي تدرب الفرد على أخذ الألم من الآخرين وإرسال الحب ليحل محله. وهناك أيضاً نظام آيكيدو وهو مرتبط بمعالجة طاقة الكي ki (وهي الطاقة التي تتدفق بصورة طبيعية في الجسم الصحيح). وهناك كذلك العلاج بالوخز بالإبر والعلاج بنقاط الضغط وهما يتيحان لمن يمارسهما أن يقوم بإعادة توجيه الطاقة إلى جسم شخص آخر.
أريد هنا أن أقدم لك وسيلة لمساعدة الآخرين بدون لمسهم، وبدون حتى أن تكون بالقرب منهم من الناحية المكانية. وقبل أن تضع نفسك في موضع من يرغب في مساعدة الآخرين، عليك أولاً أن تطور إحساسك بنفسك وبمكانك في العالم من حولك. ومن الوسائل التي تتيح لك ذلك، تأمل الكي.
تأمل الكي
لقد تعلمت هذا التأمل كجزء من تدريب الآيكيدو. يبدأ هذا الأسلوب بالجلوس وركبتاك على الأرض، وهو وضع صعب في البداية ولكن مع مرور الوقت ستجد أنه ليس مؤلماً بهذه الدرجة. من الممكن أن تستخدم وسادة مستديرة لتخفيف التوتر الواقع على ركبتيك. من الممكن أن تصاب قدماك وساقاك بالخدر، لذلك كن حريصاً عندما تنهض وامش بضع خطوات بحرص أولاً.
1. ارتدِ ملابس فضفاضة ومريحة. عندما تعلمت هذا التأمل، كنا نرتدي ثوباً موحداً بسراويل فضفاضة مناسبة لتدريبات الدفاع عن النفس.
2. اتكئ على ركبتيك ونظّم قدميك وساقيك. أنا أجد أن الوضع يصبح أسهل عندما أباعد بين ركبتي لمسافة عدة بوصات وأجعل أصابع قدمي متقاربة من بعضها البعض. إذا كنت تستخدم وسادة، فباعد بين قدميك. إذا لم تستطع تنفيذ هذه الجلسة، فاجلس في كرسي واجعل قدميك مسطحتين على الأرض.
3. ضع يديك على فخذيك في وضع مريح. يجب أن يكون ظهرك منتصباً ورأسك مرفوعاً.
4. انظر إلى نقطة ما على الأرض على بعد حوالي ستة أقدام أمامك.
5. ابدأ في التنفس ببطء. وفي أثناء تنفسك، تخيل نفسك وأنت تدخل في أعماق ذاتك. ومع كل نفس، اشعر بنفسك تزداد عمقاً داخلك. اجعل نفسك مدركاً لإحساساتك -ما تسمعه أو تتذوقه أو تشمه- ولأي خبرة تمر بها.
6. بعد بضع دقائق، تخيل نفسك تخرج من داخل ذاتك. ابدأ في إدراك الأشخاص الآخرين الموجودين في داخل الغرفة، والأصوات الموجودة داخل المبنى، والأصوات التي تستطيع سماعها من خارج المبنى. استمر في توسيع إدراكك، مع توسيع دائرة انتباهك.
7. بعد عدة دقائق، اعكس اتجاهك وابدأ في العودة إلى داخل نفسك. استمر في التأمل في كلا الاتجاهين لعدة دقائق.
سوف تكتشف بعد قليل أنك تصبح منغمساً في ذاتك للغاية عندما تكون في داخل نفسك. وما يثير الدهشة أكثر هو أنك ستكتشف أنك تستطيع توسيع انتباهك ليضم كل ما حولك حتى إذا كان بعيداً عنك. في البداية، ربما قد تجد بعض المعاناة وأنت تدخل وتخرج من إدراكك لنفسك ولما حولك. ومع التدريب، ستتمكن من متابعة تنفسك وتشعر بعلاقة أصيلة مع ذاتك الداخلية ومع العالم الخارجي.
يساعدك تأمل الكي على أن تصبح مدركاً لنفسك ولما يحيط بك. يفيد هذا التأمل للغاية في تدريبات الدفاع عن النفس، كما أنه يساعدك أيضاً في تركيز عقلك على المهام التدريبية وعلى علاقتك بخصمك أو شريكك، وعلى الطاقة المتدفقة بينكما.
