تؤثر الأبوة على مزاولة العمل الطبي النفسي للأطفال بأشكال عديدة وهامة. يعتمد تقييم وتنشئة الأطفال والمراهقين بشكل يكاد يكون تاما على التعاون بين الأطباء والآباء والأطفال. قد يكون السبب الأهم في نشوء الأمراض النفسية لدى الأطفال هو الأبوة السيئة أو انهيار العائلة، وقد تعرقل مقدرة الوالدين على تخفيف النتائج النفسية الوخيمة للأطفال. ينفق المجتمع على النظام القضائي في البلاد كي يضمن هذا الأخير أفضل النتائج الاجتماعية للأطفال. يعمل أطباء نفس الأطفال والمهنيون القضائيون سوية في بعض الأحيان كي يؤمنوا ما هو ضروري للصحة العقلية للأطفال بشكل آمن ومناسب. يتعرض هذا الفصل للموضوعات التي قد تتطلبها المحاكم والتي تتضمن معرفة يلم بها أكثر من يلم أطباء نفس الأطفال والمراهقين.
لمحة عامة
– مما لا ريب فيه أن الأبوة هي من أسس رفاه الأطفال.
– تتبدى لما قد ينجم عن فشل الأبوة وما يلحقه من نتائج وخيمة إلى مهنيي الصحة صور متعددة من الأمراض.
– قد يسبب انهيار الأبوة أذى كبيرا للأطفال أو قد يجعلهم عرضة لهذا الأذى.
– قد تظهر الأبوة الفاشلة على شكل أذى للأطفال كالإساءة إليهم جسديا أو جنسيا أو عاطفيا.
– كثيرا ما نحتاج CAMHS لتقييم أبوة الطفل ومعرفة ما قد يحتاجه.
– قد يعمل هؤلاء المهنيون كخبراء لدى المحاكم في مواضيع تتعلق بالأبوة.
القانونان الخاص والعام
تتعامل المحاكم مع الأطفال بشكل رئيس إما عندما يفترق الوالدان ويتحاكمان من أجل السكن أو التواصل مع الأولاد، أو إما عندما تتدخل السلطات المحلية وتسعى وراء أمر عن طريق المحاكم يفوضها تبين ما فيما إذا كان طفل ما يتعرض أو سوف يتعرض إلى الأذى. تدعى القضايا السابقة قضايا القانون الخاص وتدعى اللاحقة قضايا القانون العام. تندرج كل الإجراءات تحت البند الخاص “قانون الأطفال” لعام 1989.
سيتعرض هذا النص بشكل رئيس إلى قضايا القانون العام، ولكنه ينوه في البداية إلى القانون الخاص.
القانون الخاص
القضايا
تتم الترتيبات لمستقبل العناية بالأطفال عندما يفترق الوالدان بشكل شخصي.
يستطيع أحد الوالدين أن يطلب من المحكمة سكن طفل له معه أو أن يتصل به وفق برنامج محدد. ينطبق هذا على الوالدين إذا كانا متزوجين أم لا. وعادة، إذا لم يكن الوالد مسؤولا أبويا كأن يولد الطفل بطريقة غير شرعية يسعى للحصول على إذن، لكن الطفل يكون معه في بداية جلسات المحكمة. وبالطبع إذا وصل الموضوع إلى المحكمة استطعنا القول بأن الوالدين قد اختلفا فيما بينهما. ويكون في مثل تلك القضايا مزاعم ومزاعم مضادة عن أمور مثل عدم الركون إلى الاتصال مع الطفل أو العنف المنزلي أو التعرض أو إهمال الأطفال أو مخاوف من السلامة العقلية لأحد الوالدين أو قلق من تناول الكحول أو استعمال المخدرات.
يبت في قضايا القانون الخاص الحكام العاديون في المحاكم المحلية ولكن الشديدة التعقيد منها قد يصل إلى محاكم التمييز. يتحرى موظفو مركز الخدمة للدعم والاستشارة لمحاكم الأطفال والعوائل “CAFCASS” أمور الطفل وأوضاعه الحياتية للمحاكم ويتولى القيام بمثل هذه التحقيقات خبراء نفسانيون وأطباء نفس أطفال في القضايا الكبيرة المعقدة.
