التعبير الذي أُحب أن أصف به الطريقة التي تعمل بها الأدوية المضادة للاكتئاب هو – “أنها تعيد شحن البطارية الفارغة”، هل تتذكر تشبيهنا للمخ بالبطارية؟ – إذا كان مخك فارغًا أو غير مشحون، فإن الأدوية المضادة للاكتئاب سوف تعيد شحنه، بعبارة أخرى، تصحح الأدوية المضادة للاكتئاب الاختلال الكيميائي الذي تسبب في إفراغ مخك في المقام الأول.
وتُسمى المواد الكيميائية التي تمنح الطاقة لمخك، إجمالًا، بالناقلات العصبية، وتُسمى أيضًا بالأمينات حيوية المنشأ، وتتألف الأمينات حيوية المنشأ من الدوبامين والنورأدرينالين والأدرينالين والسيروتونين.
وتعمل كل الأدوية المضادة للاكتئاب على جعل هذه الأمينات حيوية المنشأ متوفرةً بصورة أكبر في أجزاء المخ ذات الصلة، ولذلك يمكن افتراض أن نقص الأمينات حيوية المنشأ في المخ يسبب نقص طاقته، و”يصبح المخ فارغًا” – وهذا يدعم فكرة أن الاكتئاب والقلق يحدثان نتيجة نقص أو اختلال توازن الأمينات حيوية المنشأ في المخ، وهذا النقص هو الاختلال الكيميائي الذي أشرت إلى أنه يسبب الاكتئاب والقلق.
وبعض الأشخاص لديهم موقف مناهض تجاه استخدام الأدوية، أو أي شيء كيميائي، أو غير طبيعي لعلاج المرض، لذلك إذا كان الأمر يتطلب اللجوء إلى الطب الشمولي، فإن مثل هذا التوجه العقلي قد يعيق تحسن هذا الشخص. والطريقة السائغة، أو الأكثر قبولًا، كي يفهم هؤلاء الأشخاص الأدوية المضادة للاكتئاب، هي معرفة أنها تزيد من توفر مواد طبيعية وتعزيز فاعليتها في الجسم – وهذه المواد تعرف بالأمينات حيوية المنشأ. ولطالما كان استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب مثار جدل لشيوع الاعتقاد بأنها خطيرة، أو تسبب الإدمان، أو أنها علامة على الضعف.
أسئلة شائعة عن الأدوية الحديثة المضادة للاكتئاب
هل تسبب الأدوية المضادة للاكتئاب الإدمان؟
لا تسبب الإدمان؛ ومع ذلك إذا تناولتها لسنوات عديدة قد تستغرق نحو ٦ شهور حتى تُقلع عنها تدريجيًّا، والمهم في الأمر هو تقليل جرعة العلاج تدريجيًّا؛ فعلى سبيل المثال تبدأ تناول الدواء يومًا بعد يوم، وتناول الجرعة الكاملة، ثم تبدأ في تناول نصف الجرعة، وهناك العديد من الطرق لتقليل الجرعة تدريجيًّا، كما تحتاج إلى العمل مع طبيبك لوضع خطة لذلك، لذا داوم على الذهاب إلى طبيبك بانتظام في أثناء تقليل الجرعة.
إذا كنت أتناول الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل منتظم، فهل في النهاية يجب أن أُقلع عن تناول هذه الأدوية تمامًا؟
يتوقف ذلك على سبب المرض النفسي، وسوف تختلف الإجابة من مريض إلى آخر، فإذا كان الاكتئاب قد حدث نتيجة فقدان شيء مهم في حياتك، فبمجرد أن تبدأ تقبل هذه الخسارة، والشعور بالاستقرار النفسي، والسعادة، يمكنك أن تحاول الإقلاع عن تناول الأدوية تدريجيًّا، والشيء نفسه إذا كان الاكتئاب حدث نتيجة ضغط نفسي ناتج عن مشاكل خارجية أو مشاكل عاطفية، فبمجرد أن تُحل هذه الأمور سوف تكون قادرًا على الإقلاع تدريجيًّا عن تناول الدواء المضاد للاكتئاب.
