الألم العضلي الليفي: تغلب على الألم والتعب الناتجين عنه

هل تريد أن تصاب بمتلازمة الألم العضلي الليفي في اليوم التالي أو اليومين التاليين؟ الأمر بغاية البساطة.

اقصد مختبر النوم المحلي واطلب وصلك على مخطّط كهربائي للدماغ (وهي آلة لكشف وعرض الموجات الدماغية)، واسأل التقني، تماما قبل وقت النوم، أن يوقظك كلما بدأ دماغك بإصدار موجات ديلتا، وهي الموجات الدماغية للنوم العميق.

“وفي غضون يوم إلى يومين، ستصاب بالألم العضلي الليفي الكلاسيكي”، كما يقول جاكوب تايتلباوم، دكتور في الطب، طبيب في أنابوليس، ميريلاند.

أجل، فالثلاثة إلى ستة ملايين أميركي المصابين بأعراض الألم العضلي الليفي – ضعف وألم مستمر في عضلات الجسد، تعب متواصل تقريبا، مشاكل أخرى تشتمل على إنتانات واضطرابات في الأمعاء – يعانون من اضطراب في النوم، استنادا إلى الأطباء البديلين.

وإليك ما يحدث عادة: تشعر بالإنهاك طيلة اليوم، ولكن حين يحين وقت النوم، يعمل ذهنك بسرعة شديدة. وقد تستغرق في النوم لاحقا، ولكنك تستيقظ عدة مرات، تتراوح أحيانا ما بين 3 و15 مرة في الليلة. أخيرا، وبحلول الرابعة أو الخامسة صباحا، تستيقظ ثانية وتظل مستيقظا إلى أن يرن المنبه. وعندها تبدأ دورة الأيام الكئيبة من جديد.

ويعتقد د. تايتلباوم أن هذا الافتقار إلى النوم العميق، الناتج عن خلل في وظيفة الوطاء، الغدة الصماء الرئيسية في الدماغ، من شأنه أن يؤثر في كل أجزاء الجسد تقريبا. فهو يقصر العضلات ويجعلها متوترة وحساسة للألم على نحو مستمر. فيحدث تلفا في الهورمونات والجهاز المناعي والناقلات العصبية للدماغ والهضم، مؤديا إلى واحد أو أكثر من عشرات من الأعراض المحتملة. كما يضاعف مستويات المادة P، وهي مادة كيميائية مسؤولة عن الحساسية تجاه الألم، مسببا ألما شديدا في العضلات. فضلا عن ذلك، وبما أن الجسم يرمم نفسه أثناء النوم العميق، لا يحصل أي من هذه المشاكل أبدا على فرصة للشفاء.

ومن شأن هذا المرض أن يبدأ بطرق مختلفة، كما يشير د. تايتلباوم. ويحير علاجه الأطباء التقليديين، حتى إن بعضهم يرفض الاعتراف بوجوده. ولكن د. تايتلباوم لاقى نجاحا ملحوظا في تخفيف الألم والتعب الناجمين عنه وحتى إزالتهما عادة وذلك بواسطة العلاجات والأدوية الطبيعية.

وهو يقترح استعمال كل من هذه العلاجات لمدة 6 أشهر. وإن صرت تنام ليلا وتشعر بالتحسن في هذه المرحلة، فإنه يوصي بتقليص استعماله تدريجيا على مدى 9 إلى 12 شهرا.

دليل العناية الطبية

“قد لا يكون الطبيب مطلعا على الأبحاث التي أجريت على العلاجات الفعالة للألم العضلي الليفي”، كما يقول يقول جاكوب تايتلباوم، دكتور في الطب، طبيب في أنابوليس، ميريلاند. ولكن ثمة علاج فعال. “فقد عالجت مئات المرضى بالألم العضلي الليفي – بعضهم عرض نفسه على 10، 20، أو حتى 30 طبيبا – وقد تحسنت حال أكثر من 85 بالمئة منهم أو شفوا تماما. بمعنى أنهم ما عادوا يعانون من الأعراض”، كما يصرح د. تايتلباوم. ويظهر التحسن عادة في غضون 3 أشهر من العلاج، كما يقول.