إن هذا الإدراك هو الذي تستخدمه عندما تحاول مساعدة الآخرين، فأنت نفسك بالتأكيد كما أنك جزء من الكون الأعم. نظام الكياتسو kiatsu هو وسيلة لعلاج الآخرين مرتبطة بنظام الآيكيدو. المفهوم الأساسي في هذا النظام هو تركيز طاقتك، ومع الحفاظ على توازنك، تقوم بتوجيه هذه الطاقة إلى شخص آخر من خلال يديك أو إبهاميك.
تلقي التأمل وإرساله للآخرين
بالرغم من أن أساسيات التأمل قد تكون مفزعة بعض الشيء للمبتدئين، فإن الواقع هو أن ممارسته سهلة، كما أنه يفيد كل من يدخل فيه. التعاطف مع الآخرين يجعلنا نرغب في مساعدتهم، وعندما نفعل شيئاً مفيداً لشخص آخر، فإن ذلك يجعلنا نشعر بشعور أفضل حيال أنفسنا. وهدف هذا التدريب هو أن ترفع المعاناة عن شخص آخر، وتعطيه بدلاً منها حباً. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يشعر بالخوف، فإنك تقدّر خوفه وتعتبره كأنه خوفك أنت ثم ترسل إليه بدلاً من الخوف حباً وإحساساً بالثقة. وأنت تفعل هذا بوعي وبرغبة في مساعدته.
1. اجلس في وضع مريح
2. ابدأ في التنفس ببطء وبانتظام.
3. في أثناء الشهيق، تخيل نفسك تأخذ الخوف أو الألم من الشخص الآخر.
4. في أثناء الزفير، تخيل نفسك وأنت ترسل الحب والمداواة له.
5. استمر في هذا التدريب لعدة دقائق.
لاحظ أنك قد تشعر بقليل من القلق في البداية، ولكن عندما تستمر في التدريب ستشعر بهدوء وسلام أكبر. هذا التدريب هو عمل يدل على التعاطف مع الآخرين، كما أنه يساعدك في فهم نفسك. فأنت تقدّر حساسيتك للألم الجسدي أو المعنوي لدى نفسك ولدى الآخرين. ومن خلال رغبتك في تحمل ألم شخص آخر، أو على الأقل مشاركته فيه، فإنك تعرض أفضل ما لديك من سمات إنسانية.
وراء كل التدريبات الواردة في هذا الفصل، وفي الكتاب بأكمله، تأتي حقيقة أن الطاقة غير محدودة. فعندما تتوغل داخل نفسك ثم توسع إدراكك إلى الفضاء اللامحدود، أو عندما تستخدم طاقتك لتوجيه الطاقة إلى شخص آخر، أو عندما تتحمل ما لديه من معاناة وتعطيه بدلاً منها حباً، فإنك تدرك أنه لا توجد حدود بينكما. ويمكنك أن تتوسع بقدر ما يستطيع عقلك أن يتخيل، ويمكن أن تصل إلى أعماق أصيلة داخل نفسك. إن تدفق الطاقة منك إلى شخص آخر ليس محدوداً بأي شكل من الأشكال. فإذا كانت طاقة الكي تتدفق، فإنها طاقة لا تنفد. وإرسال الحب إلى شخص آخر هو طريقة أكيدة لاجتذاب حب الآخرين إليك.
عندما لا يكون العلاج الجسماني ممكناً
لا بد أن تأتي حياة كل منا إلى نهايتها. وهناك دائماً نقطة لا تُجدي فيها أي مساعدة طبية. كيف يمكن لنا أن نساعد شخصاً يحتضر؟
لقد وهبت إليزابيث كوبلر روس حياتها لبحث موضوع الموت والاحتضار. وقد اكتشفت أن أفضل هدية يمكن تقديمها لمن يحتضرون بلا أمل هي الحب العميق الأصيل. في كتابها The Wheel of Life تقول: “عندما تجلس مع شخص يحتضر وتركز عليه لساعات، فإنك ستكون في أرقى أشكال التأمل”.
