أهم تقع على عاتق أولياء الأمور مسؤولية مهمة وصعبة، حيث يشعر الأهل الجدد دائما
بالضغط أثناء محاولتهم تقديم الأفضل لأطفالهم، ومن الطبيعي أن يسألوا عن ماهية
السبل المتوفرة التي تضمن نمواً أفضل لأطفالهم وأن ينعموا بحياة مفعمة بالصحة
والسعادة، وصولاً إلى التساؤل عما إذا كانت لديهم القدرة على تقديم أفضل سبل
الإرشاد والوقاية المتوفرة.
الأسئلة الرئيسية التي يتجه معظم أولياء الأمور في الشرق الأوسط إلى تجاهلها، هو:
«هل قاموا بكل ما هو مناسب للعناية بأسنان أطفالهم؟».
كشفت إحصائية أجريت مؤخراً في الإمارات أن عدداً كبيراً من أولياء الأمور لا يدركون
أهمية البدء بالعناية بأسنان أطفالهم، في سنٍ مبكرة جداً. هذه النتائج المخيفة
تكشفت في المسح الذي قام به خبراء من أورال – بي، الماركة التي يستخدمها معظم أطباء
الأسنان حول العالم، والتي أظهرت أن أولياء الأمور في الإمارات لا يقومون بتشجيع
أطفالهم على تنظيف أسنانهم بالفرشاة قبل بلوغ سن الثالثة فحسب، بل أنهم أيضاً لا
يبذلون جهداً ملحوظاً لتشجيعهم بالشكل المطلوب على تنظيف أسنانهم بالشكل الصحيح.
يا طفلي، آن وقت تنظيف أسنانك المثير للدهشة، هو أن الأطفال منذ ولادتهم يأتون
للعالم ولديهم أسنان، علماً أننا قد لا نستطيع ملاحظة ذلك، لا بل أن الملفت
للاهتمام أن الأسنان العشرين الأولى التي تظهر في أول عامين من عمر الطفل الرضيع،
تكون موجودة في داخل عظام فكيه،
مما يعني أنه من اليوم الأول على أولياء الأمور معرفة سبل العناية الصحيحة بأسنان
أطفالهم، وتقدير أهمية المثابرة على العناية بالأسنان والتنظيف الدائم الذي يضمن
لأطفالهم الابتسامة المتألقة طوال العمر.
يوجد أكثر من سبب رئيسي يجعل مسألة الرعاية والعناية بأسنان الطفل في سنٍ مبكرة،
مهمة جداً. فهي تساعدهم على الكلام بوضوح، والمضغ بشكل طبيعي، وتسمح للأسنان
الجديدة التي في طور الظهور على البروز بشكل منتظم.
ويوصي الدكتور رفيه خوري الذي يتمتع بخبرة سنوات عدة من العمل في مجال طب الأسنان
في دولة الإمارات العربية المتحدة، أولياء الأمور أن يعودوا أطفالهم على القيام
بتنظيف أسنانهم ولثثهم في سنٍ مبكرة وبشكل منتظم، ويقول: «من المهم أن يتم تعليم
الأطفال في سن مبكرة على طرق العناية بأسنانهم، فكما يتطورون وينمون جسديا على مر
السنين، كذلك هو الأمر بالنسبة لأفواههم وأسنانهم. فتطور فم الطفل مسألة معقدة
وتحتاج إلى عناية متخصصة في كل مرحلة من مراحل النمو».
المرحلة الأولى (24 – 4 شهر)
– قبل بروز أي من الأسنان، يجب استخدام قطعة قماش نظيفة وناعمة، لتنظيف لثة وفم
الطفل الرضيع.
– عند بروز أولى الأسنان، يتم تنظيف الأسنان البارزة بفرشاة الأسنان ذات شعيرات
لينة وناعمة، بعد كل إطعام للطفل.
المرحلة الثانية (4 – 2 سنوات)
– في هذه المرحلة يبدأ الأطفال بتعلم استخدام الفرشاة في تنظيف أسنانهم وتتكون
لديهم مهارات محدودة، لذلك يجب تزويدهم بفرشاة أسنان ذات مقبض مكتنز قصير سهل
الإمساك.
– شجعوا أطفالكم على تنظيف أسنانهم باستمرار، بتحويل الأمر إلى تجربة مرحة، فعلى
الرغم من ميل هذه الفئة العمرية إلى الاستقلالية واستعراض مهاراتها، إلا أنه من
الضروري أن يتم ذلك تحت إشراف الأهل.
– علموا أطفالكم استخدام الخيط في تنظيف أسنانهم مرة في اليوم.
المرحلة الثالثة (7 – 5 سنوات)
– في هذه المرحلة يبدأ الأطفال بفقدان أسنان «الحليب» في الوقت الذي تبدأ فيه
أضراسهم الدائمة بالبروز في الجهة الخلفية من الفك.