وإذا كنت تحمل جينات وراثية للاكتئاب، أو القلق، أو كليهما معًا، فسوف يكون من الصعب الامتناع عن الأدوية المضادة للاكتئاب إلى الأبد، وهذا بسبب أن الدواء في هذه الحالة يعالج سبب الاكتئاب لديك، وهو اختلال كيميائي حدث نتيجة نوع من الجينات التي قد ورثتها، ومن ثم فإن الاكتئاب الموروث لا يحدث نتيجة أحداث الحياة، مثل فقدان شخص، أو شيء، أو نتيجة الضغط النفسي، وهي في الأغلب أحداث مؤقتة. وعلى النقيض من ذلك، فالشكل الوراثي من الاكتئاب والقلق دائم في أغلب الأحيان، وهذا بسبب أن الاختلال الكيميائي في الأصل وراثي، لذلك فهو دائم. ويشعر العديد من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب الوراثي بتحسن كبير، وأنهم طبيعيون إلى حد كبير بعد الانتظام في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وحين يحاولون إيقافها يتكرر الاختلال الكيميائي محدثًا المرض النفسي مرة أخرى، وفي هذه الحالة قد يكون من الأفضل تقبل مرضك بالطريقة نفسها التي يتقبل بها الناس حقيقة أنهم يحتاجون إلى أدوية للسيطرة على الربو الوراثي، وأمراض القلب، والصرع، وما إلى ذلك. وعندما ندرك أن الاكتئاب الوراثي هو اختلال كيميائي، ومن ثم يتخطى قدرة علم النفس والإرشاد النفسي وحدهما على المساعدة على الشفاء منه، فإن ذلك يمحو الفكرة المغلوطة بأن مضادات الاكتئاب سيئة، وعلامة على الضعف، فهي آمنة تمامًا، بل من المنطقي الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب على المدى الطويل في حالة الاكتئاب الوراثي المزمن.
إذا رغبت في الإقلاع عن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب الخاصة بي، فما أفضل طريقة للقيام بذلك؟
قبل أي شيء، أخبر طبيبك الذي سيشرح لك أفضل طريقة للقيام بذلك، حيث إن الأدوية المضادة للاكتئاب لا ينبغي إيقافها فجأة، وعلى الأغلب سوف تعاني إذا أوقفتها بشكل مفاجئ من أعراض مزعجة، مثل ألم الرأس والدوار، والاكتئاب والقلق والغثيان، والشعور بالوخز والخدر، ومن الأفضل الإقلاع عن تناول مضادات الاكتئاب تدريجيًّا عن طريق تقليل الجرعة، وقد يستغرق ذلك وقتًا يصل إلى ٦ أشهر، ويمكن تدريج الجرعات، مثل تناول الدواء يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تناوله كل ثلاثة أيام، ولكن لا تفعل ذلك دون إشراف الطبيب الخاص بك، واحرص في أثناء الإقلاع عن مضادات الاكتئاب على المحافظة على نظام غذائي ونمط حياة صحي، والاستمرار في تناول المكملات الغذائية الطبيعية الخاصة بك.
هل الأدوية المضادة للاكتئاب خطيرة؟
بشكل عام، الأدوية المضادة للاكتئاب آمنة تمامًا، ولكن مثل أي دواء، يجب أن توصف بعناية مع الالتزام بالاحتياطات، وإذا قورنت الآثار الجانبية للأدوية التي توصف عادة للاستخدام طويل المدى، مثل الأدوية المضادة للالتهاب، والمنشطات، وبعض المضادات الحيوية، ومدرات البول، والأدوية المثبطة للمناعة، وبعض الأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول، فإن الآثار الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب أقل خطورة منها بكثير، والأطباء على وعي تام بالاحتياطات اللازم اتخاذها عند وصف الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذا على وجه الخصوص في المرضى المصابين بالهياج، أو المُعرضين لخطر الانتحار، ففي هذه الحالات يمكن أن تزيد بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب من الاهتياج، أو خطر الانتحار، وفي مثل هذه الحالات يجب أن يخضع المريض للإشراف طوال الوقت، حتى يستقر نفسيًّا، وفي حالات الإفراط في تعاطي الدواء، فإن الأنواع الأحدث من الأدوية المضادة للاكتئاب أقل خطورة من الأنواع القديمة، مثل الأدوية ثلاثية الحلقة، ومثبطات إنزيم أكسيداز الأحادي الأمين.
هل للأدوية المضادة للاكتئاب العديد من الآثار الجانبية؟
تحدث معظم الآثار الجانبية المحتملة خلال أول أسبوعين من العلاج، وسوف تختفي بعد أن يبدأ الدواء في إحداث مفعوله.
