التصنيفات
تطوير الذات

اعرف ما ستجنيه | السيطرة على الغضب

سيصبح الامتناع عن الغضب الشديد سهلا إذا تعرضت للعقوبة في كل مرة تثور فيها ثائرتك. لكن الواقع أكثر تعقيدا؛ فربما تترد في التخلي عن ذلك الغضب، بسبب ما تجنيه من مكافآت منه. ربما أنك لا تجني شيئا في كل مرة تصبح فيها غاضبا، ولكن المكافآت تتكرر بدرجة كافية تجعلك تستمر في الأمر. في كل الأحوال، من المهم أن تدرك بشكل كامل مدى الفوائد التي تعود عليك من الغضب، فحينها فقط ستتمكن من اتخاذ قرار مستنير بأن تتخلى عن تلك الفائدة حتى تعيش حياة أفضل.

ها هي بعض الفوائد الشائعة التي يجنيها البعض لمجرد أنهم يجن جنونهم أو يستمرون في الغضب:

أحصل على ما أريد حينما أغضب.
أبعد الناس فيمكنني إفساح المجال لنفسي.
الغضب هو طريقتي لجعل الآخرين يستمعون إلي.
عندما أغضب، أجبر الناس أن يتركوني لحالي.
أقوم بالأشياء على طريقتي، لذا يساعدنى غضبي على تحذير الناس من أن يملوا علي أفعالي.
أشعر أنني أملك زمام الأمور عندما أغضب.
عندما أغضب، أتجنب المشاعر الأخرى، مثل القلق والحزن.
أحظى بسلطة على الآخرين حينما أغضب.
يعجبني أن الناس يخشونني وأنا في حالة الغضب.
ليس علي تحمل مسئولية أفعالي عندما يجن جنوني.
يساعدني الغضب على إخفاء شعوري بالخزي والذنب وسوء تقديري لذاتي وللآخرين.
يكون لي وضعي وأنا غاضب، فالجميع يعاملونني باحترام أكبر.
تعجبني المشاعر القوية التي تجتاحني وأنا غاضب، فأشعر أنني مفعم بالحياة.
ينتبه الناس إلي عندما أكون غاضبا.

لُطفا حدد أي الفوائد، من بين المذكورة أعلاه، تنطبق عليك أكثر.

حسنا، الآن أنت تعلم الفوائد التي تجنيها، ولكن تذكر أن المكاسب يجب أن تقارن بالخسائر التي تتكبدها بسبب غضبك. فكّر مرة ثانية فيمن أبعدتهم عنك، وفي خسائرك المالية، وفي العذاب العقلي، وفي الآلام غير الضرورية التي عشتها بسبب غضبك. ومن المحتمل أن تفوق كل تلك الآلام ما جنيته من فوائد بسبب غضبك. فلأي سبب آخر كنت لتقرأ هذا الكتاب؟

لماذا إذا تشبثت طويلا بغضبك إذا كان ضرره أكبر بكثير من نفعه؟ ربما لأن نفعه يتحقق أولا ولا تواجه الضرر الذي يقع على عاتقك من الغضب إلا فيما بعد. اصرخ أولا واندم لاحقا. فالمتعة الفورية، تفوز أمام الرفاهية طويلة الأمد. ومن أدرى بهذا الأمر أكثر من مدمني الكوكايين ومدمني الشراء.

وهناك احتمال آخر، هو أن يكون غضبك قد أصبح عادة متأصلة فيك؛ عادة لا تستطيع التخلي عنها. فالغضب أصبح رد فعل تقوم به تلقائيا في مواجهة العالم. ربما تستجيب لكل شيء بمشاعر من الغضب حتى إن كانت استجابة لا معنى لها. فأصبح الغضب هو “الخيار المعتاد” في حياتك، وسيظل هو الشعور السائد في نفسك حتى تتمكن من إخماده. فإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن الفوائد التي وصفتها بأعلى هي جزء من الصورة فحسب. فبمجرد أن تصبح عادة، يمكن أن يستمر الأمر لعقود حتى إن لم تؤتِ أكلها فيما بعد؛ فأنت تصبح غاضبا لمجرد أنك اعتدت أن تصبح كذلك.

حاول أن يمر عليك أربع وعشرون ساعة دون أن تصبح غاضبا حتى ولو لمرة واحدة؛ وراقب مشاعرك، وردود أفعالك لما يقوله أو يفعله الآخرون. فإذا كانت لديك عادة الغضب السيئة، فالتخلي عنها أصعب مما تتخيل. فستصبح شديد الغضب بسرعة وبتلقائية وتخرج من فمك تلك الكلمات البذيئة قبل أن تتمكن من منعها. إذا لم يكن الغضب عادة أصيلة فيك، إذا فسيسهل عليك قضاء أربع وعشرين ساعة دون أن يثير شيء حنقك.