ملاحظة الناس
ابحث عن مكان عام يعج بالناس وخصص لنفسك ما يكفي من الوقت لملاحظتهم.
1. اجلس في وضع مريح، أو قف في وضع ثابت، أو تمشَ.
2. ركز على الناس الموجودين من حولك. لاحظ أسلوب تصرفهم. لاحظ الأنماط المتكررة فيهم. لاحظ التعبيرات التي تظهر على وجوههم.
3. لاحظ كيف تشعر حيال ما تراه.
بالطبع، عندما ترى أشخاصاً يتصرفون بشكل غير حسن، ستتكوّن لديك مشاعر وستمر بخاطرك أفكار. قد تتراوح مشاعرك بين الفرح ثم الأسى ثم الفرح مرة أخرى. إن الانتباه الصريح اللازم لأداء مثل هذه الملاحظة هو مهارة تُكتسب. لذلك، لا تشعر بالإحباط إذا تذبذب انتباهك ولم تستطع تركيزه على الناس. وعن طريق ممارسة هذا التدريب، ستتعلم كيف تلاحظ مشاعر وإدراكات الناس ومشاعرك وإدراكاتك وأحاسيسك حيالهم. وربما تجد أنه بمرور الوقت تصبح أقل انزعاجاً من تصرفات الآخرين. ستصبح أقل انتقاداً لهم، وأكثر فضولاً لمعرفة ما يمرون به.
سنعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى في الفصل 18، ويكفي الآن أن تنفذ هذا التدريب عدة مرات وتلاحظ كيف يؤثر فيك.
المعالجة باللون
لقد ظل استخدام اللون جزءاً من حياة الناس منذ اختراع الطلاء والصبغة. وحتى قبل اختراع هذا، ربما قام الناس بتزيين البيئة المحيطة بهم بأشياء ملونة. إن استخدام الألوان في التأمل يمكن أن يحسّن الصحة ويساعد على العلاج ويغيّر من الاستجابات العاطفية.
ويمكن للتأمل باستخدام اللون أن يكون له تأثيرات جوهرية على الصحة العاطفية والجسدية، ويمكنه فيما بعد تحسين العمليات الذهنية بشكل إيجابي. وهناك اتجاهان عامان لاستخدام الألوان: الأول يستخدم النطاق الكامل من الألوان لتحقيق التوازن والتطهير، والثاني يستخدم لوناً محدداً لزيادة التركيز والتصور لأغراض محددة.
تأمل العلاج بالألوان عموماً
اجلس في وضع مريح وعيناك مغلقتان.
1. ابدأ في التنفس ببطء وبإيقاع منتظم.
2. تصور ضوءاً ذهبياً أمامك أو فوق رأسك. وفي أثناء تنفسك، اسحب هذا الضوء إلى داخل جسمك، أو تصور أن جسدك يتحرك في اتجاه هذا الضوء، أيهما أسهل بالنسبة إليك.
3. اشعر بالضوء وهو يتغلغل في كيانك بالكامل. اشعر بالطاقة وهي تنظف وتقوّم وتفك التعقيد في كل طرف من أطرافك وفي كل عضو من أعضاء جسمك. اشعر بهذه الطاقة وهي تذيب كل عقبة تصادفها وهي تتحرك داخلك.
4. تدرّب على هذا حتى يصبح مألوفاً بالنسبة لك.
5. كرر هذا التدريب، مع استخدام ألوان قوس قزح. ربما تربط هذه الألوان بنقاط الشاكرا التي ذكرناها في الفصل 10. وربما تربط الألوان أيضاً بشعورك حيال كل منها. بصفة عامة، سيكون من المفيد أن تتصور الألوان بحسب ترتيبها داخل قوس قزح: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي.
6. عندما تنتهي، تخيل نافورة مشعة من الضوء الأبيض المرقط بالذهب تصب فوقك وداخلك، أو تحيطك بشكل بيضوي يمتد فوق رأسك وأسفل قدميك.
ربما تجد أن بعض الألوان أسهل في تصورها من البعض الآخر. لاحظ كيف تشعر حيال كل لون. من الممكن أن تتوقع أن تشعر بشعور مختلف حيال كل لون. وإليك قائمة ببعض التوافقات التي يجدها الناس في الغالب بين الألوان وبين مشاعرهم الجسدية أو العاطفية.