إذا وصفت الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل خاطئ، فإن الآثار الجانبية المحتملة سوف تكون أسوأ، ومن المهم أن تجعل الجرعة الأولية من الدواء المضاد للاكتئاب ملائمة لحدة الاكتئاب، أو القلق، أو كليهما معًا، وفي معظم الحالات الجرعة الأولية، أو جرعة البداية من الدواء المضاد للاكتئاب، يجب أن تكون أقل جرعة ممكنة، وخلال فترة أسبوعين يجب زيادة الجرعة إلى الجرعة المطلوبة، أو جرعة المداومة، ومن خلال البدء بأصغر جرعة، يمكن تجنب الآثار الجانبية في أغلب الأحيان، وعليك أن تطلب من طبيبك أن يأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار.
هل سوف أظل كما “أنا” في أثناء تناول الأدوية المضادة للاكتئاب؟
أجل، سوف تظل كما أنت في أثناء تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وإذا كنت بالفعل قد فقدت روحك المرحة القديمة، فسوف تكتشف أنك سوف تستعيد تدريجيًّا تلك الروح السعيدة بعد عدة أسابيع أو أشهر، وإذا أعطيت الأدوية المضادة للاكتئاب إلى شخص يحتاج إليها حقًّا، فقد تتيح لهذا الشخص أن ينمو ويتطور بصورة أكثر إيجابية، حيث إنها تزيل المشاكل النفسية الحبيسة فيه منذ سنوات، ويحدث هذا على نحو خاص عند الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، أو القلق الوراثي المزمن، أو كليهما معًا، لأن إصلاح الاختلال الكيميائي في المخ لديهم قد يُحسن من شخصياتهم بطريقة تجعلهم يستمتعون بالحياة بصورة أكبر، وعلى سبيل المثال، قد يصبحون أكثر استرخاءً، وأكثر قدرةً على التعبير عن أنفسهم، وأكثر حيوية، وأكثر ثقة، وأكثر شجاعة، وأكثر حزمًا، وأكثر انفتاحًا على العالم الخارجي، ومن ثم يمكن أن نقول إن الأدوية المضادة للاكتئاب أتاحت لهؤلاء الأشخاص أن يصبحوا أكثر شبهًا بالشخصية التي رغبوا فيها، ولكنهم كانوا يجدون صعوبة في الحصول عليها.
هل تناول الأدوية المضادة للاكتئاب علامة على الضعف، وهل ينبغي عليَّ أن أقاوم تناولها؟
الإجابة هي لا، الحاجة إلى تناول دواء مضاد للاكتئاب ليست علامة على الضعف أو الاستسلام، فالحقيقة هي أنها قد تجعلك أقوى وأكثر قدرة على الأداء، ومن ثم سوف تكون قادرًا على تحقيق الكثير في حياتك، وإذا كنت تحقق الكثير في حياتك الخاصة، فإن ذلك لن يساعدك أنت فقط، ولكن سوف يساعد الآخرين أيضًا، وقد يكون تناول الدواء المضاد للاكتئاب ضروريًّا سواء لمواجهة ضغط نفسي نتيجة موقف مؤقت يفوق احتمالك، أو اختلال كيميائي مزمن في المخ، وتذكر أنك لا تستطيع التغلب على الاختلال الكيميائي الحاد في مخك بالأفكار الإيجابية وقوة الإرادة وحدهما؛ فهذا مثل “الحلقة المفرغة”؛ لأن الاختلال الكيميائي يسبب أفكارًا، وانفعالات سلبية، وهذه الأفكار السلبية سوف تؤدي إلى تفاقم الاختلال الكيميائي لديك.
هل ستقلل الأدوية المضادة للاكتئاب نشاطي؟
لا تقلل معظم أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب نشاطك العقلي أو البدني، خاصة إذا تجنبت الجرعات الكبيرة، ومن الممكن عادةً تجنب الحاجة إلى الجرعات الكبيرة في فترات العلاج الطويلة، ويجد معظم الأشخاص أنه بمجرد أن يخفف الدواء المضاد للاكتئاب من التعب وألم العضلات والأرق، فإنهم يصبحون أكثر تحفيزًا وأكثر كفاءة، وما يقلل نشاطك حقًّا هو عدم معالجة أعراض الاكتئاب والقلق، حيث إنهما يسببان التشتت الشديد، ويهدران الكثير من الطاقة.
