قد تذهبين إلى فراشك خائرة القوى وكلك اعتقاد بأنك ستغفين بمجرد أن يلامس رأسك الوسادة! إلا أن ذلك لا يحدث، لتجدي نفسك مستيقظة كل الاستيقاظ تراقبين دقات الساعة، وربما استيقظت عند الرابعة صباحا لتعجزي عن العودة إلى النوم مرة أخرى.
إن الأرق أمر شائع في أثناء الحمل، وهو حالة تواجه فيها الحامل مشكلة في الخلود إلى النوم أو الاستمرار فيه؛ وإذا أخذنا كل التغيرات التي تمر بها الحامل بعين الاعتبار، سواء أكانت تغيرات بدنية أم عاطفية، فإنه من غير المستغرب أن يضطرب نظام النوم لديها.
وبالرغم من أن بعض الحوامل ربما ينمن لفترات أطول خلال الأثلوث الأول من الحمل مما كن ينمن قبل الحمل، إلا أن هناك قسما آخر يعاني من مشكلة في النوم ليلا، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية؛ كما قد يساهم في ذلك ضغط الرحم المتزايد في الحجم على المثانة، مما يضطر الحامل للقيام والنهوض مرات عديدة في أثناء الليل من أجل التبول.
ومع ازدياد حجم الطفل، فقد يصبح من الصعب على الحامل أن تجد وضعية مريحة للنوم؛ كما أن الطفل النشط قد يبقي أمه مستيقظة، فضلا عن أسباب اضطراب النوم الأخرى الشائعة في أشهر الحمل الأخيرة مثل حرقة الفؤاد heartburn ومعص الساقين leg cramps واحتقان الأنف nasal congestion.
ولابد من أخذ ذلك التوقع الطبيعي والقلق والإثارة التي تنتظر الحامل حدوثها عند ولادة طفلها بالحسبان، فقد تراود الحامل بعض المخاوف حول صحة طفلها والتغيرات التي سيحدثها في حياتها، وقد تجعل تلك المشاعر من هدوء البدن والعقل أمرا صعبا؛ كما قد تزور الأحلام المخيفة من الولادة مخيلة الحامل بشكل متكرر مما يساهم في حدوث الأرق.
ومع أن الأرق قد يكون أمرا جد مخيف للحامل، إلا أنه – ولله الحمد – لا يؤذي طفلها.
الوقاية والرعاية الذاتية عند حدوث الأرق
إن القلق بشان قلة النوم لن يفيد إلا في مضاعفة المشكلة، ويمكن اتباع الخطوات التالية عند مواجهة مشكلة في النوم أو الاستمرار فيه:
● القيام ببعض الحركات قبل الذهاب إلى الفراش، أو أخذ حمام دافئ أو القيام بتمارين الارتخاء، كما يمكن أن يقوم الشريك أو الزوج بتدليك الحامل.
● التأكد من ملاءمة درجة حرارة الغرفة للنوم، ومن أنها مظلمة وهادئة.
● عدم شرب السوائل في المساء.
● القيام بتمارين منتظمة دون إجهاد الجسم.
● إن أفضل وضعية للنوم في آخر الحمل هي النوم على الجانب الأيسر أو الأيمن مع ثني الساقين والركبتين، حيث يساعد ذلك على تخفيف الضغط عن الأوردة الكبيرة التي تنقل الدم من القدمين والساقين إلى القلب؛ كما أن تلك الوضعية تخفف الضغط عن أسفل الظهر؛ ويمكن استعمال وسادة لسند البطن وأخرى لسند الساق العلوية، كما يمكن وضع وسادة محزومة أو بطانية مطوية حول الجزء النحيل من الظهر، حيث يساعد ذلك على تخفيف الضغط عن الورك الذي تضطجعين عليه.
● عدم البقاء في وضعية الاضطجاع عند عدم القدرة على النوم أو القلق بشأن ذلك، بل القيام وقراءة شيء ما أو كتابة رسالة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو القيام بالتطريز أو أي نشاط مشغل.
● أخذ بعض الغفوات في أثناء النهار قدر الإمكان لتعويض النوم المفقود في أثناء الليل.
الرعاية الطبية عند حدوث الأرق
لا يوجد عقار للأرق – بما في ذلك الأعشاب الطبية – آمن بشكل مطلق في أثناء الحمل؛ ولكن إذا كان القلق يبقيك مستيقظة طوال الليل، يمكنك حينئذ الاستفسار من مقدم الرعاية الصحية حول بعض تمارين الارتخاء التي قد تفيد في هذا المجال، أو ربما تستعملين طرائق الارتخاء التي تعلمتها في صفوف الولادة.
كما يمكن مراجعة مقدم الرعاية الصحية عند القلق بشأن احتمال وجود اضطراب خطير في النوم، وقد يكون من المفيد مراجعة معالج أو استشاري إذا ما استمرت الأحلام والكوابيس المزعجة في إقلاقك.