اللون الأحمر
يرتبط اللون الأحمر بالنار أو الحرارة. وتصور اللون الأحمر يمكن أن يساعد في زيادة الإحساس بالدفء من الناحية الجسدية، وبالانفعال والغضب من الناحية العاطفية. يمكن للون الأحمر أن يقوي الدم ويحسن الدورة الدموية، وهو يرتبط بالدم والشجاعة أيضاً. تستطيع العين البشرية التمييز بين مئات الدرجات من اللون الأحمر، وهذه القدرة تنعكس على الاستعارات العديدة المرتبطة بهذا اللون. وفي تأملك، يمكنك أن تتصور درجات متنوعة من اللون الأحمر، بدءاً من الدرجة التي تقترب من اللون البرتقالي وحتى الزهري أو الكرزي الزاهي أو لون التوت البري، أو غيرها. لاحظ درجة اللون التي تتخيلها، وابحث عن هذا اللون في دولاب ملابسك أو في البيئة المحيطة بك.
اللون البرتقالي
يرتبط اللون البرتقالي بالصحة. وعندما أتخيل هذا اللون، فإنني أفكر في الجزر والبرتقال، وهما غنيان بفيتاميني أ و ج. وأفكر في حبات العقيق الأحمر التي تتميز بملمس بارد على الجلد، بغض النظر عن مدى حرارة الجو أو الرطوبة. وأفكر في الخوخ اللذيذ حلو المذاق. وطبقاً لما قاله بيل ستابر في كتابه Gems of 7 Color Rays، فإن اللون البرتقالي يُستخدم لإثارة الحيوية والفرح. وهو يوفر وسيلة لموازنة النظام الجسدي والعاطفي للإنسان، ولمعرفة ما يحتاج إلى تغيير من أجل تحسين صحته (ص 143-144). والتأمل باستخدام اللون البرتقالي يشجّع حالة من الرفاهية على الظهور داخلك.
اللون الأصفر
اللون الأصفر هو لون نشط، وهو لون الشمس، وأزهار منتصف الربيع، والذرة الناضجة. إنه لون دافئ ولكنه ليس حاراً ملتهباً. وقد يكون الحفاظ على تصور اللون الأصفر في التأمل أصعب من الألوان الأخرى. قد يكون السبب في هذا أننا عندما نركز على اللون الأصفر فإننا نفتح عقولنا لاتساع الشمس، وبالتالي نفقد التركيز.
اللون الأخضر
إن التأمل على اللون الأخضر يعمّق من اتصالك بكيانك الداخلي. ونحن نبتهج في الربيع عندما تزدهر النباتات وتحيط بنا بدرجات الأخضر المتعددة. وهذا اللون يستحثنا على التصرفات المثمرة. ويمكن لهذا اللون أن يخفف آلام الحزن والندم. كما يمكنه أن يزيد من مشاعر الرضا ويزيل سموم البدن والذهن والعاطفة. والتأمل على اللون الأخضر يمكن أن يساعدك في تحقيق نجاح أكبر في كل نشاطاتك لأنه يُنشئ اتصالاً أقوي بين الفعل الواعي والقصد غير الواعي.
اللون الأزرق
الأزرق هو لون السماء، وهو لون الفضاء. والتأمل على اللون الأزرق يمكن أن يحسن من قدراتك الذهنية عن طريق التخلص من أي مشوشات تغزو ذهنك. وعندما تغلق عينيك، ربما يكون من الأسهل أن تتخيل اللون البنفسجي أو النيلي. لذلك، ربما ترغب في البحث عن شيء أزرق لكي تركز عليه وعيناك مفتوحتان. وبمجرد أن تطور تركيزاً بهذا الشكل، سيصبح التأمل على الأزرق أسهل. بعض الناس يجدون أن اللون الأزرق يشجع على الراحة والنوم. لذلك، لا تُفاجأ إذا وجدت أن التأمل على هذا اللون يصيبك بالدوار.