هل تعمل الأدوية المضادة للاكتئاب بالطريقة نفسها التي تعمل بها الأدوية المهدئة؟
كلا، فهي مختلفة تمامًا في آلية عملها عن الأدوية المهدئة، فالأدوية المهدئة، مثل الأدوية ذات الصلة بالأدوية التي من عائلة البنزوديازيبين، لا تُصلح الاختلال الكيميائي في المخ الذي يسبب الاكتئاب أو القلق أو كليهما معًا، وتعمل الأدوية المهدئة عن طريق كبح أعراض القلق والسيطرة عليها، ومن أمثلة الأدوية التي من عائلة البنزوديازيبين: الديازيبام (المعروف أيضًا تجاريًّا باسم الفاليوم)، واللورازيبام، والأوكسازيبام (المعروف أيضًا تجاريًّا باسم السيريباكس)، والكلوبازام، والبرومازيبام، والألبرازولام (المعروف أيضا تجاريًّا باسم الزاناكس) والتيمازيبام، ويمكن أن تكون هذه الأنواع من المهدئات مسببة أو محدثة للإدمان، ومن المستحسن استخدامها بشكل مؤقت، وفي أضيق الحدود.
وعقار الزاناكس فعَّال في علاج القلق والذعر، وليس للزاناكس التأثير المهدئ نفسه، مثل بعض مهدئات البنزوديازيبين الأخرى، وله آثار جانبية أقل، إلا أن الزاناكس يسبب الإدمان، وهو قصير المفعول، ولذلك من الصعب الإقلاع عنه.
البوسبيرون هو نوع آخر من أنواع الأدوية المهدئة.
وقد يستخدم الأدوية المهدئة الأشخاص المعرضون لنوبات الهلع، ولكن تذكر أنها تخفف الأعراض فقط، ولن تمنع المزيد من القلق، أو نوبات الهلع، أو كليهما، أما الأدوية المضادة للاكتئاب فلا تسبب الإدمان بقدر الأدوية المهدئة؛ وفي معظم الحالات يمكن أن تمنع القلق ونوبات الهلع، وغالبًا توصف الأدوية المهدئة، والأقراص المنومة للمرضى الذين يعانون الأرق، أو نوبات القلق، أو الهلع، وبالنسبة للعديد من هؤلاء المرضى سوف يكون الدواء المضاد للاكتئاب أكثر فاعلية وأقل قابلية للسبب في الإدمان.
هل يمكن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب مع علاج للهرمونات؟
أجل يمكن، وإذا كان الاكتئاب جزئيًّا بسبب الاختلالات الهرمونية، فالأكثر فاعلية هو تجربة العلاج الهرموني سواء بمفرده، أو مع الأدوية المضادة للاكتئاب، ويمكن أن يكون لعلاج الهرمونات ومضادات الاكتئاب تأثير تآزري – بمعنى آخر يساعد بعضها بعضًا على وقف الاكتئاب، أو القلق، أو كليهما معًا بسرعة وفاعلية أكثر.
هل يمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب في الوقت نفسه كعلاجات طبيعية؟
من المستحسن إعطاء المرضى الذين يعانون الاكتئاب والقلق برنامجًا يتألف من علاجات طبيعية معينة، ونظام غذائي يعزز المخ.
وبشكل عام، سوف يتيح استخدام العلاجات الطبيعية، بمصاحبة نظام غذائي معزز للمخ، للجرعات الأصغر من الأدوية المضادة للاكتئاب أن تكون أكثر فاعلية، وغالبًا ستقي العلاجات الطبيعية من الحاجة إلى الجرعات الكبيرة من الأدوية المضادة للاكتئاب في أثناء العلاج على المدي الطويل.
راجع دائمًا طبيبك الخاص، أو المعالج الطبيعي أولًا، حتى تتجنب حدوث تفاعلات.
ما الخيارات المتاحة من الأدوية المضادة للاكتئاب؟
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressant
اكتشفت مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات للمرة الأولى في الخمسينيات من القرن العشرين، وقد استُخدمت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كعلاج اضطرابات مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، ونوبات الهلع، واستخدمت أيضًا لمساعدة أولئك الذين يعانون الأرق، وكذلك يمكنها أن تخفف من شدة الآلام العصبية التالية للهربس. ويجد بعض الأشخاص أنها مفيدة في تخفيف الصداع النصفي، والصداع الناتج عن التوتر، والآلام العضلية الليفية المتفشية.