نشأ “CAFCASS” مؤخرا من خليط من العاملين نيابة عن الأطفال والعائلات في المحاكم. ومؤسسة “يد العناية بالطفل” وإدارة المحامين الرسميين وضباط تجربة المطلق سراحهم من السجناء أو المعاقبين. كانت هناك بعض الصعوبات في إنشاء مركز الخدمة هذا، ومن المتوقع أن يزول قريبا.
تتخذ المحاكم قرارات مبنية على أفضل مصلحة وحال ممكنين للأطفال، وتقوم بتحديد مراكز إقامتهم وأوامر شؤون الاتصال بهم وبالآباء. وتقوم أحيانا بإصدار أوامر تتعلق بالعناية الطبية للطفل وبأية مدرسة سيلتحق.
يقدم في إنكلتره وويلز سنويا ما يقارب المئة ألف طلب لمكان إقامة الأطفال والاتصال بهم من قبل الآباء بعون مالي من الدولة يكلفها الكثير.
إسهام أطباء نفس الأطفال والمراهقين في خدمات الصحة العقلية
إن مجال القانون الخاص هو أمر هام في شؤون الصحة العقلية للأطفال، لأن هناك الكثير من الدلائل على التأثيرات السيئة التي تنجم عن انفصال الوالدين على الأطفال وصحتهم العاطفية، خصوصا إن كان هذا قاسيا. قد يكون انفصال الوالدين أهم تحول يتم في حياة الأطفال عدديا وقد يحدد النتيجة العاطفية القريبة الأمد والبعيدة الأمد لمئات الألوف من الأطفال.
إن موضوعات الخبرة المتعلقة بالصحة العقلية للأطفال التي تسعى المحاكم للحصول عليها تتضمن التالي:
تقييم الوضع العقلي للأطفال وعلاقتهم بوالديهم
تقييم إدعاءات أذى الأطفال أو الإساءة إليهم
المحاكم: الإجراءات المدنية المتعلقة بالأطفال والمراهقين في محاكم المناطق والمحاكم العليا
الموضوع | الأطراف المتخاصمة | الأوامر أو الإرشادات |
انهيار الأسرة بما في ذلك الأذى وتعدي حقوق الوالدين | الخدمات الاجتماعية وغيرها، كالأجداد | أوامر إقامة الطفل والاتصال به والإشراف عليه والعناية به وإرشادات محددة |
عدم الذهاب إلى المدرسة | سلطات التعليم والوالدان | أمر الإشراف على التعليم |
انهيار العائلة | الوالدان | أوامر الإقامة والاتصال بالأطفال وأوامر تحريم وأمور محددة |
موضوعات تتعلق بحسن المعيشة والموافقة كاختطاف الطفل ومنع العلاج |
أي شخص | أوامر المحاكم العليا والوصاية وكل ما يتعلق بالأطفال |
خلافات على خدمات قانونية، على سبيل المثال طفل يحتاج إلى نفقة | أي شخص، وبشكل خاص الوالدان إزاء سلطات التعليم أو الخدمات الاجتماعية أو السلطات الطبية |
مراجعة قانونية: القرارات تــُلزم الأطراف |
تقييم تأثير خلافات الوالدين، بما فيها تلك السابقة التي كانت تتضمن أحداث عنف مزعومة أو صحيحة تجاه الأطفال
تحديد علاقة تلك العوامل بموضوع مكان إقامة الطفل أو نوع الاتصال الذي سيقوم به مع الوالد (أو الوالدة) غير المقيم معه.
إن من الموضوعات الهامة في الخلافات على نوع الاتصال بين أحد الأبوين مع الطفل هو الهدف أو الغاية من هذا الاتصال مع الطفل. إن نوع الاتصال -مباشرا أم غير مباشر، مشرف عليه أم لا- وتكراره ومدته يحددها الهدف منه، آخذين بعين الاعتبار عمر الطفل وظروفه الخاصة.