ويتعامل د. تايتلباوم مع المشكلة على أنها خلل وظيفي في الوطاء، وهو الغدة الصماء الرئيسية في الدماغ. وقد يشتمل بروتوكوله العلاجي على بعض العلاجات التالية أو جميعها، اعتمادا على الأعراض وعلى نتائج الفحوصات المخبرية.

•    أدوية أو مكملات هورمونية لحالات القصور المحتملة في الهورمونات الدرقية أو الكظرية أو المبيضية أو الخصيوية.
•    عقاقير وأعشاب متنوعة لاضطرابات النوم.
•    أدوية لانخفاض ضغط الدم الناتج عن خلل في الوطاء.
•    أدوية مضادة للطفيليات والفطريات تستعمل لهذا النوع من الإنتانات.
•    مكمل عديد الفيتامينات، غليسينات الماغنيزيوم، حمض الماليك، الفيتامين ب12، حديد، ومكملات أخرى لحالات القصور الغذائي.

الناردين (VALERIAN) وبلسم الليمون: للنوم العميق

إن استعمال الناردين ليلا، بالاقتران مع بلسم الليمون، من شأنه أن يساعد على زيادة مدة النوم العميق وعمقه، برأي د. تايتلباوم. وهو يوصي باستعمال مستحضر يحتوي على 160 إلى 480 ملغ من الناردين و80 إلى 240 ملغ من بلسم الليمون، قبل النوم.

الكافا كافا KAVA KAVA: بديل معقول

ترخي هذه العشبة العضلات وتهدئ العقل وتزيد النوم عمقا، كما يشير د. تايتلباوم. لذا فهو يوصي بتناول 200 إلى 750 ملغ قبل النوم. ابحث عن مستحضر يحتوي على الأقل على 30 بالمئة من الكافالاكتون، وهو المركب الفعال في العشبة.

ولكن الكافا تسبب في حالات نادرة جدا حساسية للضوء. فإن استعملتها وعانيت من طفح جلدي، ينصح د. تايتلباوم بتخفيف الجرعة بنسبة 50 بالمئة وتناول العشبة مع فيتامين مركب – ب عالي الفاعلية يحتوي على 50 ملغ من معظم الفيتامينات ب. وغالبا ما يؤدي ذلك إلى زوال الطفح.

الميلاتونين: أعد ضبط ساعتك البيولوجية

تسيطر الغدة الصنوبرية، وهي غدة هورمونية في الدماغ تفرز الميلاتونين، على ساعة الجسم الباطنية، أو على إدراكه لليل والنهار. وفي حالة الألم العضلي الليفي، يختل نظام هذه الساعة، كما يشير د. تايتلباوم. “فلا يعلم الجسد ما إذا كان الوقت ليلا أو نهارا – بل يعاني من إرباك شديد”. وتناول هورمون الميلاتونين يساعد على إعادة ضبط الساعة الباطنية، فتستغرق في النوم عندما يحين وقته.

لذا فهو يوصي الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي بتناول 200 إلى 300 مكغ من الميلاتونين قبل النوم. ويقول: “لدى معظم الأشخاص، تؤدي هذه الجرعة مفعولا في تحسين النوم يوازي الجرعة الأكبر”. ولكن لا تستعمل هذا المكمل إلا بعلم طبيبك وإشرافه.

الماغنيزيوم: لاسترخاء العضلات

يقول د. تايتلباوم: “يشترك الماغنيزيوم في تفاعلات عديدة ومختلفة في الجسد وهو يمتاز بأهمية خاصة في عملية استرخاء العضلات. وإن كان مأخوذك من الماغنيزيوم منخفضا، قد تبقى العضلات متشنجة ولا يزول الألم العضلي الليفي”.

وبما أن معظم الماغنيزيوم الموجود في الأطعمة يزول في عمليات المعالجة، فإن متوسط المواطن الأميركي يحصل على أقل من 400 ملغ بكثير، وهي الكمية التي تقول المعايير الحكومية الرسمية بأن الجسد يحتاج إليها. “بالتالي، يعاني الجميع من قصور في الماغنيزيوم”، برأي د. تايتلباوم.