ومن أمثلة الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات هي: الإيميبرامين، والأميتريبتيلين، والديسيبرامين، والنورتريبتيلين، والدوكسيبين، والميانسيرين، والكلوميبرامين، واللوفيبرامين، والترازودون.
مزايا مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
الأدوية ثلاثية الحلقات هي مضادات اكتئاب عالية التأثير، وسوف يستجيب لها جيدًا من ٦٠ إلى ٧٠٪ من المرضى بعد عدة أسابيع من العلاج.
وهي تحديدًا جيدة من أجل:
- اضطراب النوم
- القلق
- نوبات الهلع
- تهيج وفرط نشاط المثانة
- تكرار التبول الليلي
- الإسهال العصبي
- انخفاض الشهية
عيوب مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
لا تؤثر الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات في المخ فقط، ولكن تؤثر أيضًا في التحكم العصبي في الكثير من الوظائف الجسمانية التلقائية.
ويمكن أن يتسبب ذلك في آثار جانبية مثل:
- الخفقان وسرعة ضربات القلب
- جفاف الفم
- تغيم الرؤية
- الإمساك
- احتباس البول
- الارتجاف الطفيف
- زيادة التعرق
- نقص ضغط الدم الوضعي (ينخفض ضغط الدم إذا وقفت بسرعة شديدة)
ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات يمكنها أيضًا أن تتسبب في زيادة الوزن والتهدئة الطفيفة عند بعض الأشخاص؛ ولكن إذا استخدمت جرعات صغيرة في البداية، فيمكن الحد من هذه الآثار الجانبية.
إذا حاول المريض المصاب بالاكتئاب زيادة جرعات الأدوية ثلاثية الحلقات، فإن ذلك قد تَنْتُج عنه آثار سامة وخطيرة على القلب.
مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين Monoamine oxidase inhibitors
الأدوية المثبطة لإنزيم أكسيداز أحادي الأمين هي مضادات اكتئاب فعَّالة وقوية للغاية، وتعمل عن طريق زيادة مستويات الناقلات العصبية المحفزة في المخ، وهما النورأدرينالين والدوبامين.
ومن أمثلة الأدوية المثبطة لإنزيم أكسيداز أحادي الأمين، النارديل (فينيلزين) والبارنات (ترانيلسيبرومين).
مزايا مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين
- تعمل سريعًا – في غضون من ٢٤ إلى ٤٨ ساعة من بدء العلاج
- تُحدث تأثيرًا منبهًا للمخ
- تزيد الطاقة العقلية والبدنية
- قد تنجح فيما فشلت فيه جميع الأدوية المضادة للاكتئاب الأخرى
- يمكن أن تكون ممتازة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الاكتئاب المصحوب بوسواس أو توهم المرض.
عيوب مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين
من بين الأعراض الجانبية التي قد يعانيها بعض الأشخاص:
- الأرق
- تغيرات في الشهية
يجب أن يتبع نظامًا غذائيًّا خاصًّا منخفض الأحماض الأمينية، وإلا قد تحدث آثار جانبية خطيرة، إذا تم تناول أطعمة تحتوي على التيرامين أو الدوبامين، ومن الممكن أن تشتمل هذه الآثار الجانبية الخطيرة على ارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والصداع الشديد.
ويجب عدم تناول أدوية أخرى مع مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلي، حيث يمكن أن تحدث تفاعلات دوائية خطيرة مع البيثيدين، والأمفيتامينات، والأيفيدرين، والسودوإيفيدرين، والليفودوبا، والعديد من الأدوية الأخرى.
وإذا اتبع، بعناية، نظامًا غذائيًّا منخفض الأحماض الأمينية، فسوف تكون الأدوية المثبطة لإنزيم أكسيداز أحادي الأمين آمنة تمامًا.