ليس من عادة الخدمات الاجتماعية أن تتدخل في مثل تلك الأمور، ولكنه من المحتمل أن يطلب منهم تقييم ما (وفقا للقسم السابع أو السابع والثلاثين من قانون الأطفال لعام 1989) أو أن يتقدموا بتقرير عن معرفتهم أي شيء عن العائلة. بمقدور المحكمة -مع موافقة سلطات الإدارة المحلية- إصدار أمر بموجب القسم السابع المذكور، تطلب فيه من الخدمات الاجتماعية مساعدة العائلة لفترة لا تتجاوز العام.
يلخص الجدول ماهية أوامر المحاكم أو إرشاداتها والأطراف المتخاصمة.
القانون العام
الموضوعات
تتقدم السلطات المحلية عادة بدعاوى تطلب فيها أمرا بالرعاية أو الإشراف أو التبني أو التقييم تجاه طفل ما. يمكن لأية جهة طلب الوصاية من المحاكم العليا بما في ذلك المحسنون الذي يتبرعون إلى مراكز الخدمات الصحية، ولكن اليوم لا يتم هذا إلا نادرا.
باستطاعة الوالدين معارضة طلبات العناية أو الإشراف، فباستطاعتهم السعي لإبطالها أو أن يتقدموا بطلبات للاتصال بالطفل أو تغيير ترتيبات هذا الاتصال.
في دعاوى انهيار العائلة والأبوة حيث يكون هناك مخاوف من أن الرعاية الأبوية لا تتوافق مع متطلبات الطفل أو يكون هناك نوايا لإيذائه أو إهماله تطلب المحاكم تقييما للوضع. يشارك أكثر من طرف في هذا التقييم، كالخدمات الاجتماعية والصحية وفي بعض الأحيان المدارس.
يكون الطفل الذي لا يحظى برعاية الوالدين سببا لإصدار أمر بالرعاية أو الإشراف. عندما بدأ تنفيذ قانون تبني الأطفال لعام 2002 أصبح التعرض لعنف منزلي مباشر أو غير مباشر يعد من أنواع الأذى البليغ.
إسهام أطباء نفس الأطفال والمراهقين وخدمات الصحة العقلية
يتم الآن الاعتماد على الخبراء بشكل متزايد من أجل التقييم. وتعد تلك التقييمات الآن تقييمات متخصصة كما هي معرفة بالمنشور الجديد “بنية تقييم الأطفال المحتاجين وعائلاتهم”. وفقا لهذا المنشور يمكن بناء تلك التقييمات على أساس تلك المنسقة من قبل السلطات المحلية. يحتاج أي تقييم إلى تخطيط دقيق، ويتطلب عادة معلومات من عدة جهات، بما في ذلك الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية. أما الهدف من هذا فهو إشراك الآباء في عملية التقييم، ولكنه يصعب على الآباء الإسهام في هذا الأمر بشكل موضوعي. إذا أردنا التقييم أن يكون مثاليا من أجل المحاكم يجب أن يخطط له مع كل الجهات المعنية، وبتعاضد جيد، تساندها -حيث أمكن- تقييمات إضافية متممة.
أهمية الأبوة
تعتبر الأبوة الكيفية التي ينشئ بها الآباء أطفالهم، وهو أمر صعب ومعقد، ويزداد الآن التمييز بين الأشكال المتعددة للأبوة والاهتمام بها. يتم الآن الربط بين نماذج الأبوة المعتمدة ومشكلات الأطفال أو اضطراباتهم. إن الأثر الهام لدفء وحنان الأبوين تجاه أطفالهما على نموهم العاطفي الصحي كان يعرف ويقدر منذ قرابة نصف قرن. وقد تم مؤخرا دراسة الدور الذي يلعبه العديد من أنماط الأبوة وما قد يولده الدفء والإشراف -أو فقدانهما- على العلاقة القائمة بين الطفل وأحد والديه من أثر على عداء الطفل للمجتمع. بالرغم من أن المبكر من تلك العلاقات
-بما في ذلك التعلق- هام في النمو الشامل للطفل، ليست تلك المعلومات مفصلة لدرجة نستطيع معها التكهن بما قد يحصل لاحقا.
