الغرض من استخدام عبارات “أنا” هو أن تخبر من أمامك بما يزعجك، وما تشعر به، وما تريده أن يتغير. هناك أجزاء ثلاثة:
1. أوضح ما قاله الطرف الآخر أو ما قام به وأزعجك: “وعدتنى بالأمس أن نناقش وضعنا المالي هذا الصباح، ولكنك استغرقت في النوم حتى وقت متأخر”.
2. أخبر الطرف الآخر عن شعورك: “أنا أشعر بالغضب وبالجرح حقا، فأنا قلقة لأننا بحاجة إلى معرفة الطريقة التي سنعمل بها على سداد التزاماتنا”.
3. والآن أفصح عما تريده بالتحديد: “أنا أريد أن نجلس سويا بعد الظهر، لنقرر ماذا سنفعل اليوم”.
تمرين. فكر في موقف يحدث لك الآن، وعبر عنه باستخدام عبارات “أنا”، ثم قرر أي الكلمات التي ستستخدمها لتصيغ الأجزاء الثلاثة.
يبدو استخدام عبارات “أنا” سهلا، لكن احذر من الوقوع في الأخطاء التالية:
• لا تجعل تعبيراتك عما يزعجك، أو تشعر به أو تريده، تعبيرات مبهمة. فلا فائدة من أن تقول: “لاري، أنت تعاملني بسوء، وأنا منزعج من ذلك، وأريدك أن تكون لطيفا معي”. عليك أن تُحدد للشخص الآخر، لماذا تشعر بالسوء لما يقوله، وماذا تعني بأنك منزعج، وكيف يمكنه أن يكون لطيفا معك أكثر.
• لا تقل “أنت تجعلني أشعر بــ..”. فمشاعرك هي مسئوليتك أنت.
• لا تهن من أمامك. فلن يرد لاري على عبارات “أنا” خاصتك ردا إيجابيا إذا بدأتها بــ “أيها الكسول الأبله…”.
• لا تتوقع حدوث المعجزات. فليس لأنك عبرت عما يدور في نفسك بعبارات واضحة، سيتحقق ما تريد.
• لا تستخدم عبارات “أنا” للشكوى فقط. عادة ما يستخدم الناس تلك العبارات للبوح بما يزعجهم. لكن لماذا نقصر دور ذلك الأسلوب القوي على المواقف السلبية فقط؟ لمَ لا نستخدمها لمدح أحدهم على سلوكه الإيجابي؟
• “سالي، بالأمس عرضت علي أن تذهبي بالأولاد إلى حديقة الحيوان، رغم أنكِ كنتِ تعملين طوال النهار”.
• “أشعر بسعادة بالغة عندما تأخذينهم معك، ويطمئن قلبي عندما أراكم تلعبون سويا”.
• “في المرة القادمة التي تذهبون فيها إلى حديقة الحيوان، سأذهب معك أنتِ والأطفال، لأشاهدكم وأنتم تستمتعون بوقتكم سويا”.
• جميعنا بحاجة إلى سماع المديح. وتسمح لك عبارات “أنا” بتحسين وقع نغمة المديح في أذن مستقبلها، لتعلم ما يعجبك تحديدا فيما يقوم به أو يفعله.
• عندما تستخدم عبارة “أنا” بصيغة إيجابية، لا تتبعها بكلمة “ولكن”. مثلا، في الموقف الذي ذكرناه للتو، لا تضف “… لكنكِ لا تقومين بما يكفي مع الأطفال في معظم الأحيان” لأنك بذلك حولت المدح إلى انتقاد. فالانتقاد يضع من أمامك في وضع دفاعي، خاصة عندما تقوله في شكل هجوم مفاجئ.
• لا تحوّل عبارات “الأنا” إلى هجوم على الشخصية. فالانتقادات من هذا النوع، هي عبارات سلبية تُستخدم لوصف بعض الصفات العامة لشخص ما. تستخدم تلك العبارات لفظ “أنت” وليس “أنا” مثل: “أنت كسول جدا” و”يا لك من أحمق”. و”أيها الغبي”. ربما يشعرك استخدامها بالراحة لبضع لحظات، فتشعر بالرضا لإيلامك شخص أثار جنونك. لكن هذا النوع من الهجوم يعزز سوء النية. كما أنه لا يقود من تنتقده إلى تغيير سلوكه، فمن سيغير من سلوكه طواعية لأن أحدهم أهانه؟ فالبعض يزداد إصراره في مواصلة نفس السلوك الذي أهنته بسببه.
هناك مشكلة أخرى تتعلق بالانتقاد الشخصي، وهي أنه يرفع عنك عبء مشاعرك، وأفكارك، وأفعالك، ليضعها على عاتق من تنتقده. فأنت تعتقد “لو أنه يكف عن التصرف بحماقة، حينها يكون كل شيء على ما يرام”. لكن ماذا عنك أنت؟ ألم تقم أنت أيضا بما يُزيد الأمر سوءا؟ لن يساعد لومك للطرف الآخر في تحسين الوضع، ليس بنفس الدرجة إذا قررت أنت تغيير الطريقة التي تستجب بها له.