ويستثني النظام الغذائي منخفض الأحماض الأمينية الأغذية المحتوية على أحماض أمينية بنسبة عالية، مثل التين الناضج، والفول الأخضر، والأطعمة المخمرة، والرنجة المخللة، وخلاصة الخميرة، والأطعمة المتحللة جزئيًّا مثل لحوم الطرائد، أو اللحوم المعتقة، أو الجبن الناضج وغيرها، وحين تحصل على أقراص مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين سوف تحصل على قائمة الأطعمة التي يجب أن تتجنبها في أثناء تناول الأقراص، وهذه القائمة ليست بالضخمة، ومعظم المرضى لا يجدون صعوبة في الالتزام بالنظام الغذائي المطلوب منخفض الأحماض الأمينية.
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitor
تزيد هذه الأدوية من كمية الناقل العصبي السيروتونين في المخ.
أول دواء مثبط لاسترداد السيروتونين الانتقائي كان يسمى بروزاك، وقد تم إنتاجه في ديسمبر عام ١٩٨٧، وأحدث إدخال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ثورة في عالم الطب النفسي، حيث امتلك الأطباء، للمرة الأولى في التاريخ، نوعًا من الأدوية المضادة للاكتئاب التي كانت لها فاعلية كبيرة، وخالية من الآثار الجانبية نسبيًّا، وآمنة تقريبًا، ومحددة في عملها.
ومن أمثلة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، السيتالوبرام، والإسيتالوبرام، والفلوكسيتين (بروزاك)، والباروكسيتين، والفلوفوكسامين، والسيرترالين.
ومنذ بدء استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، كان هناك المزيد من التحسينات في شكل مضادات الاكتئاب، ولدينا الآن أدوية لا تزيد فقط من مستويات السيروتونين في المخ، ولكن أيضًا تزيد من مستويات الناقلات العصبية الأخرى، مثل النورأدرينالين الانتقائية، وتعرف هذه الأدوية الأحدث بمثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية، وأصبحت مثل مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين، وقد حازت ثقة كبيرة وأصبحت توصف على نطاق واسع في الأوساط الطبية.
ووجد بعض الأطباء أن مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية فعَّالة بشكل كبير مع الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب الوراثي المزمن.
ومثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية فعَّالة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، حيث يشعرون بعدم الراحة في المواقف الاجتماعية، أو في الزحام، ومن أمثلة مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين دواء يُدعى الفينلافاكسين (إيفكسور إكس أر).
ويزيد نوع آخر من الأدوية المضادة للاكتئاب من إفراز السيروتونين والنورأدرينالين في المخ، وأشهرها يسمى الميرتازابين (أفانزا).
وهناك نوع جديد من الأدوية المضادة للاكتئاب يزيد من مستويات النورأدرينالين فقط في المخ، ويسمى ريبوكستين، وهو دواء عالي الفاعلية في علاج حالات الاكتئاب الشديدة، ولكن هناك بعض الاحتياطات اللازم مراعاتها عند استخدامه من قِبَل المصابين بالمياه الزرقاء، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والصرع، أو نوبات الهوس المتكررة.
وتم طرح دواء آخر من نوع مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين، اسمه دولوكستين، في الأسواق الأسترالية، وهناك مؤشرات علاجية على نجاح هذا الدواء في علاج ليس فقط الاكتئاب والقلق، ولكن أيضًا في علاج سلس البول الإجهادي، واعتلال الأعصاب المؤلم، والآلام العضلية الليفية المتفشية. وهذا ليس بالأمر المفاجئ؛ لأن الضغط النفسي المزمن يمكن أن يظهر في الجسم على شكل اضطرابات نفسية جسدية، مثل الآلام العضلية الليفية المتفشية، والصداع، وألم الظهر، وفي مثل هذه الحالات، قد لا يدرك المريض أن القلق هو السبب وراء آلامه الجسدية، وحقيقةُ أن الدواء المضاد للاكتئاب يمكن أن يخفف من الألم الجسدي، توضِّح مدى قوة الضغط النفسي المزمن في زعزعة القدرة على التحكم في الانقباضات العضلية، وتدفق الدم إلى عضلات الجسم كله.
