حين تحلم، فإن مخك يرى ويسمع ويشارك في أحداث غير موجودة، وقد تكون الأحلام مشابهة جدًّا للحياة الواقعية، فتوقظك أحيانًا وأنت مذعور. ويستغرق النوم الحالم (نوم حركة العين السريعة) حوالي ٢٠٪ من وقت النوم الكلي، ويبدأ البشر الحلم، وهم أجنة في أرحام أمهاتهم.
وقد تسبب الأحداث الصادمة كوابيس متكررة، ويمكن أن تعاد معايشة الحدث عدة مرات خلال النوم كجزء من متلازمة ما بعد الصدمة، وقد تحدث الكوابيس أيضًا مع عدم وجود أية صدمة. ومن يعانون طوال حياتهم من الكوابيس قد تكون لديهم سمات الفصام، ولكنهم على وجه العموم حساسون ومبدعون ولديهم لمسة فنية.
يمكن أن تظهر جميع تجاربنا التي ننسجها في المخ والطريقة التي يرتب بها المخ الأحداث كأحلام “مختلطة”، وبناءً على ذلك لا ينبغي أن نقلق، إلا إذا منعت الأحلام النوم بصورة متكررة، وتسببت في الإعياء في أثناء النهار.
ويمكن أن تحدث الأحلام المزعجة نتيجة لنشاط تعليمي مسبب للضغط النفسي، مثل إخبارك بأن عليك أن تخوض امتحانًا في وقت محدد، ويجب أن تحقق درجات محددة، وحين تكون الأحلام مقلقة؛ فقد يكون ذلك انعكاسًا لقلق حالي أو نتيجة أدوية أو أمراض معينة، مثل الشلل الرعاش. ومع ذلك، فالأحلام المشرقة لا تبدو أن لدى من يحلم بها سمات نفسية مختلفة.
اعتبر حكيم هندي قديم أن حالة الحلم تحدث حين تصبح نفس الإنسان العادية هي نفسه الروحانية، بعبارة أخرى يسمح الحلم لروحك بأن تعايش أحداثًا مثلما تستمتع بفيلم درامي.
بعد أن يمتع نفسه ويتجول في حالة الحلم ويرى بكل بساطة تأثيرات المزايا والعيوب يعود إلى حالته السابقة، حالة الاستيقاظ
وقد تكون الكوابيس والأحلام “نفايات عصبية”، أو رغبات العقل الباطن، أو تعبيرًا عن القلق، أو استجابة للمجالات المغناطيسية، أو رسائل رمزية، أو مظاهر الشعور بالذنب، أو حتى تجارب روحانية، وقد حاول الكثير من العلماء والخبراء النفسيين أن يفسروا الأحلام، ولكن يبدو أن الأحلام أبعد من مملكة العلم، وحين حصل أربعة علماء نفس على تفاصيل حلم معين كانت لديهم جميعًا أفكار مختلفة عن معنى ذلك الحلم.
ولأننا لا نستطيع التحكم في الأحلام، فنصيحتي لك ألا تقلق بصورة مفرطة حيالها. ورغم أن أحلامنا تتسبب لنا في الشعور بالشغف، إلا أنك إذا راقبت “المستمعين” لك بعناية، فسوف ترى أن معظمهم لا يهتمون كثيرًا بسماع تقرير مفصل عن أحلامك. فإذا كانت الكوابيس أو الأحلام المزعجة تقلق نومك بصورة متكررة، فاستشر متخصصًا نفسيًّا متمرسًا.