قد تحلمين بأن غوريلا ما قد اختطفتك أو أنك تحلقين حول مبان شاهقة، أو تتحدثين إلى طفلك الذي يردد ما تقولين. وفي الحقيقة، فإن الأحلام المزعجة والكوابيس أمر شائع في أثناء الحمل، بل قد تكون تلك الأحلام الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات المبهمة، وربما تكون الأحلام في هذا الوقت المفعم بالانفعالات والتغيرات البدنية أكثر شدة وغرابة؛ وقد تتكرر الأحلام أكثر من المعتاد، وربما تتذكر الحامل أحلامها بطريقة أفضل؛ ومما يذكر أنه إذا كانت الحامل تستيقظ بانتظام في أثناء الليل من أجل التبول أو اتخاذ وضعية أكثر راحة، فإنه من المرجح انقطاع دورة نوم الريم (نوم حركات العين السريعة rapid eye movement “REM”) المفعمة بالأحلام.
ويجب عليك ألا تقلقي عند حدوث الأحلام المزعجة أو الكوابيس، إذ إنها تعكس مدى خوفك وانفعالك بسبب ذلك التغير الكبير في حياتك.
ومن الطرق الجيدة للاستمتاع بعالمك المفعم بالأحلام تسجيل تلك الأحلام في مفكرة يومية، لأن الكتابة عن الأحلام قد تكون إحدى الطرق التي تعكس مدى خبرتك عند بلوغك الأجل.
وقد يكون من المفيد استشارة معالج أو مستشار ما عندما تتسبب الأحلام المزعجة أو الكوابيس في مضايقتك، حيث يمكنه اكتشاف ما يضايقك.
المخاوف غير المبررة (اللامنطقية) Irrational fears
ما الذي سيحدث إذا كانت هناك مشكلة ما لدى طفلي؟ يعد هذا السؤال واحدا من المخاوف الشائعة عند الحوامل؛ ومن غير المستغرب أن تشعر النساء والرجال كذلك بشيء من الخوف لدى اقتراب موعد الولادة، لا سيما فيما يتعلق بصحة الطفل؛ كما قد تقلق الحامل بشأن بعض المسائل المتعلقة بالولادة، كاحتمال عدم الوصول إلى المستشفى في الموعد المحدد أو الولادة القيصرية أو التعري أمام الغرباء.
ومن الطبيعي أن تشعر الحامل ببعض المخاوف التي لا تجدي معها عبارات الطمأنة، إلا أن تلك المخاوف التي تستنفد قوى الحامل وتتعارض مع قيامها بوظائفها اليومية لابد أن تخص ببعض الاهتمام.
ومما لا شك فيه أن بعض الأطفال يولدون وهم مصابون ببعض المشاكل، ومنهم من يموت، إلا أن الوفاة أو أيا من تلك المشاكل الخطيرة تحدث في نسبة ضئيلة من الحالات فقط، وهذا ما يصب في صالح الحامل بلا شك.
الوقاية والرعاية الذاتية في حال ظهور المخاوف غير المبررة
حاولي قضاء بعض الوقت في إعداد قائمة بالمخاوف التي تشعرين بها، وشاطري شريكك أو رفيق ولادتك تلك المخاوف، إذ إن التحدث عن تلك المخاوف قد يخفف من العبء العاطفي الثقيل وغير الضروري الذي تتحملينه؛ كما يمكن التحدث بشأن ذلك إلى الطبيب أو الأمهات الأخريات سواء في صفوف الحمل أو على الهواء عبر غرف المحادثة، وتذكري أن أثر تلك المخاوف فيك سيكون أقل عندما تتحدثين عنها.
وتقدم صفوف التحضير للولادة فرصة مميزة للتحدث مع الأزواج الآخرين الذين يعانون من المشاكل نفسها، كما أن المرشد قد يساعد في تبديد المخاوف حول الولادة.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب المخاوف غير المبررة
يجب إخبار مقدم الرعاية الصحية إذا كانت المخاوف تتعارض مع القيام بالوظائف اليومية، لا سيما مسألتي الأكل والنوم؛ وقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء تقييم لحالة الجنين باستخدام فائق الصوت ultrasound أو أي من الاختبارات الأخرى السابقة للولادة prenatal tests، وذلك إذا كانت الحامل شديدة القلق أو عند وجود سبب معين يستدعي القلق بشأن صحة الطفل؛ ومع أن تلك الاختبارات قد لا تكشف كل المشاكل الكامنة، إلا أنها قد تخبر الكثير حول صحة الطفل، كما أنها بالإضافة إلى نصائح مقدم الرعاية الصحية قد تساعد على التخلص من بعض المخاوف والبدء بالعناية بالنفس والطفل.
ولكن في حال لم يجد أي من ذلك، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية باستشارة اختصاصي في ذلك المجال.