مزايا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين
- فاعليتها العالية في تخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق أو كلياهما معًا
- يمكنها أن تقلل أو تمنع سرعة التأثر المفرطة عند فقدان شخص، أو شيء، أو التعرض للرفض
- يمكنها أن تقي من نوبات القلق والهلع
- يمكنها أن تكون فعَّالة في علاج اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي
- يمكنها أن تقلل من اضطراب نقص الانتباه
- يمكنها أن تقلل من اضطرابات الوسواس القهري
- يمكنها أن تجعلك أكثر جراءة
- يمكنها أن تزيد من القدرة على الشعور بالسعادة
- يمكنها أن تجعلك أكثر انفتاحًا واجتماعيًّا
- يمكنها أن تجعلك أقل تحفظًا
- يمكنها أن تجعلك تشعر بأنك أكثر أمانًا داخليًّا
- يمكنها أن تجعلك أكثر حزمًا وثقة
وبشكل عام، الأدوية من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لها آثار جانبية أقل من أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب الأخرى.
وليست هناك حاجة لاتباع نظام غذائي خاص أثناء تناول هذا النوع من الأدوية.
والجرعات الزائدة من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أقل خطورة بكثير من الجرعات الزائدة من الأدوية ثلاثية الحلقات ومثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين.
عيوب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين
جميع الأدوية يمكن أن تكون لها آثار جانبية، وبالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب، هذه الآثار الجانبية تحدث عادةً في أول أسبوعين، أو أربعة أسابيع بعد تناولها، وإذا استخدمت أقل جرعة ممكنة في البداية، فستتقلص عادة الآثار الجانبية، وقد وجدت أنه إذا كان المريض يحتاج فعليًّا إلى أدوية مضادة للاكتئاب، ففي أغلب الأحيان لا يصاب بآثار جانبية ملحوظة إذا استُخدمت جرعات صغيرة في البداية.
وتتضمن الآثار الجانبية المحتملة
- الإرهاق
- الصداع، ولكن في بعض الحالات ستقل حدة الصداع حين يخف التوتر
- انخفاض الرغبة في العلاقة الزوجية
- الكوابيس
- زيادة التعرق
- اضطرابات هضمية، مثل الغثيان أو تقلصات البطن – ويمكن تقليل ذلك عن طريق تناول الدواء مع الطعام، ويمكن أن تساعد مضادات الحموضة على الحد من الآثار الجانبية.
- الطفح الجلدي
- ارتفاع ضغط الدم
- زيادة معدل ضربات القلب
- اضطرابات نزفية – كدمات، نزيف أنفي، نزيف مهبلي، نزيف معوي
- انخفاض الصوديوم في الدم
- تململ الأطراف في أثناء الجلوس أو الوقوف ثابتًا دون حراك
- الاهتياج في الأشخاص الذي يعانون اضطرابًا ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)
- إذا وصفت هذه الأدوية بشكل غير ملائم فقد تزيد من خطر الانتحار
- التهاب الكبد
- فقدان الوزن أو زيادة الوزن
- زيادة خطر هشاشة العظام
تحدث إلى طبيبك
لأن الاكتئاب والقلق وعدم القدرة على التغلب على الضغط النفسي أصبحت مشاكل شائعة إلى هذا الحد، فإن دراسة المواد التي تؤثر في كيمياء المخ بشكل إيجابي سوف تزيد بشكل كبير، ومع أن السعادة الحقيقية لا يمكن أن نجدها في دواء أو مكمل غذائي، فمن الصحيح أن هذه الأشياء مع ذلك يمكنها أن تساعد الإنسان على التغلب على مصاعب الحياة، إذ يمكن أن تزيد من قدرة تحمل الضغط النفسي الذي يؤثر فينا سلبًا، وتخفف من ألم الرفض أو الفشل، وتمكننا من أن نكون أكثر حيادية وموضوعية حيال مشاكلنا.
إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مكتئبًا، فتحدث إلى طبيبك، فالممارس العام الخاص بك قد يكون لك خير عون في تقديم المشورة، أو يمكنه إعداد خطة للعناية بالصحة النفسية الخاصة بك.
وسوف يعرف الممارس العام الخاص بك إذا كنت ستحتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب، أو إذا كنت تحتاج إلى الذهاب إلى متخصص نفسي، أو كليهما معًا، والمتخصصون النفسيون هم أطباء مؤهلون تمامًا، وقد حصلوا على دراسات عليا في مجال علاج المشاكل العقلية والنفسية، ويتطلب الذهاب إلى متخصص نفسي إحالة من الممارس العام الخاص بك، وهناك خصم طبي متاح لزيارة المتخصص النفسي، والبعض منها قد يكون على طريقة الفاتورة المجمعة في حالة إذا كان الشخص يعاني ضائقة مالية.