استمرار مدمني الكحول بالتدخين يعيق الشفاء من الادمان
خلصت دراسة طبية اميركية الى ان استمرار المدمنين على الكحول في عادة التدخين يعيق شفاءهم من الادمان واستردادهم للقدرات الادراكية.
وثبت علميا ان الادمان المزمن طويل الامد على الكحول بالكميات التي يتعاطاها المدمنون يؤدي الى شذوذ في الادراك وكيمياء وبنية الدماغ ودورته الدموية.
وقد يظهر ان المدمنين يؤدون اعمالهم بشكل طبيعي, لكن الاختبارات العقلية “الادراكية” تفصح عن شذوذ او “قصورات صريحة” ويؤيد ذلك فكرة ان الادراك المتدهور بسبب الادمان لابد ان يتحسن لدى اقلاع المدمنين عن تعاطي الكحول.
تاخر
لكن د. تيموثي دورازو وفريق بحث ادارة المحاربين القدماء بسان فرانسيسكو وجدوا ان التعافي الادراكي قد يتاخر بسبب تدخين التبغ على الاقل بالشهر الاول للامتناع عن الكحول.
وكشفت دراسة منشورة بالعدد الحالي من نشرة “الادمان الكحولي.. البحث الاكلينيكي والتجريبي” ان التدخين يتداخل مع الايض الغذائي المتصل بتعافي الدماغ وتحسن الادراك. وقام الباحثون بتقييم حالات 25 مدمنا منهم 14 مدخنا و11 غير مدخن.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، تفحص الباحثون ادمغة المدمنين بحثا عن مادة “اسيتيل اسبارتيت-ن” المسؤولة عن حيوية الخلايا العصبية، ومادة الكولين المسؤولة عن صحة اغشية الخلايا. واجريت القياسات بعد سبعة ايام و35 يوما من بدء الامتناع عن الكحول.
اكتشاف
وجد الباحثون ان مستوى تركز “اسيتيل اسبارتيت-ن” في المادة الجدارية البيضاء لادمغة غير المدخنين قد ارتفعت في المتوسط من 28 وحدة بعد 7 ايام الى 29 بعد 35 يوما من الامتناع.
بالمقابل انخفض متوسط مستوى تركز هذه المادة لدى المدخنين في نفس الفترة من 28 الى 26.5 وحدة. كذلك وفي نفس الفترة، ارتفع متوسط مستوى تركز مادة الكولين لدى غير المدخنين من 4.5 الى 5.2 وحدات بينما ثبت متوسط تركز المادة لدى غير المدخنين عند 4.7 وحدات.
ولاحظ الباحثون ارتباطا ايجابيا بين الزيادة في مستويات تركز مادتي “اسيتيل اسبارتيت-ن” والكولين وبين التحسن بمختلف مجالات الادراك، بما فيها تنفيذ المهام والتعلم المكاني البصري والمهارات الحركية الدقيقة والتعلم اللغوي السمعي والذكاء العام.
نتيجة
وعقب شهر واحد من الامتناع عن الكحول، وجد الباحثون فروقا شاسعة بين المدخنين وغير المدخنين في اداء اختبارات الادراك التي تقيس مهارات التعلم المكاني البصري والذاكرة.
وتعلل هذه الفروق بالمواد السامة الناجمة عن التدخين كاول اكسيد الكربون والذرات (الراديكالية) الحرة، مما يؤثر سلبا –بشكل مباشر او غير مباشر- على انسجة الجهاز العصبي المركزي.
ومن اجل تعافي اسرع من الادمان، توصي الدراسة المدمنين بالتوقف عن التدخين ايضا منذ بداية امتناعهم عن تعاطي الكحول. وربما يكون شاقا ان يطلب من مدمن الكحول الامتناع عن الكحول والتدخين معا، في حين يشهد دماغه اختلالات كيميائية حادة في مرحلة مبكرة من العلاج والتعافي.
ويؤكد الباحثون على الترابط القائم بين التدخين والكحول، فتعاطي احدهما يقوي الرغبة في الاخر. واذا امكن لمدمن الاستغناء عن كليهما في نفس الوقت، فان ذلك يعزز فرص التعافي التام لان الشخص لا يتعاطى مادة تقوم بدور المحفز لاستعمال المادة الاخرى.