التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الأطفال مسئولية مشتركة بين الوالدين: مبادئ التربية ج6

الأطفال هم نتاج العلاقة الزوجية، لذلك كي تكون التربية إيجابية، لا بد من أن يشترك الأم والأب في رعاية الأبناء وتحمل مسئوليتهم.

قد يعتقد البعض أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة، هم مسئولية الأم، بينما الأب ملزم بالعمل خارج البيت ومن ثم توفير مصاريفهم. لقد بينت الأبحاث في هذا المجال، أن علاقة الأب بالأبناء في هذه المرحلة لا تقل أهمية عن علاقة الأم بهم، فعلاقة الأب العاطفية والوثيقة بالرضيع (إضافة إلى علاقة الأم) تساعد على بناء أساس شخصية أكثر أمناً واطمئناناً، خاصة مع توفر التفاهم بين الزوجين.

فرغم أن الفترة الزمنية التي يقضيها الآباء مع أطفالهم أقل مقارنة بالفترة التي تقضيها الأم، إلا أن الأهم هو نوعية الفترة وليس طولها. فدور الأب مهم من ناحيتين: الناحية الأولى مباشرة، فطريقته في التعامل مع أبنائه تؤثر سلباً أو إيجاباً في تطور شخصياتهم وتحدد مدى صحتهم النفسية. والناحية الثانية غير مباشرة، فتشاجر الأب والأم يخلق توتراً وضغطاً نفسياً لديها وفي جو البيت عموماً، مما يجعل الأم أكثر ميلاً للسلبية في التعامل مع أبنائها.

من المهم أن يتفق الوالدان على أساليب تربية الأبناء، وأن يدعم كل منهما الآخر. يجب أن يشكلا جبهة موحدة في مواجهة الأبناء، فهما أصحاب السلطة داخل الأسرة. وفي حالة تعارضهما تكون فرصة الأبناء كبيرة للتلاعب بوالديهم، واستغلال الثغرات ونقاط الضعف ليحققوا رغباتهم وأهوائهم، بشكل تلقائي وغير مقصود. فحاجة الأطفال للحدود الواضحة والمعاملة العادلة التي يتفق عليها الوالدان أساسية وضرورية من أجل تربية إيجابية.

وضع الوالدان للحدود بشكل حازم وعادل ومتفق عليه من أساسيات التربية الإيجابية، فذلك يعطي الأطفال الشعور بالأمان والحب والثقة. فمن أكثر أساليب التربية سلبية هو، التذبذب بين الوالدين في معاملة الطفل، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب، أذكر منها: الاختلافات الثقافية الموجودة بين الزوجين، واختلاف معتقداتهما في التربية. وأيضاً قد تختلف الطريقة التي تربى فيها كل منهما، فقد يكون أحدهما تعرض للحماية الزائدة والآخر للعنف والقسوة، فيميل كل منهما إلى أن يربي ابنه بالطريقة التي تربى عليها، فيحصل بينهما صراع حول الأساليب التي يرغب كل منهما أن يربي عليها ابنه. ومن الأسباب الأخرى، الخلافات الزوجة وعدم التفاهم بينهما.

إذاً الاتفاق والتعاون بين أصحاب السلطة داخل الأسرة، الأم والأب، ضروري إذا أردنا أن نربي أطفالنا بشكل إيجابي ومثمر.

تأليف: د. فاطمة الكتاني