بعض الأرقام أكثر حظاً من البعض الآخر. افحص مستويات الكوليسترول لديك. إذا كان مستوى الكوليسترول لديك أقل من 5، فالأرجح أنك ستعيش حياة أكثر صحة.
نال الكوليسترول أكثر مما يستحقه من الدعاية السيئة في السنوات الأخيرة. والحقيقة أن الكوليسترول ليس كله عيوباً. وفي الواقع، إننا لا نستطيع العيش بدون الكوليسترول. فهو يلعب دوراً حيوياً في تكوين جدران الخلايا في جميع أنحاء الجسم. كما أنه يشارك في إنتاج مواد كيميائية مهمة أخرى، بما في ذلك بعض الهرمونات.
معظم الناس ينظرون إلى كعكة بالكريمة ويقولون لأنفسهم إنها مكتظة بالكوليسترول. ولكن هذا خطأ إلى حد ما. فمعظم الكوليسترول في واقع الأمر يتم تصنيعه بواسطة الجسم نفسه. لذا، لعلك تتساءل، إذا كان الكوليسترول يصنع بواسطة الجسم في الأساس، وإذا كان ضرورياً من أجل الصحة، فما سر كل هذه الجلبة حوله؟ الأمر بسيط؛ فزيادة الكوليسترول أكثر مما ينبغي داخل الجسد هي عامل خطر رئيسي فيما يتعلق بأمراض القلب، ويقدر أن سبعة أشخاص من بين كل عشرة فوق سن الخامسة والأربعين لديهم كوليسترول أكثر مما ينبغي. وهناك عوامل معينة في أسلوب الحياة تجعل مستويات الكوليسترول ترتفع بشدة في جسدك.
يمكن أن تجعل طبيبك يقيس مستوى الكوليسترول لديك، وسوف يعطيك الطبيب رقماً. وهنا يبدأ الأمر في أن يصبح معقداً إلى حد ما. فسوف يتم منحك رقماً إجمالياً للكوليسترول (الرقم المثالي هو 5)، ولكنك ستحصل أيضاً على نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة إلى البروتين الدهني عالي الكثافة (التي يجب أن تكون 3-1 في الوضع المثالي).
الأرجح أنك تعرف بالفعل مصطلحي “الكوليسترول المفيد” و”الكوليسترول الضار”. إنهما مرتبطان بنظام النقل الخاص الذي يستخدمه الكوليسترول للوصول إلى جميع الخلايا التي تحتاج إليه. الكوليسترول يستخدم الدورة الدموية كطريق ويتم حمله في أوعية مكونة من البروتينات. وفي رحلته من الكبد إلى الخلايا التي تحتاج إليه، يتم حمله بواسطة البروتين الدهني منخفض الكثافة. وأي قدر زائد لا حاجة له من الكوليسترول تتم إعادته إلى الكبد بواسطة البروتين الدهني عالي الكثافة.
وتحدث المشكلة عندما يكون البروتين الدهني منخفض الكثافة أكثر مما ينبغي في الجسم في حين لا يوجد ما يكفي من البروتين الدهني عالي الكثافة. حينها يتم إلقاء الكميات الزائدة من الكوليسترول ببساطة على جدران الشرايين. الأمر يشبه إلى حد ما قنوات صرف المياه في البيت أثناء فصل الخريف عندما لا تستطيع إزالة أوراق الشجر بسرعة كافية؛ ويحدث تراكم وانسداد حتمي للقنوات بشكل يعوق تدفق الماء. وفي الشرايين، يتسبب تراكم الكوليسترول في إعاقة تدفق الدم، مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بنوبة قلبية.
هدفك إذن هو تقليل مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (إلى ما دون الرقم 3)، وزيادة مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (إلى واحد أو أكثر). وإحدى أسهل الطرق لتحقيق هذا هي تناول المزيد من الدهون؛ من النوع الصحي. زيت السمك يقلل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (الضار) ويزيد البروتين الدهني عالي الكثافة (المفيد). الأمر ليس صعباً بالضرورة؛ جرب تناول علبة سردين مع صوص الطماطم وعصير الليمون، على قطعة من الخبز المحمص؛ إنها وجبة لذيذة!
الدهون الأحادية غير المشبعة جيدة أيضاً؛ تلك الدهون، التي توجد بكميات كبيرة في زيت الزيتون، وزيت اللفت، وزيت الكتان، والجوز، والأفوكادو، تقلل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار، وترفع مستويات الكوليسترول الدهني عالي الكثافة أو الكوليسترول المفيد. تحول إلى استخدام زيت الزيتون في القلي والسلطات.
