يجب أن يعيد هؤلاء الذين لا ينامون جيدًا النظر في أثاث غرف نومهم؛ لأنه حتى الأثاث غير المريح نسبيًّا ولو بدرجة طفيفة سيتسبب في إيقاظ بعض الأشخاص. وللأسف، يميل الأشخاص المصابون بالأرق إلى البحث عن أي شيء صغير قد يمنعهم من النوم أو يزعج نومهم؛ حتى مفارش الفراش المجعدة قد تتسبب في إزعاجهم!
أنت تقضي في فراشك وقتًا أكثر من الذي تقضيه في سيارتك؛ ولذلك من المهم أن تراعي الجودة حين تختار الفراش المناسب وإعداده بالطريقة المريحة لك. خلال ثمانينيات القرن العشرين، اكتشف باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية أن السرير الهزاز يقلل أوقات استيقاظ الأشخاص الذين يعانون المشكلات التنفسية. ورغم أن الأسرة الهزازة قد لا تكون متوافرة في بلدك، فإنه يمكنك شراء الأسرة المائية أو المراتب الهزازة، التي يمكن أن تحسن من نومك. وقد تكون الأسرة المائلة مفيدة جدًّا لهؤلاء الذين يعانون الارتجاع (حرقة المعدة) أو المشكلات التنفسية، رغم أن معظم الأشخاص ينامون جيدًا أكثر حين يستلقون بشكل أفقي.
وغالبًا ما تتحكم ميزانيتنا في نوعية السرير الذي نشتريه، رغم ذلك حين تختار المراتب ينبغي أن تختبر ملاءمتها لوزن جسمك. وتحشى المراتب “الاقتصادية” أغلب الظن بحشو قد يحتفظ بالرطوبة؛ الأمر الذي سيؤثر في درجة حرارة جسمك وتنفسك. والصلابة ليست أفضل بالضرورة، خاصةً إذا كنت تعاني متاعب الظهر. وأيًّا كانت المراتب التي تختارها يمكن أن يستغرق الأمر بضعة أيام أو حتى أسابيع، حتى تستقر على مراتب جديدة. غالبًا ما تعتبر قاعدة الفراش المصنوعة من الزنبرك النابض أكثر أريحية ودعمًا للجسم من القاعدة الخشبية.
كما قد توفر البطانة المصنوعة من الصوف طريقة فعالة من حيث التكلفة من أجل تحسين نومك، ويعتبر الصوف بمثابة ألياف طبيعية معجزة؛ نظرًا إلى ما يتميز به من تركيب معقد يمنحه خصائص فريدة مثالية للفراش، علاوة على أن الصوف طارد للماء، ولكنه يمتص الرطوبة ويساعد هذا التركيب الاستثنائي على عملية التبريد الطبيعية للجسم عن طريق تحفيز تبخر الرطوبة بعيدًا عن الجلد، وبذلك تحافظ على اعتدال درجة حرارة الجسم في أثناء النوم. وبمقدور الصوف امتصاص كمية رطوبة توازي ٣٠٪ من وزنه دون أن يصبح رطبًا، ونظرًا إلى طبيعته المموجة والمتداخلة، يعمل الصوف أيضًا عازلًا رائعًا يبعث الدفء في أوصالك في الأوقات الباردة. وقد توصل بحث مستقل إلى انخفاض واتساق معدل ضربات القلب، وأن النوم يصبح أكثر سلامًا والاستيقاظ أكثر نشاطًا، في أثناء النوم على الصوف وتحته وفي أثناء ارتدائه. والصوف بطبيعته أيضًا لا يسبب الحساسية، ومقاوم للنيران وصديق للبيئة؛ الأمر الذي يجعله آمنًا لكل أفراد العائلة.
قد يجد الأشخاص القلقون أن الوسادات التي تهبط حين وضع الرأس عليها بمقدار ١٠٠٪ هي الاختيار الأفضل؛ لأنها تدعم الرقبة برفق وتغير شكلها إذا تحركت. ويجب مراعاة أية حساسية قد تكون لديك تجاه الحشو الداخلي للوسادة، وإذا كان لديك شك، فاختر وسادة مصنوعة من مواد لا تسبب الحساسية. وتحتاج إلى أخذ جولة تسوق من أجل اختيار درجة صلابة الوسادة التي تلائم شكل جسمك ووزنك وأسلوب نومك. وغالبًا ما يجد الأشخاص الضخام ذوو الأوزان الثقيلة أن الوسائد الأكثر صلابة مريحة أكثر وتدعم الرقبة. غير أن الوسادات تفقد تماسكها، وينبغي تجديدها بعد مرور بضع سنوات. راجع مع البائع ضمان المصنع وتعليماته، ويجب الأخذ بهذه الاعتبارات نفسها عند اختيار مفارش السرير. ويفضل القطن على الألياف الصناعية، فهو يساعد على أساليب النوم الطبيعية، ومن غير المرجح أن يسبب الإزعاج أو العرق الزائد.