إن لكل الأطفال احتياجات جسدية وعاطفية واجتماعية وتربوية يعد التعرض والأذى والإهمال فشلا هاما في تلبية أحد احتياجات الطفل المذكورة. فإن كان للفشل هذا علاقة باحتياجات الطفل النفسية يسمى هذا الفشل أذى نفسيا أو إهمالا أو أذى عاطفيا. والصعوبة هنا هي تحديد الخط الفاصل بين نواحي الضعف لدى الأبوين بهذا الخصوص، والنقطة التي يصل بهذا تصرفهم إلى حد الإيذاء أو الإهمال.
تقييم الأبوة: احتياجات الطفل الأساس
حاجة الطفل | التفـاصـيل |
الأمان والسلامة | السلامة: الغذاء والدفء والملابس… إلخ والمنزل والسيارة والطريق والسلامة الشخصية. الأمان: الحس بالسلامة من أجل الأمان واستقرار ومتانة القائمين على العناية بالطفل والعناية نفسها والانضباط والحدود. الثقة المتبادلة. الإحساس بأن هناك من يسمع الطفل ويتواصل معه. شعور الطفل بأن الوالدين أقوياء وقادرون على مجابهة الصعاب ويستجيبون للطلبات. |
الحس بالانتماء | استمرار الرعاية. الهوية الواضحة، على سبيل المثال الأسماء والجذور والثقافة. الحس بالديمومة. الحس بالحيز الخاص والممتلكات. |
نمو الشخصية | إحساس الطفل بأنه خاص وفريد. تفريق الوالدين بين الطفل والوالد (تحديد مطالب كل واحد). تتميز فردية الطفل وحاجاته الخاصة. قلة التدخل غير الضروري. |
المديح والاعتبار | تلبية حاجات الطفل للمديح والاعتبار. إظهار الدفء والمشاعر الموجبة تجاهه وانعدام العداوة. الدعم الموجب عند استحقاقه وتقدير كون الطفل مختلفاً عن الآخرين. |
الأحاسيس الجديدة والمعرفة | تشجيع التعلم وتكبير الفجوات الجديدة والاستقلال. جعل الطفل يشعر بالمسؤولية عن أعماله تجاه الآخرين. |
انهيار الأبوة
يعتبر انفصال الوالدين والطلاق انهيارا للأبوة، ولكن هذا الفصل سيركز أكثر على هذا الانهيار من وجهة نظر احتياجات الطفل ومشاعره.
انهيار الأبوة
المشكلة/التخوف | التركيز الآخر في التقييم إضافة إلى الأبوة |
الأذى الجسدي | التقييم الطبي للطفل: الخطر على الصحة والحياة والخلل العاطفي |
الأذى الجنسي | مقدرة أحد الوالدين على دعم الطفل والحفاظ عليه. وضع الطفل العاطفي واحتياجاته. احتياجاته إلى العلاج |
فشل الطفل في النمو: الحرمان الجسدي | تقييم أحد أطباء الأطفال |
الأذى العاطفي أو الحرمان من العاطفة | الوضع العاطفي للطفل واحتياجاته. احتياجاته إلى العلاج |
الاضطراب المصطنع | التقييم الطبي النفسي للطفل: الخطر على الصحة والحياة والتقييم الطبي النفسي للوالدين |
الاضطراب العقلي لأحد الوالدين: المرض النفسي والخلل في الشخصية والإدمان على المواد والإعاقة العقلية |
التقييم الطبي النفسي والتقييم النفسي مع الانتباه الخاص إلى المقدرة على اتخاذ القرارات المسؤولة وتطور الاضطراب |
لا سيطرة عليه: خصوصاً المراهقين | تقييم احتياجات صغير السن |
يمكن النظر إلى انهيار الأبوة في أحد الحالات التالية.
يرغب أحد الوالدين في انتقال الطفل -وهو عادة مراهق- وغالبا لأن الطفل لا يخضع إلى أية سيطرة أو عندما يكون الوالد لا يستطيع التصرف لأسباب أخرى، بما في ذلك قلة الاهتمام بالطفل.
