لا شك في أن أهم أحداث البلوغ هو بدء حدوث الدورة الشهرية، والذي يدل عليها حدوث الحيض، والذي يفاجئ الفتاة ويثير في ذهنها العديد من التساؤلات.
ويختلف موعد بدء الدورة الشهرية اختلافا بسيطا بين الفتيات سواء من السلالة نفسها أو من سلالات مختلفة ؛ ففي المتوسط تحيض الفتيات من الجنس الشرقي، والجنس السامي حول عمر 10 سنوات، وهي سن مبكرة بالنسبة للفتيات من الجنس الغربي، حيث يحضن حول عمر 12 سنة.
التبويض: وحدوث الدورة الشهرية يعني دخول الفتاة مرحلة الخصوبة، أي القدرة على الإنجاب، لكن ذلك في الحقيقة لا يتحقق خلال السنوات الأولى منذ بدء حدوث الحيض ؛ لأن الدورات الأولى لا يحدث فيها غالبا تبويض، أي خروج بويضة من المبيض كل شهر للتلقيح بالحيوان المنوي، وميعاد بدء حدوث التبويض بعد ذلك يختلف بين الفتيات ؛ فقد يحدث بعد سنة واحدة أو سنتين منذ بدء الدورة الشهرية، وقد يتأخر حتى عمر 16 أو 17 سنة.
الدورة هي بدء انتاج الهرمونات الانثوية
كما يعني حدوث الدورة الشهرية: أنه قد بدأ إنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية الدورية من المبيضين، وهما هرمونا الأستروجين والبروجستيرون. لكن مستوى هذين الهرمونين لا ينتظم أيضا بعد بدء الدورة مباشرة إذ يحدث له غالبا نوع من التذبذب، وهذا يفسر لنا سبب تعرض الفتيات بعد البلوغ لبعض الاضطرابات النفسية، مثل: تقلب المزاج، أو الاكتئاب، أو الميل للوحدة أو التشويش الذهني، وأحيانا قد يحدث خلط ما بين هذه الاضطرابات.
ويؤدي إنتاج هذه الهرمونات الجنسية إلى نضج جسم الفتاة وظهور الصفات الجنسية الثانوية (كما سبق التوضيح) ؛ ولذا فإنها تعتبر حدثا فسيولوجيا كبير الأهمية في حياة البالغة أو المراهقة، ويؤدي إنتاج الهرمونات الجنسية أيضا إلى حدوث تغيرات مؤقتة ببعض الأعضاء خلال الدورة الشهرية ؛ ففي النصف الأول منها يكون لهرمون الأستروجين تأثيرا حسنا أو شبابيا ؛ لأنه يجعل الشعر في أجمل صورة، ويجعل الجلد متوردا مزدهرا، ويرفع من الحالة المزاجية ؛ ولذا تشعر المرأة خلال هذه الفترة عموما بالازدهار، والقدرة على أداء مختلف الأشياء، كما يؤثر على نوعية الإفراز المهبلي قرب حدوث التبويض (بمنتصف الدورة الشهرية) ؛ فيصبح رقيقا شفافا جاريا ضعيف الرائحة.
بينما نجد في النصف الثاني من الدورة الشهرية، أي بعد حدوث التبويض، أنه تظهر تغيرات أخرى حيث يبدأ هرمون البروجستيرون في بيان تأثيراته بوضوح، فيتحول الإفراز المهبلي إلى إفراز سميك، لزج غير شفاف، ويصبح له رائحة مميزة نوعا ما. كما ينتفخ الثديان ويزيد حجمهما، ويصبحان أكثر حساسية للمس، ومع الاقتراب من موعد نزول الحيض قد يظهر وخز بالحلمة وإحساس بالألم والتقرح. كما يتميز هرمون البروجستيرون بأن له مفعولا شبيها بهرمونات الذكورة ؛ ولذا فإنه يتسبب أيضا في ظهور حبوب بالوجه أشبه بحب الشباب. وكل هذه التغيرات تغيرات طبيعية ووقتية تختفي مع بدء نزول الحيض .
مواعيد الدورة الشهرية
تستمر الدورة الشهرية لمدة 28 يوما في المتوسط، لكنها قد تطول عند بعض النساء إلى 33 يوما، أو تختزل إلى 26 يوما عند أخريات، كما تختلف مدة الحيض بين النساء بصورة طبيعية تماما، ويحتسب أول يوم للدورة منذ أول يوم لنزول الحيض. الأيام من 1 -13 في أول أيام الدورة لا يكون هناك هرمونات جنسية (أستروجين وبروجستيرون) تدور مع الدم، ثم تقوم الغدة النخامية الموجودة بالمخ بإفراز الهرمون المنشط لنمو حويصلة المبيض، والتي تقوم بدورها بإنتاج هرمون الأستروجين، ويؤدي ارتفاع مستوى الأستروجين لتنشيط نمو بطانة الرحم ؛ لتكون مستعدة لاستقبال البويضة الملقحة في حالة حدوث حمل.
اليوم 14 وفي منتصف الدورة الشهرية تقريبا يرتفع مستوى هرمون الأستروجين لأعلى درجة، وهذا يؤدي إلى تنشيط إنتاج المزيد من الهرمون المنشط لحويصلات المبيض، وإنتاج هرمون آخر يسمى الهرمون المنشط للجسم الأصفر والذي يؤدي لتفجير الحويصلة، وخروج البويضة منها. الأيام 15 – 28 تتحرك البويضة داخل قناة فالوب في اتجاهها للرحم (بينما تنمو الحويصلة لتكون الجسم الأصفر) والذي يفرز هرمون البروجستيرون في النصف الثاني من الدورة، وخلال ثلاثة أيام قبل الحيض ينكمش الجسم الأصفر ويموت وبالتالي ينخفض هرمون البروجستيرون.
ونتيجة لعدم حدوث حمل تتساقط بعض أجزاء من بطانة الرحم مصحوبة بكمية من الدم تخرج معها البويضة غير الملقحة، ويسمى هذا الإفراز بالحيض.
نظافتك أثناء الحيض
إن فترة الحيض ليست فترة تحريم لأي شيء (باستثناء اللقاء الزوجي) ؛ فقد ارتبطت هذه الفترة في أذهان بعض النساء بمعتقدات خاطئة مثل الاستحمام ربما لاعتقاد البعض بأن الاستحمام أثناء الحيض قد يجعل الدم يحتبس بالداخل ويمر إلى المخ؟ ! فيجب أن تمارس المرأة حياتها العادية بصورة طبيعية تماما أثناء الحيض، وأن تستحم كما تشاء ، ولكن يفضل استخدام الماء الفاتر ؛ لأن الماء الساخن يمكن أن يزيد من نزول الدم، كما يكفي الاغتسال بالماء والصابون ؛ فليس هناك أي داع لاستخدام مطهرات خاصة.
وأهم ما يجب أن تحرص عليه المرأة أثناء فترة الحيض تغيير الحفاضات الصحية بانتظام، وليكن ذلك بمعدل أربع ساعات يوميا، لأن بقاءها ملوثة بالدم لمدة طويلة يساعد على حدوث عدوى.