اللون النيلي
يرتبط اللون النيلي بموجات ألفا التي تسري في المخ، وبالنية. إن تصور هذا اللون وعيناك مغلقتان أسهل نسبياً من الألوان الأخرى. وعن طريق التنفس ببطء وباسترخاء، ستتعلم كيفية استحضار هذا اللون بسهولة. وعن طريق تصور اللون النيلي، يمكنك تعديل موجات مخك لزيادة موجات ألفا. ومع التدريب والممارسة، يمكنك أن تستحضر هذه الحالة الذهنية بالقصد. العديد من الناس يشعرون بالراحة والانتعاش بعد هذا التأمل، كما تسترخي عضلات الوجه والرأس وتشعر بالسكينة. ستشعر أيضاً بقدرة أكبر على تحقيق أهدافك.
اللون البنفسجي
ربما تجد أنك عندما تتأمل، خاصةً وعيناك مغلقتان، تستطيع بسهولة تصور اللون البنفسجي أثناء استرخائك. فاللون البنفسجي، مثل النيلي، يتم إدراكه في الغالب عندما تكون موجات ألفا حاضرة في المخ. وهذا اللون يزيد من قدرتك على استخدام أجزاء مختلفة من عقلك. كما أنه يوجد مساحات للاتصال بدون الألم المرتبط بالقنوات الذهنية أو العاطفية. يمكن للون البنفسجي أيضاً أن يخلصك من الصداع ومن الآلام الجسدية الأخرى.
اللون الأبيض
التأمل على اللون الأبيض هو من أكثر أنواع التأمل على الألوان شيوعاً. يرتبط اللون الأبيض بالحماية النفسية، وبالصحة، والرفاهية. معظم الناس يستطيعون التأمل على اللون الأبيض وأعينهم مغلقة بسهولة. ومن النقاط المثيرة في اللون الأبيض أنه بالرغم من استخدامه للحماية، فإنه يقوم بهذه المهمة عن طريق تكوين رابطة قوية وليس عن طريق العزل ضد ما يُسبب الخوف. اللون الأبيض هو لون الطيف بأكمله؛ أي أنه يتضمن كافة الألوان الأخرى ليكون منها شعاعاً واحداً. والتأمل على هذا اللون يستحث الاستقامة الذهنية وأحياناً الأخلاقية والتي تجعل من الممكن أن يتخلص الإنسان من أنانيته.
التأمل من أجل الاسترخاء
بالنسبة لمعظم الناس، يعد الاسترخاء نقطة بداية جيدة عندما نرغب في معالجة أنفسنا أو معالجة الآخرين. فنحن نشعر بالضغط والتوتر ونتدافع في الحياة، بدون أن يتوفر لدينا وقت للاسترخاء. وكما أوضحت سابقاً، فإن كل شخص يتوفر لديه بعض الوقت في خلال اليوم يمكن أن يسترخي فيه، فقط إذا تعلم كيف يفعل ذلك.
في أي وقت تجد نفسك جالساً، خذ “وقتاً مستقطعاً” من دقيقتين إلى خمس دقائق ونفذ التدريب التالي.
1. خذ نفساً عميقاً ولاحظ شعورك حيال النفس في جسمك.
2. خذ نفساً عميقاً آخر، ولكن هذه المرة تخطَّ النقطة التي شعرت بها في المرة الأولى.
3. اخفض عينيك تجاه الأرض، ودع جفنيك يهبطا إلى موضع مريح لهما، ربما ينخفضان حتى ينغلقا تماماً.
4. أرخِ كتفيك وذراعيك ويديك، ودع يديك ترتاحا على ساقيك أو في حجرك.
5. أرخِ عضلاتك ورتّب قدميك، أو نظّم جسمك في وضع مريح.
6. استمر في أخذ أنفاس عميقة وبطيئة.
7. اخرج من هذا التأمل القصير بأخذ نفس سريع وإعادة تركيز عينيك.
قد لا تكون الدقيقتان وقتاً كافياً لتخليصك من كل التوتر الموجود داخلك، ولكنك ستجد أن التوتر قد انخفض لديك بقدر ملحوظ. وقد تشعر عيناك ووجهك براحة أكثر، وتشعر كتفاك باسترخاء أكبر. في الغالب، ألاحظ أيضاً أن معدتي وبطني قد أصبحتا “متمركزتين” بشكل أفضل؛ أشعر بأنهما أصبحتا مركز انتباهي.