قد تم فعلا التخلي عن الطفل
هناك شك أو أنه قد تم فعلا البرهان على إيذاء الطفل؛ قد يأخذ هذا شكل الإهمال الجسدي أو العاطفي أو الإساءة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية. وكثيرا ما يكون هناك مزج بين اثنين مما ذكر أو أكثر. إن كل الإساءات تتضمن إساءة عاطفية.
تقييم الأبوة
في حال وجود تخوفات كبيرة على الأبوة يجب أن نقيم طبيعة المشكلات الموجودة. يهدف هذا التقييم إلى تحديد نوع تلك المشكلات وطبيعتها وما هي التدخلات التي قد تحسنها. قد نرى من هذا التقييم أن المشكلات هي مشكلات جدية أو أن أي شكل من أشكال العلاج سيتطلب وقتا أطول مما تسمح به ظروف الطفل وأن هذا الأخير يجب أن يمنح عناية بديلة بسرعة.
إن الموجز الجديد لتقييم وضع الطفل بشكل مفهوم يشتمل على تفحص الأبوة قد تم نشره تحت عنوان “بنيان التقييم للأطفال المحتاجين وعائلاتهم” يقود التقييم الذي يتضمنه هذا الموجز إلى تقييم تخصصي. يتم هذا دوما عندما تكون هناك إجراءات قائمة أو مخطط لها.
تأخذ التقييمات إبان الإجراءات القضائية شكلا محددا أكثر قربا من القانون. تريد المحكمة أن تعلم إن كان الطفل قد تعرض إلى الأذى أو أنه قد يتعرض إلى الأذى في المستقبل؛ وما الدلائل على هذا؛ وفيما إذا كان هذا ناجما عن الرعاية المقدمة من أحد الوالدين (إذا قورنت تلك مع الرعاية التي قد يتوقعها المرء من الوالدين). تقرر المحكمة بعد هذا إن كان بالإمكان تصنيف هذا على أنه شكل من أشكال الأذى الجسيم. يتم بعد هذا اتخاذ قرارات من أجل الطفل مبنية على مبادئ أهمية الطفل العظيمة بشكل عام وحسن معيشته.
شروط حسن معيشة الطفل
يطلب من المحكمة أن تأخذ بعين الاعتبار الشروط الواردة في القسم (3) 1 من قانون الأطفال إن أرادت إصدار أمر ما.
1. رغبات الطفل ومشاعره التي يمكن التأكد منها (في ضوء عمره ومقدرته على الفهم).
2. احتياجاته الجسدية والعاطفية والتربوية.
3. ما سيكون وقع أي تغير في ظروفه على وضعه.
4. عمره وجنسه وأية اعتبارات أخرى حول شخصيته قد تعتبرها المحكمة مهمة.
5. التعرض للأذى أو إمكانية تعرضه.
6. مقدرة كل من والديه – أو أي شخص آخر تعتبره المحكمة ذا أثر – على تأمين احتياجاته.
7. السلطات الممنوحة للمحكمة في هذا القانون والمتعلقة بتلك الإجراءات
على المحكمة أن تصدر الأمر الأفضل. يدرك كل الضالعين في شأن العناية بطفل ما أنه عرضة لمخاطر في نظام الرعاية، وأنه قد يكون من الأفضل له أن يبقى في منزل غير مناسب كليا من أن ينقل إلى مكان آخر.
إنه من صالح الطفل أن تصدر المحكمة أمرا بالرعاية أو الإشراف بناء على دلائل وبراهين تثبت أنه قد تعرض أو قد يتعرض إلى أذى جسيم من جراء “الرعاية” التي يقدمها الوالدان. قد يكون هناك تضارب في جلستين للمحكمة حيث إن أولاها قد تسأل إن كان الطفل قد وصل إلى مرحلة الأذى الجسيم. وقد تتعرض الثانية للخطط المتعلقة بما سيحل به وما تم من تقييمات لها. قد يكون هذا مفيدا عندما تكون كل طاقات الوالدين موجهة نحو دحض المزاعم في بادئ الأمر، ثم لا يجدان متسعا من الوقت كي يدرسا التدخلات والمستقبل.