ومن ناحية أخرى، فإن النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة (التي توجد في اللحم ومنتجات الألبان) يزيد مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة ويسبب التهاب جدران الشرايين. الدهون المشبعة لا بأس بها عند تناولها باعتدال. فليس هناك خطأ في تناول مقدار من الزبد مع الخضراوات، أو تناول بعض الجبن مع السلطة، أو تناول حصة صغيرة من اللحم يومياً. لا يجب علينا بالطبع عدم تناول الدهون المشبعة مطلقاً (فهي أفضل مصدر لفيتامين أ وفيتامين د اللذين يذوبان في الدهون، كما أن منتجات الألبان غنية بالكالسيوم). فقط احرص على عدم تناول أكثر من 20 جم يومياً.
إن جعل نظامك الغذائي معتمداً في الأساس على الخضراوات والفواكه يضمن لك تناول كميات معتدلة من الدهون بشكل طبيعي. وبالإضافة إلى هذا، فإنك ستحصل على قدر كافٍ من مضادات الأكسدة، التي تساعد في منع تراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) على جدران الشرايين. وفي النهاية، كن نشطاً قدر ما تستطيع. فحتى التمرين المعتدل (ما يساوي المشي لمسافة اثني عشر ميلاً أسبوعياً) يمكن أن يقلل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة.
العصيدة خيار ممتاز لوجبة الإفطار إذا كنت قلقاً بشأن مستويات الكوليسترول.
إذا لم تكن قد قمت بقياس مستوى الكوليسترول أبداً من قبل
اتصل بطبيبك الآن وحدد معه موعداً (ويمكنك شراء أدوات القياس المنزلي، ولكن معظم الأطباء لا يعتبرون ذلك فكرة جيدة؛ فقد يكون من الصعب عليك تفسير وفهم النتائج).
يتطلب الاختبار أخذ عينة دم صغيرة من إحدى أصابع اليد.
اجعل طبيبك يكتب لك النتيجة. الأرقام التي تبحث عنها هي 5 لإجمالي مستوى الكوليسترول، و 3 للكوليسترول “الضار” أو البروتين الدهني منخفض الكثافة.
سيقوم طبيبك بعد ذلك بدراسة أمور أخرى، مثل ضغط الدم، والسن، وما إذا كنت تدخن أم لا، وذلك لتقييم احتمالات إصابتك بأمراض القلب.
إنك لا تستطيع التجول في السوبر ماركت بحثاً عن أطعمة، ومشروبات، وأنواع من الزبادي تخفض مستويات الكوليسترول هذه الأيام. كيف تعمل تلك الأطعمة، وإذا تناولت كميات كبيرة منها، فهل سيحل ذلك المشكلة؟
الشيء الوحيد الذي ينبغي أن تتناول كميات كبيرة منه هو الخضراوات والفواكه الطازجة. ولكن تناول تلك الأطعمة التي تخفض مستويات الكوليسترول بدلاً من الأطعمة التي تتناولها في المعتاد -الأطعمة والمشروبات وأنواع الزبادي التي تخفض الكوليسترول بدلاً من الأطعمة والمشروبات المعتادة- قد يكون فكرة جيدة. إنها تحتوي على مركبات استيرويدية، توجد في النباتات بصورة طبيعية، وتقلل امتصاص الكوليسترول بواسطة الأمعاء. هذا من شأنه أن يتيح للكبد تخليص الدورة الدموية من المزيد من البروتين الدهني منخفض الكثافة الضار، مع عدم التأثير على مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة المفيد للقلب.
سمعت أن هناك عقاراً يخفض مستويات الكوليسترول. هل ينبغي أن أتناوله؟
نزلت فئة جديدة من العقارات تقلل مستويات الكوليسترول عن طريق إيقاف إنتاجه في الكبد. وقد كانت تلك العقارات مثار جدل. هؤلاء الذين يؤيدون استخدام الاستاتينات يقولون إنها يمكن أن تمنع حدوث ثلث النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وأولئك الذين لا يتحمسون لها يقولون إنها تسبب الصداع، والأرق، ومتاعب للكبد، ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن، وغازات البطن، والإسهال، والغثيان. يجب أن تتجنب الاستاتينات إذا كان لديك تاريخ مع مشكلات الكبد؛ أولاً، حاول تقليل مستويات الكوليسترول لديك من خلال إجراء تغييرات على أسلوب حياتك. فإذا لم يصنع هذا اختلافاً، فقم بزيارة طبيبك لترى كيف يمكن أن تفيدك الاستاتينات.