ويرى بأن شكل مكمل الماغنيزيوم الذي تستعمله لتعويض النقص له دور حيوي. فثمة أنواع كثيرة من الماغنيزيوم لا يمتصها الجسد جميعها بصورة جيدة. لذا فهو ينصح بمستحضر يزود الجسد بغليسينات الماغنيزيوم مع حمض الماليك، وهي مكونات تساعد على امتصاص الماغنيزيوم بأقصى درجة. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة وتابع استعمال المكمل كتدبير وقائي حتى بعد تحسن الحالة.

ولكن ثمة تحذير واحد. فمن شأن الماغنيزيوم أن يسبب إسهالا. وفي هذه الحالة، اخفض الجرعة إلى ما بين 75 و100 ملغ في اليوم إلى أن يزول الإسهال.

التدليك: يزيل الألم

إن أحد أفضل (وأسهل) أنواع التدليك المستعمل لتسكين العضلات المؤلمة والمتوترة هو التدليك بالفرك العميق، كما يقول رالف ر. ستيفنز، معالج تدليك مجاز ومدرب على التدليك للحوادث الرياضية والعلاج العصبي العضلي في Ralph Stephens Seminars في سيدار رابيدس، إيوا. وإليك كيفية ذلك.

ضع أصابع الوسطى والسبابة والبنصر لإحدى اليدين على منطقة توتر أو ألم عضلي واضغط بما يكفي بحيث لا تنزلق رؤوس أصابعك على بشرتك أو ثيابك. قم بخمس إلى عشر حركات دائرية وافرك بما يكفي لإزالة الانزعاج الطفيف من دون تسبيب الألم.

ويقول ستيفينز: “تحرك حركة التدليك البشرة التي تعلو الطبقات العضلية العميقة، وتدحرج الألياف العضلية على بعضها بعضا، مما يحسن جريان الدم ويساعد على استرخاء الجهاز العصبي”. وحين تدلك إحدى المناطق انتقل بمسافة عرض يدك وكرر العملية.

“ويمكنك تدليك ساقيك وذراعيك وصدرك ومؤخرة عنقك بسهولة بواسطة هذه التقنية”، كما يقول ستيفينز. دلك إحدى المناطق ودعها ترتاح لبضع دقائق ثم دلكها ثانية. وبوسعك استعمال هذه الطريقة يوميا، ويجب أن تشعر ببعض التحسن الفوري. وفي حال سبب التدليك ألما في إحدى المناطق، ذلك دليل على أنك تضغط بقوة أو دلكتها لمدة طويلة، أو كليهما. أرح مكان الألم لبضعة أيام ثم دلكه ثانية بقوة أقل.

التخيل: شاهد عضلاتك وهي تسترخي

يمكنك عبر التخيل أن تستعمل قوة ذهنك للمساعدة على استرخاء العضلات المشدودة والموجعة عند المس بفعل الألم العضلي الليفي، كما يقول سايمون رافيكز، دكتور في الفلسفة، طبيب نفسي سريري في Pacific Palisades، كاليفورنيا، والذي يعاني من الألم العضلي الليفي.

اجلس أولا براحة على كرسي وركز انتباهك على نقطة تؤلمك فيها عضلاتك. بعد ذلك، تخيل بأن عضلاتك في تلك المنطقة مربوطة كالعقدة، كما يقول د. رافيكز. ثم شاهدها بعينك الذهنية وهي تنحل تدريجيا وتنفك تماما لتطول وتتمدد أخيرا.

وبينما أنت تتخيل، خذ أنفاسا عميقة وبطيئة ودع جسدك يسترخي. قم بهذا التمرين مرة في اليوم لمدة 5 إلى 10 دقائق لتخفيف الألم والمساعدة على منع تهيجه يوميا.

مكمل معدني/عديد الفيتامينات: مفيد لصحتك

من شأن الألم العضلي الليفي أن يسبب عدة أشكال من القصور الغذائي بفعل المشاكل الهضمية، استنادا إلى د. تايتلباوم. لذا فهو يوصي كل مريض بهذه الحالة بتناول مكمل معدني/عديد الفيتامينات.