الجوانب التي تدرس في التقييم المتخصص
يشتمل التالي على الفئات الأساس التي يجب على التقييم أن يتعرض لها:
علاقة الوالدين بدور الأبوة وتشتمل على وجهات النظر والأسلوب والمهارات.
علاقة الوالدين بالطفل.
التأثيرات العائلية بما في ذلك تجربة الوالدين في الطفولة وأبوتهما آنذاك وعلاقتهما بآبائهما؛ والعلاقة الأبوية الحالية.
تواصل الوالدين مع العالم الخارجي، بما في ذلك مقدرتهم العامة على المجابهة وإقامة العلاقات.
استعدادهم للتغير.
أي من الجوانب أعلاه يركز عليه التقييم سيعتمد على الموضوعات المركزية التي تم تحديدها، وتتغير تلك الموضوعات على الدوام. فعلى سبيل المثال إذا كان احد الوالدين يعاني من مرض عقلي يتم اتباع الخطة ذاتها، ولكن بتركيز على جانب علاقة هذا الوالد بالطفل وفيما إذا كان الطفل يقع في دائرة الوهم التي يعاني منها الوالد ويكون -على هذا- محط عداوته. إما إذا كان أحد الوالدين معاقا وهو يتعلم، يتم اتباع خطوط العمل نفسها ولكن التركيز هنا هو على الدرجة التي تتم بموجبها تلبية احتياجات الطفل أكثر من التركيز على الفرضيات القائمة على معدل ذكاء الوالد.
تعتبر القابلية للتغير أهم وأصعب التحديات التي يطرحها التقييم. قد يتم الحصول على بعض الدلائل من التجارب السابقة مع العائلة كمستويات التعاون والتجاوب مع التدخلات السابقة والفترات التي كانت فيها العائلة تعمل بشكل أفضل وتقبل المسؤولية عن المشكلات. قد تكون الطريقة الأفضل لتقييم هذا هي القيام بتدخل ما ثم قياس درجة التغير. لقد تم تصميم لعبة الأب والابن -وهي تقنية مصممة لتقييم درجة التواصل والتفاعل بين الأب والابن- كي يتم قياس هذا، ولكن هناك العديد من السبل للوصول إلى هذا.
قد تطلب المحكمة تقييما من متخصص ما للوصول إلى رأي خبير. ولكن هذا لا يتصرف بالشكل الذي يتصرف به شاهد محترف يقدم التقارير ضمن حدود عمله وعلاقته بالقضية، ولكنه يتصرف على أنه شاهد خبير للمحكمة ويقدم رأيه الخاص عن أمور كانت المحكمة قد طلبتها منه.
لا يمكن للمرء أن يغطي كل جوانب الأبوة وتقييمها في فصل واحد. قد يساعد المثال التالي عن حالة على توضيح بعض المبادئ.
مثال عن حالة
كان “أوسكار” في الثامنة وأخوه “ليام” في الثالثة. تم وضع “أوسكار” في مكان للرعاية تنفيذا لأمر حماية طارئ عندما وجد يتسكع في الطرقات. ثم تم إبعاد “ليام” بعد هذا بقليل من اليوم نفسه عندما وجد لدى أصدقاء للوالدين الذين قالوا إنه قد ترك لديهم في اليوم السابق بعد مشاحنة قام بها الوالدان.
أظهرت التحقيقات الأولية أن الشرطة المحلية تعلم الكثير عن الوالدين والعنف في منزلهما. فقد كان “أوسكار” يواجه صعوبات فائقة في المدرسة من جراء سلوكه العدائي وتم تعليق دروسه عدة مرات. لم يكن هناك أي داع للقلق من أجل “ليام”.
كانت العائلة معروفة لدائرة الخدمات الاجتماعية في منطقة أخرى التي كانت تعلم أن الوالدة كانت قد عانت الكثير أيام طفولتها. أما من الناحية الإيجابية فقد كان الوالدان من الناجحين في عملهما ومن المثقفين.