وعن طريق التركيز على نفسك، فإنك تجلب انتباهك إلى داخلك. وحتى إذا كنت في انتظار مقابلة توظيف، فإن الدقيقتين اللتين قضيتهما في تنفيذ التدريب ستساعدانك على أن تصبح أكثر إدراكاً بما تريد أو تحتاج. وبغض النظر عن الموقف المحيط بك، فإنك ستجد دائماً دقيقتين للاسترخاء، حتى إذا اضطررت إلى الهروب إلى دورة المياه لتنفيذ التدريب. إن التركيز على نفسك حالة بديلة من الوعي يمكن أن تدخل إليها في أي وقت وأي مكان.
استرخاء الوجه
الكثير من الناس يحملون توترهم في وجوههم. قد يظهر هذا التوتر على شكل تحديق النظر أو جز الأسنان أو إمساك الفم في وضع معين لفترة طويلة من الوقت. ويمكن أن يمتد التوتر إلى أسفل إلى الرقبة أو إلى أعلى إلى فروة الرأس. والكثير من الصداع هو نتيجة مباشرة لهذا النوع من التوتر.
يجب أن تأخذ شهيقاً كاملاً ثم تزفر النفس مع كل خطوة من خطوات هذا التدريب.
1. ابدأ التأمل كالمعتاد.
2. خذ بضعة أنفاس عميقة وركز انتباهك على وجهك ورأسك ورقبتك.
3. اسمح لعينيك أن تنغلقا، وأرح لسانك على سقف فمك.
4. بينما تخرج النفس، تخيل أن عينيك تبتعدان عن بعضهما البعض قليلاً. لا تستخدم العضلات لكي تحقق ذلك بالفعل، وإنما تخيله فقط.
5. اسمح لفكك أن يهبط قليلاً.
6. تخيل أن حاجبيك يرتاحان على وسادة ناعمة.
7. مرة أخرى، تخيل أن عينيك تبتعدان عن بعضهما البعض قليلاً.
8. أرجح رأسك إلى الخلف وإلى الأمام قليلاً حتى تجد موضعاً مريحاً.
9. تخيل أن أذنيك أبعد إلى الخلف قليلاً.
10. استمر في التنفس بعمق لعدة دقائق.
11. أكمل تأملك.
إن العقل أداة قوية. ومجرد تخيل التغيير في وجهك يؤدي إلى استرخاء عضلاتك. إذا كنت قد درست علم التشريح، فإنك تستطيع استخدام هذا التدريب مع عضلات معينة. من الممكن تعديل التدريب ليعمل على أي جزء من الجسم. ربما ترغب في تصور لون معين بينما تقوم بخطوات التدريب. ومن الممكن تعديل الخطوات لكي تناسب احتياجاتك الشخصية. سوف تجد أنك تستطيع أن تقوم بهذا التدريب، أو النسخة المعدلة منه، في أي مكان تقريباً.
ملخص
التأمل من أجل التداوي يحتاج إلى الممارسة والتدريب. وقد تتمكن من تحقيق نتائج سريعة في منطقة ما، وبطيئة في مناطق أخرى. كل تدريبات التأمل تساعد على تحقيق الاسترخاء، وهو من المكونات الأساسية للصحة. والتركيز على التداوي أثناء تأملك يتطلب التكرار لتطوير المهارة. على سبيل المثال، في أول مرة تجرب استدعاء “عمال المصنع” لمساعدتك ربما تشعر بالسخف نوعاً ما. وسوف تتساءل طوال الوقت إن كان هذا سيؤدي إلى أي نتيجة. ولكن بعد عدة جلسات، سوف تجد أنك تشعر بتحسن بالفعل، سواء أكان التدريب سخيفاً أم لا. ونفس الكلام ينطبق على التأمل باستخدام الألوان. ففي البداية، قد يبدو التدريب سهلاً بشكل لا يُصدق، أو قد يكون مستحيلاً تقريباً. ومع التدريب، ستبدأ في الإحساس بالنتائج في جسمك أو ترى هذه النتائج على جسم من تساعده.
في الفصل التالي، سنناقش موضوعاً مهماً، وهو العثور على وسيلة التأمل المناسبة لك.