– في هذه المرحلة، تكون مهارة الأطفال في تنظيف أسنانهم قد تحسنت، فيمكن حينها
إعطاؤهم فرشاة أسنان كبيرة ذات قبضة يمكن إمساكها بإحكام.
– يجب على أولياء الأمور تعليم أطفالهم كيفية استخدام خيط تنظيف الأسنان، وأن
يشجعوهم على استعماله بشكل يومي.
المرحلة الرابعة (8 سنوات وما فوق)
– في هذه المرحلة يجب أن يكون الطفل قادراً على تنظيف أسنانه بالفرشاة والخيط بشكل
منتظم، وبإشراف أقل من الأهل.
– في هذا العمر يكون للأطفال نوعان من الأسنان، منها ما هو دائم، والبعض الآخر منها
أسنان لبنية قد يتحسس الطفل بسبب الأسنان اللبنية ويشعر بعدم الرغبة بتنظيف أسنانه،
لذلك يجب تشجيعه ليتابع تنظيف أسنانه بشكل منتظم، بإعطائه فرشاة أسنان متعددة
المستويات تجمع بين الشعيرات الناعمة والأخرى الأقل ليونة.
– على أولياء الأمور الذين يشجعون أطفالهم على تنظيف أسنانهم، أن يتنبهوا إلى ضرورة
اختيار الفرشاة المناسبة لأسنان أطفالهم الصغيرة، فحسب نتائج الدراسة التي قامت بها
أورال ـ بي، تبين أن نصف أولياء الأمور في الإمارات لا يزودون أطفالهم أو أنهم
يختارون فرشاً غير مناسبة لأسنان أطفالهم.
ويعلق الدكتور خوري على ذلك بقوله: «إنها مشكلة، لأن الأطفال الأكبر سناً يحتاجون
نوعاً خاصاً من فرش الأسنان ويجب على أولياء الأمور أن يعيروا اهتماما كبيراً لذلك،
وأن يبحثوا بدقة عن المميزات التي تتوفر في كل منها، مثل خشونة وليونة شعيرات
الفرشاة، وحجم رأسها وقبضتها، كونها من العوامل الحاسمة لضمان حصول أطفالهم على
نظافة أكيدة وفعالة لأسنانهم».
من قال إن واجبات الأهل سهلة؟
أن تتمكن من جعل طفلك يقوم بما تطلب منه، هذا أمر قد لا يكون سهلاً أبداً، لا أحد
يعرف ما يدور في عقل طفل بعمر السنتين عندما يريد القيام بعمل شيء ما وحالاً! إنما
هناك طرق يمكن أن تسهل الأمر على أولياء الأمور، وإحدى تلك الطرق هي وضع أسس لعادات
روتينية، بحيث يتم البدء بتعويد الأطفال على تنظيف فمهم، ومن ثم يتم تعليمهم الذهاب
إلى الحمام لتنظيف أسنانهم، بداية في الصباح ومن ثم تنظيفها في الليل، ولكي تصبح
العملية لدى الطفل عادة، يجب أن يتم إدخال عنصر المرح على الحدث.
ويقول الدكتور خوري: «كونوا قدوة لأطفالكم ومثلاً حسناً لهم، ولتشجيعهم على تنظيف
أسنانهم، بأسلوب مرح ومسل، يمكن على سبيل المثال القيام بالتنظيف على شكل فريق،
يقدم خلاله الأهل عرضاً حول طريقة استخدام الفرشاة (لمدة دقيقتين على الأقل)، يليها
مراقبة الأطفال وهم يقومون بالتنظيف ـ فتلك طريقة جيدة للبدء، والأطفال عندما
يشاهدون أهلهم يقومون بتنظيف أسنانهم بالفرشاة والخيط بشكل منتظم، سيقتدون بشكل
أكبر بهذا السلوك الجيد».
وأضاف الدكتور خوري: «انه من المهم أيضاً أن يكون المشاركون بهذا المهمة لديهم
القدرة على مراقبة طريقة التنظيف والوقت الذي تتطلبه العملية، فهذه نقطة مهمة يجب
أن يفهمها الأهل، وأن يهتموا لها، لأن الدراسة التي أجريت مؤخراً بينت بأن أكثر من
نصف أولياء الأمور في الإمارات العربية المتحدة لا يشرفون على أطفالهم أثناء قيامهم
بتنظيف أسنانهم».
ولفت الدكتور خوري:» إلى أنه من المهم التذكر بأن التعامل مع الأطفال الأكبر سناً
يحتاج إلى إصرار ومثابرة وصبر، إلا أن المكافأة تكمن في أننا نكون بذلك قد وضعنا
الأسس الراسخة والمنتظمة لعادة العناية بصحة الفم طوال العمر