تم لقاء اجتمعت فيه عدة جهات للتخطيط لتقييم عائلي وتم إدراج النقاط التالية للتقييم.
العلاقة الأبوية والعنف.
كيف تم استعمال العنف وما التدخلات الممكن أن تحد منه.
تقييم للطفلين خصوصا مشكلات سلوك “أوسكار” وأسبابها.
أحاسيس “أوسكار” وآراؤه.
علاقات الطفل بالوالد وطبيعة أي تعلق وجوانب أخرى من العلاقات.
شبكات الدعم بما في ذلك تقييم ما إذا كانت العائلة الكبرى مستعدة للمساعدة.
تم إسناد الجانبين الأول والثاني إلى علماء نفس ذوي خبرة في العنف العائلي؛ وتم إسناد الجانب الثالث والرابع والخامس إلى مجموعة CAMHS وعاملين في مركز العائلة. وأسند الجانب الأخير إلى موظف في الخدمات الاجتماعية. يلخص الجدول الجوانب التي يجب تقييمها في هذه الحالة والجهات التي عملت على هذا.
المطلوب من التقييم
الجوانب الواجب تقييمه | كيف وعن طريق من |
صحة الأطفال ونموهم الجسمي والعاطفي. هل هناك من مشكلات لديهم ناتجة عن الأبوة؟ |
متخصص في صحة الأطفال وعالم نفس أطفال أو طبيب نفس أطفال. |
المقدرة على الأبوة – سوية أو بشكل انفرادي – العلاقات العائلية/التعلقات |
متخصصون في التعليم العائلي/طبيب نفس أطفال وعالم نفس أطفال. |
الخلفية لكل والد: الحياة الباكرة والعلاقات ثم العلاقات كراشدين. شؤون الصحة العقلية. طبيعة العنف العائلي وتطوره المحتمل |
طبيب نفسي مخبري للراشدين أو عالم نفس. |
مقدرة الوالدين على التعامل مع المهنيين وإمكانية التغيّر | محترفو الخدمات الاجتماعية. |
الظروف العامة للعائلة وشبكات الدعم/بدلاء لتقديم العناية | الخدمات الاجتماعية |
احتياجات الأطفال من التعليم، خصوصاً “أوسكار” | مديرية التربية والتعليم |
أظهرت نتيجة التقييم أن هناك إمكانية لتغيير وتمت ترتيبات من أجل الأطفال في حين تم اختبار الوالدين.
لقد كانت العلاقة بين الوالد والطفل متينة ولكنها كانت عرضة للمشكلات خصوصا الطريقة التي تعامل بها الوالدان مع مشكلات “أوسكار”. كان لدى كل من الوالدين خلل وظيفي في أبوتهما كأطفال، وقد أثر هذا على سلوك أحدهما تجاه الآخر وسلوكهما كفريق أبوي وسلوك أي منهما الأبوي المنفرد.
أظهر “أوسكار” ميلا فطريا للسلوك المتهور. ولكن العدائية التي كانت تتعلق بهذا كان خلفها العنف المنزلي. كان العمل الأبوي سيتم في مرحلة لاحقة (قبل إعادة التأهيل) هذا إذا أظهر الأبوان تقدما في علاجهما. ستراقب مصاعب “أوسكار” وتقيم في ظل عناية أبوية بديلة.
ولما حانت جلسة المحكمة الأخيرة (التي تم تأجيلها) بعد سنة، ثم تم إلحاق كل من الوالدين (منفردين ومجتمعين) في جلسات للعلاج. توقفت حوادث العنف، وطرأ تحسن على العلاقة بالطفلين والعناية بهما.
استمرت مصاعب “أوسكار” في المدرسة فقد كان الطفلان في حالة من عدم الاستقرار. تمت الموافقة على برنامج لإعادة تأهيل العائلة، حيث عاد الطفلان إلى المنزل إثر أمر إشراف بعد أن تم تدريب الوالدين على العمل المنزلي.
