اليقظة تعني أكثر من مجرد أن تكون منتبهًا لما تأكله -إنها تعني أن تكون واعيًا لما يحتويه ما تأكله، وأن تكون صادقًا مع نفسك بخصوص تأثيره المحتمل على صحتك.
على العكس من الأكل الواعي نجد الأكل الأعمى؛ تمامًا مثل الطريقة التي تتناول بها الطعام في المطاعم عندما تتظاهر بأن شريحة اللحم المشوي ذات ال 12 أوقية التي طلبتها ليست سوى 3 أوقيات، أو عندما تخبر نفسك بأن السمك المقلي المقرمش خيار جيد بنفس درجة السمك الفيليه المشوي بدون إضافات.
إننا أحيانًا نخدع أنفسنا بخصوص الطعام، ونكذب على أنفسنا بشأن اختياراتنا من الأطعمة. وعلى الرغم من ذلك، فإن أجسامنا تعرف الحقيقة.
الأكل الواعي يعني أن تكون صادقًا مع نفسك بخصوص حجم حصة الطعام، ومكوناته، واختياراته. يعني أن تمتلك قراراتك وتجعلها تستند إلى حقائق لا مغالطات. فعندما تطلب السمك في أي مطعم، اعرف كيفية طبخه. سل النادل عما إذا كان مشويًّا أو مقليًّا. سله عما إذا كان من الممكن طبخه بدون إضافات؛ مشوي أو مخبوز بدون أي دهون أو مسحوق الخبز الإضافي.
فعندما تدرك الحقائق وتختار ما تريد أكله، كن مسئولًا عن قرارك بنسبة 100%! فإذا اخترت السمك المطهو في الفرن، فاستمتع به، وكافئ نفسك على اختيارك الحكيم (ولكن احتفل بنفسك بالتربيت على كتفك، وليس بقطعة كيك بالتوت!). وإذا اخترت السمك المغطى بمسحوق الخبز، فكن مسئولًا عن قرارك هذا أيضًا – لا تلومن شخصًا آخر على اختيارك، أو تقول لنفسك إنه كان الخيار الوحيد أمامك، أو تلعب دور الأحمق مع نفسك وتعتقد أن هذا السمك المقلي والمغطى بفتات الخبز لن يؤثر على صحتك. فهو يؤثر بالطبع، وعندما تقرر أن تتناوله، فأنت تحتاج لأن تكون مسئولًا عن ذلك الخيار، وعيناك الغذائيتان مفتوحتان تمامًا.
إن الأمر كله يرجع إليك – فأنت تملك الخيار في كل وجبة رئيسية، ووجبة خفيفة، وأن تأكل بالطريقة التي تسهم في إنقاص وزنك وتعزيز صحتك.