إسهام CAMHS في تقييم الأبوة
قد يكون أطباء نفس الأطفال والمراهقين، ولدرجة أقل علماء نفس الأطفال وآخرون من متخصصي الصحة العقلية للأطفال والمراهقين شديدي الانهماك في العمل القضائي بما يخص الأبوة. كما قلنا آنفا يتم الأخذ برأي خبير في الصحة العقلية للطفل في كل إجراءات العناية بالطفل. ولكن الأمر المثير للجدل هو الحد الذي يجب أن يكون ضمن عمل “خدمة الصحة الوطنية”، فمع قلة الخبراء يبقى هذا الجدل قائما.
هناك أيضا موضوعات تتعلق بالإنفاق العام -كتعيين الخبراء بكلفة عالية في حين استطاعة الخدمات المحلية في نمط عمل متعدد الجهات تقديم الخدمة نفسها بكلفة أقل- وموضوع ملكية الخدمات المحلية للعلاج وغيره من التوصيات، حيث تقدم من قبل خبير خارجي لا يعلم عن الوضع المحلي إلا القليل. تترك هذه الأمور إلى الدوائر الحكومية ووكالات التكليف ومراكز CAMHS لحلها.
إن ما يمكن أن يحدد هو المجالات التي يمكن لخبراء الصحة العقلية للأطفال والمراهقين أن يسهموا فيها بشكل محدد ودقيق. تعتمد دقة الإسهامات في أية منطقة -إلى حد ما- على مستوى التدريب والخبرة في الخدمات المتحدة، على سبيل المثال مراكز الخدمات الاجتماعية ومراكز العائلات.
باستطاعة خبراء الصحة العقلية للأطفال والمراهقين أن يسهموا في التالي:
تقديم الاستشارات إلى الخدمات الاجتماعية و CAFCASS والقضاء حول الموضوعات الواجب الاهتمام بها وبنيان التقييمات.
تقييم الأطفال الذي يؤدي إلى رأي ما عن طبيعة مشكلاته وما قد يكون سببها والمعاني خلف هذا – في حالة الجروح البدنية أو الفشل في النمو الجسدي أو الإيذاء الجسدي، تلك الآراء هي من صلب عمل أطباء الأطفال.
تقييم العلاقات ما بين الأطفال والآباء بما في ذلك التعلق بالأطفال الصغار.
طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين أحد الوالدين ووالديه (أو والديها) كما يتذكرها، وكيف يمكن أن تؤثر تلك على علاقاته كوالد لأطفاله.
تقييم قدرة الوالد على التغير -بمساعدة الآخرين- على سبيل المثال إعادة تقييم بعد تدخل أبوي.
تطبيق المعلومات المتوفرة عن تأثير اضطرابات الراشد العقلية على الأطفال وأخذ هذا بعين الاعتبار ضمن التقييم.
تطبيق المعلومات المتوفرة عن حالات محددة -على سبيل المثال اضطراب حاد لدى الطفل كمرض التوحد- وعلاقة تلك بالملاحظات التي تمت.
تقديم أية دلائل تعتمد البحث العلمي قد تفيد.
إبداء الملاحظات وإسداء النصح إلى مختلف الفرق حول دلالات التقييمات المتوفرة.
خلاصة
تعتبر الأبوة متحولا بيئيا هاما في مجتمعنا يؤثر على النمو الصحي للأطفال. ينتج عن بعض أشكال النقصان الجدية أذى للأطفال، ويقود هذا الأمر إلى ضرورة تدخل القضاء. يمكن تحسين الوضع في الكثير من الحالات عن طريق الدعم المناسب والتدخلات، وفي بعض الأحيان سيكون الطفل في وضع أفضل تحت رعاية بديلة.
يسهم خبراء الصحة العقلية للأطفال والمراهقين بشكل هام في تقييم مشكلات الأبوة بسبب خلفياتهم وتدربهم وخبرتهم. ويستطيعون أيضا إسداء النصائح أو عرض التدخلات لتحسين وضع الأطفال وكثيرا ما يستدعون لتقديم النصائح للمحاكم في الحالات البالغة الأهمية.